المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الحلقة ( 429 ) من دين و حكمة - أحكام الزواج 58


adnan
04-03-2013, 10:01 PM
( الحلقة رقم : 429 )

{ الموضوع الـعاشر الفقرة 58 }
( أحكــام الـزواج )
أخى المسلم
نواصل معكم اليوم الموضوع الـعاشر من مواضيع دين و حكمة




الحمد لله رب العالمين

و الصلاة والسلام على سيد الأولين و الأخرين

سيدنا محمد و على آله و صحبه أجمعين

و من أهتدى بهديه إلى يوم الدين .
قال أبن مسعود



لو لم يبق من أجلى إلا عشرة أيام

و أعلم أنى أموت فى آخرها

و لى طول النكاح فيهن لتزوجت مخافة الفتنة

https://mail.google.com/mail/u/0/?ui=2&ik=8c4e62fb9f&view=att&th=13dd05fd324fac1a&attid=0.5&disp=emb&zw&atsh=1


أخى المسلم



نستكمل اليوم إن شاء الله حديثنا عن


حكمة التحريم



حكمة تحريم بنات الأخ و بنات الأخت



و أما بنات الأخ و بنات الأخت فهما من الإنسان بمنزلة بناته

حيث أن أخاه و أخته كنفسه

و صاحب الفطرة السليمة يجد لهما هذه العاطفة من نفسه

و كذا صاحب الفطرة السقيمة

إلا أن عاطفة هذا تكون كفطرته فى سقمها



نعم إن عطف الرجل على بنته يكون أقوى لكونها بضعة منه

نمت و ترعرعت بعنايته و رعايته

و أنسه بأخيه و أخته يكون أقوى من أنسه ببناتهما لما تقدم



و أما الفرق بين العمات و الخالات

و بين بنات الأخوه و الأخوات

فهو :




إن الحب لهؤلاء عطف و حنان

و الحب لأولئك حب تكريم و إحترام

فهما

من حيث البعد عن مواقع الشهوة متكافآن

و إنما قدم فى النظم الكريم ذكر العمات و الخالات

لأن الإدلاء بهما من الآباء و الأمهات

فصلتهما أشرف و أعلى من صلة الإخوة و الأخوات



أخى المسلم



هذه أنواع القرابة القريبة التى يتراحم الناس عليها
و يتعاطفون و يتوادون و يتعاونون بها

و بما جعل الله لها فى النفوس من الحب و الحنان و العطف و الإحترام

فحرم الله فيها النكاح لأجل أن تتوجه عاطفة الزوجية و محبتها
إلى من ضعفت الصلة الطبيعية أو النَسَبية بينهم

كالغرباء و الأجانب و الطبقات البعيدة من سلالة الأقارب

كأولاد الأعمام و العمات و الأخوال و الخالات

و لذلك تتجدد بين البشر قرابة الصهر
التى تكون فى المودة و الرحمة كقرابة النسب

فتتسع دائرة المحبة و الرحمة بين الناس

فهذه حكمة الشرع الروحية فى محرمات القرابة



أخى المسلم

adnan
04-03-2013, 10:02 PM
ماهى الحكمه الجسديه ؟؟



إن هناك حكمة جسدية حيوية عظيمة جدا

و هى أن تزاوج الأقارب بعضهم ببعض يكون سببا لضعف النسل

فإذا تسللت و أستمرت بتسلسل الضعف و الضوى فيه إلى أن ينقطع

و هذا لسببان



أحدهما



و هو الذى أشار اليه الفقهاء

أن قوة النسل تكون على قدر داعية التناسل فى الزوجين و هى الشهوة

و قد قالوا

أنها تكون ضعيفة بين الأقارب

و جعلوا ذلك علة لكراهية تزوج بنات العم و بنات العمة .. إلى آخره

و سبب ذلك أن هذه الشهوة شعور فى النفس

يزاحمه شعور عواطف القرابة المضاد له

فإما أن يزيله و إما أن يزلزله و يضعفه



أما السبب الثانى



و هو يعرفه الاطباء

و إنما يظهر للعامة بمثال تقريبى معروف عند الفلاحين

و هو أن الأرض التى يتكرر زرع نوع واحد من الحبوب فيها

يضعف هذا الزرع فيها مرة بعد أخرى إلى أن ينقطع

لقلة المواد التى هى قوام غذائه

و كثرة المواد الأخرى التى لا يتغذى منها و مزاحمتها لغذائه أن يخلص له

و لو زرع ذلك الحب فى أرض أخرى
و زرع فى هذه الأرض نوع آخر من الحب لنما كلاً منهما

بل ثبت عند الزراع أن إختلاف الصنف
من النوع الواحد من أنواع البذار يفيد

فإذا زرعوا حنطة فى أرض و أخذوا بذرا من غلتها
فزرعوه فى تلك الأرض يكون نموه ضعيفا و غلته قليلة

و إذا أخذوا البذر من حنطة أخرى و زرعوه فى تلك الأرض نفسها
يكون أنمى و أزكى



كذلك النساء هن حرث كالأرض

يزرع فيهن الولد و طوائف الناس كأنواع البذار و أصنافه

فينبغى أن يتزوج أفراد كل عشيرة من الأخرى ليزكوا الولد و ينجب

فإن الولد يرث من مزاج أبويه و مادة أجسادهما

و يرث من أخلاقهما و صفاتهما الروحية و يباينهما فى شئ من ذلك

فالتوارث و التباين سنتان من سنن الخليقة

ينبغى أن تأخذ كل واحدة منهما حظها لأجل أن ترتقى السلائل البشرية
و يتقارب الناس بعضهم من بعض

و يستمد بعضهم القوة و الإستعداد من بعض

و التزوج من الأقربين ينافى ذلك

فثبت بما تقدم كله أنه ضار بدنياً و نفسياً و مناف للفطرة

و مخل بالروابط الاجتماعية و عائق لإرتقاء البشر



ماذا قال الشيخ الغزالى



إن الخصال التى تتطلب مراعاتها فى المرأة يجب ألا تكون من القرابة القريبة

قال : فأن الولد يخلق ضاوياً أى نحيفاً

و أورد فى ذلك حديثا لا يصح



و لكن روى إبراهيم الحربى رضى الله تعالى عنه
فى غريب الحديث

أن عمر رضى الله تعالى عنه قال لآل السائب




[ أغتربوا لاتضووا ]


أى تزوجوا الغرائب لئلا تجئ أولادكم نحافاً ضعافاً



و علل الغزالى ذلك بقوله


إن الشهوة إنما تنبعث بقوة الإحساس بالنظر أو اللمس
و إنما يَقوى الإحساس بالمر الغريب الجديد

فأما المعهود الذى دام النظر إليه

فإنه يضعف الحس عن تمام أدراكه و التأثر به و لا تنبعص به الشهوة



أخى المسلم



ماهى حكمة التحريم بالرضاع ؟؟



فهذا ما سنعرفه إن شاء الله تعالى فى الحلقة القادمة
فأنتظرونا و لكن لا تنسونا من صالح الدعوات