المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الأربعـون النــووية ( 29 - 40 )


بنت الاسلام
07-05-2013, 02:41 AM
الأخت / الملكة نور


الأربعين النووية
الحديث التاسع و العشرون

أبوابُ الخَير و مسالك الهدى

http://f1623.mail.vip.bf1.yahoo.com/ya/download?mid=2%5f0%5f0%5f1%5f25357379%5fAE4aDUwAAA pxUdWH%2bQAAAIH9GRI&pid=5&fid=Inbox&inline=1&appid=yahoomail (http://www.ataaalkhayer.com/)

مفردات الحديث

المعنى العام :

( 1- شدة اعتناء معاذ بالأعمال الصالحة 2- الأعمال سبب لدخول الجنة

3- الإتيان بأركان الإسلام

4- أبواب الخير " الصوم - الصدقة - صلاة الليل"

5- رأس الأمر وعموده وذروة سَنَامه 6- ملاك الأمر كله حفظ اللسان

7- أفضل أعمال البر بعد الفرائض )

ما يستفاد من الحديث

عن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال :

( قلت: يا رسول الله ، أخبرني بعمل يدخلني الجنَة و يُبَاعِدُني عن النار .

قال : لقد سألتَ عن عظيمٍ ، و إنه ليسيرٌ على من يَسَّرَهُ اللهُ تعالى عليه :

تَعْبُدُ الله لا تُشركُ به شيئاً ، و تُقيمُ الصلاة ، و تُؤتي الزكاةَ ،

و تصومُ رمضانَ ، و تَحجُّ البيتَ .

ثم قال : ألا أَدُلُّكَ على أبْوَابِ الخير؟

الصومُ جُنَّةٌ ، و الصدقةُ تُطفىء الخطيئة كما يُطفىء الماءُ النارَ،

و صلاة الرجل في جوف الليل ، ثم تلا :

{ تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنْ الْمَضَاجِعِ } - حتى بلغ - { يَعْمَلُونَ }

[ السجدة: 16-17] .

ثم قال : ألا أخبرك برأس الأمر وعموده و ذِروة سَنَامِهِ ؟

قلت : بلى يا رسول الله .

قال : رأس الأمر الإسلامُ ، وعَمُوده الصلاةُ ، و ذِروة سَنَامه الجهاد

ثم قال : ألا أخبرك بِمِلاكَ كلِّهِ ؟

فقلت بلى يا رسول الله ،

فأخذ بلسانه وقال : كفَّ عليك هذا

قلت : يا نبي الله ، و إنَّا لمؤاخذون بما نتكلم به ؟ !

فقال : ثَكِلتكَ أمُّكَ، وهل يَكُبُّ الناسَ في النار على وجوههم –

أو قال : على مناخِرِهم - إلا حصائد ألسنتهم )

[ رواه الترمذي وقال : حديث حسن صحيح ]

مفردات الحديث

" الصوم جنة " : الصوم وقاية من النار .

" الصدقة تطفىء الخطيئة " : أي تطفىء أثر الخطيئة فلا يبقى لها أثر .

" جوف الليل " : وسطه ، أو أثناؤه .

" تتجافى" : ترتفع و تبتعد .

" عن المضاجع " : عن الفُرُشِ و المراقد .

" ذروة سَنَامه " : السَّنَام : ما ارتفع من ظهر الجمل ،

و الذروة : أعلى الشيء، و ذروة سنام الأمر : كناية عن أعلاه .

" ثكلتك أمك " : هذا دعاء بالموت على ظاهره ، و لا يُراد وقوعه ،

بل هو تنبيه من الغفلة و تعجب للأمر .

" يَكُبُّ " : يُلْقي في النار .

" حصائد ألسنتهم " : ما تكلمت به ألسنتهم من الإثم .

المعنى العام :

شدة اعتناء معاذ بالأعمال الصالحة :

إن سؤال معاذ رضي الله عنه يدل على شدة اعتنائه بالأعمال الصالحة ،

و اهتمامه بمعرفتها من رسول الله صلى الله عليه و سلم ،

كما يدل على فصاحته و بلاغته ، فإنه سأل سؤالاً وجيزاً و بليغاً ،

و قد مدح النبي صلى الله عليه و سلم سؤاله وعجب من فصاحته حيث قال :

( لقد سألت عن عظيم )

الأعمال سبب لدخول الجنة :

وقد دل على ذلك قول معاذ :

( أخبرني بعمل يدخلني الجنة )

و في كتاب الله عز وجل :

{ تِلْكُمْ الْجَنَّةُ أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ }

[ الأعراف: 43]

وأما قول النبي عليه الصلاة والسلام :

( لن يَدخلَ الجنة أحدُكم بعمله )

رواه البخاري

فمعناه أن العمل بنفسه لا يستحق به أحد الجنة ،

و إنما لا بد مع العمل من القبول ،

و هذا يكون بفضل ورحمةٍ من الله تعالى على عباده .

الإتيان بأركان الإسلام :

أجاب النبي صلى الله عليه و سلم معاذاً عن سؤاله ،

بأن توحيد الله و أداء فرائض الإسلام : الصلاة و الزكاة والصيام و الحج ،

هي العمل الصالح الذي جعله بمنه و إحسانه و رحمته سبباً لدخول الجنة ،

و قد مر في شرح الحديث الثاني و الثالث أن هذه الأركان الخمس

هي دعائم الإسلام التي بني عليها فأنظرهما .

أبواب الخير:

و في رواية ابن ماجه : " أبواب الجنة " .

وقد دلَّ النبي صلى الله عليه و سلم معاذاً على أداء النوافل بعد استيفاء

أداء الفرائض ، ليظفر بمحبة الله ،

فعن رسول الله صلى الله عليه وسلم :

عن ربه عز وجل أنه قال :

( ما تَقَرَّبَ إليَّ عبدي بشيء أحبَّ إليَّ مما افترضته عليه ،

و لا يزال عبدي يتقرب إليَّ بالنوافل حتى أُحِبَّهُ )

رواه البخاري .

بنت الاسلام
07-05-2013, 02:42 AM
و أما أبواب الخير و أسبابه الموصلة إليه فهي :
أ‌- الصوم جُنَّة :
والمراد به هنا صيام النفل لا صيام رمضان ،
و هو وقاية من النار في الآخرة ؛ لأن المسلم يمتنع فيه عن الشهوات
امتثالاً لأمر الله ، وهذا الامتناع يُضْعِف تحكّم القوى الشهوانية في الإنسان ،
فلا تسيطر عليه، ويصبح بالصوم تقياً نقياً طاهراً من الذنوب .

ب - الصدقة :
والمراد بالصدقة هنا غير الزكاة، والخطيئة التي تطفئها وتمحو أثرها
إنما هي الصغائر المتعلقة بحق الله تعالى، لأن الكبائر لا يمحوها إلا التوبة،
والخطايا المتعلقة بحق الآدمي لا يمحوها إلا رضا صاحبها .

ج- صلاة الليل :
وهي صلاة التطوع في الليل بعد الاستيقاظ من النوم ليلاً،
والمراد بـ: صلاة الرجل : صلاة الرجل والمرأة. قال الله تعالى :

{ إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ آخِذِينَ مَا آتَاهُمْ رَبُّهُمْ
إِنَّهُمْ كَانُوا قَبْلَ ذَلِكَ مُحْسِنِينَ كَانُوا قَلِيلا مِنْ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ
وَبِالأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ }
[ الذاريات: 15-18]
و عن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال :

( أفضل الصلاة بعد المكتوبة قيام الليل )
رواه مسلم .

رأس الدين الإسلام وعموده وذروة سَنَامه :
وكأن الرسول صلى الله عليه وسلم رأى في عيني صاحبه معاذ
حُبَّ الاستزادة من علم النبوة، فزاده معرفة واضحة على طريقة التشبيه
والتمثيل، ولم يُسْمِعْهُ هذه المعارف إلا بعد صيغة السؤال:
ألا أُخْبِرُكَ؟ و هي طريقة تربوية ناجحة تزيد من انتباه المتعلم،
وتجعله سائلاً متلهفاً لمعرفة الجواب ، لا مجرد سامع و متعلقٍّ .
أما هذه المعارف النبوية فهي :
رأس الأمر الإسلام :
و قد ورد تفسير هذا في حديث معاذ الذي رواه الإمام أحمد ؛
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :

( إن رأس هذا الأمر أن تشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ،
وأن محمداً عبده ورسوله )
وعموده الصلاة : أي إن الصلاة عماد الدين ، و قِوَامه الذي يقوم به ،
كما يقوم الفُسْطَاط ( الخيمة ) على عموده . و كما أن العمود يرفع البيت
و يهيئه للانتفاع ، فكذلك الصلاة ترفع الدين و تظهره .

و ذروة سنامه الجهاد : أي أعلى ما في الإسلام وأرفعه الجهاد ؛
لأن به إعلاء كلمة الله ، فيظهر الإسلام و يعلو على سائر الأديان ،
و ليس ذلك لغيره من العبادات ، فهو أعلاها بهذا الاعتبار .

ملاك الأمر كله حفظ اللسان : وقد بينَّا أهمية حفظ اللسان وضبطه
في شرح حديث 15

( من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت )
و المراد بحصائد الألسنة جزاء الكلام المحرّم وعقوباته ،
فإن الإنسان يزرع بقوله وعمله الحسنات والسيئات،
ثم يحصد يوم القيامة ما زرع ، فمن زرع خيراً من قول وعمل حصد الكرامة
و من زرع شراً من قول أو عمل حصد غداً الندامة .
روى الإمام أحمد والترمذي عن أبي هريرة رضي الله عنه
عن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال :

( أكثر ما يُدْخِلُ النار الأجوفان : الفم والفرج )
أفضل أعمال البر بعد الفرائض :
ذهب مالك وأبو حنيفة إلى أن أفضل أعمال البر بعد الفرائض
العلم ثم الجهاد . و ذهب الشافعي إلى أن أفضل الأعمال الصلاة فرضاً
و نفلاً و قال الإمام أحمد : الجهاد في سبيل الله .
و قد ورد أنه صلى الله عليه و سلم سئل أي الأعمال أفضل ؟
فقال تارة : الصلاة لأول وقتها ، و تارة : الجهاد ، وتارة بِرّ الوالدين ،
و حُمِل ذلك على اختلاف أحوال السائلين ، أو اختلاف الأزمان .

ما يستفاد من الحديث :
و يفيد الحديث الشريف استرشاد الصحابة بالنبي صلى الله عليه وسلم
و عظته لهم ، كما يرشد إلى أن أداء الفرائض الخمس أول ما يعمله العبد
و أنها سبب لدخوله الجنة والبعد عن النار . فضل الجهاد في حفظ الإسلام ،
وإعلاء كلمة الله . خطر اللسان ، و المؤاخذة على عمله ،
و أنه يورد النار بحصائده .



http://f1623.mail.vip.bf1.yahoo.com/ya/download?mid=2%5f0%5f0%5f1%5f25357379%5fAE4aDUwAAA pxUdWH%2bQAAAIH9GRI&pid=6&fid=Inbox&inline=1&appid=yahoomail