المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : عن الدجال


adnan
05-11-2013, 10:38 PM
وردنا سؤال من الأخ / محمد الشويع


عن الدجال
(http://www.ataaalkhayer.com/)

المقدمة :-

ورد في الأية العاشرة من سورة الكهف :

{ إِذْ أَوَى الْفِتْيَةُ إِلَى الْكَهْفِ
فَقَالُوا رَبَّنَا آَتِنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَدًا }

وفي الأحاديث منها :

( ينزلُ الدجالُ في هذهِ السبخةِ بمرقناةٍ فيكونُ أكثرَ من يخرجُ إليه
النساءُ حتى إن الرجلَ ليرجعَ إلى حميمِه وإلى أمِّه وإلى ابنتِه وأختِه
وعمَّتِه فيوثقُها رباطًا مخافةَ أن تخرجَ إليه
ثم يسلطُ اللهُ المسلمين عليه فيقتلونه ويقتلونَ شيعتَه
حتى إن اليهوديَّ ليختبئَ تحتَ الشجرةِ أو الحجرِ
فيقولُ الحجرُ أو الشجرةُ للمسلمِ هذا يهوديٌّ تحتي فاقتلْه )

الراوي: عبدالله بن عمر - المحدث: أحمد شاكر
المصدر: مسند أحمد – الصفحة أو الرقم: 7/190
خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح

( من سمِع بالدَّجَّالِ فلينْأَ عنه ،
فواللهِ إنَّ الرَّجلَ ليأتيه وهو يحسَبُ أنَّه مؤمنٌ فيتبعُه ممَّا يبعثُ به
من الشُّبهاتِ ، أو لما يُبعَثُ به من الشُّبهاتِ )

الراوي: عمران بن الحصين - المحدث: الألباني
المصدر: صحيح أبي داود - الصفحة أو الرقم: 4319
خلاصة حكم المحدث: صحيح

وأيضاً ورد في الآية السادسة عشرة :

{ وَإِذِ اعْتَزَلْتُمُوهُمْ وَمَايَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ فَأْوُوا إِلَى الْكَهْفِ يَنْشُرْ لَكُمْ
رَبُّكُمْ مِنْ رَحْمَتِهِ وَيُهَيِّئْ لَكُمْ مِنْ أَمْرِكُمْ مِرفَقًا }

و السؤال

هل السورة مع الأحاديث السابقة ترشدنا إلى ان العصمة من الدجال
هي بالفرار منه إلى الكهوف والجبال
نرجو ان تفيدونا جزاكم الله خير الجزاء
و قد بحثنا عن الإجابة و جاءت من
فضيلة الشيخ الدكتور / وصفى عاشور أبو زيد
جزاه الله خيراً :-

لا علاقة للآيات الكريمة بالعصمة من الدجال

الآيات من سورة الكهف تتحدث عن قوم مؤمنين
كانوا مضطهدين في وسط كافر، ولما خشوا من افتضاح أمرهم
آووا إلى الكهف،
يضاف لهذا أنها حكاية عن أمم سابقة وليست تشريعا لنا،
يوردها القرآن تسلية لرسول الله وتعزية له
يقول الأستاذ سيد قطب في تفسير الآية:

[ وإلى هنا يبدو موقف الفتية واضحا صريحا حاسما ،
لا تردد فيه ولا تلعثم .. إنهم فتية ، أشداء في أجسامهم ،
أشداء في إيمانهم . أشداء في استنكار ما عليه قومهم .. ]

ولقد تبين الطريقان ، واختلف المنهجان ، فلا سبيل إلى الالتقاء ،
ولا للمشاركة في الحياة. ولا بد من الفرار بالعقيدة.
إنهم ليسوا رسلا إلى قومهم فيواجهوهم بالعقيدة الصحيحة ويدعوهم إليها ،
ويتلقوا ما يتلقاه الرسل.
إنما هم فتية تبين لهم الهدى في وسط ظالم كافر ،
ولا حياة لهم في هذا الوسط إن هم أعلنوا عقيدتهم وجاهروا بها ،
وهم لا يطيقون كذلك أن يداروا القوم ويداروهم ،
ويعبدوا ما يعبدون من الآلهة على سبيل التقية ويخفوا عبادتهم للّه.
والأرجح أن أمرهم قد كشف.
فلا سبيل لهم إلا أن يفروا بدينهم إلى اللّه ،
وأن يختاروا الكهف على زينة الحياة وقد أجمعوا أمرهم فهم يتناجون بينهم :

{ وَإِذِ اعْتَزَلْتُمُوهُمْ وَما يَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ
فَأْوُوا إِلَى الْكَهْفِ يَنْشُرْ لَكُمْ رَبُّكُمْ مِنْ رَحْمَتِهِ ، وَيُهَيِّئْ لَكُمْ مِنْ أَمْرِكُمْ مِرفَقاً }

وهنا ينكشف العجب في شأن القلوب المؤمنة. فهؤلاء الفتية
الذين يعتزلون قومهم ، ويهجرون ديارهم ، ويفارقون أهلهم.
ويتجردون من زينة الأرض ومتاع الحياة.
هؤلاء الذين يأوون إلى الكهف الضيق الخشن المظلم.
هؤلاء يستروحون رحمة اللّه. ويحسون هذه الرحمة ظليلة فسيحة ممتدة.

{ يَنْشُرْ لَكُمْ رَبُّكُمْ مِنْ رَحْمَتِهِ }

ولفظة « يَنْشُرْ» تلقي ظلال السعة والبحبوحة والانفساح.
فإذا الكهف فضاء فسيح رحيب وسيع تنتشر فيه الرحمة وتتسع خيوطها
وتمتد ظلالها ، وتشملهم بالرفق واللين والرخاء ..
إن الحدود الضيقة لتنزاح ، وإن الجدران الصلدة لترق ،
وإن الوحشة الموغلة لتشف ، فإذا الرحمة والرفق والراحة والارتفاق.
إنه الإيمان ..
وما قيمة الظواهر؟
وما قيمة القيم والأوضاع والمدلولات التي تعارف عليها الناس
في حياتهم الأرضية ؟
إن هنالك عالما آخر في جنبات القلب المغمور بالإيمان ، المأنوس بالرحمن.
عالما تظلله الرحمة والرفق والاطمئنان والرضوان.