الحلقة ( 444 ) من دين و حكمة - أحكام الزواج 73

[adnan]

( الحلقة رقم : 444 )
{ الموضوع الـعاشر الفقرة 73 }
( أحكــام الـزواج )
أخى المسلم
نواصل معكم اليوم الموضوع الـعاشر من مواضيع دين و حكمة




الحمد لله رب العالمين


و الصلاة والسلام على سيد الأولين و الأخرين

سيدنا محمد و على آله و صحبه أجمعين

و من أهتدى بهديه إلى يوم الدين .
قال أبن مسعود



لو لم يبق من أجلى إلا عشرة أيام

و أعلم أنى أموت فى آخرها

و لى طول النكاح فيهن لتزوجت مخافة الفتنة

https://mail.google.com/mail/u/0/?ui=2&ik=8c4e62fb9f&view=att&th=13ee12febad4e551&attid=0.5&disp=emb&zw&atsh=1


أخى المسلم



حديثنا اليوم إن شاء الله تعالى سيكون عن
حكمة تعدد الأزواج و ماذا حدث فى مؤتمر الشباب

الذى عقد بمدينة ميونخ - المانيا



قال الدكتور محمد يوسف موسى



أتذكر إنى دُعيت و بعض أخوانى المصريين عام 1948

لحضور مؤتمر الشباب العالمى بمدينة ميونخ- بألمانيا



و كان من نصيبى أن أشتركت أنا و زميل لى من المصريين

فى الحلقة التى كانت تبحث مشكلة زيادة عدد النساء فى المانيا

أضعافاً مضاعفةٌ عن عدد الرجال بعد الحرب

و تستعرض ما يمكن أن يكون حلاً طيباً لها



و بعد إستعراض سائر الحلول التى يعرفونها هناك و رفضها جميعا

تقدمت و زميلى بالحل الطبيعى الوحيد

و هو إباحة تعدد الزوجات

فقوبل هذا الرأى أولاً بشئ من الدهشه و الإشمئزاز

و لكنه بعد بحثه بحثاً عادلاً عميقا رائ المؤتمرون أنه لا حل غيره

و كانت النتيجة إعتباره توصية من التوصيات التى أقرها المؤتمر

و كان مما سرنى كثيراً بعد عودتى إلى الوطن عام 1949

ما عرفته من أن بعض الصحف المصرية نشرت

أن أهالى مدينة بون عاصمة المانيا الغربية طلبوا أن

ينص الدستور على إباحة تعدد الزوجات



أخى المسلم



إن إستعداد الرجل للتناسل أكثر من إستعداد المرأة لذلك

فهو مهيأ للعملية العاطفية منذ البلوغ إلى سن متأخرة

بينما المرأة لا تتهيأ لذلك مدة الحيض
و هي دورة شهرية قد تصل إلى عشرة أيام

و لا تتهيأ كذلك مدة النفاس و الولادة و قد تصل إلي أربعون يوما

يضاف إلي ذلك ظروف الحمل و الرضاع

و إن استعداد المرأة للولادة ينتهى بين الخامسة و الأربعين و الخمسين

بينما يستطيع الرجل الإخصاب إلي ما بعد الستين

و لا بد من رعاية مثل هذه الحالات و وضع الحلول السليمة لها



فإذا كانت الزوجة فى هذه الحالة عاجزة عن أداء الوظيفة الزوجية

فماذا يصنع الرجل أثناء هذه الفترة ؟

و هل الأفضل له أن يضم إليه حليلة تعف نفسه و تحصن فرجه

أم يتخذ خليلة لا تربطه بها رابطة
إلا الرابطة التى تربط الحيوانات بعضها البعض ؟

[adnan]

مع ملاحظة إن الإسلام يحرم الزنا أشد التحريم



قال تعالى




{ وَلاَ تَقْرَبُواْ الزِّنَى إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاء سَبِيلاً }

الإسراء 32



و يقرر لمقترفه عقوبة رادعة

فقال تعالى

{ الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِّنْهُمَا مِئَةَ جَلْدَةٍ وَلَا تَأْخُذْكُم بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللَّهِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ
وَلْيَشْهَدْ عَذَابَهُمَا طَائِفَةٌ مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ }

النور2



و قد تكون الزوجة عقيماً لا تلد أو مريضة مرض لا يُرجى شفاؤها منه

و هى مع ذلك راغبة فى إستمرار الحياة الزوجية

و الزوج راغب فى إنجاب الأولاد و فى الزوجة التى تدبر شؤون بيته

فهل من الخير للزوج أن يرضى بهذا الواقع الأليم

فيصطحب هذه العقيم دون أن يولد له منها

و هذه المريضة دون أن يكون له من يدبر أمر منزله

فيحتمل هذا الغرم كله وحده ؟

أم أن الخير فى أن يفارقها و هى راغبة فى المعاشرة فيؤذيها بالفراق ؟

أم يوفق بين رغبتها و رغبته فيتزوج بأخرى و يُبقِى عليها

فتلتقى مصلحته و مصلحتها معاً ؟

أعتقد أن الحل الأخير هو أهدى الحلول و أحقها بالقبول

و لا يسع صاحب ضمير حى و عاطفة نبيلة إلا أن يتقبله و يرضى به



و قد يوجد عند بعض الرجال بحكم طبيعتهم النفسية و البدنية

رغبة طبيعية جامحة

إذ ربما لا تشبعه إمرأة واحدة

و لا سيما فى بعض المناطق الحارة

فبدلاً من أن يتخذ خليلة تفسد عليه أخلاقه

أبُيح له أن يشبع غريزته عن طريق حلال مشروع



أخى المسلم



هذه بعض الأسباب الخاصة و العامة التى لاحظها الإسلام

و هو يشرع لا لجيل خاص من الناس و لا لزمن معين محدود

و إنما يشرع للناس جمعياً إلى أن يرث الله الأرض و من عليها

فمراعاة الزمان و المكان لها إعتبارها

و تقدير ظروف الأفراد لا بد و إن يحسب حسابها

و الحرص على مصالح الامة

بتكثير سواعدها ليكونوا عدتها فى الحرب و السلم

من أهم الأهداف التى يستهدفها المشرع

و لقد كان هذا التشريع و الأخذ به فى العالم الإسلامى

فضل كبير فى بقائه نقياً بعيداً عن

الرذائل الإجتماعية و النقائص الخلقية

التى فشت فى المجتمعات التى لا تؤمن بالتعدد و لا تعترف به



أخى المسلم



ماذا حدث و لوحظ فى المجتمعات التى تحرم التعدد ؟؟



فهذا ما سنعرفه إن شاء الله تعالى فى الحلقة القادمة

فأنتظرونا و لا تنسونا من صالح الدعوات