المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الحلقة ( 544 ) من دين و حكمة - أحكام الزكاة ( 01 )


بنت الاسلام
07-03-2013, 02:04 AM
( الحلقة 544 )
{ الموضوع الخامس ( الزكـــاة ) - 01 }
أخى المسلم
هذه هى الحلقة الأولى من
أحكام الزكاة
وسوف نتكلم عن هذا الركن الهام من حياة المسلم
بإستفاضة واضحة فعلى بركة الله نبدأ

ماهى معنى الزكاة
الزكاة فى عرف الشرع
هى القدر الواجب إخراجه لمستحقيه من المال
الذى بلغ نصابا معينا و بشروط مخصوصة

ولماذا سميت زكاة ؟
سميت زكاة لأنها تزكى العبد أى تطهره
و ترفع شأنه عند ربه
و تزكى المال أى تنميه و تباركه و تزيد فيه
فالزكاة فى اللغة
الطهر و الشرف و النماء و الزيادة و البركة
قال تعالى

{ خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِم بِهَا وَصَلِّ عَلَيْهِمْ
إِنَّ صَلاَتَكَ سَكَنٌ لَّهُمْ وَاللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ }
التوبة103

و الصدقة فى الآية الكريمة قد يراد بها الزكاة المفروضة
و قد يراد بها صدقة التطوع
أى تطهر قلوبهم من أثر الشرك و البخل و الشح
و تنقى أبدانهم من الأمراض و الآفات
و تزكيهم أى تشهد لهم عند الله بالوفاء و الإيمان
و تشفع لهم بأذن ربك و تدعو لهم بالخير و البركة

حكم الزكاة و حكم تاركها
الزكاة هى الركن الثالث من أركان الإسلام بعد الشهادتين و الصلاة
و قد قرنت بالصلاة فى القرآن الكريم فى آيات كثيرة
و قد فرضت فى شوال من السنة الثانية من الهجرة
و أن فرضيتها ثابتة بالكتاب و السنة و أجماع الأمة
فمن أنكر وجوبها فقد كفر
و وجب على الحاكم أن يأمره بالتوبة و الرجوع عن إنكاره
و يمهله ثلاثة أيام يراجع فيها نفسه
فان تاب كان بها
و إلا قتله كفرا

أخى المسلم
قد عرفت فى حكم تارك الصلاة أن المقتول كفرا
لا يغسل و لا يصلى عليه و لا يدفن فى مقابر المسلمين
و ذلك بخلاف المقتول حدا
فأنه يغسل و يكفن و يصلى عليه و يدفن فى مقابر المسلمين
و من أقر بوجوبها و أمتنع عن أدائها أخذها الحاكم منه قهرا
و لو أضطر إلى قتاله
فقد قاتل أبو بكر الصديق رضى الله عنه
الذين أمتنعوا عن دفع الزكاة إليه و قال فيما قال
لو منعونى عقالا كانوا يؤدونه إلى
رسول الله صلى الله عليه و على آله و صحبه و سلم
لقاتلتهم عليه
و العقال هو ما يربط به البعير من حبل و نحوه

أخى المسلم
هل تعلم ما هو فضل الزكاة

الزكاة أخى المسلم عبادة مالية يتقرب بها العبد إلى خالقه عز و جل
فأذا أداها كاملة على وجهها الصحيح راضية بها نفسه
مبتغيا بها وجه ربه تعالى غير مراء بها الناس
كانت سببا فى نجاته من عذاب النار و دخوله الجنة
قال تعالى


بسم الله الرحمن الرحيم
{ وَسَيُجَنَّبُهَا الْأَتْقَى * الَّذِي يُؤْتِي مَالَهُ يَتَزَكَّى * وَمَا لِأَحَدٍ عِندَهُ مِن نِّعْمَةٍ تُجْزَى *
إِلَّا ابْتِغَاء وَجْهِ رَبِّهِ الْأَعْلَى * وَلَسَوْفَ يَرْضَى }
سورة الليل الآيات الكريمة من 17 إلى 21

و قال جلّ و علا

{ الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ *
وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكَاةِ فَاعِلُونَ }
سورة المؤمنون الآيات الكريمة من 2 إلى 4
و قال سبحانه و تعالى

{ إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ
سِرّاً وَعَلَانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَّن تَبُورَ *
لِيُوَفِّيَهُمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدَهُم مِّن فَضْلِهِ إِنَّهُ غَفُورٌ شَكُورٌ }
فاطر29 ، 30
صدق الله العظيم

أخى المسلم
إن الله عز و جل سيبعد المبالغ فى التقوى
و هو الذى يؤتى ماله لمستحقيه مبتغيا وجه ربه
لا يرجو من أحد على عطيته جزاء و لا شكورا
وهذا منتهى الاخلاص لله عز وجل
و جزاؤه عنده أن يعطيه من الأجر ما يرضيه
و أن ينجيه من عذاب النار و الفوز بدخول الجنه
و التجارة التى لا تبور هى التى لا تكسد و لا يخسر صاحبها
و هى ما كانت مع الله تبارك و تعالى
لان عطاء الله عظيم و فضله واسع
قال تعالى

{ إِنَّ اللّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ
فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْداً عَلَيْهِ حَقّاً فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللّهِ
فَاسْتَبْشِرُواْ بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُم بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ }
التوبة111

قال رسول الله صلى الله عليه و سلم

( ما من عبد يصلى الصلوات الخمس
و يصوم رمضان و يخرج الزكاة و يجتنب الكبائر السبع
إلا فتحت له أبواب الجنة و قيل له أدخل بسلام )

ماهى الكبائر السبع ؟؟
الشرك بالله
السحر
قتل النفس التى حرم الله إلا بالحق
أكل الربا
أكل مال اليتيم
التولى يوم الزحف
قذف المحصنات المؤمنات الغافلات
رواه النسائى عن أبى هريرة

أخى المسلم
أن الزكاة طهره للعبد من الآفات الروحية و البدنية
فاذا زكى العبد عن ماله فقد ذهب عنه صفة البخل و الشح
و خلا قلبه من أثر الشرك
لأن الزكاة كما قال العلماء
أمتحان لإيمان العبد
فاذا قال العبد
لا إلَه إلا الله
فقد شهد بأنه لا معبود و لا محبوب بحق فى الوجود إلا الله
و هذه دعوى تحتاج إلى برهان
و الزكاة من أعظم البراهين على صحة هذه الدعوى
قال رسول الله صلى الله عليه و سلم

( الصلاة نور و الصدقة برهان )
رواه البخارى و غيره

إن الله تعالى يعلم أن العبد شديد الحب للمال
ضنين به حتى على أقرب الناس إليه
فاذا أطاع أمر الله فأخرج من ماله الحق المعلوم
عن طيب خاطر برهن على أنه محب لله واثق بفضله
و إلا فدعواه الإيمان غير صحيحة
و يجب أن تعلم أن البخل صفة من صفات الكفار لا من صفات المؤمنين
قال تعالى

{ قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ
فَاسْتَقِيمُوا إِلَيْهِ وَاسْتَغْفِرُوهُ وَوَيْلٌ لِّلْمُشْرِكِينَ *
الَّذِينَ لَا يُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُم بِالْآخِرَةِ هُمْ كَافِرُونَ }
فصلت 6 ، 7
روى أبو داود و الطبرانى و البيهقى
عن الحسن رضى الله عنه و عن جماعة من الصحابة
رضى الله عنهم أجمعين
أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال

( حصنوا أموالكم بالزكاة و داووا مرضاكم بالصدقة
و أستقبلوا أمواج البلاء بالبكاء و التضرع )

و روى الطبرانى فى الأوسط
عن جابر رضى الله عنه قال
قال رجل
يا رسول الله أرأيت ان أدى الرجل زكاة ماله
فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم



( من أدى زكاة ماله فقد ذهب عنه شره
أى ذهب عنه شر المال
فالمال ذو حدين حد نافع و حد ضار
او ذهب عنه شر نفسه من البخل و الشح )

أخى المسلم
لا تنسى أن الزكاة وظيفة أجتماعية هامة
تقى المجتمع من السقوط فى مهاوى الرذائل
و تحميه من آفات الذل و الهوان
وتجعله قادرا على الدفاع عن نفسه
و تحقيق ما يصبو إليه من عزة و رفعة شأن
فهى نظام إسلامى يحقق للأمة التكامل الأجتماعى فى أسمى صوره
و يحقق المساواة بين الأفراد حتى لا يكون المال دولة بين الأغنياء
و لو قامت الدولة بجمع الزكاة من المسلمين و دفعها للمستحقين
لما وُجِد بين الناس جائع و لا عريان و لا سائل و لا محروم
و لما أشتكى أحد من ذل الفاقة و قسوة الحياة

أخى المسلم
نختتم هذه الحلقة الأولى و نقول
أن الزكاة منزلة سامية و فضائل عديدة
و على كل مسلم
وجبت عليه أن يبادر بأخراجها لمستحقيها
حتى ينال عفو الله تعالى و مغفرته و حسن ثوابه
فان أمتنع عن أدائها لمستحقيها حل عليه
يوم القيامة العذاب المقيم

قال تعالى

بسم الله الرحمن الرحيم

{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِنَّ كَثِيراً مِّنَ الأَحْبَارِ وَالرُّهْبَانِ لَيَأْكُلُونَ أَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ
وَيَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ اللّهِ وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ
وَلاَ يُنفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللّهِ فَبَشِّرْهُم بِعَذَابٍ أَلِيمٍ *
يَوْمَ يُحْمَى عَلَيْهَا فِي نَارِ جَهَنَّمَ فَتُكْوَى بِهَا جِبَاهُهُمْ وَجُنوبُهُمْ وَظُهُورُهُمْ
هَـذَا مَا كَنَزْتُمْ لأَنفُسِكُمْ فَذُوقُواْ مَا كُنتُمْ تَكْنِزُونَ }
التوبة 34 ، 35

{ وَلاَ يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَبْخَلُونَ بِمَا آتَاهُمُ اللّهُ مِن فَضْلِهِ هُوَ خَيْراً لَّهُمْ
بَلْ هُوَ شَرٌّ لَّهُمْ سَيُطَوَّقُونَ مَا بَخِلُواْ بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ
وَلِلّهِ مِيرَاثُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاللّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ }
آل عمران 180


http://f1623.mail.vip.bf1.yahoo.com/ya/download?mid=2%5f0%5f0%5f1%5f25270068%5fAE4aDUwAAA kEUdLg5AAAAPK2jGE&pid=6&fid=Inbox&inline=1&appid=yahoomail (http://www.ataaalkhayer.com/)


حــكــمــة اليــوم
أربع تقبح و هى فى أربع أقيم

البخل فى الأغنياء

الفحش فى النساء

الكذب فى القضاء

الظلم فى الحكماء

و إلى اللقاء فى الحلقة القادمة
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
أخيكم الفقير إلى عفو ربه و مغفرته
هشام عباس محمود
http://f1623.mail.vip.bf1.yahoo.com/ya/download?mid=2%5f0%5f0%5f1%5f25270068%5fAE4aDUwAAA kEUdLg5AAAAPK2jGE&pid=7&fid=Inbox&inline=1&appid=yahoomail