المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : غزوة بواط من ناحية رضوى


بنت الاسلام
06-14-2013, 01:51 AM
الأخ / مصطفى آل حمد

غزوة بواط من ناحية رضوى
من كتاب : البداية و النهاية لإبن كثير - يرحمه الله

http://f1623.mail.vip.bf1.yahoo.com/ya/download?mid=2%5f0%5f0%5f1%5f24494836%5fAILvHkgAAA spUbnZ7wAAAFBNg14&pid=5&fid=Inbox&inline=1 (http://www.ataaalkhayer.com/)

قال ابن إسحاق‏ :‏
ثم غزا رسول الله صلى الله عليه وسلم في شهر ربيع الأول - يعني‏ :‏
من السنة الثانية - يريد قريشاً‏ .‏

قال ابن هشام ‏:‏
واستعمل على المدينة السائب بن عثمان بن مظعون ‏.‏

وقال الواقدي ‏:‏
استخلف عليها سعد بن معاذ ‏.‏

وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم في مائتي راكب ، وكان لواؤه
مع سعد بن أبي وقاص وكان مقصده أن يعترض لعير قريش وكان
فيه أمية بن خلف ومائة رجل وألفان وخمسمائة بعير‏ .‏

قال ابن إسحاق ‏:‏
حتى بلغ بواط من ناحية رضوى ، ثم رجع إلى المدينة ولم يلق كيداً
فلبث بها بقية شهر ربيع الآخر وبعض جمادى الأولى‏ .‏

http://f1623.mail.vip.bf1.yahoo.com/ya/download?mid=2%5f0%5f0%5f1%5f24494836%5fAILvHkgAAA spUbnZ7wAAAFBNg14&pid=6&fid=Inbox&inline=1 (http://www.ataaalkhayer.com/)

غزوة العشيرة

قال ابن هشام ‏:‏
واستعمل على المدينة أبا سلمة بن عبد الأسد‏ .‏

قال الواقدي‏ :‏
وكان لواؤه مع حمزة بن عبد المطلب ‏.‏

قال ‏:‏
وخرج عليه السلام يتعرض لعيرات قريش ذاهبة إلى الشام‏ .‏

قال ابن إسحاق‏ :‏
فسلك على نقب بني دينار ، ثم على فيناء الخيار، فنزل تحت شجرة
ببطحاء ابن أزهر يقال لها ‏:‏ ذات الساق فصلى عندها فثم مسجده ،
فصنع له عندها طعام فأكل منه وأكل الناس معه ، فرسوم أثافي
البرمة معلوم هناك ، واستسقى له من ماء يقال له‏ :‏ المشيرب ‏.‏
ثم ارتحل فنزك الخلائق بيسار وسلك شعبة عبد الله، ثم صب للشاد
حتى هبط ملل ، فنزل بمجتمعه ومجتمع الضبوعة ، ثم سلك فرش
ملل حتى لقي الطريق بصخيرات اليمام ، ثم اعتدل به الطريق حتى
نزل العشيرة من بطن ينبع فأقام بها جمادى الأولى وليال من جمادى
الآخرة ووادع فيها بني مدلج وحلفاءهم من بني ضمرة ، ثم رجع إلى
المدينة ولم يلق كيداً‏ .‏

http://f1623.mail.vip.bf1.yahoo.com/ya/download?mid=2%5f0%5f0%5f1%5f24494836%5fAILvHkgAAA spUbnZ7wAAAFBNg14&pid=7&fid=Inbox&inline=1 (http://www.ataaalkhayer.com/)

وقد قال البخاري‏ :‏
حدثنا عبد الله بن محمد ، ثنا وهب ، ثنا شعبة ، عن أبي إسحاق‏ .‏

قال‏ :‏
كنت إلى جنب زيد بن أرقم فقيل له‏ :‏
كم غزا رسول الله صلى الله عليه وسلم من غزوة‏ ؟‏

قال ‏:‏
تسع عشرة ‏.‏

قلت‏ :‏
كم غزوة أنت معه ‏؟‏

قال‏ :‏
سبع عشرة غزوة ،

قلت ‏:‏
فأيهن كان أول‏ ؟‏

قال ‏:‏
العشير - أو العسير –

فذكرت لقتادة فقال ‏:‏
العشير ‏.‏

وهذا الحديث ظاهر في أن أول الغزوات العشيرة ، ويقال‏ :‏ بالسين
وبهما مع حذف التاء ، وبهما مع المد اللهم إلا أن يكون المراد غزاة
شهدها مع النبي صلى الله عليه وسلم زيد بن أرقم العشيرة وحينئذً لا
ينفي أن يكون قبلها غيرها لم يشهدها زيد بن أرقم وبهذا يحصل
الجمع بين ما ذكره محمد بن إسحاق وبين هذا الحديث والله أعلم‏ .‏

http://f1623.mail.vip.bf1.yahoo.com/ya/download?mid=2%5f0%5f0%5f1%5f24494836%5fAILvHkgAAA spUbnZ7wAAAFBNg14&pid=8&fid=Inbox&inline=1 (http://www.ataaalkhayer.com/)

قال محمد بن إسحاق :‏
ويومئذٍ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعلي ما قال ‏.‏
فحدثني يزيد بن محمد بن خيثم ، عن محمد بن كعب القرظي ،
حدثني أبو يزيد محمد بن خيثم ، عن عمار بن ياسر‏ .‏
قال ‏:‏
كنت أنا وعلي بن أبي طالب رفيقين في غزوة العشيرة من بطن
ينبع ، فلما نزلها رسول الله صلى الله عليه وسلم أقام بها شهراً
فصالح بها بني مدلج وحلفاءهم من بني ضمرة فوادعهم ‏.‏

فقال لي علي بن أبي طالب ‏:‏
هل لك يا أبا اليقظان أن نأتي هؤلاء النفر - من بني مدلج يعملون في
عين لهم - ننظر كيف يعملون‏ ؟‏

فأتيناهم فنظرنا إليهم ساعة فغشينا النوم فعمدنا إلى صور من النخل
في دقعاء من الأرض فنمنا فيه‏ .‏
فوالله ما أهبنا إلا ورسول الله صلى الله عليه وسلم يحركنا بقدمه
فجلسنا وقد تتربنا من تلك الدقعاء فيومئذٍ قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم ‏:‏

( أَلَا أُحَدِّثُكُمْ بِأَشْقَى الناسِ رَجلينِ ؟
أُحَيْمِرُ ثمودَ الذي عقَرَ الناقَةَ ، والذي يضْرِبُكَ يا عَلِيُّ عَلَى هذِه ،
حتى يَبُلَّ مِنْهَا هذِه )
الراوي : عمار بن ياسر - المحدث : الألباني –
المصدر : صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم : 2589
خلاصة حكم المحدث : صحيح

http://f1623.mail.vip.bf1.yahoo.com/ya/download?mid=2%5f0%5f0%5f1%5f24494836%5fAILvHkgAAA spUbnZ7wAAAFBNg14&pid=9&fid=Inbox&inline=1 (http://www.ataaalkhayer.com/)

بنت الاسلام
06-14-2013, 01:52 AM
غزوة بدر الأولى

قال ابن إسحاق‏ :‏
ثم لم يقم رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمدينة حين رجع من
العشيرة إلا ليال قلائل لا تبلغ العشرة ، حتى أغار كرز بن جابر
الفهري على سرح المدينة ، فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم
في طلبه حتى بلغ وادياً يقال له :‏ سفوان من ناحية بدر ، وهي غزوة
بدر الأولى ، وفاته كرز فلم يدركه ‏.‏

وقال الواقدي‏ :‏
وكان لواؤه مع علي بن أبي طالب ‏.‏

قال ابن هشام والواقدي ‏:‏
وكان قد استخلف على المدينة زيد بن حارثة ‏.‏

قال ابن إسحاق‏ :‏
فرجع رسول الله صلى الله عليه وسلم فأقام جمادى ورجباً وشعبان
وقد كان بعث بين يدي ذلك سعداً في ثمانية رهط من المهاجرين ،
فخرج حتى بلغ الخرار من أرض الحجاز ‏.‏

قال ابن هشام ‏:‏
ذكر بعض أهل العلم أن بعث سعد هذا كان بعد حمزة ، ثم رجع ولم
يلق كيداً ‏.‏

هكذا ذكره ابن إسحاق مختصراً وقد تقدم ذكر الواقدي لهذه البعوث
الثلاثة ، أعني بعث حمزة في رمضان ، وبعث عبيدة في شوال ،
وبعث سعد في ذي القعدة كلها في السنة الأولى ‏.‏

http://f1623.mail.vip.bf1.yahoo.com/ya/download?mid=2%5f0%5f0%5f1%5f24494836%5fAILvHkgAAA spUbnZ7wAAAFBNg14&pid=10&fid=Inbox&inline=1 (http://www.ataaalkhayer.com/)

وقد قال الإمام أحمد‏ :‏
حدثني عبد المتعال بن عبد الوهاب ، حدثني يحيى بن سعيد‏ .‏

وقال عبد الله بن الإمام أحمد‏ :‏
وحدثني سعيد بن يحيى بن سعيد الأموي ، حدثنا أبي ، ثنا المجالد ،
عن زياد بن علاقة ، عن سعد بن أبي وقاص ‏.‏

قال‏ :‏
لما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة جاءته جهينة فقالوا ‏:‏
إنك قد نزلت بين أظهرنا فأوثق حتى نأتيك وقومنا ، فأوثق لهم
فأسلموا قال ‏:‏
فبعثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في رجب ولا نكون مائة وأمرنا
أن نغير على حي من بني كنانة إلى جنب جهينة فأغرنا عليهم وكانوا
كثيراً فلجأنا إلى جهينة فمنعونا وقالوا‏ :‏
لم تقاتلون في الشهر الحرام‏ ؟‏
فقال بعضنا لبعض‏ :‏
ما ترون‏ ؟‏

فقال بعضنا‏ :
‏ نأتي نبي الله فنخبره ،

وقال قوم‏ :‏
لا بل نقيم ههنا ،

وقلت أنا في أناس معي‏ :‏
لا بل نأتي عير قريش فنقتطعها‏ .‏

وكان الفيء إذ ذاك من أخذ شيئاً فهو له ، فانطلقنا إلى العير وانطلق
أصحابنا إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأخبروه الخبر فقام غضبان .‏

‏http://f1623.mail.vip.bf1.yahoo.com/ya/download?mid=2%5f0%5f0%5f1%5f24494836%5fAILvHkgAAA spUbnZ7wAAAFBNg14&pid=11&fid=Inbox&inline=1 (http://www.ataaalkhayer.com/)

باب سرية عبد الله بن جحش

التي كان سببها لغزوة بدر العظمى وذلك يوم الفرقان يوم التقى
الجمعان والله على كل شيء قدير‏ .‏

قال ابن إسحاق‏ :‏
وبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم عبد الله ابن جحش بن رئاب
الأسدي في رجب مقفله من بدر الأولى وبعث معه ثمانية رهط من
المهاجرين ليس فيهم من الأنصار أحد ، وهم‏ :‏

أبو حذيفة بن عتبة ، وعكاشة بن محصن بن حرثان حليف بني أسد
بن خزيمة ، وعتبة بن غزوان حليف بني نوفل ، وسعد بن أبي
وقاص الزهري ، وعامر بن ربيعة الوائلي حليف بني عدي ،
وواقد بن عبد الله ابن عبد مناف بن عرين بن ثعلبة بن يربوع
التميمي حليف بني عدي أيضاً ، وخالد بن البكير أحد بني سعد بن
ليث حليف بني عدي أيضاً ، وسهل بن بيضاء الفهري .

فهؤلاء سبعة ثامنهم ‏:‏
أميرهم عبد الله بن جحش رضي الله عنه ‏.‏

وقال يونس‏ :‏ عن ابن إسحاق‏ :‏
كانوا ثمانية وأميرهم التاسع فالله أعلم ‏.‏

قال ابن إسحاق ‏:‏
وكتب له كتاباً وأمره أن لا ينظر فيه حتى يسير يومين ثم ينظر فيه ،
فيمضي لما أمره به ، ولا يستكره من أصحابه أحداً‏ .‏

فلما سار بهم يومين فتح الكتاب فإذا فيه‏ :‏
إذا نظرت في كتابي فامض حتى تنزل نخلة بين مكة والطائف ،
فترصد بها قريشاً وتعلم لنا من أخبارهم ،

فلما نظر في الكتاب قال‏ :‏
سمعاً وطاعة وأخبر أصحابه بما في الكتاب ‏.‏

وقال‏ :‏
قد نهاني أن أستكره أحداً منكم فمن كان منكم يريد الشهادة ويرغب
فيها فلينطلق ، ومن كره ذلك فليرجع فأما أنا فماض لأمر رسول الله
صلى الله عليه وسلم فمضى ومضى معه أصحابه لم يتخلف منهم
أحد‏ .‏

http://f1623.mail.vip.bf1.yahoo.com/ya/download?mid=2%5f0%5f0%5f1%5f24494836%5fAILvHkgAAA spUbnZ7wAAAFBNg14&pid=12&fid=Inbox&inline=1 (http://www.ataaalkhayer.com/)

وسلك على الحجاز حتى إذا كان بمعدن ، فوق الفرع يقال له‏ :‏
بحران ، أضل سعد بن أبي وقاص وعتبة بن غزوان بعيراً لهما كانا
يعتقبانه فتخلفا في طلبه ومضى عبد الله بن جحش وبقية أصحابه
حتى نزل نخلة ، فمرت عير لقريش فيها عمرو بن الحضرمي‏ .‏

قال ابن هشام‏ :‏
واسم الحضرمي عبد الله بن عباد أحد الصدف وعثمان بن عبد الله
بن المغيرة المخزومي وأخوه نوفل والحكم بن كيسان مولى هشام بن
المغيرة ، فلما رآهم القوم هابوهم وقد نزلوا قريباً منهم فأشرف لهم
عكاشة بن محصن وكان قد حلق رأسه ‏.‏

فلما رأوه أمنوا ، وقال عمار‏ :‏
لا بأس عليكم منهم ، وتشاور الصحابة فيهم وذلك في آخر يوم من
رجب ،
فقالوا‏ :‏
والله لئن تركتموهم هذه الليلة ليدخلن الحرم فليمتنعن به منكم ،
ولئن قتلتموهم لتقتلنهم في الشهر الحرام فتردد القوم ، وهابوا
الإقدام عليهم ، ثم شجعوا أنفسهم عليهم ، وأجمعوا على قتل من
قدروا عليه منهم ، وأخذ ما معهم‏ .‏

فرمى واقد بن عبد الله التميمي عمرو بن الحضرمي بسهم فقتله ،
واستأسر عثمان بن عبد الله ، والحكم بن كيسان وأفلت القوم نوفل
بن عبد الله فأعجزهم ، وأقبل عبد الله بن جحش وأصحابه بالعير
والأسيرين حتى قدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم ‏.‏

http://f1623.mail.vip.bf1.yahoo.com/ya/download?mid=2%5f0%5f0%5f1%5f24494836%5fAILvHkgAAA spUbnZ7wAAAFBNg14&pid=13&fid=Inbox&inline=1 (http://www.ataaalkhayer.com/)

وقد ذكر بعض آل عبد الله بن جحش أن عبد الله قال لأصحابه ‏:‏
إن لرسول الله صلى الله عليه وسلم فيما غنمتا الخمس فعزله ، وقسم
الباقي بين أصحابه وذلك قبل أن ينزل الخمس‏ .‏

قال‏ :‏
لما نزلنا الخمس نزل كما قسمه عبد الله بن جحش كما قاله ابن
إسحاق فوقف العير والأسيرين وأبى أن يأخذ من ذلك شيئاً‏ .‏

فلما قال ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم أسقط في أيدي القوم ،
وظنوا أنهم قد هلكوا ، وعنفهم إخوانهم من المسلمين فيما صنعوا ،
وقالت قريش‏ :‏
قد استحل محمد وأصحابه الشهر الحرام ، وسفكوا فيه الدم ،
وأخذوا فيه الأموال ، وأسروا فيه الرجال ، فقال من يرد عليهم من
المسلمين ممن كان بمكة ‏:‏ إنما أصابوا ما أصابوا في شعبان ،
وقالت يهود‏ :‏
تفائل بذلك على رسول الله صلى الله عليه وسلم عمرو ابن الحضرمي
قتله واقد بن عبد الله ، عمرو عمرت الحرب ، والحضرمي حضرت
الحرب ، وواقد بن عبد الله وقدت الحرب ، فجعل الله ذلك عليهم لا
لهم‏ .‏

http://f1623.mail.vip.bf1.yahoo.com/ya/download?mid=2%5f0%5f0%5f1%5f24494836%5fAILvHkgAAA spUbnZ7wAAAFBNg14&pid=14&fid=Inbox&inline=1 (http://www.ataaalkhayer.com/)

بنت الاسلام
06-14-2013, 01:53 AM
فلما أكثر الناس في ذلك أنزل الله تعالى على رسوله صلى الله عليه وسلم‏ :‏

‏} يَسْأَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرَامِ قِتَالٍ فِيهِ قُلْ قِتَالٌ فِيهِ كَبِيرٌ وَصَدٌّ عَنْ
سَبِيلِ اللَّهِ وَكُفْرٌ بِهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَإِخْرَاجُ أَهْلِهِ مِنْهُ أَكْبَرُ عِنْدَ اللَّهِ
وَالْفِتْنَةُ أَكْبَرُ مِنَ الْقَتْلِ وَلَا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَنْ دِينِكُمْ
إِنِ اسْتَطَاعُوا‏‏ ‏{‏
[ ‏البقرة‏ :‏ 217‏ ]‏‏

أي‏ :‏
إن كنتم قتلتم في الشهر الحرام فقد صدوكم عن سبيل الله مع الكفر
به ، وعن المسجد الحرام ، وإخراجكم منه وأنتم أهله أكبر عند الله
من قتل من قتلتم منهم والفتنة أكبر من القتل ،
أي‏ :‏
قد كانوا يفتنون المسلم عن دينه ، حتى يردوه إلى الكفر بعد إيمانه ،
فذلك أكبر عند الله من القتل ، ثم هم مقيمون على أخبث ذلك
وأعظمه ، غير تائبين ولا نازعين ،
ولهذا قال الله تعالى‏ :‏

}‏ ‏ولا يزالون يقاتلونكم حتى يردوكم عن دينكم إن استطاعوا ‏{ ‏

قال ابن إسحاق‏ :‏
فلما نزل القرآن بهذا الأمر ، وفرج الله عن المسلمين ما كانوا فيه
من الشفق ، قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم العير والأسيرين ،
وبعثت قريش في فداء عثمان والحكم بن كيسان .
فقدم سعد وعتبة فأفداهما رسول الله صلى الله عليه وسلم‏ .‏

فأما الحكم بن كيسان فأسلم فحسن إسلامه وأقام عند رسول الله صلى
الله عليه وسلم حتى قتل يوم بئر معونة شهيداً ، وأما عثمان بن عبد
الله فلحق بمكة فمات بها كافراً‏ .‏

قال ابن إسحاق ‏:‏
فلما تجلى عن عبد الله بن جحش وأصحابه ما كانوا فيه حين نزل
القرآن ، طمعوا في الأجر ، فقالوا يا رسول الله‏ :‏
أنطمع أن تكون لنا غزاة نعطى فيها أجر المجاهدين ‏؟‏
فأنزل الله فيهم :‏



}‏‏ إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ
أُولَئِكَ يَرْجُونَ رَحْمَةَ اللَّهِ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ‏ ‏‏{
[ ‏البقرة‏ :‏ 218‏ ]‏

فوصفهم الله من ذلك على أعظم الرجاء ‏.‏

http://f1623.mail.vip.bf1.yahoo.com/ya/download?mid=2%5f0%5f0%5f1%5f24494836%5fAILvHkgAAA spUbnZ7wAAAFBNg14&pid=15&fid=Inbox&inline=1 (http://www.ataaalkhayer.com/)

وهكذا ذكر موسى بن عقبة في ‏(‏مغازيه‏)‏ عن الزهري وكذا روى
شعيب عن الزهري عن عروة نحواً من هذا وفيه ‏:‏
وكان ابن الحضرمي أول قتيل قتل بين المسلمين والمشركين‏ .‏

وقال عبد الملك بن هشام‏ :‏
هو أول قتيل قتله المسلمون ، وهذه أول غنيمة غنمها المسلمون ،
وعثمان والحكم بن كيسان أول من أسره المسلمون ‏.‏

قلت ‏:‏ وقد تقدم فيما رواه الإمام أحمد ‏:‏
عن سعد بن أبي وقاص أنه قال ‏:‏
فكان عبد الله بن جحش أول أمير في الإسلام ‏.‏

وقد ذكرنا في التفسير لما أورده ابن إسحاق شواهد مسندة فمن ذلك
ما رواه الحافظ أبو محمد بن أبي حاتم‏ :‏
حدثنا أبي، حدثنا محمد بن أبي بكر المقدمي ، حدثنا المعتمر بن
سليمان ، عن أبيه ، حدثني الحضرمي ، عن أبي السوار، عن جندب
بن عبد الله ‏:‏

( أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث رهطا ، وبعث عليهم أبا
عبيدة بن الجراح فلما ذهب ينطلق ، بكى صبابة إلى رسول الله صلى
الله عليه وسلم ، فجلس ، فبعث عليهم مكانه عبد الله بن جحش ،
وكتب له كتابا ، وأمره ألا يقرأ الكتاب حتى يبلغ مكان كذا وكذا ،
وقال :
لا تكرهن أحدا على المسير معك من أصحابك .
فلما قرأ الكتاب استرجع ، وقال : سمعا وطاعة لله ولرسوله .
فخبرهم الخبر ، وقرأ عليهم الكتاب ، فرجع رجلان ، وبقي بقيتهم ،
فلقوا ابن الحضرمي فقتلوه ، ولم يدروا أن ذلك اليوم من رجب أو
من جمادى . فقال المشركون للمسلمين :
قتلتم في الشهر الحرام !
فأنزل الله :
} يَسْأَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرَامِ قِتَالٍ فِيهِ قُلْ قِتَالٌ فِيهِ كَبِيرٌ{ )
الراوي : جندب بن عبدالله - المحدث : أحمد شاكر –
المصدر : عمدة التفسير - الصفحة أو الرقم : 1/261
خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح ‏

http://f1623.mail.vip.bf1.yahoo.com/ya/download?mid=2%5f0%5f0%5f1%5f24494836%5fAILvHkgAAA spUbnZ7wAAAFBNg14&pid=16&fid=Inbox&inline=1 (http://www.ataaalkhayer.com/)

( قولُه : }يَسْأَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرَامِ قِتَالٍ فِيهِ قُلْ قِتَالٌ فِيهِ كَبِيرٌ{
وذلك أنَّ المشركين صدُّوا رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ ، وردُّوه
عَنِ المسجدِ الحرامِ في شهرٍ حرامٍ ، ففتَح اللهُ على نبيِّه في شهرٍ
حرامٍ منَ العامِ المقبلِ ، فعاب المشركون على رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ
عليهِ وسلَّمَ القتالَ في شهرٍ حرامٍ ، فقال اللهُ جل وعز :
} وَصَدٌّ عَنْ سَبِيلِ اللهِ وَكُفْرٌ بِهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَإِخْرَاجُ أَهْلِهِ مِنْهُ
أَكْبَرُ عِنْدَ اللهِ{ منَ القتلِ فيه ، وأنَّ محمدًا بعَث سريةً ، فلَقوا عمروَ
بنَ الحضرميِّ وهو مُقبلٌ مِنَ الطائفِ ، آخِرَ ليلةٍ مِنْ جُمادى وأوَّلَ
ليلةٍ مِنْ رجبٍ ، وأنَّ أصحابَ محمدٍ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ كانوا يظُنون
أنَّ تلك الليلةَ مِنْ جُمادى ، وكانت أولَ رجبٍ ولم يشعُروا ، فقتَله رجلٌ
منهم واحدٌ ، وأنَّ المشركين أرسلوا يُعيِّرُونه بذلك ،
فقال اللهُ جل وعز :
}يَسْأَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرَامِ قِتَالٍ فِيهِ قُلْ قِتَالٌ فِيهِ كَبِيرٌ{ وغيرُ ذلك أكبرُ منه .
صدٌّ عنْ سبيلِ اللهِ ، وكفرٌ به ، والمسجدِ الحرامِ ، وإخراجُ أهله منه ،
إخراجُ أهلِ المسجدِ الحرامِ أكبرُ مِنَ الذي أصاب محمدٌ ،
والشركُ باللهِ أشدُّ )
الراوي : عبدالله بن عباس – المحدث : ابن جرير الطبري –
المصدر : تفسير الطبري - الصفحة أو الرقم : 2/466
خلاصة حكم المحدث : صحيح


وقد تقدم في سياق ابن إسحاق أن ذلك كان في آخر ليلة من رجب
وخافوا إن لم يتداركوا هذه الغنيمة وينتهزوا هذه الفرصة دخل أولئك
في الحرم فيتعذر عليهم ذلك فأقدموا عليهم عالمين بذلك وكذا قال
الزهري عن عروة رواه البيهقي فالله أعلم أي ذلك كان‏ .‏

قال الزهري عن عروة فبلغنا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم عقل
ابن الحضرمي وحرم الشهر الحرام كما كان يحرمه حتى أنزل الله
براءة رواه البيهقي ‏.‏

قال ابن إسحاق ‏:‏
فقال أبو بكر الصديق في غزوة عبد الله بن جحش جواباً للمشركين
فيما قالوا من إحلال الشهر الحرام‏ .‏

والله جل جلاله اعلم
والله المستعان وعليه التكلان .


في الله اخوكم مصطفى الحمد