المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : شعاع من شمس الإسلام الصحابي الجليل / ربيعة بن كعب الأسلمي


adnan
05-19-2013, 01:06 AM
الأخ / مصطفى آل حمد

شعاع من شمس الإسلام
الصحابي الجليل / ربيعة بن كعب الأسلمي

رضي الله عنه وارضاه

https://mail.google.com/mail/u/0/?ui=2&ik=8c4e62fb9f&view=att&th=13eb7fbe3013548e&attid=0.4&disp=emb&zw&atsh=1 (http://www.ataaalkhayer.com/)


هل أحب ربيعة بن كعب رسول الله وهل هناك دليل عن حبه له ؟

أيها الأخوة الكرام , مع بداية الدرس الثاني والعشرين من دروس
سيرة صحابة رسول الله رضوان الله تعالى عليهم أجمعين ، وصحابي
اليوم سيدنا ربيعة بن كعب ، وكما تعلمون سابقاً أن كل موقف من
مواقف الصحابة يعدّ لنا درساً بليغاً ، نهتدي به في حياتنا وعلاقاتنا .


https://mail.google.com/mail/u/0/?ui=2&ik=8c4e62fb9f&view=att&th=13eb7fbe3013548e&attid=0.5&disp=emb&zw&atsh=1 (http://www.ataaalkhayer.com/)



فقال ربيعة بن كعب :
كنت فتى حديث السن ، يعني صغير السن ، لما أشرقت نفسي بنور
الإيمان , وأنا بفضل الله تعالى أعلق أهمية كبرى على الأخوة الأكارم
الشباب ، لأن هؤلاء لهم مستقبل كبير ، ومن لم تكن له بداية محرقة،
لم تكن له نهاية مشرقة , وريح الجنة في الشباب , وما من شيء
أحب إلى الله من شاب تائب ، وإن الله يباهي الملائكة بالشاب التائب.

قال :
كنت فتىً حديث السن لما أشرقت نفسي بالإيمان ، وامتلأ فؤادي
بمعاني الإسلام ، ولما اكتحلت عيناي بمرأى رسول الله صلى الله
عليه وسلم أول مرة أحببته حباً ملأ علي كل جارحة من جوارحي .


أيها الأخوة , إسلام بلا حب جسد بلا روح , لا إيمان لمن لا محبة
له , لا إيمان لمن لا أمانة له ، ولا دين لمن لا عهد له , فالحب أحد
أركان الإسلام ، ليس بالمعنى الاصطلاحي .


https://mail.google.com/mail/u/0/?ui=2&ik=8c4e62fb9f&view=att&th=13eb7fbe3013548e&attid=0.6&disp=emb&zw&atsh=1 (http://www.ataaalkhayer.com/)

عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ :
قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :

( لا يؤمنُ أحدُكم حتى أكونَ أحبَّ إليه من ولدِه ووالدِه
والنَّاسِ أجمعينَ )

الراوي : أنس بن مالك – المحدث : مسلم – المصدر : صحيح مسلم
الصفحة أو الرقم : 44
خلاصة حكم المحدث : صحيح

وأولعت به ولعاً صرفني عن كل ما عداه ،
فقلت في نفسي ذات يوم :
ما قيمة الحب من غير عمل تقدمه ؟
ما قيمة الحب من غير ترجمة تترجم له ؟
ما قيمة الحب من دون شيء يؤكده ؟
لما كثر مُدَّعوا المحبة طولبوا بالدليل ، ادعاء المحبة سهل جداً ،
وكل إنسان بإمكانه أن يدعي أنه يحب رسول الله ، أو يحب الله ,
ولما كثرت هذه الدعوى طولب هؤلاء المُدَّعون بالدليل .

https://mail.google.com/mail/u/0/?ui=2&ik=8c4e62fb9f&view=att&th=13eb7fbe3013548e&attid=0.7&disp=emb&zw&atsh=1 (http://www.ataaalkhayer.com/)

قال تعالى :

} قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ {

(سورة آل عمران الآية : 31)

فقلت في نفسي ذات يوم :
ويحك يا ربيعة , لِمَ لا تجرد نفسك لخدمة رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وسلم ؟ اعرض نفسك عليه , فإن رضي بك سعدت بقربه , وفزت
بحبه , وحظيت بخَيْرَي الدنيا والآخرة .


والخدمة من أجل الأعمال التي يقدمها الإنسان تعبيراً عن حبه
وإخلاصه لمن يحب ، وهي برهان صادق , لأن المؤمن الموصول بالله سعيد ،
وكل من خالطه يسعد بقربه ، ويسعد بصحبته ، فكيف
برسول الله ؟ كل واحد منا إذا التقى أخًا بالله مؤمنًا خالص الإيمان ،
صادقاً في إيمانه ، له عمله الطيب ، يأنس بقربه ، ويسعد بصحبته ،
ويسعد برفقته ، هذا مع مؤمن ، فكيف إذا التقيت مع رسول الله صلى
الله عليه وسلم ؟ فكيف إذا كنت من أقرب الناس إليه ؟ إنه شيء
مسعد جداً أن تكون مع رسول الله قريبًا منه .


قال :
ثم ما لبثت أن عرضت نفسي على رسول الله صلى الله عليه
وسلم ، ورجوت أن يقبلني في خدمته فلم يخيب رجائي .

وصدق الفرزدق حين قال:


ما قال لا قطّ إلا في تشهده لولا التشهد كانت لاؤه نَعَمُ


إنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يحب أن يرفض طلب إنسان إلا إذا كان غير معقول ،
لذلك هذه أخلاق الله عز وجل .
وقد علمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نتخلق بأخلاق الله .

https://mail.google.com/mail/u/0/?ui=2&ik=8c4e62fb9f&view=att&th=13eb7fbe3013548e&attid=0.8&disp=emb&zw&atsh=1 (http://www.ataaalkhayer.com/)

عَنْ سَلْمَانَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ :

( إنَّ ربَّكم حييٌّ كريمٌ يستحيي من عبدِه أن يرفعَ إليه يدَيْه
فيرُدَّهما صِفرًا أو قال خائبتَيْن )

الراوي : سلمان الفارسي – المحدث : الألباني –
المصدر : صحيح ابن ماجه - الصفحة أو الرقم : 3131
خلاصة حكم المحدث : صحيح

انظر إلى خدمة ربيعة لرسول الله عليه الصلاة والسلام :
قال :

منذ ذلك اليوم ألزمَ للنبي الكريم من ظله, صار خادمًا ،
وكلمة خادم للعظماء وسامُ شرف , أما لغير العظماء فهي وصمة
عار , ومَلِك يسمِّي نفسه خادم الحرمين , هذا شرف ، أما إذا خدمت
غنياً ابتغاء ماله .

أسير معه أينما سار ، وأدور في فلكه كيفما دار , فما رام بطَرْفه مرةً
نحوي إلا مثلت واقفاً بين يديه , كان ذكيًّا لا حاجة أن ينادي له , من
نظرة يفهم , الفطِنُ يفهم بالإشارة , وما تَشَوَّف لحاجة من حاجاته إلا
وجدني مسرعاً في قضائها .


الحُبُّ إذا نما بين شخصين فهِمَ المحب عندئذٍ على المحبوب خواطرَه
قبل أن ينطق بها .

قال :
وكنت أخدمه نهاره كله ، فإذا انقضى النهار وصلى العشاء الآخرة ،
وأوى إلى بيته ، أهم بالانصراف .

https://mail.google.com/mail/u/0/?ui=2&ik=8c4e62fb9f&view=att&th=13eb7fbe3013548e&attid=0.9&disp=emb&zw&atsh=1 (http://www.ataaalkhayer.com/)

لكني ما ألبث أن أقول في نفسي :
إلى أين تمضي يا ربيعة ؟
هل لك مكان أجمل من هذا المكان ؟
فلعل تعرض للنبي عليه الصلاة والسلام حاجة في الليل فأجلس على
بابه ، ولا أتحول عن عتبة بيته .


إذا أحب الإنسانُ رسولَ الله سعِدَ في الدنيا والآخرة ،
لأن النبي شفّاف ، إن أحببته فحبك له عين حب الله ،
فليس بينهما انفصال .

قال تعالى :

} يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ لَكُمْ لِيُرْضُوكُمْ وَاللَّهُ وَرَسُولُهُ أَحَقُّ أَنْ يُرْضُوهُ إِنْ كَانُوا مُؤْمِنِينَ{

(سورة التوبة الآية : 62)

https://mail.google.com/mail/u/0/?ui=2&ik=8c4e62fb9f&view=att&th=13eb7fbe3013548e&attid=0.10&disp=emb&zw&atsh=1 (http://www.ataaalkhayer.com/)

حُبُّ رسول الله صلى الله عليه وسلم عينُ حب الله ، وحبُّ الله عزوجل
عينُ حبِّ رسول الله ،
لو أن إنسانًا قال لك : أنا أحب الله فقط ،
نقول له : أنت كذاب ، لأنّ مَن أحبَّ الله أحبَّ رسولَ الله ،
ولأن النبي عليه الصلاة والسلام ليس له ذات يدعو إليها ،
إنما يدعو إلى الله ، وهو يمثل الكمال البشري ، ومن هذا المعنى لو
أن إنسانًا لم يطبق سنة النبي ، ثم اصطلح مع الله , فإنّ الله لا يقبله
إلا إذا اصطلح مع النبي صلى الله عليه وسلم .

والدليل قوله تعالى :

} وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا لِيُطَاعَ بِإِذْنِ اللَّهِ
وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ جَاءُوكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللَّهَ
وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللَّهَ تَوَّاباً رَحِيماً{

(سورة النساء الآية : 64)

adnan
05-19-2013, 01:08 AM
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ
أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ :

( إذا سمعتُمُ المؤذِّنَ فقولوا مثلَ ما يقولُ . ثمَّ صلُّوا عليَّ .
فإنَّهُ مَن صلَّى عليَّ صلاةً صلَّى اللَّهُ عليه بِها عشْرًا .
ثمَّ سلوا اللَّهَ ليَ الوسيلَةَ .
فإنَّها منزِلةٌ في الجنَّةِ لا تنبغي إلَّا لعبدٍ من عبادِ اللَّهِ .
وأرجو أن أكونَ أنا هو .
فمن سأل ليَ الوسيلةَ حلَّتْ لهُ الشَّفَاعةُ )

الراوي : عبدالله بن عمرو – المحدث : مسلم –
المصدر : صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم : 384
خلاصة حكم المحدث : صحيح

سيدنا ربيعة يجلس على عتبة باب النبي ، فربما اضطجع على عتبة
الباب ، والأذن تسمع ماذا يفعل النبي في الليل ؟
وقد كان عليه الصلاة والسلام يقطّع ليله قائماً يصلي ، فربما سمعته
يقرأ بفاتحة الكتاب فما يزال يكررها هزيعاً من الليل , فالإنسان
أحيانًا يطرب لآية يعيدها ، يعيدها ولا يمل من سماعها ، وقد ورد في
بعض قصص الصحابة والتابعين أنهم كانوا إذا صلوا قيام الليل
ووقفوا عند آية وترنموا بها أعادوها طوال الليل .
فهذه إشارة إلى أن النبي عليه الصلاة والسلام كان يقرأ بفاتحة
الكتاب ، وما يزال يكررها هزيعاً من الليل حتى أمل فأتركه ،
أو تغلبني عيناي فأنام .

قال تعالى :

} إِنَّ رَبَّكَ يَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُومُ أَدْنَى مِنْ ثُلُثَيِ اللَّيْلِ وَنِصْفَهُ وَثُلُثَهُ
وَطَائِفَةٌ مِنَ الَّذِينَ مَعَكَ وَاللَّهُ يُقَدِّرُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ
عَلِمَ أَنْ لَنْ تُحْصُوهُ فَتَابَ عَلَيْكُمْ فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنَ الْقُرْآَنِ
عَلِمَ أَنْ سَيَكُونُ مِنْكُمْ مَرْضَى وَآَخَرُونَ يَضْرِبُونَ فِي الْأَرْضِ
يَبْتَغُونَ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَآَخَرُونَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ
فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنْهُ وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآَتُوا الزَّكَاةَ وَأَقْرِضُوا اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً{

(سورة المزمل الآية : 20)

وربما سمعته يقول :
سمع الله لمن حمده ، ثم يحمده ، فما يزال يرددها أطول من ترديد
فاتحة الكتاب .

https://mail.google.com/mail/u/0/?ui=2&ik=8c4e62fb9f&view=att&th=13eb7fbe3013548e&attid=0.12&disp=emb&zw&atsh=1 (http://www.ataaalkhayer.com/)

وذات مرة رابعة العدوية ناجت ربها في الليل وقالت :
يا رب أغلقت الملوكُ أبوابَها ، وخلا كلُّ حبيب بحبيبه ، ثم توجهتْ
إلى الله في صلاتها , فإذا انعقدت صلة المسلم بالله عزوجل في جزء
من الليل فهو في سعادة ما بعدها سعادة .


أحد كبار العلماء ترك مؤلفات كثيرة ، رآه تلميذ له في المنام ،
قال يا سيدي :
ما فعل الله بك ؟

قال :
يا بني طاحت تلك العبارات ، وذهبت تلك الإشارات ،
ولم يبق إلا ركيعات ركعناها في جوف الليل .


كل مسلم يقدر أن يصلي قيام الليل قبل الفجر
إذا هيَّأَ المنبه ليوقظه قبل الفجر بنصف ساعة ، وبإمكانه أن يصلي أربع ركعات مثلاً .

https://mail.google.com/mail/u/0/?ui=2&ik=8c4e62fb9f&view=att&th=13eb7fbe3013548e&attid=0.13&disp=emb&zw&atsh=1 (http://www.ataaalkhayer.com/)

هل كافأ رسول الله ربيعة على خدمته وما هي المكافأة ؟

قد كان من عادة رسول الله عليه الصلاة والسلام أنه ما
صنع أحد له معروفاً إلا أحبَّ أن يجازيه عليه بما هو أجلُّ منه ,
وسقتُ هذه القصة كلها ، وأردت منها هذه الفقرة لأبيِّن لكم أخلاق
النبي , وليس في الأمر ضريبة الخدمات التي تقدم للنبي ، فيعدها
النبي ديًان عليه ، دققوا في هذه الناحية ,
النبي وما أدراكم ما النبي ؟ سيد الخلق ، حبيب الحق ، سيد ولد آدم
المعصوم الذي يوحى إليه، قمة البشر إذا قدمت له خدمةً، هل يراها فرضاً عليه ؟
هل يراها ضريبة يجب أن يؤديها ؟
أما النبي كان يرى خدمة ربيعة له ديناً عليه .


يا أيها الأخوة الأكارم أرجو الله سبحانه وتعالى أن يوفقني لتوضيح
هذه الحقيقة , لن يرضى الله عنك إلا إن قُدِّمتْ لك خدمة يجب أن
تراها دينً عليك ، ويجب ألاَّ تنساها حتى الموت ، وإن قدمتَ خدمة
لأحدٍ فينبغي أن ترى أن تقديم هذه الخدمة من فضل الله عليك ،
ويجب أن تنساها فورا , وإن قدمتَ خدمة ينبغي أن تراها فضلاً من
الله ساقها إليك , لأنه سمح لك أن تفعل هذا , فهل هناك من دليل يؤكد
هذه الحقيقة ؟

الدليل :
عندما سيدنا موسى سقى للمرأتين تولى إلى الظل .

قال تعالى :

} فَسَقَى لَهُمَا ثُمَّ تَوَلَّى إِلَى الظِّلِّ فَقَالَ رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنْزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ{

(سورة القصص الآية : 24)

https://mail.google.com/mail/u/0/?ui=2&ik=8c4e62fb9f&view=att&th=13eb7fbe3013548e&attid=0.14&disp=emb&zw&atsh=1 (http://www.ataaalkhayer.com/)

فإذا تكلم أحدكم عن الله عزوجل ، وأجاد ، فينبغي أن يذوب شكراً لله
أن أطلق لسانه ، وسمح له أن يكون داعية إلى الله عزوجل , فإذا
وفقت إلى عمل صالح لا ينبغي أن تُدلَّ به على أحد ، بل ينبغي أن
تشكر الله عزوجل أن سمح لك بفعله , و قيض لك مالاً تنفقه ,
و صحةً تبذلها .

كنت آوي إلى صفة المسجد مع أمثالي من فقراء المسلمين ، وكان
الناس يدعوننا بضيوف الإسلام , فإذا أتى أحد المسلمين بصدقة إلى
النبي صلى الله عليه وسلم بعث بها كلها إلينا ؛ ولي تعليق لطيف ,
فبعض الأشخاص يظنون أن صلة الرحم أن تكتفي بزيارة أقاربك ,
الأقارب الفقراء ليس معنى صلتهم أن تزورهم ، معنى صلتهم أن
تهديهم ، وتقدم لهم هديةً , أن تدخل عليهم ويدُك ملأى ببعض
الحاجات ، هذه هي الصلة .
فكان المسلمون يأتون بالصدقات إلى النبي عليه الصلاة والسلام،
وكان عليه الصلاة والسلام يدفعها كلها إلى صُفّة المجلس .
وكان النبي بأعلى درجات الورع ، ولقد قرأت مرةً أن الوحي انقطع
عنه قليلاً ، فحار في هذا الانقطاع .

https://mail.google.com/mail/u/0/?ui=2&ik=8c4e62fb9f&view=att&th=13eb7fbe3013548e&attid=0.15&disp=emb&zw&atsh=1 (http://www.ataaalkhayer.com/)

( كنت أخدم النبي صلى الله عليه وسلم فقال لي :
يا ربيعة ألا تزوج ؟ قلت :لا والله يا رسول الله ما أريد أن أتزوج
وما عندي ما يقيم المرأة وما أحب أن يشغلني عنك شيء .
فأعرض عني ثم قال لي الثانية :
يا ربيعة ألا تزوج ؟ فقلت :ما أريد أن أتزوج ما عندي ما يقيم المرأة
وما أحب أن يشغلني عنك شيء .
فأعرض عني ثم رجعت إلى نفسي .
فقلت والله لرسول الله صلى الله عليه وسلم أعلم مني بما يصلحني في
الدنيا والآخرة .
والله لئن قال لي أتزوج لأقولن نعم يا رسول الله مرني بما شئت
فقال لي يا ربيعة ألا تزوج فقلت بلى مرني بما شئت
قال انطلق إلى آل فلان حي من الأنصار كان فيهم تراخ عن رسول
الله صلى الله عليه وسلم .
فقل لهم إن رسول الله صلى الله عليه وسلم
أرسلني إليكم يأمركم أن تزوجوني فلانة لامرأة منهم فذهب إليهم
فقلت لهم : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم أرسلني إليكم يأمركم
أن تزوجوني .
فقالوا : مرحبا برسول الله وبرسول رسول الله صلى الله عليه وسلم
والله لا يرجع رسول رسول الله صلى الله عليه وسلم حزينا
فقلت : يا رسول الله أتيت قوما كراما فزوجوني وألطفوني وما
سألوني البينة وليس عندي صداق .
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
يا بريدة الأسلمي اجمعوا له وزن نواة من ذهب قال
فجمعوا لي وزن نواة من ذهب . فأخذت ما جمعوا لي .
فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم قال :
اذهب بهذا إليهم فقل لهم هذا صداقها .
فأتيتهم فقلت : هذا صداقها فقبلوه ورضوه وقالوا كثير طيب .
قال ثم رجعت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم حزينا .
فقال :يا ربيعة مالك حزين ؟
فقلت يا رسول الله : ما رأيت قوما أكرم منهم ورضوا بما آتيتهم
وأحسنوا وقالوا كثير طيب وليس عندي ما أولم .
فقال : يا بريدة اجمعوا له شاة .
فجمعوا لي كبشا عظيما سمينا .
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
اذهب إلى عائشة فقل لها فلتبعث بالمكتل الذي فيه الطعام
قال فأتيتها فقلت لها ما أمرني به رسول الله صلى الله عليه وسلم
فقالت : هذا المكتل فيه سبع آص شعير لا والله لا والله إن أصبح لنا

adnan
05-19-2013, 01:09 AM
طعام غيره خذه .
قال فأخذته فأتيت به النبي صلى الله عليه وسلم وأخبرته بما قالت
عائشة .
قال : اذهب بهذا إليهم فقل لهم :
ليصبح هذا عندكم خبزا وهذا طبيخا .
فقالوا : أما الخبز فسنكفيكموه وأما الكبش فاكفونا أنتم فأخذنا
الكبش أنا وأناس من أسلم فذبحناه وسلخناه وطبخناه .
فأصبح عندنا خبز ولحم فأولمت ودعوت النبي صلى الله عليه وسلم )

الراوي : ربيعة بن كعب الأسلمي – المحدث : الهيثمي –
المصدر : مجمع الزوائد - الصفحة أو الرقم : 4/259
خلاصة حكم المحدث : فيه مبارك بن فضالة وحديثه حسن ،
وبقية رجال أحمد رجال الصحيح

https://mail.google.com/mail/u/0/?ui=2&ik=8c4e62fb9f&view=att&th=13eb7fbe3013548e&attid=0.16&disp=emb&zw&atsh=1 (http://www.ataaalkhayer.com/)


عَنِ ابْنِ عُمَر َ, قَالَ :
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ:

( مَنِ استعاذَ باللَّهِ فأعيذوهُ ، ومن سألَكُم باللَّهِ فأعطوهُ ،
ومنِ استجارَ باللَّهِ فأجيروهُ ، ومَن آتى إليكُم معروفًا فَكافئوهُ ،
فإن لم تَجِدوا فادعوا لَهُ حتَّى تعلَموا أن قد كافأتُموهُ)

الراوي : عبدالله بن عمر- المحدث : الألباني
المصدر : صحيح النسائي - الصفحة أو الرقم : 2566
خلاصة حكم المحدث : صحيح

علَّمنا النبيُّ أن نقدِّم مقابلَ كل خدمة خدمة , ومقابل كل هدية هدية ،
وكل معروف معروفاً ، لئلا نمنع الماعون ، هؤلاء الذين لا يردون
على الهدية بمثلها يمنعون الماعون .

( كنت أبيتُ مع رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فأتيتُه بوَضوئِه وحاجتِه .
فقال لي" سلْ " فقلت: أسألُك مرافقتَك في الجنةِ
قال: "أو غيرَ ذلك ؟ " قلت: هو ذاك
قال: " فأعنِّي على نفسِك بكثرةِ السجودِ".)

الراوي : ربيعة بن كعب الأسلمي - المحدث : مسلم –
المصدر : صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم : 489
خلاصة حكم المحدث : صحيح

https://mail.google.com/mail/u/0/?ui=2&ik=8c4e62fb9f&view=att&th=13eb7fbe3013548e&attid=0.17&disp=emb&zw&atsh=1 (http://www.ataaalkhayer.com/)


فَكِّرْ في الكون كثيراً ، عمِّق إيمانك ، تعرَّف إلى الله عز وجل ، استقِمْ
على أمره ، ابذلْ من مالك ، ومن وقتك، ارتقِ في معرفة الله حتى
تستحق هذا المقام .


قال ربيعةُ :
فجعلت أدأب بالعبادة حتى أحظى بمرافقة رسول الله صلى الله عليه
وسلم في الجنة , كما حظيت بخدمته وصحبته في الدنيا .

قال تعالى :

} وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ {

﴿ سورة المطففين الآية: 26 ﴾

https://mail.google.com/mail/u/0/?ui=2&ik=8c4e62fb9f&view=att&th=13eb7fbe3013548e&attid=0.18&disp=emb&zw&atsh=1 (http://www.ataaalkhayer.com/)

} لِمِثْلِ هَذَا فَلْيَعْمَلِ الْعَامِلُونَ {

﴿ سورة الصافات الآية: 61 ﴾

خلاصة القصة :
هذا سيدنا ربيعة بن كعب ، صحابي جليل من أصحاب رسول الله ،
كان فقيراً ، وقد أكدتْ هذه القصةُ أشياءَ كثيرة ،
يمكن أن نلخصها بسرعة :


- إذا قُدِّمتْ لك خدمة فينبغي أن تراها قرضاً أو دينًا ، ينبغي ألاَّ
تنساها , وإذا قدَّمتَ خدمة فهي من فضل الله عليك ، وينبغي أن
تنساها .


- إذا لم يتمكن الإنسانُ أن ينفق من ماله ولا من قوته يمكنه أن
يقدم خدمات ، أعرف شخصًا يحب أن يخدم المسجد ، وينظِّف
سجاده ، واللهِ هذا عمل عظيم ، وإذا أعان أخوانه فهذا عمل جليل ,
ومن آثر آخرته على دنياه ربحهما معاً .


- هذا الخيرُ لا يأتيك إلا بجهدك .

قال تعالى :

} وَأَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسَانِ إِلَّا مَا سَعَى{

﴿ سورة النجم الآية: 39 ﴾

- التأدب مع الأولياء , فهذه هي القصة ، واللهُ أعلم أنها صحيحة ،
فموقف سيدنا ربيعة كامل .


أرجو الله سبحانه وتعالى أن نستفيد من هذه القصص , وأن تنعكس
على حياتنا سلوكاً وسعادةً , لأن هذه المعلومات لا قيمة لها
كمعلومات إلا أن تترجم إلى وقائع .

والحمد لله رب العالمين

لفضيلة الشيخ محمد النابلسي
جزاه الله عنا كل خيرا


والله المستعان وعليه التكلان .


في الله اخوكم مصطفى الحمد