المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : خطبتى الجمعة 181 بعنوان : لا صلاة بلا خشوع


adnan
05-26-2013, 03:18 AM
إن الحمد لله نحمده و نستعينه و نستغفره و نستهديه ،

و نؤمن به و نتوكل عليه ،

يجبر الكسر ، و يغفر الذنب و يعفو عن السيئات ،

و يقيل العاثر من العثرات ،

و أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ،

إلَه الأولين و الآخرين ،

و أشهد أن سيدنا محمداً عبد الله و رسوله ،

عبد ربه حق عبادته ، و دعا إلى دينه ،

فكان أتباعه بالحق هم الظاهرين ، صلى الله و سلم عليه و على آله و صحبه ،

نجومٌ في الدجى زاهرة ، و كواكبٌ على الهدى سائرين ،

و التابعين و من تبعهم بإحسان إلى يوم الدين .





فأتقوا الله عباد الله



و أعبدوه حق عبادته ، و أخلصوا له ، تقربوا إليه خوفاً و طمعاً .



أيها المسلمون



العبادات و القربات تتفاضل عند الله بتفاضل ما في القلوب

من الإيمان و الإخلاص و المحبة و الخشية و الخشوع و الإنابة .

و العابد حقاً و المتقرب لربه صدقاً ،

هو الذي تحقق في قلبه صدق الإمتثال للأوامر على وجهها ،

و أبتعد عن المخالفات بجميع وجوهها ،

يجمع بين الإخلاص و الحب و الخوف و حسن الطاعة .

و من أجل تبين هذا التفاضل و إدراك هذا التمايز ،

هذه وقفة مع أعظم فرائض الإسلام بعد الشهادتين ؛ مع الصلاة عماد الدين .

صفات المؤمنين المفلحين مبدوءة بها ،

وأستحقاقية ميراث الفردوس مختتمة بالمحافظة عليها :



{ قَدْ أَفْلَحَ ٱلْمُؤْمِنُونَ * ٱلَّذِينَ هُمْ فِى صَلاَتِهِمْ خَـٰشِعُونَ *

وَٱلَّذِينَ هُمْ عَنِ ٱللَّغْوِ مُّعْرِضُونَ * وَٱلَّذِينَ هُمْ لِلزَّكَـوٰةِ فَـٰعِلُونَ *

وَٱلَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَـٰفِظُونَ *

إِلاَّ عَلَىٰ أَزْوٰجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَـٰنُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ

فَمَنِ ٱبْتَغَىٰ وَرَاء ذٰلِكَ فَأُوْلَـئِكَ هُمُ ٱلْعَادُونَ *

وَٱلَّذِينَ هُمْ لاِمَـٰنَـٰتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رٰعُونَ *

وَٱلَّذِينَ هُمْ عَلَىٰ صَلَوٰتِهِمْ يُحَـٰفِظُونَ * أُوْلَـئِكَ هُمُ ٱلْوٰرِثُونَ *

ٱلَّذِينَ يَرِثُونَ ٱلْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيهَا خَـٰلِدُونَ }



[ المؤمنون:1-11 ] .



و في إستعراض آخر من كتاب الله للمكرمين من أهل الجنة

تأتي المداومة على الصلاة في أول الصفات ،

و تأتي المحافظة عليها في خاتمتها



{ إِنَّ ٱلإنسَـٰنَ خُلِقَ هَلُوعاً * إِذَا مَسَّهُ ٱلشَّرُّ جَزُوعاً *
وَإِذَا مَسَّهُ ٱلْخَيْرُ مَنُوعاً *

إِلاَّ ٱلْمُصَلّينَ * ٱلَّذِينَ هُمْ عَلَىٰ صَلاَتِهِمْ دَائِمُونَ }



إلى قوله تعالى :



{ وَالَّذِينَ هُمْ عَلَىٰ صَلاَتِهِمْ يُحَافِظُونَ * أُوْلَـئِكَ فِى جَنَّـٰتٍ مُّكْرَمُونَ * }



[ المعارج : 19-35 ].



أيها الإخوة الأحبة في الله



إنه ثناء على هؤلاء المصلين ما بعده ثناء ، و إغراء ما بعده إغراء ،

لكن هذه الصلاة التي أقاموها صلاة خاصة ، ذات صفات خاصة ، صلاة تامة كاملة ،

صلاة خاشعة في هيئة دائمة ، و محافظة شاملة .

إنها صفات و عناصر إذا حصل خللٌ فيها أو نقصٌ ؛

فقد حصل في صلاة العبد نقصٌ بقدر ذلك القصور ، بل قد يتحول الوعد إلى وعيد ،

و ينقلب رجاء الثواب إلى عرضة للعقاب ،

اقرءوا إن شئتم قول الحق سبحانه و تعالى :



{ فَوَيْلٌ لّلْمُصَلّينَ * ٱلَّذِينَ هُمْ عَن صَلَـٰتِهِمْ سَاهُونَ }



[ الماعون : 4، 5 ] .



وأقرءوا في صفات المنافقين:



{ وَإِذَا قَامُواْ إِلَى ٱلصَّلَوٰةِ قَامُواْ كُسَالَىٰ يُرَاءونَ ٱلنَّاسَ وَلاَ يَذْكُرُونَ ٱللَّهَ إِلاَّ قَلِيلاً }



[ النساء : 142 ] .



{ ... وَلاَ يَأْتُونَ ٱلصَّلَوٰةَ إِلاَّ وَهُمْ كُسَالَىٰ ... }

[ التوبة : 54 ] .



أيها الإخوة يرعاكم الله :



إن روح الصلاة و لبها هو الخشوع و حضور القلب ،

حتى قال بعض أهل العلم :

صلاة بلا خشوع و لا حضور جثة هامدة بلا روح .

إن الخشوع ـ أيها الأحبة ـ حالة في القلب تنبع من أعماقه مهابةً لله و توقيراً ،

و تواضعاً في النفس و تذللاً . لينٌ في القلب ، و رقة تورث انكساراً و حرقة .

و إذا خشع القلب خشع السمع و البصر ، و الوجه و الجبين ،

و سائر الأعضاء و الحواس . إذا سكن القلب و خشع ،

خشعت الجوارح و الحركات ، حتى الصوت و الكلام :



{ وَخَشَعَتِ ٱلاصْوَاتُ لِلرَّحْمَـٰنِ فَلاَ تَسْمَعُ إِلاَّ هَمْساً }



[ طه : 108 ] .



و قد كان من ذكر النبي صلى الله عليه و سلم في ركوعه :



( خشع لك سمعي و بصري ، و مخي و عظمي و عصبي )



و في رواية لأحمد :



( و ما استقلَّت به قدمي لله رب العالمين )



و حينما رأى بعض السلف رجلاً يعبث بيده في الصلاة

قال : لو خشع قلب هذا لخشعت جوارحه .



و يبين علي رضي الله تعالى عنه خشوع الصلاة فيقول :



[ هو خشوع القلب ، و لا تلتفت في صلاتك ،

و تلين كنفك للمرء المسلم ] .



يعني : حتى و أنت تسوي الصفوف مع إخوانك ، ينبغي أن يعلوَك الخشوع .



و يصف الحسن رحمه الله حال السلف بقوله :



[ كان الخشوع في قلوبهم ، فغضوا له البصر في الصلاة ] .



عباد الله



إن القلب إذا خشع ، سكنت خواطره ، و ترفعت عن الإرادات الدنيئة همته ،

و تجرد عن اتباع الهوى مسلكه ، ينكسر و يخضع لله ،

و يزول ما فيه من التعاظم و الترفع و التعالي و التكبر .

الخشوع سكون و إستكانة ، و عزوف عن التوجه إلى العصيان و المخالفة .

و الخاشعون و الخاشعات هم الذين ذللوا أنفسهم ، و كسروا حدتها ،

و عودوها أن تطمئنَّ إلى أمر الله و ذكره ، و تطلب حسن العاقبة ،

و وعد الآخرة ، و لا تغتر بما تزينه الشهوات الحاضرة ، و الملذات العابرة .

إذا خشع قلب المصلي أستشعر الوقوف بين يدي خالقه ، و عظمت عنده مناجاته ،

فمن قدَرَ الأمر حق قدره ، و أستقرَّ في جنانه عظمة الله و جلاله ،

و امتلأ بالخوف قلبه ، خشع في صلاته ، و أقبل عليها ، و لم يشتغل بسواها ،

و سكنت جوارحه فيها ، و أستحق المديح القرآني



{ قَدْ أَفْلَحَ ٱلْمُؤْمِنُونَ * ٱلَّذِينَ هُمْ فِى صَلاَتِهِمْ خَـٰشِعُونَ }



[ المؤمنون : 1 ، 2 ] .



رُوي عن مجاهد يرحمه الله في قوله تعالى :



{ وَقُومُواْ لِلَّهِ قَـٰنِتِينَ }



[البقرة:238] .



قال : القنوت : الركون و الخشوع ، و غض البصر ، و خفض الجناح .

قال : و كان العلماء إذا قام أحدهم في الصلاة هاب الرحمن عزَّ و جلَّ عن أن يشد نظره ،

أو يلتفت أو يقلب الحصى ، أو يعبث بشيء ،

أو يحدث نفسه بشيء من أمر الدنيا ما دام في الصلاة .

بالخشوع الحق ، يكون المصلون مخبتين لربهم ،

منكسرين لعظمته خاضعين لكبريائه ، خاشعين لجلاله :



{ إِنَّهُمْ كَانُواْ يُسَارِعُونَ فِى ٱلْخَيْرٰتِ

وَيَدْعُونَنَا رَغَباً وَرَهَباً وَكَانُواْ لَنَا خـٰشِعِينَ }



[ الأنبياء : 90 ] .



و لتعلموا يرحمكم الله



أن الخشوع يتفاوت في القلوب بحسب تفاوت معرفتها لمن خشعت له ،

و بحسب مشاهدة القلوب للصفات المقتضية للخشوع .

و بمقدار هذا التفاوت يكون تفاضل الناس ، في القبول و الثواب ،

و في رفع الدرجات ، و حط السيئات .



عن عبد الله الصنابحي رضي الله عنه قال :

أشهد أني سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول :



( خمس صلوات افترضهن الله تعالى ،

من أحسن وضوءهن ، و صلاهن لوقتهن ، و أتم ركوعهن و خشوعهن ؛

كان له على الله عهدٌ أن يغفر له ، و من لم يفعل فليس له على الله عهد ؛

إن شاء غفر له ، و إن شاء عذبه ) .



و في خبر آخر عنه أخرجه مسلم و غيره

أنه صلى الله عليه و سلم قال :



( ما من امرئٍ مسلم تحضره صلاة مكتوبة

فأحسن وضوءها و خشوعها و ركوعها إلا كانت كفارة لما قبلها من الذنوب ،

ما لم يؤت كبيرة و ذلك الدهر كله ) .



و عن عثمان رضي الله تعالى عنه

عن النبي صلى الله عليه و سلم أنه قال :



( ... من توضأ نحو وضوئي هذا ثم صلى ركعتين لا يحدِّث فيهما نفسه بشيء ؛

غفر له ما تقدم من ذنبه ) .



الصلاة الخاشعة هي الراحة الدائمة للنفوس المطمئنة الواثقة بوعد ربها المؤمنة بلقائه .

أين هذا من نفوس استحوذ عليها الهوى و الشيطان ؟!

فلا ترى من صلاتها إلا أجساداً تهوي إلى الأرض خفضاً و رفعاً .

أما قلوبها فخاوية ، و أرواحها فبالدنيا متعلقة ،

و نفوسها بالأموال و الأهلين مشغولة .



لما سمع بعض السلف قول الله تعالى :



{ لاَ تَقْرَبُواْ ٱلصَّلَوٰةَ وَأَنتُمْ سُكَـٰرَىٰ حَتَّىٰ تَعْلَمُواْ مَا تَقُولُونَ }



[ النساء : 43 ] .



قال : كم من مصل لم يشرب خمراً.. هو في صلاته لا يعلم ما يقول ،

و قد أسكرته الدنيا بهمومها .



أيها الإخوة الكرام



و هناك نوع من الخشوع حذر منه السلف ،

و أنذروا و سموه : خشوع النفاق .

فقالوا : أستعيذوا بالله من خشوع النفاق .

قالوا : و ما خشوع النفاق ؟

قالوا : أن ترى الجسد خاشعاً ، و القلب ليس بخاشع .

و لقد نظر عمر رضي الله عنه إلى شاب قد نكس رأسه



فقال له عمر رضى الله تعالى عنه :



[ يا هذا ، أرفع رأسك ، فإن الخشوع لا يزيد على ما في القلب ،

فمن أظهر خشوعاً على ما في قلبه فإنما هو نفاق على نفاق ] .



و قال الحسن رضى الله تعالى عنه :



[ إن أقواماً جعلوا التواضع في لباسهم ، و الكبر في قلوبهم ،

و لبسوا مداعج الصوف ـ أي: الصوف الأسود ـ

و اللهِ لأَحدُهم أشدُّ كبراً بمدرعته من صاحب السرير بسريره ،

و صاحب الديباج في ديباجه ] .



فاتقوا الله يرحمكم الله



و أحفظوا صلاتكم ، و حافظوا عليها ، و أستعيذوا بالله من قلب لا يخشع ،



فقد كان من دعاء نبيكم محمد عليه أفضل الصلاة و السلام :



( اللهم إني أعوذ بك من علم لا ينفع ، و من قلب لا يخشع ،

و من نفس لا تشبع ، و من دعوة لا يستجاب لها )



أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم :



{ وَٱسْتَعِينُواْ بِٱلصَّبْرِ وَٱلصَّلَوٰةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلاَّ عَلَى ٱلْخَـٰشِعِينَ }



[ البقرة : 45 ، 46 ] .



فأتقوا الله معاشر المسلمين



و تخلقوا بأخلاق رسول الله و أهتدوا بهديه تفلحوا ،

و يتحقق لكم ما وعدكم به من الاستظلال بظل الرحمن يوم لا ظل إلا ظله .

بارك الله لي و لكم فى القرآن الكريم

و نَفَعني الله و إيَّاكم بالقرآنِ العظيم

و بهديِ محمّد سيد المرسلين صلى الله عليه و سلم ،

أقول قولي هَذا، و أستَغفر الله لي و لَكم و لجميع المسلمين

فأستغفروه أنه هو الغفور الرحيم





الحمد لله المتفرد بالعظمة و الجلال ، المتفضل على خلقه بجزيل النوال .

أحمده سبحانه و أشكره ، و أتوب إليه و أستغفره ، و هو الكبير المتعال ،

و أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ،

و أشهد أن محمداً عبده و رسوله، الداعي إلى الحق ،

و المنقذ بإذن ربه من الضلال ،

صلى الله و سلم و بارك عليه و على آله و صحبه خير صحبٍ و آلٍ ،

و التابعين و من تبعهم بإحسان إلى يوم المآل .





أيها المسلمون



يذكر أهل العلم وجوهاً عدة ، يتبين فيها حضور القلب ،

و يتحقق فيها حال الخشوع ، و حقيقة التعبد .

من هذه الوجوه : الإجتهاد في تفريغ القلب للعبادة ، و الإنصراف عما سواها ،

و يقوى ذلك و يضعف بحسب قوة الإيمان بالله و اليوم الآخر ، و الوعد و الوعيد .

و منها : التفهم و التدبر لما تشتمل عليه الصلاة من قراءة و ذكر و مناجاة ؛

لأن حضور القلب و التخشع و السكون من غير فهم للمعاني لا يحقق المقصود .

و منها : الإجتهاد بدفع الخواطر النفسية ، و البعد عن الصوارف الشاغلة .

و هذه الصوارف و الشواغل عند أهل العلم نوعان :

صوارف ظاهرة و هي ما يشغل السمع و البصر ،

و هذه تعالَج باقتراب المصلي من سترته و قبلته و نظره إلى موضع سجوده ،

و الأبتعاد عن المواقع المزخرفة و المنقوشة ،

و النبي عليه الصلاة و السلام لما صلى في خميصة لها أعلام و خطوط نزعها



و قال عليه صلاة ربى و سلامه :



( إنها ألهتني آنفاً عن صلاتي )



متفق عليه من حديث عائشة .



و النوع الثاني : صوراف باطنة

من تشعب الفكر في هموم الدنيا و أنشغال الذهن بأودية الحياة ،

و معالجة ذلك بشدة و التفكر و التدبر لما يَقرأ و يَذكر و يُناجي .

و مما يعين على حضور القلب ، و صدق التخشع ؛

تعظيم المولى جل و علا في القلب ، و هيبته في النفس ،

و لا يكون ذلك إلا بالمعرفة الحقة بالله عزَّ شأنه ،

و معرفة حقارة النفس و قلة حيلتها ،

و حينئذٍ تتولد الاستكانة و الخشوع و الذل و الإنابة .



أمرٌ آخر أيها الإخوة يحسن التنبيه إليه



و هو دال على نوع من الإنصراف و التشاغل ، مع ما جاء من عظم الوعيد عليه ،

و خطر التهاون فيه ، ذلكم هو مسابقة الإمام في الصلاة ،

فما جعل الإمام إلا ليؤتم به ، فلا تتقدموا عليه ،



فقد قال عليه الصلاة و السلام :



( أما يخشى الذي يرفع رأسه قبل الإمام أن يحول الله رأسه رأس حمار )



متفق عليه من حديث أبي هريرة .



و في رواية :



( أو صورة كلب )



و أنظروا إلى حال الصحابة رضوان الله عليهم مع نبيهم و إمامهم

محمد صلى الله عليه و على آله و صحبه و سلم ،



يقول البراء بن عازب رضى الله تعالى عنه :



كان خلف النبي عليه الصلاة و السلام فكان إذا انحط من قيامه للسجود ،

لا يحني أحد منا ظهره حتى يضع رسول الله صلى الله عليه و سلم جبهته على الأرض و يكبر ،

و كان يستوي قائماً و هم لا يزالون سجوداً بعد .

و رأى ابن مسعود رجلاً يسابق إمامه



فقال له رضى الله تعالى عنه :



[ لا وحدك صليت ، و لا أنت بإمامك أقتديت ] .



فأتقوا الله يرحمكم الله



و أحسنوا صلاتكم ، و أتموا ركوعها و سجودها ،

و حافظوا على أذكارها، و حسن المناجاة فيها ،

رزقنا الله و إياكم الفقه في الدين و حسن العمل .



ألا و أكثِروا يرحمكم الله



من الصلاة و السلامِ على الحبيب رسولِ الله

كما أمركم بذلك ربّكم جلّ في علاه ،

و هو خير البرية و أزكى البشرية

محمّد بن عبد الله صاحب الحوض و الشفاعة ،

فقد أمركم الله بأمرٍ بدأ فيه بنفسه ،

و ثنى بملائكته المسبِّحة بقدسِه ، و أيّه بكم أيها المؤمنون



فقال جلَّ من قائل عليما :



{ إِنَّ ٱللَّهَ وَمَلَـٰئِكَـتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى ٱلنَّبِىّ

يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ صَلُّواْ عَلَيْهِ وَسَلّمُواْ تَسْلِيمًا }



[ الأحزاب : 56 ]



اللّهمّ صلِّ و سلِّم وبارِك على عبدِك و رسولك

سيدنا و نبيِّنا محمّد الحبيب المُصطفى و النبيّ المُجتبى ،

و على آله الطيبين الطاهرين ، و على أزواجِه أمّهات المؤمنين ،



و ارضَ اللّهمّ عن الخلفاء الأربعة الراشدين : أبي بكر و عمر و عثمان و عليٍّ ،

وعن الصحابة أجمعين ، و التابعين و من تبعهم بإحسان إلى يومِ الدين ،

و عنَّا معهم بعفوِك و جُودك و إحسانك يا أكرم الأكرمين .



و قال عليه الصلاة و السلام فيما أخرجه مسلم في صحيحه :



( مَن صلّى عليّ صلاة واحدة صلّى الله عليه بها عشرًا ) .



فاجز اللّهمّ عنّا نبيّنا محمّدًا صلى الله عليه و سلم خيرَ الجزاء و أوفاه ،

و أكمله و أثناه ، و أتمَّه و أبهاه ، و صلِّ عليه صلاةً تكون له رِضاءً ،

و لحقِّه أداءً ، و لفضلِه كِفاء ، و لعظمته لِقاء ، و تلقى منك سبحانك قبول و رضاء ،

يا خيرَ مسؤول و أكرمَ مأمول يا رب الأرض و السماء .



اللّهمّ إنّا نسألك حبَّك ، و حبَّ رسولك محمّد صلى الله عليه و سلم ،

و حبَّ العملِ الذي يقرّبنا إلى حبّك .



اللّهمّ اجعل حبَّك و حبَّ رسولك صلى الله عليه و سلم أحبَّ إلينا

من أنفسنا و والدينا و الناس أجمعين .



اللّهمّ أعِزَّ الإسلام و المسلمين ، و أذلَّ الشركَ و المشركين ،

و أحمِ حوزةَ الدّين ، و أدِم علينا الأمن و الأمان و أحفظ لنا ولاة أمورنا ،

و رد كيد كل من أراد فتنة فى بلادنا فى نحره أو فى أى من بلاد المسلمين



اللّهمّ أمنا فى أوطاننا و أصلح أئمتنا و ولاة أمورنا ،

و أنصر عبادَك المؤمنين فى كل بقاع الأرض و أحفظهم



اللّهمّ و اشف مرضاهم و أرحم موتاهم و أجمع شملهم و وحد كلمتهم



اللّهمّ آمنا فى أوطاننا و أصلح أئمتنا و ولاة أمورنا ،

و أنصر عبادَك المؤمنين فى كل بقاع الأرض و أحفظهم

و أحفظ أخواننا فى برد الشام و فى فلسطين و مينمار و أفغانستان و جميع المسلمين

اللّهمّ و اشف مرضاهم و أرحم موتاهم و أجمع شملهم و داوى جرحاهم

و تقبل شهداءهم و أحفظ دينعم و أموالهم و أعراضهم



اللّهمّ أرزقنا الغيت و لا تجعلنا من القانطين

اللّهمّ أرزقنا الغيت و لا تجعلنا من القانطين

اللّهمّ أرزقنا الغيت و لا تجعلنا من القانطين



اللّهمّ سقيا رحمة لا سقيا عذاب بفضلك و كرمك يا كريم يا تواب

ثم الدعاء بما ترغبون و ترجون من فضل الله العلى العظيم الكريم

أنتهت