المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : شرح سيد الإستغفار


adnan
04-26-2013, 05:17 PM
الأخت / الملكة نــــــــور



شرح سيد الإستغفار


(http://www.ataaalkhayer.com/)



قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :

)الحلالُ بيِّنٌ والحرامُ بيِّنٌ، وبينَ ذلِكَ أمورٌ مشتبِهاتٌ،


لا يدري كثيرٌ منَ النَّاسِ أمنَ الحلالِ هيَ أم منَ الحرامِ ،


فمن ترَكَها استبراءً لدينِهِ وعرضِهِ فقد سلمَ ،


ومن واقعَ شيئًا منها، يوشِكُ أن يواقعَ الحرامَ،


كما أنَّ من يرعى حولَ الحِمى


( وَهوَ مكانٌ مَحدودٌ يحجِزُهُ السُّلطانُ لتَرعى فيهِ أنعامُهُ وحدَها،


ويحجُرُ علَى غيرِها أن تنالَ منهُ شيئًا


أوشكَ أن يواقعَهُ، ألا وإنَّ لِكُلِّ ملِكٍ حمًى،


إلَّا وإنَّ حمى اللَّهِ محارمُهُ (


خلاصة حكم المحدث: صحيح




شرح سيد الإستغفار



قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:



( ألا أدلُّكَ على سيِّدِ الاستِغفارِ :

اللَّهمَّ أنتَ ربِّي ، لا إلَهَ إلَّا أنتَ ، خَلقتَني وأَنا عبدُكَ ،

وأَنا على عَهْدِكَ ووعدِكَ ما استطعتُ ، أعوذُ بِكَ من شرِّ ما صنعتُ ،

وأبوءُ لَكَ بنعمتِكَ عليَّ ، وأعترفُ بِذنوبي ،

فاغفِر لي ذنوبي إنَّهُ لا يَغفرُ الذُّنوبَ إلَّا أنتَ ،

لا يقولُها أحدُكُم حينَ يُمسي

فيأتي علَيهِ قَدرٌ قبلَ أن يُصْبِحَ إلَّا وجبَت لَهُ الجنَّةُ ،

ولا يقولُها حينَ يصبحُ

فيأتي علَيهِ قَدرٌ قبلَ أن يُمْسيَ إلَّا وجبت لَهُ الجنَّةُ )



خلاصة حكم المحدث: صحيح

https://mail.google.com/mail/u/0/?ui=2&ik=8c4e62fb9f&view=att&th=13e3cdba38318d9a&attid=0.5&disp=emb&zw&atsh=1 (http://www.ataaalkhayer.com/) 


ومعنى سيدالاستغفار أي أنه يسود ويتقدم كل صيغ الاستغفار
الأخرى في الفضيلة والرتبة ,


وهذا مقرر من كلام من لا ينطق عن الهوى .


والمتأمل فيه يجد أن هذا الدعاء قد أشتمل على التوبة

والتذلل والإنابة لله سبحانه وتعالى .

ففيه إقرار من العبد بألوهية الله وذلك في قوله اللهم ,

و إقرار بربوبيته في قوله أنت ربي ,
و يقر بوحدانيته في وقوله لا إله إلا أنت ,

ويقر بأنه عبد مربوب له في قوله خلقتني وأنا عبدك
وقوله وأنا على عهدك :

على قولان :

الأول :



( أي أنا على عهدك بالإيمان بك وبملائكته وكتبك ورسلك

أركان الإيمان الستة )

والثاني :



( أي العهد الذي أخذ من آدم وذريته )



وذلك في قوله تعالى :



} و إِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنفُسِهِمْ

أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ {



الأعراف : 172

وقوله ووعدك : أي الوعد الذي وعدتنا إياه

وذلك في قوله تعالى :



} الر كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِن لَّدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ

أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ اللَّهَ إِنَّنِي لَكُم مِّنْهُ نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ

وَأَنِ اسْتَغْفِرُواْ رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُواْ إِلَيْهِ يُمَتِّعْكُم مَّتَاعًا حَسَنًا إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى

وَيُؤْتِ كُلَّ ذِي فَضْلٍ فَضْلَهُ وَإِن تَوَلَّوْا فَإِنِّيَ أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ كَبِير ٍ {



( هود : 3 )

فالوعد هو المتاع الحسن في الدنيا ,

ويؤتي كل ذي فضل من فضله أي دخول الجنة في الآخرة ,

وقوله ما استطعت: أي على قدر استطاعتي ,

فإنه سبحانه وتعالى لا يكلف نفسا إلا وسعها ,

والاستطاعة حقيقتها أستفراغ الجهد , أي بذل كل الجهد الذي يمكن بذله .

وحقيقة الاستطاعة هي أن كل ما كلفنا به إلا وفي مقدورنا فعله ,

وعليه يجب أن نكون صادقين مع الله في الاستطاعة .


وقوله : ( أعوذ بك من شر ما صنعت )

فيستعيذ الإنسان من شر ذنوبه وتقصيره في أمره

سواء كان التقصير في القيام بشكر الإنعام و تقصيره بارتكاب الآثام ,



فالتقصير لا يقع فقط في أجتراح الآثام

بل أيضا في التقصير على شكر الإنعام ,

ولا يحرم العبد من نعمة إلا بذنب أصابه ,

والحقيقة أن التقصير واقع ولا محالة في شكر الإنعام



فقد قال تعالى :



} وَإِن تَعُدُّواْ نِعْمَةَ اللَّهِ لاَ تُحْصُوهَا إِنَّ اللَّهَ لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ {



النحل : 18

https://mail.google.com/mail/u/0/?ui=2&ik=8c4e62fb9f&view=att&th=13e3cdba38318d9a&attid=0.6&disp=emb&zw&atsh=1 (http://www.ataaalkhayer.com/)


فيستعذ الإنسان بالله سبحانه وتعالى من شر ما صنع أي من شر مغبته

وسوء عاقبته , وحلول عقوبته , وعدم مغفرته أو من العود إلى مثله ,

فيلتجئ إلى الله من شر الأفعال وقبيح الأعمال , ورديء الخصال .

وقوله : ( أبوء لك بنعمتك )

أي أقر واعترف بنعمة الله عليّ فاعترف بعظيم إنعامك

وترادف فضلك وإحسانك ,

بل وتفضلك على بفعل الحسنات ويعلم أنه هو هداه ويسره لليسرى .

ولولا توفيق الله لما هداه لها ابتداء ولما يسر له فعلها .
ويقر بذنوبه في قوله : ( أبوء بذنبي )

سواء كان ذلك تقصيرا في واجب أو فعل نهي ويتوب منها

في قوله : ( فاغفر لي )

فهو يسأل المغفرة من الله سبحانه وتعالى من ذلك كله ,

معترفا بأنه لا يغفر الذنب سواه .



https://mail.google.com/mail/u/0/?ui=2&ik=8c4e62fb9f&view=att&th=13e3cdba38318d9a&attid=0.7&disp=emb&zw&atsh=1 (http://www.ataaalkhayer.com/)


وكما قال بعضهم:

أطعتك بفضلك والمنة لك وعصيتك بعلمك والحجة لك

فأسألك بوجوب حجتك علي وانقطاع حجتي إلا ما غفرت لي.

رحمتك واسعة وصفحك كريم , ولا يتعاظمك ذنب أن تغفره ,

فأنت الغفور الرحيم .

الموضوع عبارة عن تلخيص لجزء من محاضرة بعنوان :

فن سياسة الذات و قبسات من كلام شيخ الاسلام
في شرح هذا الحديث .