المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : سنة متروكة يجب إحياؤها


بنت الاسلام
07-09-2013, 02:16 AM
الأخ / الصبر ضياء - الفرج قريب


سنة متروكة يجب إحياؤها

http://f1623.mail.vip.bf1.yahoo.com/ya/download?mid=2%5f0%5f0%5f1%5f25520896%5fAE4aDUwAAA iSUdrKwwAAABlWCDw&pid=5&fid=Inbox&inline=1&appid=yahoomail (http://www.ataaalkhayer.com/)

قال الشيخ محمد ناصر الدين الألباني في سلسلة الأحاديث الصحيحة

الأحاديث رقم (31 - 32):

استفاضت الأحاديث الصحيحة عن النبي صلى الله عليه وسلم

في الأمر بإقامة الصفوف وتسويتها ، بحيث يندر أن تخفى على أحد

من طلاب العلم فضلاً عن الشيوخ ، ولكن ربما يخفى على الكثيرين منهم

أن إقامة الصف تسويته بالأقدام ، وليس فقط بالمناكب ،

بل لقد سمعنا مراراً من بعض أئمة المساجد حين يأمرون بالتسوية

التنبيه على أن السنة فيها إنما هي بالمناكب فقط دون الأقدام ،

ولما كان ذلك خلاف الثابت في السنة الصحيحة ،

رأيت أنه لا بد من ذكر ماورد من الحديث ،

تذكيراً لمن أراد أن يعمل بما صح من السنة ،

غير مغتر بالعادات والتقاليد الفاشية في الأمة.

فأقول : لقد صح في ذلك حديثان:

الأول : من حديث أنس.

والآخر : من حديث النعمان بن بشير رضي الله عنهما .

أما حديث أنس فهو:

31- ( أَقِيمُوا صُفُوفَكُم ْ وتراصوا فَإِنِّي أَرَاكُمْ مِنْ وَرَاءِ ظَهْرِي).

رواه البخاري

وأحمد من طرق عن حميد الطويل : ثنا أنس بن مالك قال :

( أقيمت الصلاة ، فأقبل علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم بوجهه ،

فقال : فذكره ).

زاد البخاري في رواية :

( قبل أن يكبر)

وزاد أيضا في آخره :

( وكان أحدنا يلزق منكبه بمنكب صاحبه ، وقدمه بقدمه ).

وهي عند المخلص ، وكذا ابن ابي شيبة بلفظ :

قال أنس :

[ فلقد رأيت احدنا يلصق منكبه بمنكب صاحبه وقدمه بقدمه ،

فلو ذهبت تفعل هذا اليوم ، لنفر أحدكم كأنه بغل شموس ]

وترجم البخاري لهذا الحديث بقوله :

( باب إلزاق المنكب بالمنكب والقدم بالقدم في الصف ).

وأما حديث النعمان فهو:

32- ( أَقِيمُوا صُفُوفَكُمْ ثَلَاثًا وَاللَّهِ لَتُقِيمُنَّ صُفُوفَكُمْ أَوْ لَيُخَالِفَنَّ اللَّهُ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ ).

وفي هذين الحديثين فوائد هامة:

الأولى : وجوب إقامة الصفوف وتسويتها والتراص فيها ، للأمر بذلك ،

والأصل فيه الوجوب ، إلا لقرينة ، كما هو مقرر في الأصول ،

والقرينة هنا تؤكد الوجوب ، وهو قوله صلى الله عليه وسلم :

( أَوْ لَيُخَالِفَنَّ اللَّهُ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ )

فإن مثل هذا التهديد لا يقال فيما ليس بواجب ، كما لا يخفى.

الثانية : أن التسوية المذكورة إنما تكون بلصق المنكب بالمنكب ،

وحافة القدم بالقدم ، لأن هذا هو الذي فعله الصحابة رضي الله عنهم

حين أمروا بإقامة الصفوف ، والتراص فيها ،

ولهذا قال الحافظ في ( الفتح ) بعد أن ساق الزيادة التي أوردتها

في الحديث الأول من قول أنس:

وأفاد هذا التصريح أن الفعل المذكور كان في زمن النبي صلى الله عليه وسلم

، وبهذا يتم الاحتجاج به على بيان المراد بإقامة الصف وتسويته

ومن المؤسف أن هذه السنة من التسوية قد تهاون بها المسلمون ،

بل أضاعوها ، إلا القليل منهم ، فإني لم أرها عند طائفة منهم

إلا أهل الحديث ، فإني رأيتهم في مكة سنة (1368هـ) حريصين

على التمسك بها كغيرها من سنن المصطفى عليه الصلاة والسلام ،

بخلاف غيرهم من أتباع المذاهب الأربعة – لا أستثني منهم حتى الحنابلة

فقد صارت هذه السنة عندهم نسياً منسياً ،

بل إنهم تتابعوا على هجرها والإعراض عنها ، ذلك لأن أكثر مذاهبهم

نصت على أن السنة في القيام التفريج بين القدمين بقدر أربع أصابع ،

فإن زاد كره ، كما جاء مفصلاً في

( الفقه على المذاهب الأربعة )( 1\ 207 )

والتقدير المذكور لا أصل له في السنة ، وإنما هو مجرد رأي ،

ولو صح لوجب تقييده بالإمام والمنفرد حتى لا يعارض به

هذه السنة الصحيحة ، كما تقتضيه القواعد الأصولية.

وخلاصة القول : إنني أهيب بالمسلمين – وبخاصة أئمة المساجد

الحريصين على اتباعه صلى الله عليه وسلم ،

واكتساب فضلية إحياء سنته صلى الله عليه وسلم ، أن يعملوا بهذه السنة ،

ويحرصوا عليها ، ويدعوا الناس إليها ، حتى يجتمعوا عليها جميعاً ،

وبذلك ينجون من تهديد :

{ أَوْ لَيُخَالِفَنَّ اللَّهُ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ }

وأزيد في هذه الطبعة فأقول:

لقد بلغني عن أحد الدعاة أنه يهون من شأن هذه السنة العملية

التي جرى عليها الصحابة ، وأقرهم النبي صلى الله عليه وسلم عليها ،

ويلمح إلى أنه لم يكن من تعليمه صلى الله عليه وسلم إياهم ،

ولم ينتبه – والله أعلم – إلى ذلك فهم منهم أولاً ، وأنه صلى الله عليه وسلم

قد أقرهم عليه ثانياً ، وذلك كاف عند أهل السنة في إثبات شرعية ذلك ،

لأن الشاهد يرى ما لا يرى الغائب ، وهم القوم لا يشقى متبع سبيلهم.

الثالثة : في الحديث الأول معجزة ظاهرة للنبي صلى الله عليه وسلم ،

وهي رؤيته صلى الله عليه وسلم من ورائه ، ولكن ينبغي أن يعلم أنها

خاصة في حالة كونه صلى الله عليه وسلم في الصلاة ،

إذ لم يرد في شئ من السنة أنه كان يرى كذلك خارج الصلاة أيضاً ،

والله أعلم.

الرابعة : في الحديثين دليل واضح على أمر لا يعلمه كثير من الناس ،

وأن كان صار معروفاً في علم النفس ، وهو أن فساد الظاهر يؤثر

في فساد الباطن ، والعكس بالعكس ، وفي هذا المعنى أحاديث كثيرة ،

لعلنا نتعرض لجمعها وتخريجها في مناسبة أخرى إن شاء الله تعالى .

الخامسة : أن شروع الإمام في تكبيرة الإحرام عند قول المؤذن :

قد قامت الصلاة بدعة ، لمخالفتها للسنة الصحيحة ،

كما يدل على ذلك هذان الحديثان ، لا سيما الأول منهما ،

فإنهما يفيدان أن على الإمام بعد إقامة الصلاة واجباً ينبغي عليه القيام به ،

وهو أمر الناس بالتسوية ، مذكراً لهم بها ، فإنه مسؤول عنهم :

( كُلُّكُمْ رَاعٍ وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ .........).

المصدر:

منقول من شبكة الآجري


http://f1623.mail.vip.bf1.yahoo.com/ya/download?mid=2%5f0%5f0%5f1%5f25520896%5fAE4aDUwAAA iSUdrKwwAAABlWCDw&pid=6&fid=Inbox&inline=1&appid=yahoomail