المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : السعادة بريقٌ ساطعٌ


adnan
05-26-2013, 03:13 AM
السعادة نأى عن قلوب السلاطين والملوك، وتتلذَّذ في المُكوث
في قلوب من لا يجدون في بيوتهم قوتًا لغدهم؛ غيرَ أن أقواتهم قد تحرَّوا
فيها الحلال، وثيابًا غير ثيابهم التي يلبسونها إلا أنها تدفئ،
وتستر، وتزين الجسوم؛ لأنهم حاكوها بأناملَ متوضئةٍ مخلصةٍ.

السعادة كينابيع المياه العذبة، التي تهرب من الأرض اللينة الخصبة،
لتتفجر من أصلب الصخور، ومن أقسى الحجارة،
وكالنجاح الباسم الذي لا ينال إلا بإخلاص النية لله - عز وجل –
وكدِّ الذهن، وإعمال العقل، وتسخير الجوارح، وطرْق أبواب الظفر،
وخوض كل الصعاب في سبيل تحقيقه.
السعادة بريقٌ ساطعٌ، ترسله العيون الحالمة،
عبر كل نظرةٍ حانيةٍ إلى الكون، وخالق الكون، ومن في الكون.
السعادة أندى من نسيم الفجر، وأنقى من سنا الأصيل،
وأشهى من المنِّ والسَّلْوى.
قمة السعادة تكمن في فهم الإنسان لحقيقة الحياة الفانية،
وسرمدية الحياة الآخرة.
https://mail.google.com/mail/u/0/?ui=2&ik=8c4e62fb9f&view=att&th=13ed1c450d00eaa4&attid=0.6&disp=emb&zw&atsh=1
السعادة تتأتى للإنسان عندما يتحرر من عبادة الهوى، وعبادة المال.
إن أناسًا تعصف بهم نوائبُ الدهر، ويدير لهم ربيع الحياة ظهرَه،
ولكنهم سعداء من الداخل .
وإن أناسًا رمتِ الدنيا بحظوظها وسَعَتِها، وألَقِها ورغدها بين أيديهم،
ما تذوَّقوا طعم السعادة؛ لأنهم يعيشون لذواتهم وأبنائهم وأزواجهم،
وغاب عنهم أن السعادة تكمن في العطاء، وليس في الأخذ.
السعادة في التضحية وإنكار الذات، وبذل الندى وكف الأذى،
والبعد عن الأنانية والاستئثار
السعادة سلوة خاطرٍ بحق يحمله، وانشراح صدرٍ لمبدأٍ يعيشه،
وراحة قلبٍ لخيرٍ يكتنفه
https://mail.google.com/mail/u/0/?ui=2&ik=8c4e62fb9f&view=att&th=13ed1c450d00eaa4&attid=0.7&disp=emb&zw&atsh=1
وقال عباس محمود العقاد:
" أعطني بيتًا سعيدًا، وخذ وطنًا سعيدًا "

عرف إبراهيم بن الأدهم - رحمه الله - حقيقة السعادة،
فوجَّه حبَّه وقلبه ونفسه ومشاعره للخالق، فأسكن الخالقُ في قلبه
نفحةً من نفحات السعادة، وقطرةً من بحرها الكبير، فقال:
"لو علم الملوكُ وأبناء الملوك ما نحن فيه من النعيم،
لجالدونا بالسيوف"
إن الألم ليتحول إلى سعادةٍ عندما نتقاسم أعباءه.
ويقال - كما ورد في "لسان العرب" - إن ميسون البحدلية،
زوج معاوية بن أبي سفيان، حنَّت ذات يومٍ إلى بيئتها الصحراوية،
على الرغم من القصر الفاره الذي كانت تسكنه في أحضان طبيعة
الغوطة الساحرة في الشام، ومع ذلك نجدها تعبر
عن عدم سعادتها وتقول:

لَبَيْتٌ تَخْفِقُ الأَرْوَاحُ فِيهِ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ قَصْرٍ مُنِيفِ
ولُبْسُ عَباءَةٍ وَتَقرَّ عَيْنِي أَحَبُّ إِليَّ مِنْ لُبْسِ الشُّفُوفِ
وَأَكْلُ كَسِيرَةٍ فِي رُكْنِ بَيْتِي أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَكْلِ الرَّغِـــيفِ
وأَصْواتُ الرِّياحِ بكُلِّ فَجٍّ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ نَقْرِ الدُّفُـــوفِ
وَكَلْبٌ يَنْبَحُ الطُّرَّاقَ دُونِي أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ هِرٍّ أَلِيفِ

وعرَف السعادةَ أبو هريرة - رضي الله عنه –
عندما لازَمَ خيرَ الخلق، وحبيب الحق، محمدًا - صلى الله عليه وسلم –
ومما رواه عنه في ذلك:
قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:

( لأنْ أقولَ: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر،
أحبُّ إليَّ مما طلعت عليه الشمس )