المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أسماء الله الحسنى ( 02 - 02 )


بنت الاسلام
06-17-2013, 06:53 PM
الأخت / بنت الحرمين الشريفين


العقيدة الإسلامية


أسمـــــــــاء الله الحسنى

أسم الله الحفيظ

) الجزء الثاني )

http://f1623.mail.vip.bf1.yahoo.com/ya/download?mid=2%5f0%5f0%5f1%5f24653849%5fAE4aDUwAAA maUb8fXwAAAAuuUM0&pid=5&fid=Inbox&inline=1 (http://www.ataaalkhayer.com/)

لفضيلة الدكتور محمد راتب النابلسي

بتاريخ: 2008-03-31

الدرس (074-100)

الحمد لله رب العالمين ،

والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين اللهم

أخرجنا من ظلمات الجهل والوهم إلى أنوار المعرفة والعلم ، ومن

وحول الشهوات إلى جنات القربات .

من أسماء الله الحسنى :

( الحفيظ ) :

http://f1623.mail.vip.bf1.yahoo.com/ya/download?mid=2%5f0%5f0%5f1%5f24653849%5fAE4aDUwAAA maUb8fXwAAAAuuUM0&pid=6&fid=Inbox&inline=1 (http://www.ataaalkhayer.com/)

أيها الأخوة الكرام ، لازلنا مع اسم " الحفيظ " .

والحقيقة الدقيقة أن أكبر أسباب حفظ الله للمؤمن أن يكون

المؤمن مع الله .

كن مع الله ترَ الله معـك واترك الكل وحاذر طمعك

وإذا أعطاك من يمنـعه ثم من يعطي إذا ما منعـك

http://f1623.mail.vip.bf1.yahoo.com/ya/download?mid=2%5f0%5f0%5f1%5f24653849%5fAE4aDUwAAA maUb8fXwAAAAuuUM0&pid=7&fid=Inbox&inline=1 (http://www.ataaalkhayer.com/)

أكبر خصائص الإيمان أن الله مع المؤمن :

أيها الأخوة ، في القرآن الكريم معيتان :

معية عامة، ومعية خاصة .

الله عز وجل مع كل الخلق ، مع المؤمن ، ومع الكافر ، ومع

الملحد ، ومع الفاسق ، ومع الفاجر ، ومع الطائع .

الآن حفظ الشيء صيانته من التلف والضياع ، ويستعمل الحفظ

في العلم على معنى الضبط ، وعدم النسيان ، أو تعاهد الشيء

وقلة الغفلة عنه ، رجل حافظ ، وقوم حفاظ هم الذين رزقوا حفظ

ما سمعوا وقلّما ينسون شيئاً .

} وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ {

( سورة الحديد الآية : 4 )

أي معكم بعلمه، هذه معية عامة لكل الخلق، مع كل مخلوق، مع

كل كائن، مع كل شيء،لكن المعول عليه هو المعية الخاصة

فإذا قال الله عز وجل :

} وَأَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ {

} إن الله مع الصادقين {

} أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ{

هذه المعية الخاصة المعول عليها، أي أن الله مع المؤمن يحفظه،

أي أن الله مع المؤمن يوفقه، أي أن اللهمع المؤمن ينصره ، أي

أن الله مع المؤمن يؤيده ، فأحد أكبر خصائص الإيمان أن الله مع

المؤمن .

http://f1623.mail.vip.bf1.yahoo.com/ya/download?mid=2%5f0%5f0%5f1%5f24653849%5fAE4aDUwAAA maUb8fXwAAAAuuUM0&pid=8&fid=Inbox&inline=1 (http://www.ataaalkhayer.com/)

المعية الخاصة أحد أكبر أسباب حفظ الله عز وجل للمؤمن :

الحقيقة التي أُرددها كثيراً :

إذا كان الله معك فمن عليك ؟ وإذا كان عليك فمن معك ؟

إذا كان الله معك من يستطيع في الكون أن ينال منك ، وإذا كان

عليك فمن معك ؟

لو أنك تملك كل شيء فإن الله سبحانه وتعالى يلقي البغضاء في

قلوب الخلق .

أيها الأخوة ، المعول عليه المعية الخاصة ، لأن حفظ الله لك أحد

أكبر أسبابه المعية الخاصة ، إلا أن الحقيقة الدقيقة هي أن معية

الله الخاصة التي يعول عليها لها ثمن .

أن تطمع بعطاء كبير بلا ثمن ، من السذاجة ، الله عز وجل

لا يحابي خلقه أبداً هناك قواعد دقيقة ، فكلما كان المؤمن أكثر

وعياً يطبق هذه القواعد لينال هذه النتائج .

إذاً المعية الخاصة هي المعية المعول عليها في الحفظ ،

الله عز وجل يحفظك إذا كنت معه ، وإذا كنت معه كان معك .

http://f1623.mail.vip.bf1.yahoo.com/ya/download?mid=2%5f0%5f0%5f1%5f24653849%5fAE4aDUwAAA maUb8fXwAAAAuuUM0&pid=9&fid=Inbox&inline=1 (http://www.ataaalkhayer.com/)

من اصطلح مع الله ألقى الله في قلبه الأمن و السعادة و الطمأنينة

أيها الأخوة ، أحد أكبر أسباب التوجيه إلى الدين ، ما الذي يربطك

بالدين ؟ لماذا أنت تقبل على رب العالمين ؟ لماذا تحرص على

طاعة الله ؟.

سؤال :

قد يقول قائل إن أفكار الدين هي التي تشدني إليه ، هذا الكلام

صحيح إلى حدٍّ ما ، أفكار الدين رائعة ، الدين قدم لك تفسيراً

عميقاً ، دقيقاً ، متناسقاً ، للكون والحياة والإنسان ، أعطاك

التفسير الجامع المانع ، أعطاك التفسير الذي لم يظهر في

المستقبل ما ينقضه ، فالمؤمن يتمتع بما يسمى بالأمن العقدي ،

هناك حقائق صارخة ، ودقيقة للكون والحياة والإنسان .

} فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى {

( سورة طه )

} فَمَنْ تَبِعَ هُدَايَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ {

( سورة البقرة )

الدين قدم لك تفسيراً علمياً ، فلسفياً ، صحيحاً ، عميقاً ، دقيقاً

للحياة ، للكون للإنسان ، ولكن الذي يشدك إلى الدين معاملة الله

لك ، معاملة الله لك المتميزة حينما تصطلح معه ، وحينما تنيب

إليه ، وحينما تقبل عليه ، وحينما تؤثر طاعته على كل شيء ،

المعاملة المتميزة التي تشدك للدين هي أهم ما في السلوك إلى الله

عز وجل ، تشعر أن الله معك ، تشعر أن الله يؤيدك ، تشعر أن الله

يحفظك ، أن الله يلهمك الصواب ، أن الله يلقي في قلبك الأمن ،

أن الله يلقي في قلبك السعادة ، كل هذه المشاعر ، وهذه

التوفيقات ، وهذه التكريمات بسبب صلحك مع الله .

http://f1623.mail.vip.bf1.yahoo.com/ya/download?mid=2%5f0%5f0%5f1%5f24653849%5fAE4aDUwAAA maUb8fXwAAAAuuUM0&pid=10&fid=Inbox&inline=1 (http://www.ataaalkhayer.com/)

بنت الاسلام
06-17-2013, 06:55 PM
المعاملة المتميزة التي تشد الإنسان للدين هي أهم ما في السلوك
إلى الله عز وجل :

الحقيقة الدقيقة أن الذي يشدك إلى الدين فضلاً عن أنه قدم لك
تفسيراً عميقاً دقيقاً ، متناسقاً للكون ، والحياة ، والإنسان ،
أن الذي يشدك إلى الدين معاملة الله لك .
لذلك هذا معنى قول النبي صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن
ربه :

( أنا عندَ ظنِّ عبدي بي ، وأنا معه إذا ذكَرَنِي ، فإن ذَكَرَنِي في
نفسِه ذكرتُه في نفسي ، وإن ذكَرَنِي في ملأٍ ذكرتُه في ملأٍ خيرٌ
منهم ، وإن تقرَّبَ إليَّ شبرًا تقرَّبتُ إليه ذراعًا ، وإن تقرَّبَ إليَّ
ذراعًا تقرَّبتُ إليه باعًا ، وإن أتاني يمشي أتيتُه هرْولةً )
[ أخرجه البخاري ومسلم والترمذي عن أبي هريرة ]

لمجرد أن تتخذ قراراً بالصلح مع الله ، بالإقبال على الله ، بطاعة
الله ، بتقديم ما تملك في سبيل الله ترى معاملة تفوق حدّ الخيال .
لذلك هنيئاً لمن عرف الله ، هنيئاً لمن عامله ، هنيئاً لمن خطب
وده ، حفظ الله لك أحد نتائج الإقبال على الله ،
الله عز وجل حفيظ ، ويحفظ المؤمن من كل مكروه ، من كل شيء
مؤلم ، من كل خطر .

} فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنَا {
( سورة الطور الآية : 48 )

هذه الآية فيما يبدو موجهة للنبي عليه الصلاة والسلام ، ولكن
العلماء قالوا :
آية موجهة إلى النبي عليه الصلاة والسلام هي في الحقيقية
موجهة لكل مؤمن بقدر إيمانه وإخلاصه واستقامته .

http://f1623.mail.vip.bf1.yahoo.com/ya/download?mid=2%5f0%5f0%5f1%5f24653849%5fAE4aDUwAAA maUb8fXwAAAAuuUM0&pid=11&fid=Inbox&inline=1 (http://www.ataaalkhayer.com/)

أحد أكبر نتائج الإيمان أن الله مع الإنسان يحفظه و يسدد خطاه :

أيها الأخوة ، أنت متى تحافظ على استقامتك ؟
أنت متى تسعى للحفاظ على ما أنت فيه ؟ حينما تصل من خلال
الدين إلى شيء ثمين ، الذي وصل من خلال الدين إلى شيء ثمين
ذاق طعم القرب ، ذاق طعم الحب ، ذاق طعم الإقبال على الله ، ذاق
طعم أن يكون الله معك ، هذه النتائج الباهرة التي يحصها الإنسان
هي التي تحمله على طاعة الله .

إنسان دُعي إلى طعام ، وجلس على الطاولة ، لكنه لم يأكل لسبب
أو لآخر، فإذا دُعي ثانية زهد في هذا الطعام ، لأنه ما أكله ، وما
ذاقه ، أما إذا ذاق الطعام النفيس الذي قُدم له ، إذا دُعي ثانية
يسارع إلى تلبية الدعوة .

فالإنسان حينما يصلي صلاة شكلية ، وحينما يصوم صياماً شكلياً،
وحينما يؤدي العبادات أداء شكلياً لأنه ليس مستقيماً على أمر الله،
يزهد في الدين ، لا يبالي أصلى أم لم يصلِ ، لا يبالي أأطاع الله
أم لم يطعه ، لأنه محجوب بالمعاصي ، محجوب بالعيوب ،
محجوب بالذنوب ، أما إذا أخلص الصدق مع الله ، أما إذا أطاع
الله ، أما إذا أقبل على الله يصل إلى نتائج ، عندئذٍ يحافظ عليها ،
يحافظ عليها فيحفظه الله ، لابدّ من أن تقدم شيئاً ، أن يتوهم
الإنسان أنه بإمكانه أن يأخذ كل شيء ، من دون أن يقدم شيئاً ،
هذا سذاجة في الإنسان وغباء فيه ، لابد من أن تقدم شيئاً ، هذا
الذي تقدمه طاعة الله عز وجل .

} وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً {
( سورة الأحزاب )

أنت متى تحافظ على ما أنت فيه ؟
إذا وصلت إلى شيء نفيس أحد أكبر نتائج الإيمان أن الله معك ،
أن الله قريب منك ، أن الله يحفظك ، أن الله يؤيدك ، أن الله يسعدك
أن الله يسدد خطاك .

http://f1623.mail.vip.bf1.yahoo.com/ya/download?mid=2%5f0%5f0%5f1%5f24653849%5fAE4aDUwAAA maUb8fXwAAAAuuUM0&pid=12&fid=Inbox&inline=1 (http://www.ataaalkhayer.com/)

بطولة الإنسان لا أن يصل إلى القمة بل أن يبقى فيها :

الآن أيها الأخوة ، كلكم يعلم أن بلوغ القمة شيء يحتاج إلى جهد
كبير، لكن البطولة لا أن تصل إلى القمة أن تبقى فيها ، أناس
كثيرون في ساعة من ساعات الإقبال على الله يتألقون ، ثم لا
يتابعون سيرهم إلى الله ، عندئذٍ يتراجعون ، هذا الوضع الذي
يتكرر أحياناً يقبل ثم يدبر ، يتألق ثم يخبو ، يتحرك ثم يسكن ،
هذا الوضع لا يرضي الله عز وجل .

( أحبَّ الأعمال إلى الله أدْوَمُها وإنْ قلَّ )
[ أخرجه البخاري ومسلم وأبو داود والترمذي والنسائي ومالك
عن عائشة أم المؤمنين ]

فلذلك دقق في هذه الكلمة :
ليست البطولة أن تصل إلى القمة ، البطولة أن تبقى فيها ،
أنت حينما تحافظ على هذه الصلة من أن تنقطع ، أنت حينما
تحافظ على هذا التوثيق من أن ينقطع ، أنت حينما تحافظ على هذا
التأييد من أن يلغى تكون قد بلغت القمة وحافظت عليها .

http://f1623.mail.vip.bf1.yahoo.com/ya/download?mid=2%5f0%5f0%5f1%5f24653849%5fAE4aDUwAAA maUb8fXwAAAAuuUM0&pid=13&fid=Inbox&inline=1 (http://www.ataaalkhayer.com/)

أسباب حفظ الله للإنسان هي طاعته والتوكل عليه والاستقامة
على أمره والإخلاص له :

أيها الأخوة ، نحن في عالم الدنيا إنسان أحياناً يصل إلى منصب
رفيع ، يبذل جهداً كبيراً للحفاظ عليه ، حينما يصل إلى دخل كبير
يبذل جهداً كبيراً للحفاظ عليه ، هذا شيء من طبيعة الإنسان ،
ولكن الحقيقة الدقيقة في هذا اللقاء الطيب أنك لن تحافظ على ما
أنت فيه لأسباب أرضية ، بل لأسباب علوية ،
كيف ؟
إنسان معه أموال طائلة ، يضع الأقفال ، يوثق ، يسجل ، يقدم كل
سبب للحفاظ على هذا المال لكن إن لم يكن مستقيماً على أمر الله ،
الله عز وجل يحبط له كل هذه المساعي ،
وكنت أقول دائماً :
الله عز وجل لا يجدي معه أن تكون معه ذكياً ، يؤتى الحذر من
مأمنه ، يحفظك لا بأسباب أرضية ، بل بأسباب علوية ، أنت حينما
تكون مستقيماً يحفظك ، أنت ينبغي أن تأخذ بالأسباب ولكن حفظ
الله عز وجل لا يكون بالأخذ بالأسباب وحدها ، لابدّ من أن تأخذ
بأسباب أرادها الله عز وجل أن تأخذ بها .

أنت حينما تستقيم ، حينما تتوكل ، حينما لا تسمح لدخلك أن يكون
فيه شبهة ، حينما تصل إلى مكاسب كبيرة ، عندئذٍ تسعى للحفاظ
عليها لا بأسباب أرضية فقط ، بل بأسباب علوية هي طاعة الله ،
والتوكل عليه ، والاستقامة على أمره ، والإخلاص له .

http://f1623.mail.vip.bf1.yahoo.com/ya/download?mid=2%5f0%5f0%5f1%5f24653849%5fAE4aDUwAAA maUb8fXwAAAAuuUM0&pid=14&fid=Inbox&inline=1 (http://www.ataaalkhayer.com/)

امتحان الله عز وجل للإنسان من أصعب الامتحانات :

أيها الأخوة، الله عز وجل يقول :

} وَإِنْ كُنَّا لَمُبْتَلِينَ {
( سورة المؤمنون )

يعني الله عز وجل يمتحن الإنسان ، من أصعب الامتحانات ، أحياناً
تغلق أمام الإنسان كل الأبواب المشروعة ، يفتح له باباً غير
مشروع ، ضعيف النفس يقول :
ماذا أفعل ؟ أنا مضطر ، طرق كسب الحلال مغلقة ، في طريق
سهل للكسب الحرام ، هنا الامتحان الصعب ، فحينما ترى أن
الأبواب كلها موصدة أمامك ، و هناك باب واحد لا يرضي الله
مفتوح على مصراعيه اعلم أنك أمام امتحان صعب ، ينبغي أن
تنجح فيه ، كيف تنجح ؟
تقرأ قوله تعالى :

} وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً {
( سورة الطلاق )

والله أيها الأخوة ، لو لم يكن في القرآن الكريم إلا هذه الآية لكفت،

} وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً {

كن عن همومك معرضا وكلِ الهموم إلى القضا
وابشر بخــير عاجل تنسى به ما قـد مضى
فلرب أمـر مسخــط لك في عواقبه رضــا
* * *
ولربما ضاق المضيق ولربما اتسع الـفضــا
الله يفــعل ما يشاء فلا تـــــــــكن معترضا
الله عودك الــجميل فقس على ما قــــــــد مضى
* * *

} وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً {

http://f1623.mail.vip.bf1.yahoo.com/ya/download?mid=2%5f0%5f0%5f1%5f24653849%5fAE4aDUwAAA maUb8fXwAAAAuuUM0&pid=15&fid=Inbox&inline=1 (http://www.ataaalkhayer.com/)

بنت الاسلام
06-17-2013, 06:56 PM
المؤمن الصادق لو أن كل أبواب الحلال مغلقة باب الحرام مفتوح
يقول :

} مَعَاذَ اللَّهِ {
( سورة يوسف الآية : 23 )

} إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ {
( سورة الحشر )

فحينما يعلم الله منه هذا الورع ، وهذا الحرص على طاعة الله ،
يفتح له الأبواب المشروعة على مصارعها ،أنا أقول أي إنسان
يعاني من ضائقة ، من ضائقة مادية ، من مشكلة صحية ، من
مشكلة اجتماعية ، من مشكلة في العمل ، من مشكلة في البيت ،
عليه بهذه الآية :

} وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً {

وزوال الكون أهون على الله من ألا يحقق وعوده للمؤمنين .

http://f1623.mail.vip.bf1.yahoo.com/ya/download?mid=2%5f0%5f0%5f1%5f24653849%5fAE4aDUwAAA maUb8fXwAAAAuuUM0&pid=16&fid=Inbox&inline=1 (http://www.ataaalkhayer.com/)

قانون العناية الإلهية يحمي الإنسان من المشكلات و ينال رضوان
الله :

أيها الأخوة ، كل بلد له خصوصية ، كل مجتمع له خصوصية ،
الخصوصية يعني من حركة الحياة تستنبط حقائق ، قد تكون غير
مشروعة ، أي بلد له خصوصية ، أو بتعبير آخر له تركيبة
خاصة ، فمن حركة الحياة تستنبط قواعد ، هذه القواعد إن فعلت
كذا ، إن لم تفعل كذا ، غضب الناس عليك ، وإذا غضب الناس
عليك أتعبوك ، هذه القواعد في معظمها قد تكون غير صحيحة ،
وتتناقض مع منهج الله عز وجل .

الآن دققوا :

لما إنسان يواجه مشكلة فإذا أراد حلّها وفق القواعد المستنبطة
من حركة الحياة قد لا ينجح عند الله ، قد يسقط ، أما إذا طبق
منهج الله ، ولم يعبأ بهذه القواعد هناك حكمة بالغة بالغة يخضعه
الله لقانون لا يعلمه ، هذا القانون هو قانون العناية الإلهية فينجو
من هذه المشكلات ، وينال رضوان الله عز وجل .

أحياناً تجد إنساناً يقول يجب أن أفعل هذا حتى أنجو ، هذا الفعل لا
يرضي الله عز وجل ، فالذي لا يعبأ بمنهج الله ، يطبق القواعد
المستنبطة من حركة الحياة ، ظناً منه أنها تنجيه هي لا تنجيه ،
لكن حينما يصر على طاعة الله ، يصر على منهج الله ، أحياناً
طبيعة الحياة تقتضي أن تفعل كذا ، من أجل أن تنجو ، من أجل أن
تسلم ، من أجل أن يقوى مركزك ، وقد يكون هذا الفعل لا يرضي
الله ، فالمؤمن من حرصه على طاعة الله ، وحرصه على إرضائه،
لا ينفذ هذه القاعدة ، فيبدو أنه دمر نفسه ، لكن الله سبحانه
وتعالى يخضعه لقانون لا يعرفه هو قانون العناية الإلهية فيزداد
مركزه قوة .

فلذلك :
إن الله يمنعك من يزيد ، ولكن يزيد لا يمنعك من الل ه.
هذه حقيقة مهمة جداً .

http://f1623.mail.vip.bf1.yahoo.com/ya/download?mid=2%5f0%5f0%5f1%5f24653849%5fAE4aDUwAAA maUb8fXwAAAAuuUM0&pid=17&fid=Inbox&inline=1 (http://www.ataaalkhayer.com/)

ما ترك عبد شيئاً لله إلا عوضه الله خيراً منه في دينه ودنياه :

من هنا أقول مرة ثانية :

كن مع الله تـــــرى الله واترك الكل وحاذر طمعك
وإذا أعطاك من يمنعه ثـم من يعطي إذا ما منعك
* * *
الحقيقة التي لابدّ منها في موضوع الحفظ :
الله متى يحفظك ؟ ورد في بعض الأحاديث أنه :

( ما ترَك عبدٌ شيئًا لا يترُكُه إلَّا للَّهِ إلَّا عوَّضَه اللَّهُ منهُ ما هوَ خيرٌ
لهُ في دينِه ودنياهُ )
[ حديث حسن ]

هذه القاعدة قاعدة ذهبية كما يقولون ، قانون .
تركت هذا المنصب لله ، تركت هذه الصفقة الكبيرة لأن فيها
شبهة ، تركت هذا المكسب الكبير لأنه فيه شبهة ، تركت هذا
العمل لأن الله لا يرضى عنه .

أنا أتكلم الآن عن أسباب حفظ الله لك ، الله " الحفيظ " متى
يحفظك ؟ حينما تدع شيئاً لله ، في صفقة كبيرة أرباحها طائلة ،
لكن البضاعة محرمة ، أو طريقة التعامل محرمة
فيقول المؤمن :

} مَعَاذَ اللَّهِ {

} إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ {

يركلها بقدمه ، فالله عز وجل يكافئه على هذا الموقف البطولي
بعطاء كبير في الدنيا قبل الآخرة .

أروي قصة :

هناك فلاح أُعطي عشرون دنم من أراضي إنسان أُخذت منه
غصباً بسبب أو بآخر ، هذا الفلاح له شيخ ، سعى إليه والفرحة
تملأ نفسه ، عاش كل عمره فقيراً الآن أصبح يملك عشرين دنم ،
أرض زراعية ، كاد يطير فرحاً ،

فشيخه قال :
يا بني هذا المال مغتصب ، ولا يجوز أن تأخذه ، كل هذا التألق ،
وهذا الفرح انطفأ ،

قال له :
هذا مال حرام لا تأخذه ، فلما رآه قد علته الكآبة ،

قال له :
يا بني اذهب لصاحب الأرض ، لعله يبيعها لك تقسيطاً ، افعل ،
حاول هذه المحاولة ، وذهب إليه ،

قال له :
أنا أُعطيت عشرين دنم من أرضك ، ولي شيخ قال لي :
إن أخذها حرام ، هل تبيعني إياها بالتقسيط ؟

قال له :
يا بني أنا أُخذ مني أربعمئة دنم ، ولم يأتِ أحد إلا أنت ، هذه هدية
لك .

مرة ثانية :
زوال الكون أهون على الله من أن تدع شيئاً من أجله ثم يضيعك .

http://f1623.mail.vip.bf1.yahoo.com/ya/download?mid=2%5f0%5f0%5f1%5f24653849%5fAE4aDUwAAA maUb8fXwAAAAuuUM0&pid=18&fid=Inbox&inline=1 (http://www.ataaalkhayer.com/)

الله عز وجل هو الوحيد معك ومع أهلك في وقت واحد :

الآن أنت مسافر ، ماشي ، أهلك في بلد آخر ، في بلدك الأصلي ،
يا ترى أثناء غيابك في مشكلة ، في حادث ، في مرض شديد ،
في إنسان اعتدى عليهم ، ابنك بالطريق أصابه مكروه ، في قلق
دائم ، فالنبي عليه الصلاة والسلام علمنا هذا الدعاء :

(( اللهم أنت الرفيق في السفر، والخليفة في الأهل والمال والولد ))
[ ورد في الأثر]

أي لا يوجد جهة بالكون هي معك ومع أهلك في وقت واحد .
ولازلنا في حفظ الله لهذا الإنسان ، الدعاء المشهور الذي كان
النبي يدعو به :

( اللَّهمَّ اقسِم لَنا من خشيتِكَ ما يَحولُ بينَنا وبينَ معاصيكَ ، ومن
طاعتِكَ ما تبلِّغُنا بِهِ جنَّتَكَ ، ومنَ اليقينِ ما تُهَوِّنُ بِهِ علَينا مُصيباتِ
الدُّنيا ، ومتِّعنا بأسماعِنا وأبصارِنا وقوَّتنا ما أحييتَنا ،
واجعَلهُ الوارثَ منَّا ، واجعَل ثأرَنا على من ظلمَنا ، وانصُرنا علَى
من عادانا ، ولا تجعَل مُصيبتَنا في دينِنا ، ولا تجعلِ الدُّنيا أَكْبرَ
همِّنا ولا مبلغَ عِلمِنا ، ولا تسلِّط علَينا مَن لا يرحَمُنا )
الراوي : عبدالله بن عمر - المحدث : الألباني –
المصدر : صحيح الترمذي - الصفحة أو الرقم : 3502
خلاصة حكم المحدث : حسن

هذا الدعاء من أدعية النبي التي كان يكثر الدعاء بها .

http://f1623.mail.vip.bf1.yahoo.com/ya/download?mid=2%5f0%5f0%5f1%5f24653849%5fAE4aDUwAAA maUb8fXwAAAAuuUM0&pid=19&fid=Inbox&inline=1 (http://www.ataaalkhayer.com/)

التولي و التخلي :

أيها الأخوة الكرام ، الآن لابدّ من حقيقة دقيقة :

أنه من اعتمد على نفسه أوكله الله إياها ، أنت بين كلمتين ،
إما أن تقول أنا ، وإما أن تقول الله ، إن قلت أنا تخلى الله عنك
وإذا قلت الله تولاك ، أي أنت بين التولي والتخلي ، تقول أنا معي
اختصاص ، معي شهادة عليا ، أنا من أسرة فلانية ، أنا عندي
خبرات متراكمة ، أنا حجمي المالي كبير ، إذا قلت أنا تخلى الله
عنك ، فإذا قلت الله تولاك الله ، أنت بين التولي والتخلي .

http://f1623.mail.vip.bf1.yahoo.com/ya/download?mid=2%5f0%5f0%5f1%5f24653849%5fAE4aDUwAAA maUb8fXwAAAAuuUM0&pid=20&fid=Inbox&inline=1 (http://www.ataaalkhayer.com/)

الله حفيظ لا يخفى عليه شيء فبطولة الإنسان أن يصفي قلبه
من كل شيء لا يرضي الله :

آخر شيء أيها الأخوة ، من تطبيقات هذا الاسم أن الله حفيظ
بمعنى لا يخفى عليه شيء ، فالبطولة أن تصفي قلبك من كل
شيء لا يرضي الله .
ما منظر الله عز وجل ؟ قلب المؤمن ، طهر قلبك من كل حقد ،
من كل احتيال ، من كل كراهية .

الشيء الثاني :

الله حفيظ ، يحفظ عباده ، وأنت كمؤمن اشتق من هذا الكمال كمالاً
تقرب به إلى الله ، احفظ من حولك ، أحفظ أولادك ، أحفظ دينهم ،
أحفظ عقيدتهم ، أحفظ عباداتهم ، أحفظ دراستهم ، احفظهم بكل ما
تملك حتى الله عز وجل يكرمك بحفظهم بعد موتك .

أيها الأخوة الكرام ، هذا الاسم من ألصق الأسماء الحسنى
بحاجات الإنسان ، ألا تتمنى أن يحفظك الله ؟

( احفَظِ اللهَ يحفَظْك )
[ أخرجه الترمذي عن عبد الله بن عباس ]

والحمد لله رب العالمين



http://f1623.mail.vip.bf1.yahoo.com/ya/download?mid=2%5f0%5f0%5f1%5f24653849%5fAE4aDUwAAA maUb8fXwAAAAuuUM0&pid=21&fid=Inbox&inline=1 (http://www.ataaalkhayer.com/)