المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : قصة رجل عصامي ( 01 - 02 )


adnan
04-22-2013, 10:38 PM
الأخ البروفيسور / زهير السباعى


حصرياً لبيتنا و للمجموعات الشقيقة و الصديقة لنا
لمعرفة من هو بروفيسورنا الحبيب



في ركني
قصة رجل عصامي (1)
بقلم البروفيسور / زهير بن أحمد السباعي



درجنا على أن نلتقي نحواً من ثلاثين زميلاً من زملاء الدراسة
قبل الجامعية مرتين في السنة وهي اجتماعات نحرص عليها ولا يكاد
يؤخرنا عنها شاغل من عمل .

لقاءنا الأخير كان في منزل الصديق المهندس / عبد العزيز غندورة ،
وهو مدار حديثي اليوم .

عرفت عبد العزيز ونحن في المرحلة الثانوية كان يدرس من بيته ،
ومع هذا فهو مرجعنا في مسائل الرياضة ،
وعندما ظهرت نتائج الثانوية العامة كان ترتيبه الثالث على المملكة ،
أما الأول فهو الصديق الدكتور / عبد الحميد فرائضي
والثاني زميل مصري .

لم تكن الحياة سهلة أو لينة لعبد العزيز ، بدءً من سن الثانية عشرة
مارس العمل في أعمال البناء يحمل الحجارة والطين في قيط الظهيرة
مقابل ريالين في اليوم يعول بهما أسرته تقلب في صباه من عمل شاق
إلى عمل أشق ، حتى نال الثانوية العامة .

كنا ثلاثة ترافقنا في رحلتنا من المملكة إلى مصر للدراسة الجامعية ،
عبد العزيز غندورة ، وعبد الكريم فادن ، وأنا .
أمضينا عشرة أيام في لبنان وسوريا ونحن في طريقنا إلى
مصر ( أم الدنيا ) للدراسة لأول مرة نواجه العالم الخارجي بعيداً
عن محيط الأسرة ، ولأول مرة تتفتح عيوننا وأذهاننا على غرائب الدنيا
وعجائبها .

ثروتنا ضخمة بما لا يقاس ، روح الشباب ، والرغبة في اكتشاف
المجهول ، ومبلغ 350 ليرة لبنانية ميزانيتنا نحن الثلاثة مجتمعين .
أما أمين الصندوق فانضجنا وأكبرنا سناً عبد العزيز .

على مدى أسبوع سحنا في لبنان من أقصاه إلى أدناه ،
من أعلى ذراه في جبال الأرز إلى شواطئ البحر وسيلتنا أقدامنا
وسيارات الأوتوبيس درجة ثالثة وفي السندوتشات صباحاً ومساءً
ما يكفي حاجتنا من الغذاء ويزيد.

قضينا في دمشق ثلاثة أيام ، نمضي نهارنا والمساء متنقلين بين
معرض دمشق الدولي ومتاحف دمشق وأسواقها فإذا ما جن الليل
أوينا إلى نزل متواضع ، بسط لنا صاحبه حشايا على السطح
مقابل ليرتين . وهل تقارن نسائم الليل الندية ،
وكواكب السماء الدرية بزحمة الغرف واختناقها !!
وعندما انطلقنا في يومنا الأخير من دمشق إلى إحدى الضواحي
على ضفاف بردة ومعنا غذاءنا المعتاد من السندوتشات ونحن في مرحنا
وصخبنا ، دعتنا عائلة افترشت العشب إلى جوارنا لمشاركتها
طعام الغذاء ، فكانت أول وجبة معتبرة نحصل عليها منذ أن غادرنا بلادنا
يتبع فى الحلقة القادمة فأنتظرونا