المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الفتوة منزلة من منازل السالك إلى الله


بنت الاسلام
06-19-2013, 06:37 PM
الأخت / بنت الحرمين الشريفين


الفتوة نزلة من منازل السالك إلى الله
لفضيلة الدكتور محمد راتب النابلسي

الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد

الأمين ، اللهم أخرجنا من ظلمات الجهل والوهم إلى أنوار العلم والمعرفة ،

ومن وحول الشهوات إلى جنات القربات .

http://f1623.mail.vip.bf1.yahoo.com/ya/download?mid=2%5f0%5f0%5f1%5f24735711%5fADQbDUwAAA i1UcHEbQAAAA%2bLvFw&pid=5&fid=Inbox&inline=1 (http://www.ataaalkhayer.com/)

الفتوى

أيها الأخوة الكرام ، مع موضوعٍ جديد من موضوعات :

" سبل الوصول وعلامات القبول " ،

والموضوع عنوانه :

" الفتوة " ، فالفتوة منزلة من منازل السالك إلى الله ، حقيقتها الإحسان ،

والإحسان نهاية العمل ،

لقوله تعالى :

} هَلْ جَزَاءُ الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ {

[ سورة الرحمن ]

لقد منحك الله نعمة الإيجاد ، ومنحك نعمة الإمداد ، ومنحك نعمة الهدى

والرشاد .

أنت حسنةٌ من حسنات الله عز و جل فهل جزاء إحسان الله لك إلا أن تحسن

إلى خلقه ؟

} هَلْ جَزَاءُ الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ {

الله عز وجل خلقنا لـ :

} جَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَوَاتُ وَالْأَرْضُ {

[ سورة آل عمران الآية : 133 ]

الله عز وجل خلقنا ليسعدنا ، خلقنا ليرحمنا .

} إِلَّا مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ {

[ سورة هود الآية: 119 ]

وكل الخلق مطلوبون لرحمة الله عز و جل ، فإذا كان ردّ فعلك على إحسان الله لك

أن تحسن إلى عباده ، فهذه منزلة سماها العلماء منزلة الفتوة ،

وهي بين التخلق وبين المروءة ، جُمعت مكارم الأخلاق كلها في المروءة .

والبدايات إنما الحلم بالتحلم ، وإنما الكرم بالتكرم ، وإنما العلم بالتعلم ،

فأن تتصنع الحلم هذا سبيل أن تكون حليماً ، أن تتصنع الكرم هذا طريق أن

تكون كريماً ، أن تتعلم هذا طريق أن تكون عالماً .

فالفتوة بين التخلق وبين المروءة التي جمعت فيها مكارم الأخلاق ،

وإن مكارم الأخلاق مخزونةٌ عند الله تعالى ، فإذا أحب الله عبداً منحه خلقاً

حسناً ، فالإيمان هو الخلق ومن زاد عليك في الخلق زاد عليك في الإيمان .

من آمن بالله و شكره حقق الهدف من وجوده .

http://f1623.mail.vip.bf1.yahoo.com/ya/download?mid=2%5f0%5f0%5f1%5f24735711%5fADQbDUwAAA i1UcHEbQAAAA%2bLvFw&pid=6&fid=Inbox&inline=1 (http://www.ataaalkhayer.com/)

أيها الأخوة ، مرةٍ ثانية وثالثة :

الله عز وجل سخر لك هذا الكون لأنه حينما عرضت عليك الأمانة

المخلوقات جميعاً أبوا أن يحملوها ، وأشفقوا منها ، وأنت أيها الإنسان

قلت : أنا لها يا رب ،

قبِلت حمل الأمانة ، فلما قبلت حمل الأمانة .

} وَسَخَّرَ لَكُمْ {

[ سورة الجاثية الآية: 13 ]

سخر الله لك أيها الإنسان

} مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً مِنْهُ {

[ سورة الجاثية الآية: 13 ]

تسخير تعريفٍ وتسخير تكريم ، أراد من هذا الكون الذي سخره لك أن

تعرفه ، وأراد من هذا الكون الذي سخره لك أن يكرمك به ، فردّ فعل التعريف

أن تؤمن ، وردّ فعل التكريم أن تشكر ، إذا آمنت وشكرت حققت الهدف من

وجودك ،

قال تعالى :

} مَا يَفْعَلُ اللَّهُ بِعَذَابِكُمْ إِنْ شَكَرْتُمْ وَآَمَنْتُمْ {

[ سورة النساء الآية: 147 ]

فحينما تشكر وحينما تؤمن تكون قد حققت الهدف الأكبر الذي خلقت من

أجله.

http://f1623.mail.vip.bf1.yahoo.com/ya/download?mid=2%5f0%5f0%5f1%5f24735711%5fADQbDUwAAA i1UcHEbQAAAA%2bLvFw&pid=7&fid=Inbox&inline=1 (http://www.ataaalkhayer.com/)

الفرق بين الفتوة و المروءة :

أيها الأخوة ، قال بعض العلماء :

الفتوة هي :

الإحسان إلى الخلق ، وكف الأذى عنهم ، بل احتمال الأذى منهم ، الإحسان

يعني الفتوة ، والفتوة تعني الإحسان ، كف الأذى ، بل احتمال الأذى ،

بل الإحسان إلى الخلق .

مرة ثانية :

الإيمان حسن الخلق ، وذهب حسن الخلق بالخير كله ، وسوء الخلق يفسد

العمل كما يفسد الخل العسل .

أيها الأخوة ، قال بعض العلماء :

الفرق بين مرتبة الفتوة وبين مرتبة المروءة أن المروءة أعمّ من الفتوة ،

وكأن الفتوةتعني أن يتخلق الشباب بأخلاقٍ بطولية ، وكأن الفتوة تخص

الشباب بادئ ذي الأمر .

أيها الأخوة ، الفتوة بمعناها الدقيق استعمال ما يجمل ويحسن مما هو

مختصٌ بالعبد ، وترك ما يدنسه ويشينه مما هو مختصٌ به ، فالموقف

الكامل هو المروءة وهو ترك الموقف الناقص ، كأن مكارم الأخلاق جُمعت

في المروءة ، وكأن مساوئ الأخلاق جُمعت في اللؤم ، فلان ذو مروءة أي

فيه خير، فيه تواضع ، فيه كرم ، فيه شجاعة ، فيه وفاء ، فيه إنصاف ،

جمعت مكارم الأخلاق في المروءة ، وجُمعت مساوئ الأخلاق في اللؤم ،

لئيم ، على بخيل ،على جبان ، على منحرف ، على شهواني ، جُمعت مساوئ

الأخلاق في كلمة واحدة هي : اللؤم .

http://f1623.mail.vip.bf1.yahoo.com/ya/download?mid=2%5f0%5f0%5f1%5f24735711%5fADQbDUwAAA i1UcHEbQAAAA%2bLvFw&pid=8&fid=Inbox&inline=1 (http://www.ataaalkhayer.com/)

الإمام عليٌ رضي الله عنه يقول:

والله والله مرتين ، لحفر بئرين بإبرتين ، وكنس أرض الحجاز في يومٍ

عاصفٍ بريشتين ، ونقل بحرين زاخرين بمنخلين ، وغسل عبدين أسودين

حتى يصيرا أبيضين ، أهون عليّ من طلب حاجةٍ من لئيمٍ لوفاء دين .

سئل أحدهم ما الذل ؟

قال :

أن يقف الكريم بباب اللئيم ثم يرده .

ما من شيءٍ أحب إلى الله تعالى من شابٍ تائب .

http://f1623.mail.vip.bf1.yahoo.com/ya/download?mid=2%5f0%5f0%5f1%5f24735711%5fADQbDUwAAA i1UcHEbQAAAA%2bLvFw&pid=9&fid=Inbox&inline=1 (http://www.ataaalkhayer.com/)

لذلك أيها الأخوة ، جُمعت مكارم الأخلاق كلها في كلمة واحدة هي المروءة

وجمعت مساوئ الأخلاق كلها في كلمة واحدة هي اللؤم ، والفتوة بين التخلق

وبين المروءة وكأن هذه المرتبة تخص الشباب لأن ريح الجنة في الشباب ،

ولأن الله يباهي الملائكة بالشاب المؤمن .

يقول :

( إنه ترَك شهوتَه وطعامَه وشرابَه من أجْلي )

وما من شيءٍ أحب إلى الله تعالى من شابٍ تائب .

http://f1623.mail.vip.bf1.yahoo.com/ya/download?mid=2%5f0%5f0%5f1%5f24735711%5fADQbDUwAAA i1UcHEbQAAAA%2bLvFw&pid=10&fid=Inbox&inline=1 (http://www.ataaalkhayer.com/)

بنت الاسلام
06-19-2013, 06:40 PM
أيها الأخوة ، حينما نقول :
إنما الحلم بالتحلم ، أنت بالبدايات تتصنع الحلم ، موقف يؤلم ، تغلي من
الداخل ، لكنك ضبطت أعصابك ، هذا تحلم ، لكن بعد حين تكون حليماً ،
وكاد الحليم أن يكون نبياً ، والحلم سيد الأخلاق .

إذاً تتحلم فتكون حليماً ، تتكرم فتكون كريماً ، تتعلم فتكون عالماً ، هذه مرتبة
البدايات ،
للتوضيح :
إنسان تاب إلى الله ، من لوازم توبته أن يكف عن سماع الغناء ، لكن كان
هناك أغان قبل أن يتوب يحبها كثيراً ، راكب في مركبة عامة وضعت هذه
الأغنية لا شك أنه يطرب لها أشد الطرب ، لكن هو بحسب النصوص لم
يستمع إنما سمع ، وفرقٌ كبير بين من استمع وبين من سمع ، فهو الآن
حينما كف عن سماع الغناء ضبط هذه الشهوة ، لكن بعد حين يمقت هذه
الأغنية ، هذه مرتبة أعلى .

حينما تشتاق للمعصية ولا تفعلها خوفاً من الله هذه مرتبة في البدايات ،
لكن بعد حين :

( ليس منَّا مَن لم يَتَغَنَّ بالقرآنِ )
[ أخرجه البخاري ومسلم وأبو داود والنسائي عن أبي هريرة ]

لكن بعد حين تشمئز من هذه الأغنية لأنها لا تليق بمؤمن ، والمعاني ساقطة
والمعاني مثيرة ، وكأنها تدعو إلى معصية .

http://f1623.mail.vip.bf1.yahoo.com/ya/download?mid=2%5f0%5f0%5f1%5f24735711%5fADQbDUwAAA i1UcHEbQAAAA%2bLvFw&pid=11&fid=Inbox&inline=1 (http://www.ataaalkhayer.com/)

عظمة الإسلام أنه أقرّ مكارم الأخلاق في الجاهلية .

أيها الأخوة ، شيءٌ آخر :
الإسلام عظمته أن مكارم الأخلاق في الجاهلية أقرها ،
فقال عليه الصلاة و السلام :

( إنَّما بُعِثْتُ لأُتممَ صالحَ الأخلاقِ )
[ أخرجه البزار والإمام أحمد عن أبي هريرة ]

ففي الجاهلية كان هناك مروءة ، و كرم ، إنسان يركب فرسه في أيام الحر
الشديدة رأى رجلاً ينتعل رمال الصحراء المحرقة ، أشفق عليه ، دعاه إلى
ركوب الخيل وراءه ، ولم يكن يدري أن هذا أحد لصوص الخيل ، فما
أن اعتلى هذا اللص وراء صاحب الخيل حتى دفعه نحو الأرض ، وعدا
بالفرس لا يلوي على شيء ، فقال له صاحب الفرس :

لقد وهبت لك هذه الفرس ، اطمئن ، ولن أسأل عنها بعد اليوم ، ولكن إياك
أن يشيع هذا الخبر في الصحراء ، فإذا شاع هذا الخبر تذهب المروءة ،
وبذهاب المروءة من الصحراء يذهب أجمل ما فيها .

كان هناك قيم جاهلية ، لذلك كان عليه الصلاة والسلام يقول :

( أسلمتَ على ما أسلفتَ لك من الخيرِ )
[ أخرجه البخاري ومسلم عن حكيم بن حزام ]

وكان يقول :

( خيارُكم في الجاهليةِ ، خيارُكم في الإسلامِ إذا فقُهوا )
[ أحمد عن أبي هريرة ]

http://f1623.mail.vip.bf1.yahoo.com/ya/download?mid=2%5f0%5f0%5f1%5f24735711%5fADQbDUwAAA i1UcHEbQAAAA%2bLvFw&pid=12&fid=Inbox&inline=1 (http://www.ataaalkhayer.com/)

الفطرة و الصِبغة :

لابد من توضيح دقيقٍ جداً ، هناك فرقٌ كبير بين الفطرة وبين الصِبغة ،
الفطرة أن تحب الخير وليس من الضروري أن تكون خيراً ، الفطرة أن تحب
العدل وليس من الضروري أن تكون عادلاً ، الفطرة أن تحب الإحسان وليس
من الضروري أن تكون محسناً، ً هذه الفطرة تحب مكارم الأخلاق ، محبة
مكارم الأخلاق شيء وأن تكون ذا أخلاقٍ شيء آخر ، لكنك حينما تتصل بالله
تصطبغ نفسك بكمال الله ، الآن دخلنا في الصبغة ....
قال تعالى :

} صِبْغَةَ اللَّهِ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ صِبْغَةً {
[ سورة البقرة الآية : 138 ]

أما الفطرة فأن تحب مكارم الأخلاق ، لذلك :

} فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفاً فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا {
[ سورة الروم الآية : 30 ]

كل واحد حتى السيئ ، حتى اللص ، حينما يسرق مع رفاقه يقول أحدهم :
وزع هذا بالعدل ، و لكن هذا مال مسروق !

أحياناً الإنسان يقول كلاماً عجيباً ، هو غارق في المعصية وعنده فطرة ،
أحياناً تقول الراقصة :
إن الله وفقني بهذه الرقصة ، شيء مضحك طبعاً !.

http://f1623.mail.vip.bf1.yahoo.com/ya/download?mid=2%5f0%5f0%5f1%5f24735711%5fADQbDUwAAA i1UcHEbQAAAA%2bLvFw&pid=13&fid=Inbox&inline=1 (http://www.ataaalkhayer.com/)

الآن كما هو ملاحظ الشباب قوة كبيرة جداً ، الله عز وجل قال عنهم :

} إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آَمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدًى {
[ سورة الكهف ]

كلمة فتوة تعني الشباب ، أنا لي رأي خاص ، أنا أرى أن الشباب في
المجتمعات المعاصرة قنبلةٌ موقوتة ، هذا الشاب يحتاج إلى بيت ، يحتاج إلى
زوجة ، يحتاج إلى فرصة عمل ، فإن لم توفر له هذه المطالب الأساسية
الثلاث تطرف .

بنت الاسلام
06-19-2013, 06:41 PM
هناك تطرفان :

تطرف تفلت و تطرف تشدد ،
تطرف التفلت يبدأ بإلغاء الدين وينتهي بالإباحية كما ترون وتسمعون ، أما
تطرف التشدد فيبدأ بالتكفير وينتهي بالتفجير ، الشباب بين تطرفين ؛ تطرف
تفلت و تطرف تشدد ، لأن من حقه أن يكون له بيت ، من حقه أن يكون له
زوجة ، من حقه أن يكون له عمل يعيش منه .

لذلك أيها الأخوة ، ما من عملٍ أعظم عند الله الآن من تأمين لشاب وشابة ،
من تزويج شابٍ بشابة ، من تهيئة فرصة عمل لشابٍ أو شابة ، هذه مشكلة
المشكلات ، ما لم تحل مشكلة الشباب ، لن يكون لنا مستقبل ، مستقبلنا في
الشباب ، وريح الجنة في الشباب .

} إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آَمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدًى {

} قَالُوا سَمِعْنَا فَتًى يَذْكُرُهُمْ يُقَالُ لَهُ إِبْرَاهِيمُ {

هذه المرتبة في القرآن الكريم ، مرتبة الفتوة كأنها خاصة بالشباب ،
أنا أقول أيها الأخوة : الشيوخ هم الماضي ، والكهول هم الحاضر،
والشباب هم المستقبل ، لذلك الآن ليس هناك من نهضةٍ لأية أمة إلا وتعتمد
على الشباب .

http://f1623.mail.vip.bf1.yahoo.com/ya/download?mid=2%5f0%5f0%5f1%5f24735711%5fADQbDUwAAA i1UcHEbQAAAA%2bLvFw&pid=14&fid=Inbox&inline=1 (http://www.ataaalkhayer.com/)

الشباب قوةٌ كبيرة وهم قوام نهضة الأمة :

هناك ملمح من السيرة والله يلفت النظر ، أن النبي الكريم يشكل جيشاً يضع
على رأسه قائداً شاباً لا تزيد سنه عن سبعة عشر عاماً ، من جنود هذا
الجيش ؟ أبو بكر الصديق ، وعمر ، وعثمان ، وعلي ، يعني هل يعقل أن
يمشي خليفة المسلمين مشياً وقائد الجيش أسامة على ناقة ؟
أسامة كتلةٌ من الأدب ، قال :
يا خليفة رسول الله لتركبنّ أو لأمشينّ ،
قال :
والله لا ركبت ولا نزلت ، وما عليّ أن تغبر قدمي ساعة في سبيل الله ، خليفة
المسلمين الصاحب الأول لسيد المرسلين يمشي ، وشابٌ في السابعة عشر
من عمره عينه النبي قائداً للجيش .

الآن شاب عندنا في السابعة عشر ، كان الشاب قديماً معه بضع تمرات
والسيف إلى الجهاد ، الآن معه همبرغر ، وبيبسي إلى الملعب ، اختلف
الوضع اختلافاً كلياً ، مستقبل هذه الأمة للشباب .

لذلك سيدنا الصديق احتاج إلى عمر ليكون مساعده في إدارة البلاد ، وهذا
عمر جندي عند أسامة ، فقال له :
يا أسامة ! أتأذن لي بعمر ؟ ما هذا النظام التسلسلي ؟
هناك جيش ، و قائد ، القائد أسامة ، أحد الجنود عمر ،
الخليفة أراد أن يستبقي عمراً إلى جانبه كي يعينه على إدارة البلاد ،
فما قال له :
ابقَ معي ، إذا قال له :
ابقَ معي تجاوز القائد ، قال له :
يا أسامة أتأذن لي بعمر ؟ هؤلاء أين تعلموا ؟ في أي جامعاتٍ درسوا ؟

من أي جامعاتٍ تخرجوا ؟ أي أعلى درجة بإدارة البلاد اتبع التسلسل .
مرة حدثني مدير ثانوية معين في بلدة قال لي :
جاء مدير التربية ، فأخذ معه أمين السر ، دون أن يسألني ،
ثم قال لي :
جاء مدير تربية ثان ، احتاج لأمين السر دخل واستأذنني ،
قال لي هل تسمح لي به ؟ الموقف الثاني حضاري ، هناك مؤسسة على
رأسها مدير ، وهذا موظف عند هذا المدير .

http://f1623.mail.vip.bf1.yahoo.com/ya/download?mid=2%5f0%5f0%5f1%5f24735711%5fADQbDUwAAA i1UcHEbQAAAA%2bLvFw&pid=15&fid=Inbox&inline=1

أيها الأخوة ، ما عيّن النبي عليه الصلاة والسلام أسامة بن زيد في هذا
المنصب إلا ليشعرنا أن الشباب قوةٌ كبيرة ، وأن الشباب قوام نهضة الأمة .

أيها الأخوة ، ورد في الأثر :

أحب الطائعين وحبي للشاب الطائع أشد ـ كتلة شهوات ضبطها ـ أحب
المتواضعين وحبي للغني المتواضع أشد ، أحب الكرماء وحبي للكريم الفقير
أشد ، وأبغض ثلاثاً وبغضي لثلاثٍ أشد ، وأبغض العصاة وبغضي للشيخ
العاصي أشد ، وأبغض المتكبرين وبغضي للفقير المتكبر أشد ، وأبغض
البخلاء وبغضي للغني البخيل أشد
[ورد في الأثر]

http://f1623.mail.vip.bf1.yahoo.com/ya/download?mid=2%5f0%5f0%5f1%5f24735711%5fADQbDUwAAA i1UcHEbQAAAA%2bLvFw&pid=16&fid=Inbox&inline=1 (http://www.ataaalkhayer.com/)

من يتبع هواه وفق هدى الله عز وجل لا شيء عليه :

أخواننا الكرام ، ملخص الملخص أن الله عز وجل أودع فينا الشهوات ،
وبإمكانك أن تتحرك بهذه الشهوات مئة وثمانين درجة ،
الشرع سمح لك بمئة درجة ،
بطولة المؤمن أنه يوقع حركته في هذه المنطقة التي سمح الله بها ،
لذلك قال تعالى :

} وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنَ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدًى مِنَ اللَّهِ {
[ سورة القصص الآية : 50 ]

المعنى المخالف عند علماء الأصول الذي يتبع هواه وفق هدى الله عز وجل
لا شيء عليه ، كلنا نعلم إذا كان هناك عرس يوجد إطلاق أبواق السيارات ،
ألا يستحيون ؟ لا ، هذا منهج الله عز وجل ، الزواج مشروع ،
أما أي علاقة مع أنثى خارج الزواج ففضيحة ،
لذلك قال تعالى :

} بَقِيَّةُ اللَّهِ خَيْرٌ لَكُمْ {
[ سورة هود الآية : 86 ]

الشرع سمح لك بحيز كبير جداً من الحلال ومنعك عن الحلال ، كم نوع من
الشراب الآن ؟ والله هناك ألف نوع ، كله مباح عدا الخمر ، سمح لك أن
تشرب ما تشاء من عصائر الفواكه ، أما الخمر فمحرمة ، سمح لك بالمرأة
كزوجة أولى وثانية وثالثة ورابعة ، لكن لا يوجد عشيقة بالإسلام .

http://f1623.mail.vip.bf1.yahoo.com/ya/download?mid=2%5f0%5f0%5f1%5f24735711%5fADQbDUwAAA i1UcHEbQAAAA%2bLvFw&pid=17&fid=Inbox&inline=1 (http://www.ataaalkhayer.com/)

الفتوة هي الصفح عن عثرات الإخوان :

قال بعض العلماء :
الفتوة هي الصفح عن عثرات الإخوان .
ما كنت مذ كنت إلا طوع أخواني ليست مؤاخذة الإخوان من شأني إذا خليليَّ
لم تكثر جنايتــــه فأين موضع إحساني و غفراني ؟

http://f1623.mail.vip.bf1.yahoo.com/ya/download?mid=2%5f0%5f0%5f1%5f24735711%5fADQbDUwAAA i1UcHEbQAAAA%2bLvFw&pid=18&fid=Inbox&inline=1 (http://www.ataaalkhayer.com/)

من صفات الفتى الصفح عن عثرات الأصدقاء ، والصفح عن الزلات ،
يقول لك : اتق شر من أحسنت إليه ، هذه ليست حديثاً هذه كلمة ، أما أنت
حينما تحسن إليه وتنسى الله وتفاجأ بموقف غير أخلاقي منه فتحس بإحباط
شديد ، أما لو أنك قدمت هذا العمل لله ، ولم يكن منه رد فعلٍ جميل فلا تعبأ
به . لذلك قيل :
اصنع المعروف مع أهله ومع غير أهلهِ ، فإن أصبت أهلهُ فأنت أهله ،
وإن لم تصب أهله فأنت أهله .

http://f1623.mail.vip.bf1.yahoo.com/ya/download?mid=2%5f0%5f0%5f1%5f24735711%5fADQbDUwAAA i1UcHEbQAAAA%2bLvFw&pid=19&fid=Inbox&inline=1 (http://www.ataaalkhayer.com/)

الفتوة مرتبةٌ من مراتب السالكين إلى الله عز و جل :

أيها الأخوة ، قال الإمام أحمد :
الفتوة ترك ما تهوى لما تخشى ، الإنسان أحياناً هناك أكلات لذيذة يحبها ،
قال له الطبيب :
هذه الأكلة تسبب لك أزمة قلبية فيتركها ، لذلك جاء الإمام الغزالي -رحمه الله
تعالى-
فقال :
يا نفس لو أن طبيباً منعك من أكلةٍ تحبينها لا شك أنك تمتنعين ، أيكون
الطبيب أصدق عندك من الله ؟
إذاً فما أجهلك ، أيكون وعيد الطبيب أشد عندك من وعيد الله ؟
إذاً فما أكفرك ، طبيب يقول لك :
البيت المرتفع بعه فوراً واشترِ داراً أرضيةً من أجل قلبك ، تكون قد بذلت
جهداً كبيراً في كسوته سنوات وسنوات تبيعه فوراً ، لأن الطبيب قال ذلك ،
الله عز وجل يقول لك بستمئة صفحة بكتاب الله :

} اتَّقِ اللَّهَ {
[ سورة البقرة الآية : 206 ]

افعل كذا ، افعل كذا ، يا نفس لو أن طبيباً منعك من أكلةٍ تحبينها لا شك أنك
تمتنعين ، أيكون الطبيب أصدق عندك من الله ؟ إذاً فما أجهلك ،
أيكون وعيد الطبيب - وعيد الطبيب مرض- أشد عندك من وعيد الله ؟
- جهنم - فما أكفرك .
أيها الأخوة الكرام ، ترك ما تهوى لما تخشى هذه من مراتب الفتوة ، والفتوة
مرتبةٌ من مراتب السالكين إلى الله عز و جل ، وكأن هذه المرتبة تعني
الشباب أكثر ما تعني ، وفي موضوعٍ قادمٍ إن شاء الله نتابع هذه التفصيلات .

والحمد لله رب العالمين

http://f1623.mail.vip.bf1.yahoo.com/ya/download?mid=2%5f0%5f0%5f1%5f24735711%5fADQbDUwAAA i1UcHEbQAAAA%2bLvFw&pid=20&fid=Inbox&inline=1 (http://www.ataaalkhayer.com/)


http://f1623.mail.vip.bf1.yahoo.com/ya/download?mid=2%5f0%5f0%5f1%5f24735711%5fADQbDUwAAA i1UcHEbQAAAA%2bLvFw&pid=21&fid=Inbox&inline=1 (http://www.ataaalkhayer.com/)