المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : القاسم بن محمد بن ابي بكر الصديق ( 02 - 02 )


بنت الاسلام
07-07-2013, 12:02 AM
الأخ / مصطفى آل حمد


التابعي الجليل

القاسم بن محمد بن ابي يكر الصديق



الجزء الثانى - 2

الآن تلاحظ الأشخاص الناجحين في حياتهم, أحد أكبر أسباب نجاحاتهم,

تلقوا تربية جيِّدة, حينما كانوا صغارا، والتربية لها أثر كبير جدا

في مستقبله، الذي عنده أولاد، فأكبر ثروة، وأعظم عمل، وأكبر سعادة؛

أن تصُبَّ كلَّ اهتمامك عليهم، حتى يتربَّوا تربية عالية .

اسمعوا هذا الكلام، وأنا أعني ما أقول: لو وصلت إلى أعلى مستوى ماليٍّ

في العالم، لو كان حجمُك أربعون ألف مليون دولار،

لو وصلت إلى أكبر حجم من القوة في العالم، وملكت زمام الدنيا،

لو وصلت إلى أكبر مرتبة دينية في العالم، فصرت عالم العلماء،

ولم يكن ابنُك على شاكلتك, لشقيتَ به، الإنسان يشقى بشقاء أولاده،

والآباء الشباب هذه الحقيقة لا يلتفتون إليها، أما حينما يكبر أولادهم وينحرفون,

يعضُّون على أناملهم ندما، تربية الأولاد أجلُّ عمل, يفعله الإنسان في حياته،

تربية الأولاد استمرار لحياتك من بعدك .

الآن: سنلاحظ ماذا فعلت هذه العمةُ الجليلة, السيدة عائشة؟-

قال:

[ فحملتنا من منزل عمنا إلى بيتها، وربَّتنا في حجـرها، فما رأيتُ والدةً قط ،

ولا والدا أكثر منها برًّا، ولا أوفر منها شفقة، كانت تطعمني بيديها،

ولا تأكل معنا، فإذا بقي من طعامنا شيءٌ أكلته، وكانت تحنو علينا

حنوَّ المرضعات على الفطيم، تغسل أجسادنا، وتمشِّط شعورنا،

وتلبسنا الأبيضَ الناصعَ من الثياب، وكانت لا تفتأ تحضُّنا على الخير،

وتمرّسنا بفعله، وتنهانا عن الشرِّ، وتحملنا على تركه،

وقد دأبت على تلقيننا ما نطيقه من كتاب الله تعالى، وتروي لنا ما نعقله

من حديث رسول الله، وكانت تزيدنا برًّا وإتحافا في العيدين،

فإذا كانت عشيِّةُ عرفة, حلقت لي شعري، وغسلتني أنا وأختي،

فإذا أصبحنا ألبستنا الجديدَ، و بعثت بنا إلى المسجد النبوي,

لنؤدِّي صلاة العيد، فإذا عُدنا منه, جمعتني أنا وأختي, وضحَّت بين أيدينا ]

هذه السيدة عائشة .

يا أيها الأخوة الكرام,

فالمرأة الصالحة أولادها شهاداتها، قد ترقى المرأةُ الصالحةُ إلى أعلى

مرتبة بحسن رعايتها لزوجها وأولادها، فعَنْ أَبِي أُمَامَةَ

عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ:

( مَا اسْتَفَادَ الْمُؤْمِنُ بَعْدَ تَقْوَى اللَّهِ خَيْرًا لَهُ مِنْ زَوْجَةٍ صَالِحَةٍ،

إِنْ أَمَرَهَا أَطَاعَتْهُ، وَإِنْ نَظَرَ إِلَيْهَا سَرَّتْهُ، وَإِنْ أَقْسَمَ عَلَيْهَا أَبَرَّتْهُ،

وَإِنْ غَابَ عَنْهَا نَصَحَتْهُ فِي نَفْسِهَا وَمَالِهِ )

[ أخرجه ابن ماجه في سننه ]

أي مظهرها جيِّد، تعتني بمظهرها لزوجها، لا للطريق،

ولكن هناك رواية للحديث:

( و إذا نظرت سرتك )

ما قال: إليها، أي إذا نظرت إلى الأولاد، مرتَّبين في الملبس والهيئة،

ثيابهم نظيفة، نظرت إلى المطبخ نظيف، وإلى غرفة النوم مرتبة،

أي إذا قامــت المرأة بحقِّ زوجها وأولادها, فهي مع رسول الله في الجنة،

قال عليه الصلاة و السلام:

( أيما امرأة قعدت على بيت أولادها, فهي معي في الجنة )

ما كان يخطر على بالنا أن هذه السيدة عائشة رضي الله عنها بهذا الاهتمام،

وهذا العطف .

المرأة إذا عرفت ربَّها, وعرفت مهمَّتها في الحياة, فهذا شيء لا يُقدَّر بثمن،

لذلك أكبر واجب مُلْقًى على كاهلك اتِّجاهَ أولادك:

أن تحسن اختيار أمهم، قبل أن تخطب عُدَّ للمليون، هذه أمُّ أولادك،

هذه سوف تربي أولادك، أخلاقها، وعلمها، واستقامتها، وعفتها، وأمانتها،

و صدقها، وتربيتها، ومستواها الاجتماعي، ومستواها الثقافي،

شيء خطير جدًّا- .

وفي ذات يوم: ألبستنا ثيابا بيضًا، ثم أجلستني على إحدى ركبتيها،

وأجلست أختي على ركبتها الأخرى, -الطفل لا ينسى، الطفل الصغير

لا ينسى الإكرام، ولا ينسى الحنان، والعطف، والرعاية، طعامه مؤمَّن،

ولباسه مؤمَّن، إذا مرض بسرعة نحكِّمه، لباسه في الشتاء جيِّد،

تقيه البرد، غرفته نظيفة، هذا يُغرس معه, أي حينما تخرج المرأة من بيتها،

وتهمل أولادها, فقد خانت أمانة الله- .

وكانت قد دعت عمِّي عبد الرحمن، فلما دخل عليها حيَّته، ثم تكلمت,

حمدت اللهَ عز وجل، وأثنت عليه بما هو أهلُه، فما رأيتُ متكلِّما

قطُّ من رجل أو امرأة قبلها ولا بعدها, أفصحَ منها لسانا،

ولا أعذبَ منها بيانا، ثم قالت:

[ أي أخي, إني لم أزل أراك معرضا عني منذ أخذتُ هذين الصبيين منك،

وضممتُهما إليَّ، وواللهِ ما فعلتُ ذلك تطاولا عليك، ولا سوء ظنّ بك،

واتِّهاما لك بالتقصير في حقِّهما، ولكنك رجل ذو نساء، عندك عدة زوجات،

وهما صبيان صغيران لا يقومان بأمر نفسيهما، فخشيتُ أن يرى نساؤُك

منهما ما يستقذرنه، فلا يطبن بهما نفسا، ووجدتُ أني أحقُّ منهن

بالقيام على أمرهما في هذه الحال، وها هما الآن قد شبَّا، وأصبحا

قادرين على القيام بأمر نفسيهما، فخذهما وضمَّهما إليك،

فأخذنا عمي عبدُ الرحمن، وضمَّنا إلى بيته، بيد أن الغلام البكري

ظلَّ معلَّق القلب ببيت عمَّته أمِّ المؤمنين رضوان الله عليها ]

الذي يربِّي أولادًا، الولد والطفل الصغير يجب أن يرضع الحنان

مع حليب أمِّه، تجد الآن مواقف في العالم قاسية جدا، تستغرب،

هل تعلم ما السبب؟ ستون بالمائة من أطفال العالَم الغربي أطفال زنا، لقطاء،

ما شرب حنان الأم إطلاقا، ولا حنان الأب، ولا عرف مرضعة،

إلا مربية في مستشفى، أو في مصحٍّ، لكن لا شيء يعوِّض عن الأم،

فالذي يرضع مع حليب أمه العطف والحنان, يصبح إنسانا رحيما،

لا يتَّخذ قرارًا قاسيا جدا، الآن في العالَم أعمال إجرامية فوق حدِّ الخيال،

والسبب هذه تصدر عن قلوب ليس فيها الرحمة إطلاقا،

والرحمة أساسا يأخذها الإنسانُ مع حليب أمِّه .

عائشة تصغي إلى نداء ابن أخيها :

أيها الأخوة, يقول هذا التابعيُّ الجليل:

قلتُ ذات يوم لعمتي عائشة رضي الله عنها:

[ يا عمَّتي, اكشِفي لي عن قبر النبي صلى الله عليه وسلم وقبر صاحبيه،

فإني أريد أن أراهما، وكانت القبورُ الثلاثة ما زالت داخل بيتها،

وقد غطَّتها بما يسترها عن العين، فكشفت لي عن ثلاثة قبور،

لا مشرفة ولا واطئة، قد مهِّدت بصغار الحصى الحمر،

مما كان في باحة المسجد ،

فقلتُ: أين قبرُ رسول الله صلى الله عليه وسلم؟

فأشارت بيدها، وقالت: هذا،

ثم تحدَّرت على خدَّيها دمعتان كبيرتان،

فبادرتْ فمسحتْهما حتى لا أراهما،

وكان قبرُ النبي صلى الله عليه وسلم مقدَّما على قبر صاحبيه،

فقلت: وأين قبر جدي أبي بكر؟

قالت: هو ذا،

وكان مدفونا عند رأس النبي صلى الله عليه وسلم،

فقلتُ: وهذا قبرُ عمر؟

قالت: نعم،

وكان رأسُ عمر رضوان الله عليه عند خصر

جدي قريبا من رجل النبي عليه الصلاة و السلام ]

بنت الاسلام
07-07-2013, 12:03 AM
منزلته العلمية :
ولما شبَّ الفتى البكري, كان قد حفظ كتاب الله تعالى،
وأخذ عن عمته عائشة من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم,
ما شاء له أن يأخذ، ثم أقبل على الحرم النبوي الشريف،
وانقطع إلى حلقات العلم التي كانت تنتشر في كل ركن من أركانه،
فروى عن أبي هريرة رضي الله عنه، وعن عبد الله بن عمر،
وعن عبد الله بن عباس، وعن عبد الله بن الزبير، وعبد الله بن خبَّاب،
ورافع بن خديج، وأسلم مولى عمر بن الخطاب، وغيرهم وغيرهم ،
أي تلقَّى العلمَ عن كبار العلماء في عصره، حتى غدا إماما مجتهدا،
وأصبح من أعلم أهل زمانه بالسنة،
وكان الرجلُ لا يُعدُّ رجلا عندهم حتى يتقن السنة،
لأن السنة فيها تبيان للقرآن الكريم، وربُّنا عز وجل حينما حفظ كتابه،
قال العلماء: إن حفظ السنة من لوازم حفظ الكتاب،
لأن السنة مبيَّنة للكتاب .

ولما اكتمل لهذا الشاب البكري العلمُ, صار معلِّما،
قالوا: تعلَّموا قبل أن ترأسوا، فإن ترأستم فلن تعلموا،
فالإنسان في طور البناء الذاتي مهما اجتهد في ترسيخ علمه،
وفي تمكين نفسه من الحقائق الناصعة مع أدلَّتها, فهذا مما يعينه
على العطاء، ولم يمضِ وقتٌ طويل, حتى أصبح القاسمُ بن محمد وابن خالته
سالم, إمامي المدينة الموثوقين، فقد سوَّدهما الناسُ,
لِما كان يتحلَّيان به من التقى والورع، وقد بلغ من مكانتهما في النفوس,
أن خلفاءَ بني أمية وولاتهم, كانوا لا يقطعون أمرا ذا بالٍ في شأن
من شؤون المدينة إلا برأيهما .

ما هو المشروع الذي عقد عليه العزم الوليد بن عبد الملك بقيامه,
وما مضمون الكتاب الذي أرسله إلى عمر بن عبد العزيز,
وهل حقق الوليد مراده ؟

مرة الوليدُ بن عبد الملك عزم على توسعة الحرم النبوي الشريف،
ولم يكن في وسعه تحقيقَ هذه الأمنيــة الغالية,
إلا إذا هدم المسجدَ القديم من جهاته الأربع، وأزال بيوت
زوجات النبي صلوات الله عليه، وضمَّهما إلى المسجد،
وهي أمورٌ تشقُّ على الناس، ولا تطيب نفوسُهم بها،
فكتب إلى عمر بن عبد العزيز واليه على المدينة, يقول:

[ لقد رأيتُ أن أوسِّع مسجدَ رسول الله صلى الله عليه و سلم،
حتى يصبح مائتي ذراع في مائتي ذراع، فاهدِم جدرانه الأربعة،
وأدخل فيه حجَر زوجات النبي، واشترِ ما في نواحيه من البيوت،
وقدِّم القبلةَ إن قدرت، وإنك تستطيع ذلك لمكان أخوالك آل الخطاب،
فإن أبى عليك أهلُ المدينة ذلك,
فاستعن بالقاسم بن محمد وسالم بن عبد الله بن عمر،
وأشركهما معك في الأمر، وادفع إلى الناس أثمانَ بيوتهم بسخاء،
وإن لك في ذلك سلف صدق هم: عمر بن الخطاب،
وعثمان بن عفان اللذان وسَّعا المسجد، فدعا
عمرُ بن عبد العزيز القاسم بن محمد, وسالم بن عبد الله,
وطائفة من وجوه أهل المدينة، وقرأ عليهم كتابَ أمير المؤمنين،
فسُرُّوا بما عزم عليه، وهبُّوا لإنفاذه، فلما رأى أهلُ المدينة عالمي المدينة
وإماميهما الكبيرين, يباشران في هدم المسجد بأيديهما, حتى أقبل الناسُ
على هذا العمل العظيم في توسعة المسجد
لما علِم ملِكُ الروم بعزم أمير المؤمنين بتوسعة المسجد, أحبَّ أن يصانعهم،
و يتقرَّب بما يسرُّه، بعث إليه بمائة ألف مثقال من الذهب،
وأرسل معها مائة عامل من أمهر البنَّائين في بلاد الروم،
كان للمسلمين شأنٌ كبير- .
أراد ملك الروم أن يتقرَّب إلى الخليفة بإرسال هذه الخبرات الفنية مع العمال،
وزوَّد العمالَ بأربعين حِملا من الفسيفساء،
فأرسل الوليدُ هذا كلَّه إلى عمر بن عبد العزيز ليستعين به على البناء,
فأنفذه عمرُ بمشورة القاسم بن محمد ]

من مواقف هذا التابعي :
مرة هناك أعرابي دخل المسجد, فقال:
أيهما أعلم أنت أم سالم؟ فتشاغل عنه القاسمُ، أعاد عليه السؤال
فقال: سبحان الله ! أعاده مرة ثالثة
فقال له: ذاك سالم يا بن أخي يجلس هناك,
فقال: من في المجلس؟ للهِ أبوه،
لقد كره أن يقول: أنا أعلم منه فيزكِّي نفسَه،
وكره أن يقول: هو أعلم مني فيكذب، وكان أعلمَ من سالم
هناك أدب جمٌّ .
مرة كان في مِنًى، والناسُ حوله متحلِّقون يسألونه،
فيقول في بعض السؤال: لا أدري ، فأخذهم العجبُ!
فقال لهم: واللهِ ما نعلم كلَّ ما تسألون عنه، ولو علمناه ما كتمناه،
ولا يحلُّ لنا أن نكتمه، ولأنْ يعيش الرجلُ جاهلا بعد أن يعرف
حقَّ الله عليه خيرٌ له من أن يقول لشيء لا يعلم: أعلمه .
القصة مشهورة: إمام دار الهجرة, الإمام مالك, جاءه وفدٌ من الأندلس
معه سبع وثلاثون سؤالا، الوفد قطع شهرين من السفر،
فأجاب عن بعض الأسئلة، وعن البعض الآخر
قال: لا أدري، ما صدَّقوا، الإمام مالك لا يدري،
فقال لهم بأعلى صوته: قولوا لمن في المغرب: الإمام مالك لا يدري،
ونصف العلم: لا أدري، وكلمة لا أدري لا يقولها إلا المتورِّع ،
هذه وسام شرف، أن تقول: لا أدري، أما أن تقول لكل شيء: أدري,
معنى ذلك لا تدري شيئا، لذلك يظلُّ المرءُ عالما ما طلب العلمَ،
فإذا ظنَّ أنه قد علم فقد جهِل .

لحظته الأخيرة من حياة هذا التابعي :
أتاه اليقينُ وهو في سنٍّ متقدِّمة، قصَد مكةَ يريد الحجَّ،
وفيما هو في بعض طريقه, أتاه اليقينُ، فلما أحسَّ بالأجل التفت إلى ابنه،
وقال:

[ إذا أنا متُّ, فكفِّني بثيابي التي كنتُ أصلي بها؛ قميصي، وإزاري،
وردائي، فذلك كان كفنُ جدِّك أبي بكر، ثم سوِّ عليَّ لحدي، والحق بأهلك،
وإياكم أن تقفوا على قبري، وتقولوا: كان وكان، فما كنتُ شيئا ]
فالتواضعُ يتناسب مع بلوغ أعلى مراتب العلم والتقوى،
ودائما الشيء الفارغ له صوت كبير، والشيء المليء صوته خفيٌّ،
فكان هذا التابعي الجليل من أورع التابعين، ومن أشدِّهم علما،
وقد أمضى حياته بهذه الطريقة .

الخاتمة :
أرجو الله سبحانه وتعالى أن تكون هذه السيرُ عن التابعين الأجلاَّء
باعثا لنا على طلب العلم، وعلى التخلّق بأخلاق النبيِّ عليه الصلاة السلام،
كما قلتُ في أول الدرس: إذا فاتَ الإنسانَ مجدُ المال، وفاته مجدُ النسب،
وفاته مجدُ الشأن الاجتماعي، فبابُ العلم مفتوحٌ لكل مَن فاتته هذه الأمجادُ،
وبإمكانه أن يصل إلى أعلى المراتب عن طريق العلم .

أختم كلمتي بهذا القول: إذا أردتَ الدنيا فعليك بالعلم،
وإذا أردتَ الآخرة فعليك بالعلم، وإذا أردتهما معًا فعليك بالعلم




موسوعة الاسرة المسلمة

اخوكم قي الله مصطفى الحمد

http://f1623.mail.vip.bf1.yahoo.com/ya/download?mid=2%5f0%5f0%5f1%5f25437385%5fAEoaDUwAAA unUdgtKQAAAN9nncQ&pid=5&fid=Inbox&inline=1&appid=yahoomail