المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أصول الإيمان


بنت الاسلام
08-05-2013, 10:07 PM
الأخ / عبد العزيز - الفقير إلى الله

أصول الإيمان



http://f1623.mail.vip.bf1.yahoo.com/ya/download?mid=2%5f0%5f0%5f1%5f26618889%5fAJHrHkgAAA xfUf%2brgAAAAFdr2k8&pid=5&fid=Inbox&inline=1&appid=yahoomail (http://www.ataaalkhayer.com/)



الدَّلِيلُ عَلَى حُدُوثِ اللُّغَاتِ أَنَّهَا لَمْ تَكُنْ مَوْجُودَةً ثُمَّ صَارَتْ مَوْجُودَةً.

وَالدَّلِيلُ عَلَى حُدُوثِ الصَّوْتِ أَنَّهُ يَكُونُ مِن اصْطِكَاكِ الأَجْرَامِ وَانْسِلالِ الْهَوَاءِ.

قَالَ أَبُو حَنِيفَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ في كِتَابِهِ الْفِقْهُ الأَكْبَرُ

[ نَحْنُ نَتَكَلَّمُ بِالآلآتِ وَالْحُرُوفِ وَاللهُ يَتَكَلَّمُ بِلا ءالَةٍ وَلا حَرْفٍ ] اهـ.

وَالآلآتُ هِيَ مَخَارِجُ الْحُرُوفِ كَالشَّفَتَيْنِ.

وَكَلامُ اللهِ الَّذي هُوَ غَيْرُ الْحَرْفِ وَالصَّوْتِ أَزَلِيٌّ أَبَدِيٌّ لا يَنْقَطِعُ

لا يَجْوزُ على اللهِ أَنْ يَتَكَلَّمَ ثُمَّ يَسْكُتَ فَالْكَلامُ الْقَائِمُ بِذَاتِ الله أَيِ الثَّابِتُ لَهُ

لَيْسَ حَرْفًا وَصَوْتًا وَلُغَةً هَذَا الْكَلامُ يَسْمَعُهُ الإنْسُ وَالْجِنُّ في الآخِرَةِ

وَأَمَّا الْكَلامُ الَّذي هُوَ حَرْفٌ وَصَوْتٌ وَلُغَةٌ كَالْقُرْءانِ

الَّذي نَقْرَأُهُ بِالْحُرُوفِ وَالتَّوْرَاةِ الأَصْلِيَّةِ وَالإنْجِيلِ الأَصْلِيِّ وَالزَّبُورِ الأَصْلِيِّ

هَؤُلاءِ عِبَارَاتٌ عَنْ كَلامِ اللهِ تعالى لَيْسَتْ عَيْنَ الْكَلامِ الذَّاتِيِّ.

وكَلامُ اللهِ لَيْسَ شَيْئًا لَهُ مُفْتَتَحٌ وَمُخْتَتَمٌ

كَلامُنَا لَهُ ابْتِدَاءٌ وَانْتِهَاءٌ اللهُ لا يَتَكَلَّمُ هَكَذَا

اللهُ لَهُ صِفَةُ الْكَلامِ الَّذي لَيْسَ كَكَلامِ الْعَالَمِينَ وَعُبِّرَ عَنْهُ بِمَا جَاءِ في الْقُرْءانِ

والْكُتُبِ الَّتي نَزَلَتْ عَلى الأَنْبِيَاءِ فَالْعِبَارَةُ شَىْءٌ وَالْمُعَبَّرُ عَنْهُ شَىْءٌ ءاخَرُ كَمَا

إِذَا قَالَ الْقَائِلُ لَفْظَ الْجَلالَةِ "اللهُ" فَلَيْسَ مَعْنَى ذَلِكَ أَنَّ الْخَالِقَ حَلَّ في لِسَانِهِ

إِنَّماهَذَا اللَّفْظُ "اللهُ"

هُوَ عِبَارَةٌ عَنِ الْخَالِقِ الَّذِي لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَىْءٌ

فَجِبْرِيلُ أَخَذَ أَلْفَاظَ القُرْءانِ مِنَ اللَّوْحِ الْمَحْفوظِ لَيْسَ هُوَ أَلَّفَهُ.

وَجِبْريلُ يَسْمَعُ كَلامَ اللهِ الَّذي لَيْسَ حَرْفًا وَلا صَوْتًا

لَيْسَ شَيْئًا يُتَصَوَّرُ فَيَفْهَمُ مِنْهُ قُلْ لِمُحَمَّدٍ كَذَا قُلْ لِعِيسى كَذَا فَيُنَفِّذُ.

فَالْقُرْءانُ لَهُ إِطْلاقَانِ

يُطْلَقُ وَيُرَادُ بِهِ اللَّفْظُ الْمُنَزَّلُ

وَهَذَا مَا أَخَذَهُ جِبْرِيلُ مِنَ اللَّوْحِ الْمَحْفوظِ وَقَرَأَهُ عَلى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ

وَيُطْلَقُ الْقُرْءانُ عَلَى مَعْنَى صِفَةِ اللهِ الْكَلامِ الَّذي لَيْسَ هُوَ كَكَلامِ الْعَالَمِينَ.

وَلِفَهْمِ هَذَا الْمَوْضُوعِ كَمَا يَنْبَغي لا بُدَّ أَنْ يُعْلَمَ أَنَّ كَلامَ اللهِ لَهُ إِطْلاقَانِ .

يُطْلَقُ وَيُرَادُ بِهِ الصِّفَةُ الثَّابِتَةُ للهِ فَهُوَ كَلامٌ وَاحِدٌ

وَهَذَا الْكَلامُ الْوَاحِدُ أَمَرٌ وَنَهْيٌ وَوَعْدٌ وَوَعِيدٌ وَخَبَرٌ وَاسْتِخْبَارٌ وَتَبْشِيرٌ

وَهَذَا لَيْسَ كَكَلامِ الْعَالَمِينَ

وَهَذَا الْكَلامُ الَّذِي سَمِعَهُ مُوسى عَلَيْهِ السَّلامُ حِينَ كَانَ في طُورِ سَيْنَاءَ

وَذَلِكَ بِأَنْ أَزَالَ اللهُ عَنْ سَمْعِهِ الْحِجَابَ الْمَعْنَوِيَّ الْمَانِعَ مِنْ سَمَاعِ كَلامِ اللهِ

فَسَمِعَ كَلامَ اللهِ الَّذي لَيْسَ كَكَلامِ غَيْرِهِ

فَهَذَا الْكَلامُ أَزَلِيٌّ أَبَدِيٌّ مَوْجُودٌ دَائِمًا أَمَّا سَمَاعُ مُوسى فَحَادِثٌ.

من غير أن يحُل كلام الله الذي هو صفة ذاته في أُذن موسى

لأن ما حَل بالمخلوق مخلوق .

ومما يدل على حدوث الروح حلولها في المخلوق

قال أهل السنة: موسى وسمعه حادثان وكلام الله ليس حادثا

وَيُطْلَقُ كَلامُ اللهِ عَلَى مَعْنَى اللَّفْظِ الْمُنَزَّلِ عَلَى الأَنْبِيَاءِ

وَهَذَا اللَّفْظُ أَخَذَهُ جِبْرِيلُ مِنَ اللَّوْحِ الْمَحْفُوظِ وَخَلَقَ اللهُ صَوْتًا بِحُرُوفِ

هَذَا اللَّفْظِ الْمُنَزَّلِ سَمِعَهُ جِبْرِيلُ فَهُوَ لَيْسَ مِنْ تَألِيفِ بَشَرٍ وَلا مِنْ تَصْنِيفِ مَلَكٍ

وَالدَّلِيلُ على أَنَّهُ يُطْلَقُ كَلامُ اللهِ عَلَى اللَّفْظِ الْمُنَزَّلِ

قَوْلُهُ تعالى

{ وَإِنِ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ استجارك فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلامَ اللهِ }

[ سورة التوبة : 6 ]

أَيِ الْقُرْءانَ الْكَريمَ

وَقَوْلُهُ تعالى

{ يُرِيدُونَ أَنْ يُبَدِّلُوا كَلامَ اللهِ }

[ سورة الفتح : 15]

وَمَعْلُومٌ أَنَّ الْكُفَّارَ يُرِيدُونَ تَبْدِيلَ الأَلْفَاظِ الْمُنَزَّلَةِ لا صفة الله.

وقد جاء في القرءان الكريم :

{ قُلْ لَوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَاداً لِكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَنْ تَنفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي

وَلَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ مَدَداً }

[ الكهف : 109 ]

وليس معناهُ أن كلام الله متعدد إنما المعنى تعظيم كلام الله

ومعنى الآية:{ لَوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَاداً } أي حبرا يكتب به ما يدل عليه كلامُ الله

لكان هذا البحرُ ينفد أي ينتهي وما دل عليه كلام الله لا ينفد هذا معنى

{قُلْ لَوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَاداً لِكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَنْ تَنفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي

وَلَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ مَدَداً }

[ الكهف : 109 ]

وكذلك في قوله صلى الله عليه وسلم:

( أعوذ بكلمات الله التامة )

ذُكر الكلام بلفظ الجمع لتعظيم كلام الله

ومعنى التامة: التي لا نقص فيها معناه كلام الله لا نقص فيه.

مِنْ أَقْوَى الأَدِلَّةِ لأَهْلِ السُّنَّةِ وَالْجَمَاعَةِ أَهْلِ الْحَقِّ الْفِرْقَةِ النَّاجِيَةِ

عَلى أَنَّ كَلامَ اللهِ الَّذي هُوَ صِفَةُ ذَاتِهِ لَيْسَ حَرْفًا وَلا صَوْتًا وَلا لُغَةً

لَيْسَ كَكَلامِ الْعَالَمين أَنَّ اللهَ تعالى هُوَ الَّذي يُحَاسِبُ عِبَادَهُ في الآخِرَةِ

وَذَلِكَ بِأَنْ يُزِيلَ عَنْ أَسْمَاعِهِمُ الْحِجَابَ الْمَعْنَوِيَّ الْمَانِعَ

مِنْ سَمَاعِ كَلامِهِ الْمَوْجُودِ أَزَلاً وَأبَدًا وَيَسْمَعُ كُلُّ الإنْسِ وَالْجِنِّ كَلامَ اللهِ

فَيَفْهَمُونَ مِنْهُ السُّؤالَ عَنْ أَعْمَالِهِمْ وَنِيَّاتِهِم وَأَقْوَالِهِم لِمَ فَعَلْتَ كَذَا لِمَ قُلْتَ كَذَا

أَلَمْ أُعْطِكَ كَذَا وَيَفْرُغُ اللهُ مِنْ حِسَابِ الْعِبَادِ في وَقْتٍ قَصِيرٍ جِدًّا

قَالَ اللهُ تعالى عَنْ نَفْسِهِ

{ سَرِيعُ الْحِسَاب }

[ سورة الرعد : 41 ] .

وَقَالَ

{ ثُمَّ رُدُّوا إِلى اللهِ مَوْلاهُمُ الْحَقِّ ألا لَهُ الْحُكْمُ وَهُوَ أَسْرَعُ الْحَاسِبين }

[ سورة التوبة : 62 ]

مَعْنَاهُ اللهُ أَسْرَعُ مِنْ كُلِّ حَاسِبٍ فَلَوْ كانَ كَلامُ اللهِ حَرْفًا وَصَوْتًا وَلُغَةً

لأَخَذَ الْحِسَابُ وَقْتًا طَوِيلاً جِدًّا وَلَكَانَ اللهُ أَبْطأَ الْحَاسِبينَ

وَلَمْ يَكُنْ أَسْرَعَ الْحَاسِبينَ كَمَا قالَ وَذَلِكَ مُسْتَحِيلٌ لأَنَّ كَلامَ اللهِ حَقٌّ

فَانْظُرْ يَا طَالِبَ الْحَقِّ لَوْ كَانَ حِسَابُ إِبْلِيسَ الَّذي خُلِقَ قَبْلَ ءادَمَ

وَسَيَعيشُ إِلى يَوْمِ النَّفْخِ في الصُّورِ بِكَلامٍ هُوَ حَرْفٌ وَصَوْتٌ وَلُغَةٌ

كَمْ يَأْكُلُ ذَلِكَ مِنَ الْوَقْتِ

بنت الاسلام
08-05-2013, 10:09 PM
وَقَدْ وَرَدَ في صَحيحِ الْبُخَارِيِّ

( أَنَّ يَأجُوجَ وَمَأجُوجَ وَهُمْ كُفَّارٌ مِنْ بَني ءادَمَ-
الْبَشَرُ بِالنَّسْبَةِ إِلَيْهِمْ كَوَاحِدٍ إِلى أَلْفٍ )

وَأَنَّهُ يُوجَدُ خَلْفَهُمْ ثَلاثُ أُمَم مَنْسَك وَتَاوِيل وَتَارِيسكُلُّ هَؤُلاءِ
لَوْ كَانَ حِسَابُهُمْ بِالسُّؤالِ بِكَلامٍ هُوَ لُغَةٌ وَحُرُوفٌ وَأصْواتٌ
لأَكَلَ الْحِسَابُ زَمَانًا طَويلاً جِدًّا

وَلَكَانَ ذَلِكَ ضِدّ قَوْلِ اللهِ تعالى

{ أَسْرَعُ الْحَاسِبينَ }
[ الأنعام : 62 ]

الَّذي مَعْنَاهُ أَنَا أَسْرَعُ مِنْ كُلِّ حَاسِبٍ.
وَالدَّليلُ عَلَى أَنَّ كُلَّ الْعِبَادِ مِنْ إِنْسٍ وَجِنٍّ يَسْمَعُونَ كَلامَ اللهِ في الآخِرَةِ

لِلْحِسَابِ مَا جَاءَ في صَحيحِ الْبُخَارِيِ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قال

( مَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ إِلا سَيُكَلِّمُهُ رَبُّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ
لَيْسَ بَيْنَهُ وَبَيْنَهُ تَرْجُمَانٌ وَلا حجابٌ يحجبُه )

أَمَّا مَا وَرَدَ عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم

( ثلاثَةٌ لا يُكَلِّمُهُمُ اللهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ولا يَنْظُرُ إِلَيْهِمْ وَلا يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ )

فَلَيْسَ فِيهِ مُعَارَضَةٌ لِذلِكَ الْحَديثِ الصَّحيحِ حَديثِ الْبُخَارِيِّ
لأَنَّ مَعْنَى { لا يُكَلِّمُهُمْ } هُنَا لا يَسْمَعُونَ كَلامَهُ
فَيَفْرَحُونَ لا أَنَّهُمْ لا يَسْمَعُونَ كَلامَ اللهِ فَإِنَّ الْمُؤْمِنَ التَّقِيَّ في الآخِرَةِ
إِذَا سَمِعَ كَلامَ اللهِ يَفْرَحُ وَالْكَافِرَ يَغْتَمُّ وَيَحْزَنُ

وَمَعْنى قَوْلِهِ صلى الله عليه وسلم

( وَلا يَنْظُرُ إِلَيْهِمْ )

أَيْ لا يُكْرِمُهُم فَاللهُ تعالى لَهُ صِفَةُ الْبَصَرِ بَصَرُهُ وَاحِدٌ أَزَلِيٌّ أَبَدِيٌّ
لَيْسَ بِآلَةٍ وَلَيْسَ كَبَصَرِ غَيْرِهِ يَرى بِبَصَرِهِ كُلَّ مَا يُرَى.

أَمَّا قَوْلُ اللهِ تعالى

{ لا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ
إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْءَانَهُ فَإِذَا قَرَأنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْءانَه ُ}
[ سورة القيامة : 16 ]

فَمَعْنَاهُ يَا مُحَمَّدُ لا تَقْرَإِ الْقُرْءَانَ أَثْنَاءَ تِلاوَةِ جِبْرِيلَ عَلَيْكَ خَشْيَةَ
أَنْ يَنْفَلِتَ مِنْكَ نَحْنُ ضَمِنَّا لَكَ أَنْ لا يَنْفَلِتَ مِنْكَ
فَإِذَا جَمَعْنَاهُ لَكَ في صَدْرِكَ { فَاتَّبِعْ قُرْءانَهُ } أَيْ فاعْمَلْ بِهِ

وَفَسَّرَ بَعْضُهُمْ قَوْلَهُ تعالى

{ فَإِذَا قَرَأنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْءانه }
[ سورة القيامة : 16 ]

أَيْ فَإِذَا قَرَأهُ جِبْرِيلُ عَلَيْكَ بِأَمْرِنَا فَاتَّبِعْ قِرَاءتَهُ،

كَمَا في قَوْلِ اللهِ تعالى

{ فَنَفَخْنَا فيهِ مِنْ رَوحِنا }
[ سورة الأنبياء : 91 ]

أَيْ أَمَرْنَا الْمَلَكَ جِبْرِيلَ
فَنَفَخَ في فَمِ مَرْيَمَ رُوحَ عِيسى الذي هو مشرف عندنا بِأمْرٍ مِنَ اللهِ.

وَأَمَّا قَوْلُهُ تعالى

{ إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كريم }
[ سورة التكوير: 19 ]

فَفيهِ دَلِيلٌ عَلى أَنَّ هَذَا الْقُرْءانَ الْمُنَزَّلَ هُوَ مَقْرُوءُ جِبْريلَ
لأَنَّ اللهَ لا يُسَمَّى رَسُولاً كَريْمًا وَالدَّليلُ على أَنَّ الْمَقْصُودَ بِهِ جِبْريلُ

قَوْلُهُ تعالى بَعْدَ هَذِهِ الآيَةِ

{ ذِي قُوَّةٍ عِنْذَ ذِي الْعَرْشِ مَكين }
[ سورة التكوير: 20 ]

أَيْ جِبْرِيلُ قَوِيٌّ وَلَهُ دَرَجَةٌ عَالِيَةٌ عِنْدَ خَالِقِ الْعَرْشِ أَيِ الله

{ مُطَاعٍ ثَمَّ أَمِين }
[ سورة التكوير: 21 ]

أَيْ يُطِيعُهُ الْمَلائِكَةُ في السَّمَاواتِ
فَهُوَ رَئيسُهُم وَهُوَ رَسُولُ الْمَلائِكَةِ وَأفْضَلُهُم.

بنت الاسلام
08-05-2013, 10:10 PM
فَتَبَيَّنَ لَكَ يا طَالِبَ الْحَقِّ
أَنَّ كَلامَ اللهِ الَّذي هُوَ صِفَتُهُ لَيْسَ كَكَلامِ الْعَالَمِينَ
إِنَّمَا هُوَ كَلامٌ وَاحِدٌ أَزَلِيٌّ أَبَدِيٌّ لا يُوصَفُ بِأَنَّهُ لُغَةٌ أَوْ حَرْفٌ أَوْ صَوْتٌ
وَأَنَّ الْقُرْءَانَ الْكَرِيمَ وَسَائِرَ الْكُتُبِ الْمُنَزَّلَةِ عَلى الأَنْبِيَاءِ
هِيَ عِبَارَاتٌ عَنْ ذَلِكَ الْكَلامِ وَتَبَيَّنَ لَكَ أَنَّهُ لا يَجُوزُ
أَنْ يُقَالَ إِنَّ اللهَ قَرَأَ الْقُرْءانَ عَلَى مُحَمَّدٍ كَمَا يَقْرَأُ الأُسْتَاذُ عَلى التَّلْمِيذِ
إِنَّمَا الَّذي قَرَأَهُ عَلَى مُحَمَّدٍ هُوَ جِبْرِيلُ عَلَيْهِما السَّلامُ
وَتَبَيَّنَ لَكَ أَنَّهُ لا يَجُوزُ أَنْ يُسَمَّى اللهُ نَاطِقًا إِنَّمَا يُسَمَّى مُتَكَلِّمًا
فَلَوْ كَانَ اللهُ نَاطِقًا بِالْقُرْءَانِ كَنُطْقِ الْخَلْقِ كَمَا يَعْتَقِدُ الْمُشَبِّهَةُ
لِكَانَ مَعْنَى ذَلِكَ أَنَّهُ قَامَتْ بِهِ صِفَةٌ حَادِثَةٌ أَيْ مَخْلُوقَةٌ
وَقِيامُ الصِّفَةِ الْمَخْلُوقَةِ في شَىْءٍ دَلِيلٌ عَلى تَغَيُّرِهِ
وَأَقْوى عَلامَاتِ الْحُدُوثِ التَّغَيُّرُ وَلا يَقُولُ عَاقِلٌ مُؤْمِنٌ انَّ اللهَ مُتَغَيِّرٌ

قالَ اللهُ تعالى

{ وللهِ الْمَثَلُ الأَعْلى }
[ النحل : 60 ]

أَيْ للهِ الوَصْفُ الَّذِي لا يُشْبِهُ وَصْفَ غَيْرِهِ
ثُمَّ إِنَّ اللهَ تبارَكَ وَتعالى أَخْبَرَ في الْقُرْءانِ
أَنَّهُ يَخْلُقُ الأَشْيَاءَ بِكَلامِهِ تعالى الأَزَلِيِّ الأَبَدِيِّ كُلُّ مَا خَلَقَ اللهُ وَمَا سَيَخْلُقُهُ
مَا أَوْجَدَهُ وَمَا سَيُوجِدُهُ وُجُودُهُ بِكَلامِ اللهِ تعالى هَذَا مَعْنَى

{ إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا إِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُون }
[ سورة يس : 82 ]

مَعْنَى الآيَةِ أَنَّ الشَّىْءَ الَّذِي أَرَادَ اللهُ وُجُودَهُ يَخْلُقُهُ بِكَلامِهِ الأَزَلِيِّ
الْمُعَبَّرِ عَنْهُ في الْقُرْءَانِ بِـ { كُن } لَيْسَ الْمَعْنَى أَنَّهُ يَنْطِقُ بِالْكَافِ وَالنُّونِ
النُّطْقُ بِالْكَافِ وَالنُّونِ مِنْ صِفَاتِنَا ثُمَّ الْقَوْلُ بِأَنَّ اللهَ يَخْلُقُ الأَشْيَاءَ بِالْكَافِ
وَالنُّونِ مَعْنَاهُ أَنَّهُ يَخْلُقُ الأَشْيَاءَ بَعْدَ النُّطْقِ بِالْكَافِ وَالنُّونِ وَهَذَا مُسْتَحِيلٌ.
لأَنَّهُ يَتَضَمَّنُ إِثْبَاتَ الْحُدُوثِ للهِ لأَنَّهُ جَعَلَ اللهَ نَاطِقًا وَهَذَا مِنْ صِفَاتِ الْخَلْقِ
إِنَّمَا الْمَعْنَى أَنَّهُ يَخْلُقُ الأَشْيَاءَ الَّتي أَرَادَ وُجُودَهَا بِالْكَلامِ الأَزَلِيِّ
الّذي لَيْسَ حَرْفًا وَلا صَوْتًا هَذَا مَعْنَى الآيَةِ

{ إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُون }
[ سورة يس : 82 ]

وَأمَّا مَا يَقُولُهُ بَعْضُ النَّاسِ (سُبْحَانَ مَنْ أَمْرُهُ بَيْنَ الْكَافِ وَالنُّون)
فَهُوَ كَلامٌ فَاسِدٌ لا هُوَ قُرْءانٌ وَلا حَدِيثٌ وَلا هُوَ كَلامُ أَهْلِ الْعِلْمِ
وَبَيْنَهُمَا اخْتِلافٌ الآيَةُ ظَاهِرُهَا وَهُوَ لَيْسَ الْمَقْصُودَ أنَّهُ بَعْدَ كُنْ يَخْلُقُ الشَّىْءَ
وَأَمَّا هَذَا الْقَوْلُ
فَمَعْنَاهُ يُخْلَقُ الشَّىْءَ بَيْنَ الْكَافِ وَالنُّونِ وَهُوَ مُخْتَلِفٌ مَعَ ظَاهِرِ الآيَةِ.
الآيَةُ تُقْرَأُ كَمَا جَاءَتْ وَلا تُفَسَّرُ عَلَى الظَّاهِرِ
أَمَّا ذَلِكَ الْكَلامُ الَّذي لا يُعْرَفُ مَصْدَرُهُ
فَلا يَجُوزُ أَنْ يُقَالَ بَعْضُ الآياتِ الْقُرْءانِيَّةِ مَنْ يَحْمِلُهَا عَلى الظَّاهِرِ يَهْلِكُ.
اللهُ تعالى لِيَمْتَحِنَ عِبَادَهُ أَيْ لِيَبْتَلِيَهُمْ أَنْزَلَ ءاياتٍ مَنِ اعْتَقَدَ ظَاهِرَهَا ضَلَّ وَهَلَكَ
وَللهِ أَنْ يَمْتَحِنَ عِبَادَهُ بِمَا شَاءَ وَقَدْ أَخْبَرَنَا في الْقُرْءانِ
بِأَنَّ بَعْضَ الْقُرْءَانِ يُضِلُّ بِهِ بَعْضَ النَّاسِ وَيَهْدِي بِهِ بَعْضًا

وَذَلِكَ مِنْ قَوْلِهِ تعالى

{ يُضِلُّ بِهِ كَثِيرًا وَيَهْدِي بِهِ كَثِيرًا }
[ البقرة : 26 ]

قال تعالى

{ لا تُدْرِكُهُ الأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الأَبْصَارَ }
[ الأنعام : 103 ]

وَالآيَةُ مَعْنَاهَا لا تَصِلُ إِلَيْهِ تَصَوُّرَاتُ الْعِبَادِ وَهُوَ مُوَافِقٌ لِتَفْسِيرِ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ

لِقَوْلِهِ تعالى

{ وَأَنَّ إِلى رَبِّكَ الْمُنْتَهَى }
[ سورة النجم : 42 ]

قَالَ

[ إِلَيْهِ يَنْتَهِي فِكْرُ مَنْ تَفَكَّرَ فَلا تَصِلُّ إِلَيْهِ أَفْكَارُ الْعِبَادُ ] اهـ

لأَنَّهُ لَيْسَ شَيْئًا يُتَصَوَّرُ

قَالَ أَبُو سُلَيْمَانَ الْخَطَّابِيُّ

[ إِنَّ الَّذي يَجِبُ عَلَيْنَا وَعَلَى كُلِّ مُكَلَّفٍ أَنْ يَعْلَمَهُ
أَنَّ رَبَّنَا لَيْسَ بِذِي هَيْئَةٍ وَلا صُورَةٍ
لأَنَّ الصُّورَةَ تَقْتَضِي الْكَيفِيَّةَ وَهِيَ عَنِ اللهِ وَعَنْ صِفَاتِهِ مَنْفِيَّةٌ ]

هَذِهِ عَقِيدَةُ الْمُسْلِمينَ الَّتي تُفْهَمُ

مِنْ قَوْلِ اللهِ تعالى

{ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَىْء ٌ}
[ الشورى : 11 ]

مَنِ اعْتَقَدَهَا نَجا وَمَنِ اعْتَقَدَ خِلافَهَا ضَلَّ وَهَلَكَ.

خادم الإسلام
الفقير إلي الله عبد العزيز

http://f1623.mail.vip.bf1.yahoo.com/ya/download?mid=2%5f0%5f0%5f1%5f26618889%5fAJHrHkgAAA xfUf%2brgAAAAFdr2k8&pid=6&fid=Inbox&inline=1&appid=yahoomail