المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الحـلقة ‏( 424 )‏ من دين و حكمة - أحكام الزواج 53


adnan
03-17-2013, 10:53 PM
( الحلقة رقم : 424 )

{ الموضوع الـعاشر الفقرة 53 }

( أحكــام الـزواج )

أخى المسلم

نواصل معكم اليوم الموضوع الـعاشر من مواضيع دين و حكمة



الحمد لله رب العالمين
و الصلاة والسلام على سيد الأولين و الأخرين
سيدنا محمد و على آله و صحبه أجمعين
و من أهتدى بهديه إلى يوم الدين .

قال أبن مسعود

لو لم يبق من أجلى إلا عشرة أيام
و أعلم أنى أموت فى آخرها
و لى طول النكاح فيهن لتزوجت مخافة الفتنة




أخى المسلم



حديثنا اليوم عن المحرمات من النساء

و لقد سبق أن تكلمنا عنها إجمالاً فى حلقات سابقة
و الأن نتحدث عنها تفصيلا فتابعونا

المحرمات من النساء

السؤال : هل كل أمرأة صالحة للعقد عليها ؟
الإجابة : قطعاً لا
فليست كل أمرأة صالحة للعقد عليها
بل يشترط فى المرأة التى يراد العقد عليها
أن تكون غير محرمة على من يريد التزوج بها
سواء أكان هذا التحريم مؤبداً أم مؤقتاً

و التحريم المؤبد يمنع المرأة أن تكون زوجة للرجل فى جميع الأوقات
و التحريم المؤقت يمنع المرأة من التزوج بها ما دامت على خاصة قائمة بها
فان تغير الحال و زال التحريم الوقتى صارت حلالا

ماهى أسباب التحريم المؤبدة ؟؟ هي :-

1 - النسب
2 - المصاهرة
3 - الرضاع
و هى مذكوره فى قوله تعالى

{ حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ أُمَّهَاتُكُمْ وَبَنَاتُكُمْ وَأَخَوَاتُكُمْ وَعَمَّاتُكُمْ وَخَالاَتُكُمْ

وَبَنَاتُ الأَخِ وَبَنَاتُ الأُخْتِ وَأُمَّهَاتُكُمُ اللاَّتِي أَرْضَعْنَكُمْ وَأَخَوَاتُكُم مِّنَ الرَّضَاعَةِ

وَأُمَّهَاتُ نِسَآئِكُمْ وَرَبَائِبُكُمُ اللاَّتِي فِي حُجُورِكُم مِّن نِّسَآئِكُمُ اللاَّتِي دَخَلْتُم بِهِنَّ

فَإِن لَّمْ تَكُونُواْ دَخَلْتُم بِهِنَّ فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْكُمْ وَحَلاَئِلُ أَبْنَائِكُمُ الَّذِينَ مِنْ أَصْلاَبِكُمْ

وَأَن تَجْمَعُواْ بَيْنَ الأُخْتَيْنِ إَلاَّ مَا قَدْ سَلَفَ إِنَّ اللّهَ كَانَ غَفُوراً رَّحِيماً }



النساء23

صدق الله العظيم

المحرمات من النسب هن :-

1 – الأمهات ، 2 – البنات ، 3 - الأخوات
4 – العمات ، 5 - الخالات
6 - بنات الأخ ، 7 - بنات الأخت


و الأم أسم لكل أنثى لها عليك ولادة
فيدخل فى ذلك
الأم و أمهاتها و جداتها و أم الأب و جداته و إن علون

أما البنت فهي أسم لكل أنثى لك عليها ولادة
أو كل أنثى يرجع نسبها إليك بالولادة بدرجة او درجات
فيدخل فى ذلك بنت الصلب و بناتها

و الأخت فهي أسم لكل أنثى جاورتك فى أصليك أو فى أحدهما

و العمة هي أسم لكل أنثى شاركت أباك أو جدك فى أصلية أو فى أحدهما
و قد تكون العمة من جهة الأم ، و هى أخت أبى أمك


و الخالة هي أسم لكل أنثى شاركت أمك فى أصليها أو فى أحدهما
و قد تكون من جهة الأب ، وهى أخت أم أبيك


و بنت الأخ هي أسم لكل أنثى لأخيك عليها ولادة بواسطة أو مباشرة

و كذلك بنت الأخت

ما هى المحرمات بسبب المصاهرة ؟؟

المصاهرة هي القرابة الناشئة بسبب الزواج

1 - أم زوجته ، و أم أمها ، و أم أبيها و إن علت


قال تعالى



{ وَأُمَّهَاتُ نِسَآئِكُمْ }


و لا يشترط فى تحريمها الدخول بها
بل مجرد العقد عليها يحرمها

روى عن أبن عباس رضى الله تعالى عنهما

و عن زيد بن ثابت رضى الله تعالى عنه


[ أن من عقد على أمرأة و لم يدخل بها جاز له أن يتزوج بأمها ]

2 – و أبنة زوجته التى دخل بها
و يدخل فى ذلك بنات بناتها و بنات أبنائها و إن نزلن


قال تعالى



{ وَرَبَائِبُكُمُ اللاَّتِي فِي حُجُورِكُم مِّن نِّسَآئِكُمُ اللاَّتِي دَخَلْتُم بِهِنَّ

فَإِن لَّمْ تَكُونُواْ دَخَلْتُم بِهِنَّ فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْكُمْ }


و الربائب هن جمع ربيبة
و ربيب الرجل ولد أمراته من غيره
سمى ربيبا له لأنه يربيه كما يربي ولده أى يسوسه

و قوله تعالى



{ اللاَّتِي فِي حُجُورِكُم }

وصف لبيان الشأن الغالب فى الربيبة
و هو أن تكون فى حجر زوج أمها و ليس قيدا
و عند الظاهرية : إنه قيد
و أن الرجل لا تحرم عليه ربيبته أى أبنة أمراته إذا لم تكن فى حجره

3 - زوجة الأبن
و أبن أبنه ، و أبن بنته ، و إن نزل


قال تعالى



{ وَحَلاَئِلُ أَبْنَائِكُمُ الَّذِينَ مِنْ أَصْلاَبِكُمْ }

والحلائل هن جمع حليلة و هى الزوجة و الزوج يُسمى حليل

4 - زوجة الأب
يحرم على الأبن التزوج بحليلة أبيه
بمجرد عقد الأب عليها و لم يدخل بها

و كان هذا النوع من الزواج فاشياً فى الجاهلية
و كانوا يسمونه زواج المقت
و سمى الولد منها مقتياً ، أو مقيتاً ، و قد نهى الله عنه و ذمه و نفر منه

أصل المقت هو البغض من مقته يمقته مقتا فهو ممقوت و مقيت

ماذا قال الإمام الرازى

مراتب القبح ثلاث
القبح العقلى
و القبح الشرعى
و القبح العادى

و قد وصف الله هذا النكاح بكل ذلك

فقال سبحانه

{ وَلاَ تَنكِحُواْ مَا نَكَحَ آبَاؤُكُم مِّنَ النِّسَاء إِلاَّ مَا قَدْ سَلَفَ

إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَمَقْتاً وَسَاء سَبِيلاً }



النساء22


إشاره إلى مرتبة قبحه العقلى

و قوله تعالى


{ وَمَقْتاً }


إشاره إلى مرتبة قبحه الشرعى


و قوله تعالى


{ وَسَاء سَبِيلاً }


إشارة إلى مرتبة قبحه العادى

و قد روى أبن سعد عن محمد بن كعب

سبب نزول هذه الآية قال
كان الرجل إذا توفى عن إمرأته
كان أبنه أحق بها أن ينكحها إن شاء إن لم تكن أمه ، أو ينكحها من شاء

فلما مات أبو قيس بن الأسلت
قام أبنه محصن فورث نكاح إمرأته و لم ينفق عليها و لم يورثها من المال
فأتت النبى صلى الله عليه و سلم فذكرت ذلك


فقال عليه الصلاة و السلام لها


( إرجعى لعل الله ينزل فيك شيئا )



فنزلت الآية


{ وَلاَ تَنكِحُواْ مَا نَكَحَ آبَاؤُكُم مِّنَ النِّسَاء إِلاَّ مَا قَدْ سَلَفَ

إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَمَقْتاً وَسَاء سَبِيلاً }


و يرى الأحناف



أن من زنى بإمرأة أو لمسها أو قبلها أو نظر إلى فرجها بشهوة
حرم عليه أصولها و فروعها و تحرم هى على أصوله و فروعه


إذ أن حرمة المصاهرة تثبت عندهم بالزنا ، و مثله مقدماته و دواعيه
فقالوا
و لو زنا الرجل بأم زوجته أو بنتها حرمت عليه حرمة مؤبدة

و يرى جمهور العلماء

إن الزنا لا تثبت به حرمة المصاهرة و أستدلوا على هذا


قول الله تعالى


{ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ النِّسَاء إِلاَّ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ كِتَابَ اللّهِ عَلَيْكُمْ

وَأُحِلَّ لَكُم مَّا وَرَاء ذَلِكُمْ أَن تَبْتَغُواْ بِأَمْوَالِكُم مُّحْصِنِينَ غَيْرَ مُسَافِحِينَ

فَمَا اسْتَمْتَعْتُم بِهِ مِنْهُنَّ فَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ فَرِيضَةً وَلاَ جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِيمَا تَرَاضَيْتُم بِهِ

مِن بَعْدِ الْفَرِيضَةِ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلِيماً حَكِيماً }



النساء 24


هذا بيان عما يحل من النساء بعد بيان ما حرم منهن
و لم يذكر أن الزنا من أسباب التحريم

روت أم المؤمنين أمنا السيدة / عائشة / رضى الله تعالى عنها و عن أبيها

[ إن النبى صلى الله عليه و سلم سُئل
عن رجل زنى بإمرأة فأراد أن يتزوجها أو أبنتها

فقال صلى الله عليه و سلم


لا يحرم الحرام الحلال ، إنما يحرم ما كان بنكاح ) ]


رواه أبن ماجه عن أبن عمر رضى الله تعالى عنهما


أخى المسلم

إن ما ذكروه من الأحكام فى ذلك هو مما تمس إليه الحاجة
و تعم به البلوى أحياناً
و ما كان الشارع ليسكت عنه ، فلا ينزل به قرآن
و لا تمضى به سنة و لا يصح فيه خبر و لا أثر عن الصحابة
و قد كانوا قريبى عهد بالجاهلية التى كان الزنا فيها فاشياً بينهم
فلو فهم أحد منهم إن لذلك مدركا فى الشرع

أو تدل عليه علة أو حكمة لسألوا عن ذلك
و توفرت الدواعى على نقل ما يفتنون به
و لأنه معنى لا تصير به المرأة فراشا
فلم يتعلق به تحريم المصاهرة كالمباشرة بغير شهوة

أخى المسلم

ما هى المحرمات بسبب الرضاع ؟؟

هذا ما سنعرفه إن شاء الله تعالى فى الحلقة القادمة
فأنتظرونا و لا تنسونا من صالح الدعوات