المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أنشودة البهجة.


adnan
05-10-2013, 10:55 PM
يختزن القلبُ المحبُّ رحيقَ الحياة، ثمَّ يرسله عبر النبضات الحانية
غيثًا نديًّا يروي الشَّرايين الظَّامئة،
فتبسِمُ المشاعر ثمَّ تزهر على ضفاف النَّفس،
ويتغنَّى الجسدُ بالأمل والفتوَّة.
يفتح القلب مع كل نبضة من نبضاته الفتيَّة نوافذ المحبَّة،
فيتسلَّل النور ليوقِظ الأحاسيس الغافية في روابِي النَّفس، فتفوح عطرًا،
ومن ثمَّ تعزف الروح أنشودة البهجة.
يجوبُ رياضَ الزَّهر، ويسامرُ البلابلَ الحالمةَ،
ويروي شوقه من قطر الأبجديَّة،
ثمَّ يكتُب قصيدة الطُّهر بقوافي النُّبل الآسر.
ما أرْوعَك أيُّها القلب المحبُّ! ما أجملك!
عندما تبتسِم أيُّها القلب تعذُبُ الكلمات، ويُضيء الوجه، وتصْفو النَّفس،
وترفْرِف رايات المحبَّة، وتهبُّ نسائِم الصَّفح والسَّلام.
https://mail.google.com/mail/u/0/?ui=2&ik=8c4e62fb9f&view=att&th=13e8992212d18d5d&attid=0.6&disp=emb&zw&atsh=1
عندما تبتسِم أيُّها القلب تبتسِم الدنيا، وتَجري أنْهار العطاء،
وتخصب البوادي، ويفتح الرَّبيع بوَّابات الخصْب والنَّماء والفرَح.
ما أحْوَجنا إليْك أيُّها القلْب الواسِع!
ما أحوجَنا إلى قلْب يسعُ محبَّة الإنسان والأوْطان والوالدين
والأصدقاء والجيران!
ما أحوجَنا إليْك أيُّها القلب المتسامح !
ما أحوجَنا إلى قلب يغفرُ الخطيئات، ويتناسى العثرات،
ويصفح عن الزلاَّت ! قلب يَمسح الدموع عن وجنات النَّخيل الباكية،
وينفضُ الغبار عن المغازل الخشبيَّة القديمة،
ويزيل الصَّدأ عن السُّيوف المعلَّقة التي تكتظُّ بمعاني العزَّة
ودلالات الفخار.
https://mail.google.com/mail/u/0/?ui=2&ik=8c4e62fb9f&view=att&th=13e8992212d18d5d&attid=0.7&disp=emb&zw&atsh=1
أنت - أيُّها القلب - تحمل معانيَ السعادة، وتملك بلْسم الشفاء،
وتخبئ في جناحيْك أسرار الفرح.
تحمل مظلَّة الصَّبر، وتَملك مفاتيح الجنَّة،
وتُخفي خلْف شغافك الطريِّ أنواعًا عديدة من الجمال الأخَّاذ.
يرْتوي العقل من وحْي إلهامك فيجودُ بأفكارٍ تبني،
وومضات تنير الدروب، تحمل في سناها ضروبًا من السَّعادة
للبشريَّة جمعاء.
تستمدُّ العيون الإبصار من إشراقات نورك فينكشف أمامها المستور،
وتسبر أغْوار الأشياء فترى دقائق الجمال وبنيَّات القيم،
وتحدِّق بحنان لتكتشف الرَّوعة، وتغضّ الطرف عمَّا سواها.
https://mail.google.com/mail/u/0/?ui=2&ik=8c4e62fb9f&view=att&th=13e8992212d18d5d&attid=0.8&disp=emb&zw&atsh=1
عندما تهتف - يا أيها القلب - بالمحبة والصفاء،
تستجيب لك النفوس الغضَّة، وتمدُّ أيديَها لتعمِّرَ الحياةَ بالصِّدق،
وتعامل النَّاس بالحسنى، وتكتب رسالتَها السَّامية بسطور من نور.
تعلَّمْنا منك الجدَّ والمثابرة؛ إذ لا تفتأُ تنبض وتعطي ما كرَّ الجديدان.
تعلَّمنا منك التفاؤل والطُّموح الباسم، والنَّظر إلى الأمام،
وعدم التوقُّف عند كلِّ محطَّة.
تزرع العطاء والأمل فتحصدُ الحبَّ، تهبُ رحيقَ الحياة للعروق والحواس
فتنصِّبك أميرًا عليْها، وتنقاد لك بطواعية عجيبة.
هنيئًا لك أيها القلب المحبُّ تلك المكانةُ الرفيعةُ التي تبوَّأْتَها،
كيف لا أهنِّئك وأنت خِلْوٌ من الكبر والحسد خلُوَّ السحابة البيضاء
من البقع السود؟!
كيف لا أهنِّئك وأنت تجعل من نبضاتك الرقيقة تروسًا منيعة
لصدِّ سهام الغرور وحب الذات؟