المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أخلاقنا الإسلامية 137 / 13.08.1434


بنت الاسلام
06-21-2013, 11:03 PM
137 الحلقة 10 من الجزء الحادى عشر




الجُود ، و الكَرَم ، و السَّخاء ، و البَذْل
http://f1623.mail.vip.bf1.yahoo.com/ya/download?mid=2%5f0%5f0%5f1%5f46884%5fADgbDUwAAAhjU cRlUwAAAMuxAkQ&pid=6&fid=Inbox&inline=1 (http://www.ataaalkhayer.com/)
نماذج في الكَرَم و الجُود و السَّخاء و البذل

نماذج مِن كرم العرب وجودهم في العصر الجاهلي :

لقد كان الكَرَم مِن أبرز الصِّفات في العصر الجاهلي بل كانوا يتباهون بالكَرَم

والجُود والسَّخاء، ورفعوا مِن مكانة الكَرَم وكانوا يصفون بالكَرَم عظماء

القوم واشتهر بعض العرب بهذه الصِّفة الحميدة حتى صار مضربًا للمثل

ونذكر بعض النَّماذج مِن هؤلاء الذين اشتهروا بفيض كرمهم

وسخاء نفوسهم، ومِن أولئك:

حاتم الطَّائي :

كان حاتم الطَّائي مِن أشهر مَن عُرِف عند العرب بالجُود والكَرَم

حتى صار مضرب المثل في ذلك .

قالت النوار امرأته :

[ أصابتنا سنة اقشعرَّت لها الأرض واغبرَّ أفق السَّماء وراحت الإبل

حدبًا حدابير وضنَّت المراضع عن أولادها فما تَبِضُّ بقطرة وجَلَّفَت

السَّنَة المال وأيقنَّا أنَّه الهلاك فو الله إنِّي لفي ليلة صَنْبر بعيدة ما بين

الطَّرفين، إذ تضاغى أصيبيتنا مِن الجوع، عبد الله وعدي وسَفَّانة،

فقام حاتم إلى الصبيَّين، وقمت إلى الصبيَّة، فو الله ما سكنوا إلَّا بعد هدأة

مِن اللَّيل ، ثمَّ ناموا ونمت أنا معه، وأقبل يعلِّلني بالحديث، فعرفت ما يريد

فتناومت، فلمَّا تهوَّرت النُّجوم إذا شيء قد رفع كِسْر البيت ،

فقال: مَن هذا؟ فولَّى ثمَّ عاد،

فقال: مَن هذا؟ فولَّى ثمَّ عاد في آخر اللَّيل،

فقال: مَن هذا ؟

فقالت: جارتك فلانة، أتيتك مِن عند أصيبية يتعاوون عواء الذِّئاب

مِن الجوع، فما وجدت معوَّلًا إلَّا عليك أبا عدي،

فقال: والله لأشبعنَّهم

فقلت: مِن أين؟ قال: لا عليك

فقال: أعجليهم فقد أشبعك الله وإيَّاهم، فأقبلت المرأة تحمل ابنين

ويمشي جانبيها أربعة، كأنَّها نعامة حولها رئالها ، فقام إلى فرسه

فوجأ لبته بمديته، فخر، ثمَّ كشطه، ودفع المدية إلى المرأة،

فقال: شأنك (الآن)، فاجتمعنا على اللَّحم،

فقال: سوأة! أتأكلون دون الصِّرم؟!

ثمَّ جعل يأتيهم بيتًا بيتًا ويقول؛ هبُّوا أيُّها القوم، عليكم بالنَّار، فاجتمعوا،

والْتَفَع بثوبه ناحيةً ينظر إلينا، لا والله ما ذاق منه مُزْعَة ،

وإنَّه لأحوج إليه منَّا، فأصبحنا وما على الأرض مِن الفرس، إلَّا عظم أو حافر،

(فعذلته على ذلك)، فأنشأ حاتم يقول :

مــهـــلًا نــــوار أقــلِّـــي الــلَّـــوم والــعـــذلا

ولا تـقــولــي لــشــيء فـــات: مـــا فــعـــلا

ولا تــقــولــي لـــمـــال كـــنـــت مــهــلــكــه

مـهـلًا وإن كـنـت أعـطـي الـجـنَّ والـخَـبَـلا

يــرى الـبـخـيــل سـبــيــل الــمــال واحـــدة

إنَّ الــجَــوَاد يــــرى فــــي مــالـــه ســبـــلا

لا تـعـذلـيــنــي فـــي مــــال وصــلـــت بــــه

رحـمًـا وخـيـر سـبـيــل الـمــال مــا وصــلا

وقيل سأل رجل حاتمًا الطَّائي فقال:

[ يا حاتم هل غلبك أحدٌ في الكَرَم؟ قال: نعم، غلام يتيم مِن طيئ،

نزلت بفنائه وكان له عشرة أرؤس مِن الغنم، فعمد إلى رأس منها فذبحه

وأصلح مِن لحمه وقدَّم إليَّ وكان فيما قدَّم إليَّ الدِّماغ فتناولت منه فاستطبته

فقلت: طيِّبٌ والله.

فخرج مِن بين يدي، وجعل يذبح رأسًا رأسًا، ويقدِّم إليَّ الدِّماغ وأنا لا أعلم

فلمَّا خرجت لأرحل نظرت حول بيته دمًا عظيمًا، وإذا هو قد ذبح الغنم بأسره

فقلت له: لم فعلت ذلك؟

فقال: يا سبحان الله ! تستطيب شيئًا أملكه فأبخل عليك به، إنَّ ذلك لسُبَّة

على العرب قبيحة. قيل يا حاتم: فما الذي عوَّضته؟

قال: ثلاثمائة ناقة حمراء وخمسمائة رأس مِن الغنم، فقيل أنت إذًا أَكْرَم منه

فقال: بل هو أكرم، لأنَّه جاد بكلِّ ما يملكه، وإنَّما جُدت بقليل مِن كثير ]

بنت الاسلام
06-21-2013, 11:04 PM
عبد الله بن جُدْعَانَ

مِن الكُرَماء المشهورين في العصر الجاهلي: عبد الله بن جُدْعَان،

فقد اشتهر بكرمه وجوده، وسخائه وعطائه.

و كان عبد الله بن جُدْعَانَ مِن مُطْعِمي قريش، كهاشم بن عبد مناف

وهو أوَّل مَن عمل الفالوذ للضَّيف، وقال فيه أميَّة بن أبي الصَّلت.

لــــه داع بــمــكَّــة مُـشْــمَــعِــلٌّ وآخــر فـــوق دارتـــه يــنــادي

إلـى درج مـن الـشِّـيـزَى مـلاء لُـبـابَ الـبُـرِّ يُـلْـبَـكُ بـالـشِّـهــادِ

وكانت له جِفَان يأكل منها القائم والرَّاكب .

وحدَّث إبراهيم بن أحمد قال :

[ قَدِمَ أميَّة بن أبي الصَّلت مكَّة، على عبد الله بن جُدْعَان،

فلمَّا دخل عليه قال له عبد الله: أمرٌ ما، جاء بك.

فقال أميَّة: كلاب غرمائي قد نبحتني ونهشتني .

فقال له عبد الله: قدمت عليَّ وأنا عليل مِن ديون لزمتني،

فأنظرني قليلًا يجمُّ ما في يدي، وقد ضمنت قضاء دينك ولا أسأل عن مبلغه،

فأقام أميَّة أيامًا وأتاه فقال :

أأذكــــر حــاجــتــي أم قـــــد كــفــانـــي

حــيـــاؤك إنَّ شــيــمــتــك الــحَــيَـــاء؟

وعــلــمــك بــالأمـــور وأنـــــت قَـــــرْم

لـــك الـحــســب الـمــهــذَّب والــثَّــنــاء

كـــــريـــــم لا يـــغــــيِّــــره صـــــبـــــاح

عــن الـخُـلُــق الـجـمــيــل ولا مــســاء

تــبــاري الــرِّيــح مــكــرمــة وجــــودًا

إذا مـــا الـكــلــب أجــحـــره الــشِّــتــاء

إذا أثــنـــى عــلــيــك الــمـــرء يــومًـــا

كـــفـــاه مـــــن تــعـــرُّضـــه الــثَّـــنـــاء

إذا خــلـــفـــت عــــبــــد الله فـــاعـــلـــم

بـــأنَّ الــقـــوم لــيـــس لــهـــم جــــزاء

فــأرضـــك كـــــلُّ مــكــرمـــة بــنــاهـــا

بــنــو تـمــيــم وأنــــت لــهـــا ســمـــاء

فــأبـــرز فــضــلــه حـــقًّـــا عــلــيــهــم

كــمــا بـــرزت لـنـاظــرهــا الــسَّــمــاء

وهـل تـخـفـى الـسَّـمـاء عـلـى بـصـيـر

وهـــل لـلــشَّــمــس طــالــعــة خــفـــاء

فلمَّا أنشده أميَّة هذه الأبيات كانت عنده قينتان،

فقال لأميَّة: خذ أيتهما شئت فأخذ إحداهما وانصرف.

فمرَّ بمجلس مِن مجالس قريش، فلاموه على أخذها

وقالوا: لقد أجحفت به في انتزاعها منه، فلو رددتها عليه فإنَّ الشَّيخ

يحتاج إلى خدمتهما، لكان ذلك أقرب لك عنده وأَكْرَم مِن كلِّ حقٍّ ضمنته لك.

فوقع الكلام مِن أميَّة موقعًا وندم، فرجع إليه ليردَّها عليه، فلمَّا أتاه بها

قال له ابن جُدْعَان: لعلَّك إنَّما رددتها لأنَّ قريشًا لاموك على أخذها،

وقالوا لك كذا وكذا، ووصف لأميَّة ما قال له القوم،

فقال أميَّة: والله ما أخطأت يا أبا زهير ممَّا قالوا شيئًا.

قال عبد الله: فما الذي قلت في ذلك؟ فقال أميَّة :

عـطــاؤك زَيْــنٌ لامــرئ إن حـبـوتــه

بــبــذل ومـــا كـــلُّ الـعــطــاء يــزيــن

ولـيـس بـشـيـن لامـرئٍ بـذل وجـهـه

إلـيـك كـمـا بـعـض الـسُّـؤال يـشـيــن

فقال له عبد الله: خذ الأخرى، فأخذهما جميعًا وخرج،

فلمَّا صار إلى القوم بهما أنشأ يقول :

ذكــر ابـــن جُــدْعَــان بــخــي رٍ كــلَّــمـــا ذُكِـــــر الـــكِــــرَام

مَــــن لا يــجـــور ولا يــعـــقُّ ولا يُـــبـــخـــلُـــه الـــلِّــــئــــام

يـهـب الـنَّـجـيـبـة والـنَّـجـيـب لـــــه الـــرِّجـــال والـــزمــــام ]

وكان عبد الله بن جُدْعَان التيميُّ حين كَبر أخذ بنو تيم عليه،

ومنعوه أن يعطي شيئًا مِن ماله،

فكان الرَّجل إذا أتاه يطلب منه قال: ادن منِّي، فإذا دنا منه لطمه،

ثمَّ قال: اذهب فاطلب بلطمتك أو ترضى، فترضيه بنو تيم مِن ماله.

وفيه يقول ابن قيس :

والـذي إن أشـار نـحـوك لـطـمًـا تـبــع الـلَّــطــم نــائــل وعــطــاء

وابن جُدْعَان هو القائل :

إنِّـي وإن لـم يـنـل مـالـي مـدى خُـلُـقِـي

وهـاب مـا مـلـكــت كـفِّــي مِــن الـمــال

لا أحــبــس الــمــال إلَّا ريـــث أتــلــفــه

ولا تـغــيِّــرنــي حــــال عــــن الـــحـــال

http://f1623.mail.vip.bf1.yahoo.com/ya/download?mid=2%5f0%5f0%5f1%5f46884%5fADgbDUwAAAhjU cRlUwAAAMuxAkQ&pid=7&fid=Inbox&inline=1
http://f1623.mail.vip.bf1.yahoo.com/ya/download?mid=2%5f0%5f0%5f1%5f46884%5fADgbDUwAAAhjU cRlUwAAAMuxAkQ&pid=8&fid=Inbox&inline=1
( نسأل الله أن يرزقنا إيمانا صادقاً و يقينا لاشكّ فيه )

( اللهم لا تجعلنا ممن تقوم الساعة عليهم و ألطف بنا يا الله )

( و الله الموفق )