المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : القيادة في حياة الرسول


adnan
04-09-2013, 10:13 PM
الأخت / غـــرام الغـــرام
حصرياً لبيتكم و للمجموعات الشقيقة و الصديقة



القيادة في حياة الرسول
صلى الله عليه و على ىله و صحبه سلم
الجزء الرابع - 7

https://mail.google.com/mail/u/0/?ui=2&ik=8c4e62fb9f&view=att&th=13de4dd8cd59fed2&attid=0.0.4&disp=emb&zw&atsh=1 (http://www.ataaalkhayer.com/)

الدروس العسكرية المستقاة من حروب الرسول صلى الله عليه وسلم

لقد استخلص الباحث العسكري محمود الدرة الدروس العسكرية في
حروب الرسول صلى الله عليه وسلم التي نضعها بنقاط محددة :

• في تأليف وتنظيم الجيوش : فكان الرسول صلى الله عليه وسلم أول
من عبأ معباً كاملاً في هذه الحرب الدفاعية لحماية الدعوة الإسلامية.

• في أسلوب القتال : وضع الخطط العسكرية المناسبة واستخدامه
طبيعة أرض المعركة .

• في وضع مباديء جديدة للحرب :

أولاً : المباغتة ، إذ يتحرك بكتمان وسرية وحذر ، ويستخدم أسلوب التورية.

وثانياً : الاستطلاع وترصد حركة الخصوم.

وثالثاً: المقدرة على الحركة ، فقد أثبت جيش المسلمين قدرته على السير
مسافات بعيدة بسرعة فائقة مع الصبر على شظف العيش ،
واحتمال قسوة الطبيعة والمناخ .

ورابعاً : التوفيق بين السياسة والحرب ، وذلك بعقده العهود والمحالفات
مع القبائل العربية والاهتمام بالجبهة الداخلية ، لئلا يؤخذ المسلمون
على حين غرة ، ولم يكن الرسول يكتفي بالنصر العسكري بل يسعى دائماً
إلى تحقيق نصر سياسي في كسب الخصوم والأعداء .

و خامساً : استخدام سلاح الدعاية ، وخلق ما يسمى بالرتل أو الطابور
الخامس في قلب الأعداء ،

و لنذكر كلمة الرسول صلى الله عليه وسلم في وصف هذا السلاح حين قال :

( نصرت بالرعب مسيرة شهر )
كما يؤكد خطورة أسلوب الدعاية تمهيداً لتحقيق النصر العسكري
في ميادين القتال ، وإلى جانب الحرب الدعائية استخدام الرسول أيضاً
الخدعة والتمويه وهو القائل

( الحرب خدعة )
وكذلك حرب الأعصاب لبلبلة صفوف الأعداء وإدخال الوهن في
عزائم المحاربين .

هذا وإن المعارك العديدة التي خاضها الرسول بنفسه خلال عشرة أعوام
والتي بلغت تسع عشرة غزوة ، وكذلك السرايا التي أنفذها ، قد أثبتت مكانته
العسكرية ومزاياه القيادية حتى تمكن من تحقيق النصر العظيم ،
ففي السنة التاسعة للهجرة كان محمد صلى الله عليه وسلم حسب تقرير
جيورجيو :

[ قد فتح الجزيرة العربية كلها ، وغدا الجميع مسلمين أو
إلى جانب المسلمين ، وقد انتشر الإسلام من السنة الأولى للهجرة إلى السنة
العاشرة بمساحة قدرها 822 ألف كم2 تقريباً ]

إن الإنجاز العظيم الذي حققه الرسول كقائد عسكري ومشرع ومناضل
لمحو الوثنية من جزيرة العرب ، و النصر العظيم الذي حققه في نشر الإسلام
بسائر أرجاء الجزيرة العربية لم يكن سوى جانب واحد من جوانب عبقريته
العسكرية ، إذ وضع كذلك أساس مجابهة الدولة البيزنطية ، حين قام بحملته
العسكرية الأخيرة التي عرفت باسم غزوة تبوك ،
وكان من نتائج ثمارها أن عقد الكثير من الأمراء العرب المسيحيين
المتحالفين مع الدولة البيزنطية ، معاهدات معه على عدم المهاجمة والحرب
والوقوف على الحياد.
وليس هذا فقط بل صمم عملياً على غزو سوريا وعقد لواء القيادة
لأسامة بن زيد تنفيذاً لهذا الهدف قبل أن يلقى ربه بقليل.

يقول الباحث العسكري محمود الدرة:

[ وهذا جيش أسامة بن زيد الذي أمره محمد بتكوينه كان آخر عمل يقوم به
في هذا السبيل تقرير على حرية الدعوة للعقيدة و تحرر العالم من عبودية
الطغاة المستبدين ، و لم تنسه حتى سكرات الموت الأمر بإنفاذه
والدعاء لقائده بالنصر لتحرير العرب من حكم المتعبدين ليخطوا بعد ذلك
خطواتهم الحاسمة لتحطيم قوى الشر و العبودية التي كانت تخيم
على العالم المعروف ]

قصة من حياة الرسول صلى الله عليه وسلم
حول كيفية إدارة السياسة والإدارة وحكمة القيادة

الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم الذي لا ينطق عن الهوى يعلمنا
كيف يجب علينا إدارة الأمور بالتبصر والحكمة والتروي
فعندما هم ذلك الصحابي ليُعلم قريش أن الرسول يُعد التجهيزات لفتح مكة
انكشف أمره للرسول وعندما واجهه المصطفى عليه السلام وجد فيه الصدق
والإعتراف بالذنب والفعل الذي كان ينوي أن يُقدم عليه .

في عالمنا هذا يسمى ذلك الفعل بالخيانة العظمى في أن يقوم شخص بتسريب
خطة هجوم عسكرية لطرف معادي والعقوبة معروفة سلفاً وهي الإعدام .
ومن هنا يجب على الجميع أن يستفيد ويتعلم وينظر إلى الأمور من نواحي
شاملة وليس بضيق الأفق ؛ فنتناسى أو نتجاهل مواقف مشرفة وأعمال
جميلة وسيرة محمودة للمخطىء بمجرد أن اهوائنا تتحكم بنا .

فالتاريخ المشرف لذلك الرجل والبلاء الحسن الذي قدمه في معركة بدر
ومصداقيته في القول بالإعتراف امام الرسول نجا من الموت .
تلك هي المفاهيم التي هي غائبة أو مغيبة عن مواقع عمل كثيرة وعن بعض
القيادات واصحاب إتخاذ القرار ، فنجد الكثيرين يجدون ويجتهدون في العمل
من أجل اوطانهم وحينما يخطؤون تتخذ في حقهم الإجراءات التي لا تتناسب
وطبيعة الخطأ لأولئك المجتهدون .

لننظر كيف تعامل النبي صلى الله عليه وسلم مع قضية خطيرة وكيف يتعامل
البعض بسطوة منصبه على الآدميين العاملين المجتهدين حينما يقعون
في الزلات .
لنستخلص الدروس والحكمة حينما نقرأ في سيرته صلى الله عليه وسلم
وبالمناسبة وكمثال على ضيق الأفق لدى البعض :

كُنا في محاضرة وفي نهايتها سأل المحاضرون المشاركين إذا ما كانت لديهم
اية اسئلة ؟
فتقدم احد المشاركين الحضور وفي يده ورقة بيضاء مقاس A4 وبها
نقطة سوداء بالوسط وعلقها على (البورد)
وسأل المحاضرين بعد إستئذانهم ( ماذا ترون ؟)
اجاب المحاضرين : نرى نقطة سوداء
هكذا الكثير يرون السواد فقط ولا تُبصر اعينهم تلك المساحة من البياض
الناصع .
لعل الذي يقرأ هذه القصة أن يتدبر في نفسه أولاً ومن ثم كيفية التعامل
مع الأحداث والمواقف المختلفة ...وعسى أن نستفيد لنرتقي جميعاً .