المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : وقفات مع سورة الزمر ( 06 )


بنت الاسلام
07-12-2013, 12:49 AM
الأخت / لولو العويس


وقفات مع سورة الزمر ( 06 )
http://f1623.mail.vip.bf1.yahoo.com/ya/download?mid=2%5f0%5f0%5f1%5f25655325%5fAE4aDUwAAA lCUd7OUwAAAAnyum4&pid=5&fid=Inbox&inline=1&appid=yahoomail (http://www.ataaalkhayer.com/)

قال تعالى :{ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةٌ }
أحسنوا بماذا ؟
الإحسان يكون في عبادة الله .ويكون إلى عباد الله .
أما الاحسان في عبادة الله فلا أجمعَ
ولا أصدق من تفسيرالنبي صلى الله عليه وسلم لها
حين سأله جبريل عن الإحسان فقال:
( أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن ترَاه فإنه يراك )
إذا عبد الإنسان ربَّه كأنه يراه فسوف يعبده حقَّ العبادة؛
لأنه يعبد الله كأنه يرى الله،
وهذا يعني تكون عبادتُه مبنيةً على كمال اليقين ،
وهذا يلزَم منه أن تكونَ العبادة خالصة لله مُتَابَعًا فيها شريعةُ الله.
الإحسان إلى عباد الله يكون بالمال والبَدَن وهو كثير
قد تُحسِن إلى عباد الله بالمال كالصدقات والهدايا والهبات،
وقد تحسن إلى عباد الله بالبَدَن كالمساعدة وما أشبه ذلك
تعين الرجل في دابتِه فتحمله عليها أو ترفع له عليها متاعه، تعين عباد ،
المهم أن الاحسان إلى عباد الله متنوع كثير،
وقد فسره بعضهم بأنَّه كفُّ الأذى وبذل الندى،وطلاقة الوجه،
كفُّ الأذى عن الناس

وقوله تعالى :{ إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ }
{ أَجْرَهُمْ }أي ثوابهم والله عز وجل بكرمِه سمَّى الثواب أجرًا
من باب اطمئنان العامل الى استيفَائِه ،
لأنَّ الأجر مقابل عمل لا بد أن يُسْلَّم ،
كأنه معاوضة وعقْد بين الله وبين العابد أن الله يعطيه الأجر
مع أن الله سبحانه وتعالى هو المتفضِّل أوَّلًا وآخرًا،
هو المتفضل أولابالتوفيق للعمل ولولا أن الله أعانك وسددك ما قدرت .
ثم المتفضل ثانيًا ؟ بالأَجر.
وقوله تعالى :{ بِغَيْرِ حِسَابٍ }
يقول : بغير مكيال ولا ميزان
يعني أن الأجر الذي يعطيه الله عز وجل على العمل
ليس على سبيل التَّدقيق والمعاوضة التي تكون بين العباد
المعاوضة بين العباد عدل يعني ما يعطيك أكثر مما تستحق،
وأما ثواب الله عز وجل على الصبرفهو أكثر بدون حساب
فالحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعفإلى أضعاف كثيرة،
والصبر لا حساب له إذا يتوقع الصابر بأن له جزاءً لا يدركه عقلُه من كثرته

http://f1623.mail.vip.bf1.yahoo.com/ya/download?mid=2%5f0%5f0%5f1%5f25655325%5fAE4aDUwAAA lCUd7OUwAAAAnyum4&pid=6&fid=Inbox&inline=1&appid=yahoomail
تفسير ابن عثيمين
كما أن الصبر فيه فائدة عظيمة للإنسان نفسه
وهو ترويض النفس على التحَمُّل،
كثير من الناس يريد أن تكون الأموربسرعة
يدعو الله عز وجل بكَشْف ضُرّ وتتأخر الإجابة فييأس .
نقول : اصبر .يحصل للناس مصائِب عامَّة فتجده يريد السرعة في انجلائه.
فنقول: اصبر ،اصبر وَطِّن نفسك على الصبر هذه تربية أَن تُوَطِّن نفسك على الصبر
والصَّبْر مع انتظار الفرج يعتبر من أعظم العبادات؛
لأنك إذا كنت تنتظر الفرج فأنت تنتظر الفرج من الله هذه عبادة ،
وقد قال النبي عليه الصلاة والسلام :
( واعلم أن النصر مع الصبر وأن الفرج مع الكَرْب )
النصر قال :
[ مع الصبر والفرج مع الكَرْب فكُلما اكتَرَبَتِ الأمور
فإن الفرج أقرب إليك وإنَّ مع العسر يسرًا. ]
قال تعالى
{ وَالَّذِينَ اجْتَنَبُوا الطَّاغُوتَ أَنْ يَعْبُدُوهَا وَأَنَابُوا إِلَى اللَّهِ لَهُمُ الْبُشْرَى } .
البُشْرى ما تحصل به البَشَارة
والبشارة هي في الأصل الخبر السَّار
وسُمِّي الخبر السَّارُّ بَشَارة لأنَّه يظهر أثرُه على البَشَرة التي هي الجلد
فإن الإنسان إذا أُخبر بما يسرُّه استنَار وجهه وتغيَّر فسُمِّيَت بُشْرى.
قال تعالى:
{ لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ }
فمِن البشرى الرؤيا الصالحة يرَاها الانسان لِنفسه
أو يَرَاهَا لَه مؤمن فإن هذه من البشرى
كما قال النبي صلى الله عليه وسلم:
( تلك عَاجِلُ بشرى المؤمن الرؤيا الصالحة يرَاها أو تُرَى له )
مثل أن يرَى مَن يبشره بالجنة أن يرى أنه في نعيم
وما أشبه ذلك هذه من البشرى،
ومن البشرى أيضًا أَن يُوَفَّق للعمل الصالح
إذا رأيت اللهَ سبحانه وتعالى وفَّقَك للعمل الصالح المبْنِيِّ على الإخلاص
والمتابعة لرسول الله صلى الله عليه وسلم فإن هذه من البشرى.
ومن البشرى أيضًا أن يوَفِّقَك الله عز وجل لِمصاحبة الاخيار
( فإنَّ المرءَ على دينِ خليلِه )
كما جاء في الحديث
( فليَنْظُر أحدكم مَن يُخَالِل )
فإذا وجدت أن الله وفقك لمصاحبة الأخيار فإن هذا عنوانٌ على السعادة.
ومِن البشرى أيضًا أن يحِبَّ الإنسان من يحِبُّه الله
فإن النبي صلى الله عليه وسلم سُئِل عن الرجل يحب القوم ولَمَّا يلْحَقْ بهم
فقال صلى الله عليه وسلم :
( مَن أحَبَّ قومًا فهو منهم )
قال أنس بن مالك رضي الله عنه:
[ ما فرحنا بعد الإسلام بشيء أحَبَ إلينا من هذا الحديث ]
ثم قال:
[ فأنا أُحِبُّ النبي صلى الله عليه وسلم وأحِبُّ أَبَا بكر وعمر ]
فهذه من البشرى .
تفسير ابن عثيمين ( بتصرف )
قال تعالى :
{ أُولَٰئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ }
{ أُولَٰئِكَ }الإشارة للبعيد وإنما أشار إليهم إشارةَ البعيدِ
مع قُرْبِ ذِكْرِهم للدلالة على عُلُوِّ منزلتهم
قال تعالى :
{ وَأُولَٰئِكَ هُمْ أُولُو الْأَلْبَابِ }
{ وَأُولَٰئِكَ }كرر اسم الإشارة تنوِيهًا بعُلُوِّ مرتبتهم .
{ هُمْ أُولُو الْأَلْبَابِ }أي : أصحابُ العقول؛
لأنَّ الانسان كلما كان للحَقِّ أَتْبَع كان أكمَلَ عقلًا،
وكلما نقَصَ اتِّبَاع الحق في حقِّه كان أَدَلَّ على قِلَّة عقلِه،
فأعقل الناس أتبعُهم لدين الله لا شك ؛
لأنهم هم الذين عندهم الحَزْم وانْتِهَازُ الفرص وحِفْظ الوقت .
ولهذا قال:
{ وَأُولَٰئِكَ هُمْ أُولُو الْأَلْبَابِ }
أصحاب العقول فإن قال قائل:أليس الكفار ذووا عقول ؟
فالجواب :العقل عقلان : عقل إدراك و عقل رشد
فعقل الإدراك هو ما يتعلق به التكليف و عقل الرشد ما يكون بحسن التصرف ،
فالكفار مثلاً لهم عقول لكن عقول إيش ؟
عقول إدراك لأن هذا هو الذي يتعلق به التكليف.
و ليس لهم عقول يعني ليس عقول رشد لأنهم لم يحسنوا التصرف
و كل من لايحسن التصرف فإنه يصح أن ينفى عنه العقل
قال الله تعالى :
{ أَتَأْمُرُونَ النَّاس بِالْبِرِّ وَ تَنسَوْنَ أَنفُسَكُمْ وَ أَنْتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلا تَعْقِلُونَ }
[البقرة:44].
ونحن فيما بيننا إذا وجدنا شخصاً يسيء التصرف قلنا :هذا غير عاقل.
و إن كان عاقلاً من حيث الإدراك لكنه ليس عاقلاًمن حيث التصرف.
و العقل الذي يمدح هو عقل الرشد أما عقل الإدراك
فهذا يحصل لكل أحد حتى للكفار و الفجار.

تفسير الشيخ ابن عثيمين الحلقة القادمة الاخيرة واعتذر عن الاطاله
http://f1623.mail.vip.bf1.yahoo.com/ya/download?mid=2%5f0%5f0%5f1%5f25655325%5fAE4aDUwAAA lCUd7OUwAAAAnyum4&pid=7&fid=Inbox&inline=1&appid=yahoomail