المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أسماء الله الحسنى ( 01-02 )


بنت الاسلام
06-16-2013, 06:39 PM
الأخت / بنت الحرمين الشريفين



العقيدة الإسلامية

أسمــــــــاء الله الحسنى
اسم الله الحفيظ (الجزء الأول )

http://f1623.mail.vip.bf1.yahoo.com/ya/download?mid=2%5f0%5f0%5f1%5f24620591%5fAILvHkgAAA 0hUb3NiAAAAOoeMQw&pid=5&fid=Inbox&inline=1 (http://www.ataaalkhayer.com/)
لفضيلة الدكتور محمد راتب النابلسي
بتاريخ: 2008-03-31
الدرس (074-100)


الحمد لله رب العالمين ،
والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين اللهم
أخرجنا من ظلمات الجهل والوهم إلى أنوار المعرفة والعلم ، ومن
وحول الشهوات إلى جنات القربات .

من أسماء الله الحسنى :
( الحفيظ ) :

http://f1623.mail.vip.bf1.yahoo.com/ya/download?mid=2%5f0%5f0%5f1%5f24620591%5fAILvHkgAAA 0hUb3NiAAAAOoeMQw&pid=6&fid=Inbox&inline=1 (http://www.ataaalkhayer.com/)

أيها الأخوة الكرام ، مع اسم جديد من أسماء الله الحسنى والاسم
اليوم " الحفيظ " .

ورود اسم الحفيظ في القرآن الكريم :
ورد هذا الاسم في قوله تعالى :



} وَرَبُّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ حَفِيظٌ {
( سورة سبأ )

وفي قوله تعالى عن هود عليه السلام :



} فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقَدْ أَبْلَغْتُكُمْ مَا أُرْسِلْتُ بِهِ إِلَيْكُمْ وَيَسْتَخْلِفُ رَبِّي قَوْماً
غَيْرَكُمْ وَلَا تَضُرُّونَهُ شَيْئاً إِنَّ رَبِّي عَلَى كُلِّ شَيْءٍ حَفِيظٌ {
( سورة هود )

وقد ورد أيضاً هذا الاسم مقيداً ، الاسم كما تعلمون يرد مطلقاً
أو مقيداً ، ورد مقيداً في قوله تعالى :



} وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَولِيَاءَ اللَّهُ حَفِيظٌ عَلَيْهِمْ
وَمَا أَنْتَ عَلَيْهِمْ بِوَكِيلٍ {
( سورة الشورى )

ولم يرد هذا الاسم في السنة .

http://f1623.mail.vip.bf1.yahoo.com/ya/download?mid=2%5f0%5f0%5f1%5f24620591%5fAILvHkgAAA 0hUb3NiAAAAOoeMQw&pid=7&fid=Inbox&inline=1 (http://www.ataaalkhayer.com/)

معاني اسم الحفيظ في اللغة :

أما من حيث اللغة : فالحفيظ في اللغة صيغة مبالغة من اسم
الفاعل الحافظ ،
الحافظ اسم فاعل صيغة المبالغة منه " الحفيظ "
الفعل حفظ ، يحفظ ، حفظاً .

الآن حفظ الشيء صيانته من التلف والضياع ، ويستعمل الحفظ
في العلم على معنى الضبط ، وعدم النسيان ، أو تعاهد الشيء
وقلة الغفلة عنه ، رجل حافظ ، وقوم حفاظ هم الذين رزقوا حفظ
ما سمعوا وقلّما ينسون شيئاً .

بالمناسبة :
الذكاء شيء ، والذاكرة القوية شيء آخر ، لكن بينهما منطقة
مشتركة يعني كل ذكي لابدّ من ذاكرة تعينه في استرجاع الحقائق،
وكل من يملك ذاكرة قوية على شيء من الذكاء ، أما الذكاء شيء
في النهاية ، وصاحب الذاكرة القوية شيء آخر .

والحافظ و " الحفيظ " أيضاً هو الموكل بالشيء يحفظه ،
ومن ذلك الحفظة من الملائكة كما في قوله تعالى :



} لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ {
( سورة الرعد الآية : 11 )



} لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ {
} يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ {
( سورة الرعد الآية : 11 )



} يَحْفَظُونَهُ {
} مِنْ أَمْرِ اللَّهِ {

يعني الله عز وجل كرّم المؤمن بأنه أوكل ملائكة

} يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ{

المؤمن محفوظ ، الملائكة الحفظة الذين يحصون الأعمال ،
ويكتبونها على بني آدم كما قال تعالى :



} وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ * كِرَاماً كَاتِبِينَ * يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُونَ {
( سورة الانفطار )

ويقال : حفظ المال والسر حفظاً رعاه وصانه ، واحتفظ بالشيء
بنفسه ، يعني خصها به ، والتحفظ قلة الغفلة في الأمور والكلام ،
هذا ما يتعلق بمصدر الحفظ في اللغة .

الحفيظ من أقرب الأسماء للمؤمن من معانيها :

http://f1623.mail.vip.bf1.yahoo.com/ya/download?mid=2%5f0%5f0%5f1%5f24620591%5fAILvHkgAAA 0hUb3NiAAAAOoeMQw&pid=8&fid=Inbox&inline=1 (http://www.ataaalkhayer.com/)

1 ـ الحفيظ سبحانه وتعالى هو العليم و المهيمن :

أما أن الله سبحانه وتعالى هو " الحفيظ " أيها الأخوة ، هذا الاسم
من أقرب الأسماء للمؤمن .

أما " الحفيظ " سبحانه وتعالى هو العليم ، المهيمن ، لن تكون
مهيمناً إلا أن تكون عليماً ، العليم ، المهيمن ، لا تغيب عنه لا
شاردة ، ولا واردة .



} يَعْلَمُ خَائِنَةَ الْأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ {
( سورة غافر )

لا تخفى عليه خافية ، " الحفيظ " هو العليم ، والمهيمن ، هو
الرقيب على خلقه .



} إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً {
( سورة النساء )



} إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ {
( سورة الفجر )

من لوازم أنه حفيظ يعلم كل شيء ، لا يغيب عنه شيء ، العليم ،
المهيمن ، الرقيب على خلقه ، لا يعزب عنه مثقال ذرة في ملكه .

http://f1623.mail.vip.bf1.yahoo.com/ya/download?mid=2%5f0%5f0%5f1%5f24620591%5fAILvHkgAAA 0hUb3NiAAAAOoeMQw&pid=9&fid=Inbox&inline=1 (http://www.ataaalkhayer.com/)

2 ـ الحفيظ هو الذي يحفظ أعمال المكلفين :

الآن : و " الحفيظ " هو الذي يحفظ أعمال المكلفين ، أعمالك
محفوظة عنده حركاتك ، وسكناتك محفوظة عنده ، والذي شرف

} كِرَاماً كَاتِبِينَ * يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُونَ {

يدونون على العباد القول ، أقوالهم ، وخطراتهم ، وحركاتهم ،
وسكناتهم ، الآية الكريمة :



} فَلَا تَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آَخَرَ فَتَكُونَ مِنَ الْمُعَذَّبِينَ *
وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ * وَاخْفِضْ جَنَاحَك لِمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ
الْمُؤْمِنِينَ * فَإِنْ عَصَوْكَ فَقُلْ إِنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تَعْمَلُونَ *
وَتَوَكَّلْ عَلَى الْعَزِيزِ الرَّحِيمِ * الَّذِي يَرَاكَ حِينَ تَقُوم {
( سورة الشعراء )

حركاتك ، وسكناتك ، وخطراتك ، وكل جزئيات حياتك ، محفوظة
عند الله عز وجل .

http://f1623.mail.vip.bf1.yahoo.com/ya/download?mid=2%5f0%5f0%5f1%5f24620591%5fAILvHkgAAA 0hUb3NiAAAAOoeMQw&pid=10&fid=Inbox&inline=1 (http://www.ataaalkhayer.com/)

3 ـ الحفيظ يحفظ على عباده أسماعهم وأبصارهم وجلودهم :

وهو " الحفيظ " بمعنى ثالث ، يحفظ على عباده أسماعهم ،
وأبصارهم ، وجلودهم يحفظ لهم أسماعهم ، وأبصارهم ،
وجلودهم ، لماذا ؟
قال : لتشهد عليهم يوم اللقاء .



} شَهِدَ عَلَيْهِمْ سَمْعُهُمْ وَأَبْصَارُهُمْ وَجُلُودُهُمْ {
( سورة فصلت الآية: 20 )

http://f1623.mail.vip.bf1.yahoo.com/ya/download?mid=2%5f0%5f0%5f1%5f24620591%5fAILvHkgAAA 0hUb3NiAAAAOoeMQw&pid=11&fid=Inbox&inline=1 (http://www.ataaalkhayer.com/)

4 ـ الحفيظ يحفظ من يشاء من الشر والأذى والبلاء :

أيها الأخوة ، و " الحفيظ " بمعنى رابع هو يحفظ من يشاء من
الشر ، والأذى والبلاء ، أرأيت إلى هذا الاسم ؟
يتصل بحياتنا اتصالاً وثيقاً .

http://f1623.mail.vip.bf1.yahoo.com/ya/download?mid=2%5f0%5f0%5f1%5f24620591%5fAILvHkgAAA 0hUb3NiAAAAOoeMQw&pid=12&fid=Inbox&inline=1 (http://www.ataaalkhayer.com/)

بنت الاسلام
06-16-2013, 06:40 PM
5 ـ الحفيظ هو الذي يحفظ أهل الإيمان والتوحيد ويعصمهم من

الهوى وشبهات الشيطان :

و " الحفيظ " هو الذي يحفظ أهل الإيمان والتوحيد ، ويعصمهم

من الهوى وشبهات الشيطان ، ويحول بين المرء وقلبه من

الوقوع بالعصيان .

} إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ {

( سورة الفاتحة )

لا حول ولا قوة إلا بالله ، لا حول عن معصيته إلا به ،

ولا قوة على طاعته إلا به ، يحفظ أهل التوحيد والإيمان ،

ويعصمهم من الهوى ، وشبهات الشيطان ، ويحول بين المرء

وقلبه من الوقوع في العصيان .

http://f1623.mail.vip.bf1.yahoo.com/ya/download?mid=2%5f0%5f0%5f1%5f24620591%5fAILvHkgAAA 0hUb3NiAAAAOoeMQw&pid=13&fid=Inbox&inline=1 (http://www.ataaalkhayer.com/)

6 ـ الحفيظ هو الذي يهيئ الأسباب التي تعينك على الطاعة والإيمان :

الآن : و " الحفيظ " هو الذي يهيئ الأسباب بتوفيقه إلى الطاعة

والإيمان ، يحفظك من الوقوع في العصيان ، ويمدك بالأسباب

التي تعينك على الطاعة والإيمان .

ثبت من حديث ابن مسعود رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه

وسلم كان يدعو ويقول :

( اللهمَّ احفظني بالإسلامِ قائمًا ، واحفظنِي بالإسلامِ قاعدًا ،

واحفظنِي بالإسلامِ راقدًا ، ولا تشمتْ بي عدوًّا ولا حاسدًا ، اللهمَّ

إنِّي أسألُك منْ كلِّ خيرٍ خزائنُهُ بيدِكَ ، وأعوذٌ بكَ منْ كلِّ شرٍّ

خزائنُهُ بيدِكُ )

الراوي : عبدالله بن مسعود – المحدث : السيوطي –

المصدر : الجامع الصغير - الصفحة أو الرقم : 1486

خلاصة حكم المحدث : صحيح



الشر المطلق يتناقض مع وجود الله فالله عز وجل يوظف الشر

النسبي للخير المطلق :

لكن النبي صلى الله عليه وسلم يقول :

( والخيرُ بيديكَ والشرُّ ليس إليكَ )

الراوي :- المحدث : ابن تيمية – المصدر : مجموع الفتاوى

الصفحة أو الرقم : 15/211

خلاصة حكم المحدث : صحيح



كلام دقيق ، يعني الشر نسبي ، ليس هناك شر مطلق ، الشر

المطلق يتناقض مع وجود الله ، هناك خير مطلق ، و هناك شر

نسبي ، يعني هذه المصيبة بالنسبة إليك تعد شراً لكنها بالنسبة

إلى مآلك ومستقبل حياتك تعد خيراً .

لذلك الله عز وجل يوظف الشر النسبي للخير المطلق .

( والشَّرُّ لَيسَ إليكَ )

للتوضيح :

مركبة من أحدث المركبات ، ساقها صاحبها وهو ثمل ، شرب

الخمر وساقها ، نزل في الوادي ، تحطمت ، هذا المنظر المشوه

للمركبة هل يحتاج إلى صانع ؟

لا ، الصانع أخرجها من معمله كاملة ، أما حينما أسيء

استخدامها ، وتحطمت نقول هذا الشر ناتج من مخالفة التعليمات .

( والشَّرُّ لَيسَ إليكَ )

الشر سلبي ، الشر ناتج عن إنسان أعطاه الله حرية الإرادة ،

أعطاه الشهوات ، ولم يتحرك وفق منهج الله ، لو تحرك وفق

منهج الله لما كان شراً إطلاقاً ، فالشر ناتج من كائن أودع الله فيه

الشهوات ، ومعه حرية الاختيار ، وتحرك من غير ضابط من

منهج الله لذلك قال تعالى :

} وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنَ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدًى مِنَ اللَّهِ {

( سورة القصص الآية: 50 )

http://f1623.mail.vip.bf1.yahoo.com/ya/download?mid=2%5f0%5f0%5f1%5f24620591%5fAILvHkgAAA 0hUb3NiAAAAOoeMQw&pid=14&fid=Inbox&inline=1 (http://www.ataaalkhayer.com/)

الشر المطلق لا وجود له في الكون :

إذاً الشر نسبي ،

( والشَّرُّ لَيسَ إليكَ )

بينما الشر المطلق لا وجود له في الكون ، بل الشر المطلق

يتناقض مع وجود الله ، الشر ناتج عن سوء الاستعمال ، الملح

مادة مهمة جداً ، إذا وضعت في الحلويات لا تأكلها صار حلويات

لا تؤكل ، الأصل الملح مادة مفيدة ، والسكر مادة مفيدة ، والمواد

التي صنعت منها الحلويات مواد مفيدة ، أما حينما أسيء استخدم

الملح وضع في الحلويات هذا هو الشر النسبي ، ناتج من سوء

الاستعمال ، والسكر مادة مفيدة ، والمسحوق الأبيض للتنظيف

مادة مفيدة ، إن وضعت في الطعام فالطعام لا يؤكل .

فالشر سلبي لا يحتاج إلى صانع ، يحتاج إلى إنسان مخير تحرك

بقوة شهوته من دون ضابط من شرع ، والدليل الواضح :

} وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنَ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدًى مِنَ اللَّهِ {

معنى ذلك الذي يتبع هواه وفق هدى الله عز وجل لا شيء عليه .

http://f1623.mail.vip.bf1.yahoo.com/ya/download?mid=2%5f0%5f0%5f1%5f24620591%5fAILvHkgAAA 0hUb3NiAAAAOoeMQw&pid=15&fid=Inbox&inline=1 (http://www.ataaalkhayer.com/)

7 ـ الحفيظ هو الذي حفظ السماوات والأرض بقدرته :

الآن : و " الحفيظ " أيضاً هو الذي حفظ السماوات والأرض

بقدرته ، قال تعالى :

} وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَلَا يَئُودُهُ حفظيهما

وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ {

( آية الكرسي من سورة البقرة )

فالله حفيظ لمخلوقاته أي أنه يبقيها على حالها ، لغاياتها ، وينظم

ترابط العلل بالمعلولات ،هذه قوانين ، هناك علة ، وهناك معلول ،

أي هناك سبب ، وهناك نتيجة ، من نظّم علاقة الأسباب بالنتائج ؟

هو الله عز وجل ، يعني الله تفضل علينا بمليارات القوانين ،

قوانين ثابتة ، هذه القوانين الثابتة تنظم الحياة ، أنت أمام قوانين،

والقانون يعطيك قدرة على التنبؤ ، الآن يوجد فواصل تمدد ،

التمدد قانون ، أثناء البناء تراعي هذا القانون ، فالبناء لا يتصدع،

لو ما في قوانين الحياة لا تُعاش ، تصبح الحياة شاقة جداً ، كل

شيء له قانون .

http://f1623.mail.vip.bf1.yahoo.com/ya/download?mid=2%5f0%5f0%5f1%5f24620591%5fAILvHkgAAA 0hUb3NiAAAAOoeMQw&pid=16&fid=Inbox&inline=1 (http://www.ataaalkhayer.com/)

8 ـ الحفيظ يبقي مخلوقاته على حالها و لغاياتها :

إذاً " الحفيظ " يبقي مخلوقاته على حالها ، لغاياتها ، وينظم

ترابط العلل بمعلولاتها وهو سبحانه وتعالى يحفظ الأشياء بذواتها

وصفاتها .

الله تعالى هو الحافظ للسماوات والأرض والموجودات التي يطول

أمدها والتي لا يطول .

الإمام الغزالي رحمه الله تعالى ذكر أن الحافظ على وجهين ، يعني

الحفظ الإلهي على وجهين ، الوجه الأول إدامة وجود لموجودات

وإبقائها ، ويضاده الإعدام ، الشيء الموجود يعني محفوظ ،

الحفظ يعني البقاء ، الله عز وجل أبقى الشمس شمساً ، والقمر

قمراً ، والنجوم نجوماً ، أبقى الماء ماءً ، والهواء هواءً ، أبقى

المعادن معادن ، أعطاها خواص ، خواصها ثابتة .

والله تعالى هو الحافظ للسماوات والأرض والملائكة والموجودات

التي يطول أمدها والتي لا يطول .

هناك شيء ، يقول لك :

القمح مثلاً وجد في الأهرامات ، من ستة آلاف عام فلما زُرع

نبت ، والقمح في رشيم ، والرشيم كائن حي ، معنى هذا الكائن

الحي عاش ستة آلاف عام في أشياء يمد لها في العمر ، وهناك

أشياء عمرها سريع ، جسمك أقصر خلية عمرها 48 ساعة خلايا

زغابات الأمعاء ، تتجدد كل 48 ساعة ، وأطول خلية بالإنسان

عمرها خمس سنوات ، الخلية العظمية ، يعني أنت أيها الإنسان

تتجدد كلياً كل خمس سنوات ، عدا خلايا الدماغ وخلايا القلب .

كل المعلومات والأفكار والخبرات والمهارات والذواكر بالدماغ ،

لو أنها تبدلت يفقد الإنسان كل اختصاصه ،

يقول لك :

أنا كنت طبيباً ، كنت ، فالدماغ ثابت ، وجميع المشاعر والأذواق

في القلب ، وتبديل القلب في مشكلة كبيرة جداً ، مشاعر القلب ،

صاحب القلب الأول تتأتى للذي زُرع هذا القلب له .

http://f1623.mail.vip.bf1.yahoo.com/ya/download?mid=2%5f0%5f0%5f1%5f24620591%5fAILvHkgAAA 0hUb3NiAAAAOoeMQw&pid=17&fid=Inbox&inline=1 (http://www.ataaalkhayer.com/)

بنت الاسلام
06-16-2013, 06:41 PM
الحفظ الإلهي على وجهين :

1 ـ إدامة وجود الموجودات وإبقائها :

فأول وجه من وجوه الحفظ إدامة وجود الموجودات ، وإبقائها ،

وهذا يعاكسه الإعدام ، والله تعالى هو الحافظ للسماوات والأرض،

والملائكة ، والموجودات التي يطول أمد بقائها ، والتي لا يطول .

2 ـ الحفظ صيانة للمتقابلات والمتضادات بعضها عن بعض :

الوجه الثاني للحفظ :

أن الحفظ صيانة للمتقابلات والمتضادات بعضها عن بعض ، الآن

الماء يطفئ النار ، فالماء والنار متضادان ، والنار تحيل الماء

بخاراً والماء والنار أيضاً متضادان ، ما الذي يحفظ للماء وجوده

وللنار وجودها ؟

هو الله عز وجل ، هما يتعادلان ، ويتناقضان .

أيها الأخوة ، وقد جمع الله عز وجل بين هذه المتضادات

المتنازعة ، في سائر العناصر والمركبات ، وسائر الأحياء

كالإنسان ، والحيوان ، والنبات .

الآن ارتباط العلل بمعلولاتها ، يعني الأسباب بنتائجها ارتباط من

خلق الله عز وجل ، لولا هذا الارتباط لتنافرت ، وتباعدت ، وبطل

امتزاجها ، واضمحل تركيبها .

http://f1623.mail.vip.bf1.yahoo.com/ya/download?mid=2%5f0%5f0%5f1%5f24620591%5fAILvHkgAAA 0hUb3NiAAAAOoeMQw&pid=18&fid=Inbox&inline=1 (http://www.ataaalkhayer.com/)

الحفظ الحقيقي الذي يسعى إليه كل إنسان لا يكون بجهده ولكن

يكون بحفظ الله له :

الآن لو دخلنا في موضوع يمسنا كثيراً ، كل إنسان وصل لمنصب

يحافظ عليه بل إن أربع أخماس وقته للحفاظ على هذا المنصب ،

كل إنسان وصل إلى مكتسب يحافظ عليه ، وصل إلى ثروة يحافظ

عليها ، وصل إلى مركز يحافظ عليه ، فالحفاظ على الشيء من

طباع الإنسان ، لكن الحفظ الحقيقي الذي تسعى إليه جاهداً لا

يكون بجهدك ، ولكن يكون بحفظ الله لك ،

والله عز وجل قال :

} فَاللَّهُ خَيْرٌ حَافِظاً وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ {

( سورة يوسف )

يعني جميع الأسباب التي تتخذها للحفاظ على مالك قد لا تُفلح ،

أما حفظ المال يكون بأن تؤدي زكاته .

( ما تلفَ مالٌ في بَرٍّ و لا بحرٍ إلا بِحَبِسِ الزكاةِ )

الراوي : عمر بن الخطاب - المحدث : السيوطي –

المصدر : الجامع الصغير - الصفحة أو الرقم : 7878

خلاصة حكم المحدث : صحيح

بطولة الإنسان لا أن يتخذ الأسباب المادية لحفظ ما هو فيه بل

يتخذ الأسباب التشريعية :

الآن البطولة لا أن تتخذ الأسباب المادية لحفظ ما أنت فيه ، تتخذ

الأسباب التشريعية لحفظ ما أنت فيه ، يعني مع الله لا يوجد ذكي.

( ولا ينفعُ ذا الجَدِّ منك الجدُّ )

صحيح البخاري و مسلم

ويؤتى الحذر من مأمنه ، والله عز وجل له أفعال عجيبة ، حتى إن

بعضهم قال : عرفت الله من نقض العزائم ، جميع الجهود الجبارة

التي تبذل من أجل الحفاظ على الشيء لا تجدي، لا يجدي إلا أن

يحفظك الله ،

} فَاللَّهُ خَيْرٌ حَافِظاً وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ {

على الإنسان أن يأخذ بالأسباب وكأنها كل شيء ثم يتوكل على الله

وكأنها ليست بشيء .

أنا لا أرفض أن آخذ بالأسباب خذ بالأسباب ، لكن البطولة أن تأخذ

بالأسباب وكأنها كل شيء ، وأن تتوكل على الله وكأنها ليست

بشيء ، هذه البطولة ، البطولة أن أراجع مركبتي مراجعة تامة

قبل السفر ، أراجع كل شيء فيها ، وبعد هذه المراجعة التامة

أتوجه إلى الله عز وجل وأقول له :

يا رب أنت الحافظ ، أنت الموفق ، أنت المسلم ، أدرس دراسة

متقنة جداً ، وقبل الامتحان أقول له يا رب أنت الموفق ، أنت

المعين على النجاح ، من السهولة بمكان أن تأخذ بالأسباب وأن

تنسى الله عز وجل ، ومن السهولة أيضاً أن تكون كسائر

المسلمين لا يأخذون بالأسباب إطلاقاً ، يقول لك الله الموفق ،

هذا موقف غير صحيح وغير علمي ، ينبغي أن تأخذ بالأسباب

وكأنها كل شيء ، وأن تتوكل على الله وكأنها ليست بشيء .

بل إن السلوك الصحيح طريق عن يمينه وادٍ سحيق ، وعن يساره

واد سحيق ، إن أخذت بالأسباب واعتمدت عليها ، ونسيت الله عز

وجل ، أو ألهتها كالغرب وقعت في وادي الشرك ، وإن لم تأخذ

بها كالشرقيين ، وتواكلت على الله تواكلاً ساذجاً وقعت في وادي

المعصية ، الصواب أن تأخذ بالأسباب وكأنها كل شيء ، وثم

تتوكل على الله وكأنها ليست بشيء .

هذا الدرس البليغ يحتاجه المسلمون .

( إنَّ اللَّهَ يلومُ على العجزِ )

[ أخرجه أبو داود ]

تستسلم ؟ تقول ما بيدنا شيء ، انتهينا ، المصير بيد الله عز

وجل ، وأنت لا تعمل ، هذا موقف انهزامي ، موقف بعيد عن

الموقف الصحيح اعتقاداً ، أن تأخذ بالأسباب وكأنها كل شيء .

أنت تأخذ بالأسباب ، أما حينما يحال بينك وبين النتائج عندئذٍ لك

أن تقول : حَسبيَ الله ونعم الوكيل .

إذاً الحفاظ على الشيء لا يقل عن تحصيله ، والحفظ الحقيقي

يكون بأخذ الأسباب والتوكل على رب الأرباب .

( ولا ينفعُ ذَا الجَدِّ منك الجَدُّ )

رواه البخاري

مع الله لا يوجد ذكي ، يوجد مستقيم ، المستقيم يحفظه الله عز

وجل ، أما الذكي يؤتى من مأمنه ، يؤتى من جهة ليست متوقعة .

http://f1623.mail.vip.bf1.yahoo.com/ya/download?mid=2%5f0%5f0%5f1%5f24620591%5fAILvHkgAAA 0hUb3NiAAAAOoeMQw&pid=19&fid=Inbox&inline=1 (http://www.ataaalkhayer.com/)

حفظ الله عز وجل للإنسان يكون بطاعته و الاستقامة على أمر :

كما تعلمون أيها الأخوة ، الإنسان معرض لأخطار لا تنتهي ، مهما

أخذ الإنسان بأسباب الحفظ فقد يؤتى الحذر من مأمنه والنبي عليه

الصلاة والسلام علمنا أن نأخذ بالأسباب ، اعقل وتوكل .

طبيب في أمريكا ، رفع راية الجري ، والجري مفيد جداً للقلب ،

لكنه قال :

إن الذي يجري لا يصاب بآفة قلبية إطلاقاً ، وله مقالات ،

وندوات ، وكتب ، وهو يجري في اليوم 20 كم ، عمره بين

الأربعين والخمسين ، مات وهو يجري ، لا لأن الجري خطأ ،

الجري صواب ، ولكنه لأنه أله الجري ونسي الله عز وجل ،

يؤتى الحذر من مأمنه ، في آلاف القصص حول ذلك .

ورد في الأثر القدسي أن الله عز وجل يخاطب بعض عباده يوم

القيامة ، يقول :

( يجاءُ بابنِ آدمَ يومَ القيامةِ فيوقَفُ بين يديِ اللهِ تعالى فيقولُ لهُ :

أعطيتُك وخوَّلتُك وأنعمتُ عليك ، فماذا صنعتَ ؟

فيقولُ : يا ربِّ جمعتهُ وثمَّرتهُ فتركتهُ أكثرُ ما كان فارجعْني آتيكَ

به فيقولُ اللهُ تعالى :

أرِني ما قدَّمتَ

فيقولُ : فإذا عبدٌ لم يقدِّمْ خيرًا فيُمضى به إلى النارِ )

الراوي : أنس بن مالك – المحدث : ابن العربي –

المصدر : التذكرة للقرطبي - الصفحة أو الرقم : 265

خلاصة حكم المحدث : صحيح



http://f1623.mail.vip.bf1.yahoo.com/ya/download?mid=2%5f0%5f0%5f1%5f24620591%5fAILvHkgAAA 0hUb3NiAAAAOoeMQw&pid=20&fid=Inbox&inline=1 (http://www.ataaalkhayer.com/)

أيها الأخوة ، قضية الحفظ شيء يهم كل مؤمن ، حفظ الله هو

المنجي ، هو الحقيقي ، أما إذا أخذت أسباب الحفظ ما في مانع ،

بل لابدّ من أن تأخذها ، لكن إياك أن تنسى الله عز وجل ، لو

نسيت الله عز وجل ، يؤتى الحذر من مأمنه .

( ولا ينفعُ ذَا الجَدِّ منك الجَدُّ )

واسم " الحفيظ " من أقرب الأسماء إلى الإنسان ، الله عز وجل

يحفظ له صحته ، يحفظ له ماله ، يحفظ له أهله ، يحفظ له إيمانه،

وهذا الحفظ له ثمن هو طاعة الله عز وجل .

والحمد لله رب العالمين

http://f1623.mail.vip.bf1.yahoo.com/ya/download?mid=2%5f0%5f0%5f1%5f24620591%5fAILvHkgAAA 0hUb3NiAAAAOoeMQw&pid=21&fid=Inbox&inline=1 (http://www.ataaalkhayer.com/)