المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ابو العاص بن الربيع ( 01 - 02 )


بنت الاسلام
07-09-2013, 01:47 AM
الأخ / مصطفى آل حمد


الصحابي الجليل / أبو العاص بن الربيع

رضي الله تعالى عنه و أرضاه

الجزء الأول - 2

http://f1623.mail.vip.bf1.yahoo.com/ya/download?mid=2%5f0%5f0%5f1%5f25505541%5fAE4aDUwAAA lsUdrKKAAAAFXJMz4&pid=5&fid=Inbox&inline=1&appid=yahoomail (http://www.ataaalkhayer.com/)

الحمد لله رب العالمين, والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق

الوعد الأمين, اللهم لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم,

اللهم علمنا ما ينفعنا, وانفعنا بما علمتنا, وزدنا علماً, وأرنا الحق حقاً,

وارزقنا اتباعه, وأرنا الباطل باطلاً, وارزقنا اجتنابه,

واجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه,

وأدخلنا برحمتك في عبادك الصالحين,

أخرجنا من ظلمات الجهل والوهم إلى أنوار المعرفة والعلم،

ومن وحول الشهوات إلى جنات القربات .

لمحة عن حياة أبي العاص بن الربيع من حيث نسبه وزواجه وتجارته :

أيها الأخوة الأكارم, قصة من قصص أصحاب رسول الله رضوان الله تعالى

عليهم أجمعين، ولكن هذه القصة لها طعم خاص،

ذلك أنها تتصل اتصالاً مباشرًا بأهل بيت النبي عليه الصلاة والسلام،

إنه أحد أصهاره، ويمكن أن نستنبط من هذه القصة

موقف النبي عليه الصلاة والسلام من قرابته،

وكيف كان مثلاً أعلى للمؤمنين في علاقاته مع من يلوذ به؟

صهره أبو العاص بن الربيع .

كان شاباً موفور الشباب، بهي الرونق، رائع المجتلى، كان ذا نعمة،

وحسبٍ، ونسبٍ، وكان فارساً، فيه كل خصائص الأنفة،

والكبرياء، وكل مثال المروءة والوفاء .

هذا الرجل قبل الإسلام كان مولعاً بالتجارة، فقد أحبها حباً جما،

وكان صاحب رحلتين إلى الشام، رحلة الشتاء، ورحلة الصيف،

وكانت قافلته تضم مئة من الإبل، ومئتين من الرجال، من أضخم القوافل،

وكل رحلة فيها مئة بعير عليها الأحمال، مع مئتي رجل يرعون

هذه الأحمال ، هذا حجم تجارته, فأناس كثيرون بمكة كانوا يدفعون إليه

بأموالهم ليتجر بها، وهذه شركة القراض أو المضاربة .

خديجة بنت خويلد زوج النبي عليه الصلاة والسلام هي خالته،

وله في نفسها منزلة رفيعة جداً، تحبه وتعطف عليه، وترعاه،

وكان موفور الشباب، كان ملء السمع والبصر .

لا بد من هذه المقدمة قبل أن نبدأ بالموضوع، والأعوام مرت سراعاً

على بيت محمد بن عبد الله فشبت زينب كبرى بناته عليه الصلاة والسلام

من السيدة خديجة، وتفتحت كما تتفتح الزهرة فواحة الشذا بهية الرواء،

طمحت إليها نفوس أبناء السادة من أشراف مكة، فهي من أعرق بنات

قريش حسباً ونسباً، ومن أكرمهن أماً وأباً، ومن أزكاهن خلقاً وأدباً،

لكن أنَّى لهم يظفروا بها وقد حال دونهم ودونها ابن خالتها،

أبو العاص بن الربيع فتى الفتيان .

هل استجاب أبو العاص لدعوة النبي وما هو موقفه حينما طلبت قريش منه

تطليق زوجه لتنال من النبي ؟

أيها الأخوة, لم يمض على اقتران زينب بنت محمد بأبي العاص

إلا سنوات محدودات حتى أشرقت بطاح مكة بنور البعثة المحمدية،

ونزل الوحي، وبعث النبي عليه الصلاة والسلام نبياً ورسولاً إلى العرب،

وإلى الأمم جميعاً، وأمر الله نبيه أن ينذر عشيرته الأقربين, قال تعالى:

{ فَلَا تَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آَخَرَ فَتَكُونَ مِنَ الْمُعَذَّبِينَ وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ }

(سورة الشعراء الآية: 213 ـ 214)

النبي عليه الصلاة والسلام دعا إلى الله عز وجل، وأنذر عشيرته الأقربين،

فكان أول من آمن به من النساء خديجة، وأول من آمن به من بناته زينب،

ورقية، وأم كلثوم، وفاطمة، لكن كنَّ صغيرات السن، وهنا دخلنا في القصة،

ثم إن صهره أبا العاص كره أن يفارق دين آبائه وأجداده، هنا بدأت العقبة،

صهره زوج ابنته لم يؤمن به، والإنسان كما يقال

عدو ما يجهل، ومن علائم ذكاء الإنسان أن يتحرر من كل شيءٍ ألفه

ولو كان باطلاً، ويبحث عن الحق ولو لم يألفه.

ولما اشتد نزاع النبي عليه الصلاة والسلام مع قريش،

فكَّروا في إشغال النبي عن دعوته بشيء، فأراد كفارُ مكة أن يغيظوا النبي،

وأن ينالوا منه، وأن يحمِّلوه فوق طاقته، فقالوا:

ويحكم إنكم قد حملتم عن محمد همومه بتزويج فتيانكم من بناته،

فلو رددتموهن إليه لانشغل بهن عنكم، طلقوا بناته، حينما كنت أقول:

إن النبي ذاق كل مرارةَ، واللهِ لقد غاب عن ذهني أن بناته قد طُلِّقن،

فالأب إذا كان طلقت ابنته كان مصابُه عظيمًا، فهاجر من مكة إلى المدينة،

وذاق اليتم، وذاق الفقر، وذاق موت الولد، وذاق تطليق بناته من أصهاره،

قالوا: واللهِ نِعْمَ الرأي ما رأيتم، والكافر حيثما قدَرَ على الأذى يتهلل وجهه،

حيثما قدَر على إيقاع الضرر بالآخرين تجده نشيطًا،

أمّا إذا دعوته إلى عمل صالح تراه كسولا، ومَشَوْا إلى أبي العاص،

وقالوا له: فارقْ صاحبتك يا أبا العاص، وردَّها إلى بيت أبيها،

ونحن نزوجك أي امرأة تشاء من كرائم عقيلات قريش،

هناك أشخاص حتى الآن إذا تزوج ابنه من مؤمنة، يقول له أبوه:

فارقها ونحن نزوجك غيرها، لا لشيء إلا لأنها مؤمنة،

وهذا الموقف الأخلاقي الذي وقفه،

فقال: لا والله إني لا أفارق صاحبتي .

بنت الاسلام
07-09-2013, 01:48 AM
يا أيها الإخوة الأكارم, أي إنسان يضايق زوجته بخصومة بينه وبين أهلها،
فهذا إنسان دون الخط الأحمر، أشخاص كثيرون، لهم زوجات صالحات،
زوجات مخلصات، زوجات طائعات، لأن خلافًا نشأ بينه وبين أخيها،
أو بينه وبين أبيها، يهددها بالطلاق, أهذه هي المروءة؟
ماذا فعلت معك؟ قال تعالى:

{ وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى وَإِنْ تَدْعُ مُثْقَلَةٌ إِلَى حِمْلِهَا
لَا يُحْمَلْ مِنْهُ شَيْءٌ وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى إِنَّمَا تُنْذِرُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ بِالْغَيْبِ
وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَمَنْ تَزَكَّى فَإِنَّمَا يَتَزَكَّى لِنَفْسِهِ وَإِلَى اللَّهِ الْمَصِيرُ }
( سورة فاطر الآية: 18)

{ وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى }
لكن العوام والجهلاء حينما يقعون في خصومة مع أهل زوجاتهن،
لا يجدون متنفساً لهم إلا بإيقاع الأذى بزوجاتهم، كيداً لأهلهن .

هذا الموقف الأخلاقي من أبي العاص هو الذي رده إلى هذا الدين،
هو الذي جعله يسلم، وهو السبب الذي أكرمه الله بالإسلام
بعد إذْ لم يكن مسلماً، أما ابنتاه رقية وأم كلثوم فقد طُلِّقتا،
وحُمِلتا إلى بيته الشريف، لكن النبي عليه الصلاة والسلام سُرَّ بردِّهما إليه،
وتمنى أن لو فعل أبو العاص كما فعل صاحباه، لأنه خلصهما من بيت فيه
شرك وكفر، غير أنه ما كان يملك من القوة ما يرغمه على ذلك,
لأنه لم ينزل التشريع بعد بحكم زواج المؤمنة من المشرك؟ .

هل كان أبو العاص من جملة الأسرى الذين ظفر بهم المسلمون
وماذا فعلت زوجه حتى تفك أسره ؟

ولما هاجر النبي عليه الصلاة والسلام إلى المدينة,
واشتد أمره فيها, وخرجت قريش لقتاله في بدر، الآن برَز على السطح
موقف حرج جداً، قريش كلها خرجت لقتال النبي عليه الصلاة والسلام،
وأبو العاص صهره لا بد من أن يخرج مع من خرج، وابنته لا زالت عنده،
ولم يكن التشريع قد أنزل بعد، لكنَّ أبا العاص لم تكن له رغبة
في قتال المسلمين، ولا أرب له في النيل منهم،
إلاّ أنّ منزلته من قومه حملته على أن يسايرهم، وقد انجلت بدر عن هزيمة
منكرة لقريش، أذلت أنوف الشرك، وقصمتْ ظهور طواغيته,
ففريق قتل، وفريق أسر، وكان من زمرة الأسرى أبو العاص،
زوج زينب بنت محمد صلوات الله عليه .

الموقف الصعب, حينما استعرض النبي الأسرى فإذا أبو العاص بينهم،
لماذا جاء؟ جاء ليقاتل المؤمنين، جاء لينتصر عليهم،
فنظر إلى صهره أبي العاص، وقال كلمة لا تُنسى،
قال عليه الصلاة والسلام : والله ما ذممناه صهراً

فهل رأيت حُكماً موضوعياً أشدَّ من هذا الحكم؟
أنصفه، والإنسان إن لم ينصف فليس مؤمناً، من صفات المؤمن
إنصاف الناس من نفسه، وأن يقف عند العدل، وها قد وقع أسيرًا،
وأضحى أهلُ الأسرى يرسلون فدية ليفتدوا بها أسراهم
من النبي عليه الصلاة والسلام، وهذه زينب وزوجها أسير عند أبيها،
وينبغي أن تفتديه من أبيها، هذه قضية خاصة جداً،
فبعثت زينب رسولها إلى المدينة، يحمل فدية زوجها أبي العاص،
لكن ما هي هذه الفدية؟ .
حينما تزوجت زينب أبا العاص قدَّمت لها أمها هدية ثمينة،
وهي قلادة السيدة خديجة، حينما زفت إلى زوجها،
وزينب الآن لا تملك إلا هذه القلادة ، فبعثت بها إلى أبيها ليأخذ القلادة،
فلعله يقبل هذه القلادة فداءً لزوجها أبي العاص الأسير عند أبيها،
فلما رأى النبي صلى الله عليه وسلم القلادة غشيت وجهَه الكريم
غلالةٌ شفافة من الحزن العميق، ورقَّ لابنته أشد الرقّة،
ثم التفت إلى أصحابه, وقال يريد المشورة، ولم يأخذ قرارًا من طرف واحد:

( لمَّا بعث أهلُ مكةَ في فداءِ أسراهم بعثتْ زينبُ فداءَ
زوجها أبي العاصِ بنِ أبي الربيعِ بمالٍ وبعثتْ فيهِ بقلادةٍ
لها كانت عند خديجةَ أدخلتها بها على أبي العاصِ ،
فلمَّا رآها رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ رقَّ لها رِقَّةً شديدةً وقال :
إن رأيتم أن تُطلقوا لها أسيرها وتَردُّوا عليها الذي لها ،
فقالوا : نعم ، وكان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ أخذ عليهِ
أو وعدَهُ أن يُخَلِّيَ سبيل زينبَ إليهِ ،
وبعث رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ زيدَ بنَ حارثةَ ورجلًا من الأنصارِ
فقال لهما : كونا ببطنِ يَأْجِجَ حتى تمُرَّ بكما زينبُ فتصحبها حتى تأتيا بها )

أيْ حباً وكرامة, لكن النبي عليه الصلاة والسلام اشترط
على أبي العاص قبل إطلاق سراحه أن يسيِّر إليه ابنته زينب من غير إبطاء،
بناءً على حكم شرعيٍّ، خلاصته ألاّ تبقى امرأةٌ مؤمنةٌ عند زوج كافر،
فقد يحملها هذا الزوج على معصية الله، وقد يأمرها بما يغضب الله ،
فالحكم الشرعي ألا تبقى امرأةٌ مؤمنةٌ تحت زوج مشرك أو كافر .
هل وفى أبو العاص بالشرط الذي اشترطه عليه
رسول الله عليه الصلاة والسلام ؟
كان أبو العاص صادقاً، وفياً، فما كاد أبو العاص يبلغ مكة بعد فكِّ أسْره
حتى بادر إلى الوفاء بعهده ، فأمر زوجته بالاستعداد للرحيل،
وأخبرها بأن رسل أبيها ينتظرونها غير بعيد عن مكة،
وأعد لها زادها وراحلتها، وندب أخاه عمرو بن الربيع لمصاحبتها
وتسليمها لمرافقيها يداً بيد ، تنكب عمرو بن الربيع قوسه وحمل كنانته,
الكنانة جعبة السهام، وجعل زينب في هودجها، وخرج بها من مكة جهاراً
نهاراً على مرأى من قريش، فهاج القوم وماجوا،
ولحقوا بهما حتى أدركوهما غير بعيد، وروَّعوا زينب، وأفزعوها،
عند ذلك هيَّأ عمرو قوسه، ونبل نبله، ونشر كنانته بين يده،
وقال: واللهِ لا يدنو رجلٌ منها إلا وضعت سهماً في نحره،
وكان رامياً لا يخطئ له سهمٌ، فأقبل عليه أبو سفيان بن حرب،
وكان قد لحق بالقوم،
وقال له: يا ابن أخي, كفَّ عنا نبلك حتى نكلمك، فكفّ عنهم،
فقال له: إنك لم تصب فيما صنعت, أي لم تكن على صواب،
كنت مخطئاً، لماذا ؟

http://f1623.mail.vip.bf1.yahoo.com/ya/download?mid=2%5f0%5f0%5f1%5f25505541%5fAE4aDUwAAA lsUdrKKAAAAFXJMz4&pid=6&fid=Inbox&inline=1&appid=yahoomail




اخوكم قي الله مصطفى الحمد
http://f1623.mail.vip.bf1.yahoo.com/ya/download?mid=2%5f0%5f0%5f1%5f25505541%5fAE4aDUwAAA lsUdrKKAAAAFXJMz4&pid=7&fid=Inbox&inline=1&appid=yahoomail