المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : اوربا بين الامس واليوم 1


vip_vip
05-07-2010, 11:49 AM
العضو الزميل/ أمانى صلاح الدين

سلسلة مقالات
مفارقات

أ.د. صلاح الدين سلــــطــان
المستشار الشرعي للمجلس الأعلى للشئون الإسلامية - مملكة البحرين
عضو المجالس الفقهية فى أوربا وأمريكا والهند
www.salahsoltan.com (http://www.salahsoltan.com/)

أوروبا بين الأمس واليوم / الجزء الأول

أوربا الأمس عادت نحو المسيحية في أوربا الغربية والشيوعية في
أوربا الشرقية، لكنها اليوم تعود للإسلام بقدرة الله عز وجل وحكمته الذي قال:
(هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَىٰ وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ)
(التوبة:33)،
ففي زيارتي لإيطاليا مؤخرًا وجدت الشباب المسلم يملأ المساجد ويهفو إلى العلم والتعلم
والسعي لخدمة الإسلام وإعلاء كلمته، مع التوازن بين واجبات وطنه والتعايش مع
المجتمع الجديد الذي حلَّ به وصار جزءًا منه ولن يرجع عنه، وإذا كان بعض
مشايخنا قد ذهب زائرًا فحرَّم على القوم عيشهم في الغرب وكفَّر من رضي الإقامة
بدار الكفر بل تجاوز أحد المفتين في دولة عربية فقال لسائل عن حكم العمل ببيع
الخمر ولحم الخنزير بهولندا فردَّ قائلاً:
"يجوز لأنها دار حرب، بل يجوز أخذ الربا" ولم يبق إلا أن يجري بقية أحكام دار الحرب
في سبي نسائهم والاستمتاع بهن وسلب ونهب أموالهم! وقد رددتُ على فتواه بدراسة فقهية
شرعية وصدرت بها المجالس الفقهية في أمريكا وأوربا، وقام المجلس الأوربي للإفتاء
والبحوث بعقد دورتين متتاليتين عن واجبات المواطنة بالغرب قُدم فيه أكثر من خمسين
بحثًا علميًا دقيقًا ونوقشت الأبحاث ولم تقف المسألة عند العلماء، لكني ألاحظ من
جولاتي في أوربا والغرب أن المسلمين صاروا يتحدثون بلغة المواطنين
وأوربا بلدنا ويجب إصلاحها، والمشاركة في الانتخابات والفعاليات، والحوار مع غير
المسلمين، وهذا أغضب فريقًا كبيرًا من المتعصبين المسيحيين فقاموا بعمل أحزاب تشبه
حزب "ليبرمان" - لعنه الله - "إسرائيل بيتنا" وهم في قمة نشوتهم لكن إرادة الله غالبة
حيث إن قيادات المسلمين الآن دكاترة وأساتذة جامعات ومفكرين وأصحاب شركات،
وها نحن منذ أيام في إيطاليا لما حضضنا وحثثنا مسلمى إيطاليا في العاصمة "ميلانو"
على التبرع لأطفال غزة الجوعى والمرضى، الذين لم تلنْ لهم قلوب جيرانهم من الأنظمة
العربية وشاركوا الكيان الصهيوني والتواطئ الأوربي والأمريكي، لكن مسلمي إيطاليا عبَّروا
عن أصالتهم بالتبرع بنصف مليون يورو لإطعام أبناء غزة الحليب بيد مسلمي أوربا
وهو تجاوب فاق توقعات جميع أعضاء هيئة الإغاثة الإسلامية في إيطاليا، بل والمسلمين
هناك، كما حدثني الأستاذ محمد الزيات ورائدهم أ. عبد الله وهو مسلم إيطالي يتكلم العربية
بطلاقة ويحن لأهل غزة أكثر من بعض قساة القلوب العرب، وكنت مع الدكتور
راغب السرجاني في حالة ذهول من هؤلاء "الغلابة" الذين استجابوا للتبرع كل
واحد بعشرة آلاف يورو ويبدو أنه لا يملك غيرها بل قال أحدهم: "عندي
من الدنيا عشرة آلاف يورو فقط واتفقت مع أخي على أن أرسلها له للتجارة معه والبدء
في مشروع، لكني اليوم قررت الاستجابة لنداء غزة وسأعطيها لربي وعندي يقين
أن الله سيخلف علي"،
والأكثر دهشة أرسلت أخت تقول والله ما أملك شيئا ولست متزوجة لكني أنذر
إن رزقني الله زوجًا صالحًا أن أتبرع بمهري كله لأطفال غزة وبكينا لهذا العزم
على الخير والحمد لله أرسل شاب يريد أن يتزوج منها إكرامًا لها، وبدأت الإجراءات بالفعل.
إنها رحلات تعمق أن لله إرادة أن ينتشر الخير في العالم رغم كره المشركين وتوجس
المنافقين، فلنبادر فإنه لا يستوي منكم من أنفق من قبل الفتح وقاتل،
والفتح قادم بإذن الله وإن كان وراءه زمن وجهد جهيد.



أختكم فى الله