المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : دخول علي بن أبي طالب على زوجته فاطمة بنت رسول الله


بنت الاسلام
08-05-2013, 11:03 PM
الأخ / مصطفى آل حمد

دخول علي بن أبي طالب رضى الله تعالى عنه
على زوجته فاطمة رضى الله تعالى عنها
بنت رسول الله صلى الله عليه و سلم


من كتاب البداية و النهاية لابن كثير رحمه الله


http://f1623.mail.vip.bf1.yahoo.com/ya/download?mid=2%5f0%5f0%5f1%5f26620218%5fAJHrHkgAAA xPUf%2br7gAAAC7j93Y&pid=5&fid=Inbox&inline=1&appid=yahoomail


وذلك في سنة ثنتين بعد وقعة بدر لما رواه البخاري ومسلم من طريق الزهري
عن علي بن الحسين، عن أبيه الحسين بن علي
عن علي بن أبي طالب‏ رضى الله تعالى عنهم أجمعين قال‏:
‏ ( كانت لي شارف من نصيبي من المغنم يوم بدر، وكان النبي صلى الله عليه وسلم
أعطاني شارفاً مما أفاء الله من الخمس يومئذٍ فلما أردت ابتني فاطمة
بنت النبى صلى الله عليه وسلم واعدت رجلاً صواغاً من بني قينقاع
أن يرتحل معي فنأتي بأذخر فأردت أن أبيعه من الصواغين فأستعين به
في وليمة عرسي، فبينا أنا أجمع لشارفي من الأقتاب والغرائر والحبال
وشارفاي مناختان إلى جنب حجرة رجل من الأنصار حتى جمعت
ما جمعت، فإذا أنا بشارفي قد أجبت أسنمتهما وبقرت خواصرهما
وأخذ من أكبادهما، فلم أملك عيني حين رأت المنظر فقلت‏:‏ من فعل هذا‏؟‏
قالوا‏:‏ فعله حمزة بن عبد المطلب وهو في هذا البيت وهو في شرب
من الأنصار وعنده قينته وأصحابه
فقالت في غنائها‏:‏
ألا يا حمز للشرف النواء *
فوثب حمزة إلى السيف فأجب أسنمتهما وبقر خواصرهما وأخذ من أكبادهما‏.‏
قال علي‏ رضى الله تعالى عنه:
‏ فانطلقت حتى أدخل على النبي صلى الله عليه وسلم وعنده زيد بن حارثة
فعرف النبي صلى الله عليه وسلم الذي لقيت
فقال صلى الله عليه وسلم‏:‏
‏( ‏‏مالك‏‏‏ )‏‏‏
فقلت يا رسول الله‏:‏
( ما رأيت كاليوم عدا حمزة على ناقتي فأجب أسنمتهما وبقر خواصرهما
وها هو ذا في البيت معه شرب ‏)
فدعا النبي صلى الله عليه وسلم بردائه فارتداه، ثم انطلق يمشي واتبعته
أنا وزيد بن حارثة حتى جاء البيت الذي فيه حمزة فاستأذن عليه
فأذن له فطفق النبي صلى الله عليه وسلم يلوم حمزة فيما فعل
فإذا حمزة ثمل محمرة عيناه فنظر حمزة إلى النبي صلى الله عليه وسلم،
ثم صعد النظر فنظر إلى ركبتيه، ثم صعد النظر فنظر إلى وجهه‏.‏
ثم قال حمزة‏:
‏ وهل أنتم إلا عبيداً لأبي
فعرف النبي صلى الله عليه وسلم أنه ثمل فنكص رسول الله صلى الله عليه وسلم
على عقبيه القهقرى فخرج وخرجنا معه‏.‏
هذا لفظ البخاري في كتاب ‏(‏المغازي‏)‏‏.‏
وقد رواه في أماكن أخر من ‏(‏صحيحه‏)‏ بألفاظ كثيرة وفي هذا دليل على
ما قدمنا من أن غنائم بدر قد خمست لا كما زعمه أبو عبيد القاسم ابن سلام
في كتاب ‏(‏الأموال‏)‏ من أن الخمس إنما نزل بعد قسمتها وقد خالفه
في ذلك جماعة منهم‏:‏ البخاري وابن جرير وبينا غلطه في ذلك
في التفسير وفيما تقدم والله أعلم‏.‏
وكان هذا الصنع من حمزة وأصحابه رضي الله عنهم قبل أن تحرم الخمر
بل قد قتل حمزة يوم أحد كما سيأتي وذلك قبل تحريم الخمر والله أعلم‏.‏
وقد يستدل بهذا الحديث من يرى أن عبادة السكران مسلوبة لا تأثير لها
لا في طلاق ولا إقرار ولا غير ذلك كما ذهب إليه من ذهب من العلماء
كما هو مقرر في كتاب ‏(‏الأحكام‏)‏‏.‏ ‏(‏ج/ص‏:‏ 3/418‏)‏
وقد قال أبو داود‏:‏
حدثنا إسحاق بن إسماعيل الطالقاني، ثنا عبدة، ثنا سعيد،
عن أيوب، عن عكرمة، عن ابن عباس
وقال أبو داود

حدثنا كثير بن عبيد الحمصي، ثنا أبو حيوة، عن شهيب بن أبي حمزة

حدثني غيلان بن أنس من أهل حمص، حدثني محمد بن عبد الرحمن بن ثوبان

عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أن علياً لما تزوج فاطمة

بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم أراد أن يدخل بها فمنعه

( أنَّ عليًّا قالَ: تزوَّجتُ فاطمةَ فقلتُ: يا رسولَ اللَّهِ ابنِ لي،

فقالَ: أعطِها شيئًا،

فقلتُ: ما عندي شيءٌ،

قالَ: فأينَ درعُكَ الحطَميَّةُ،

قلتُ: هوَ عندي،

قالَ: فأعطِها إيَّاهُ )

وقال البيهقي في ‏(‏الدلائل‏)‏‏:‏

أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب الأصم،

ثنا أحمد بن عبد الجبار، ثنا يونس بن بكير، عن ابن إسحاق

حدثني عبد الله بن أبي نجيح، عن مجاهد، عن علي‏.‏

قال‏:‏

خطبت فاطمة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم

فقالت مولاة لي‏:‏ هل علمت أن فاطمة قد خطبت إلى

رسول الله صلى الله عليه وسلم‏.‏

قلت‏:

‏ لا‏.‏

قالت‏:‏

فقد خطبت فما يمنعك أن تأتي رسول الله صلى الله عليه وسلم فيزوجك‏.‏

فقلت‏:‏

وعندي شيء أتزوج به‏؟‏

فقالت‏:‏

إنك إن جئت رسول الله صلى الله عليه وسلم زوجك‏.‏

قال‏:‏

فوالله ما زالت ترجيني حتى دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم،

فلما أن قعدت بين يديه أفحمت فوالله ما استطعت أن أتكلم جلالة وهيبة‏.‏

قال ابن إسحاق‏:‏

فولدت فاطمة لعلي حسناً وحسيناً ومحسناً - مات صغيراً - وأم كلثوم وزينب‏.‏

ثم روى البيهقي‏:‏ من طريق عطاء بن السائب، عن أبيه،

عن علي قال‏:‏

جهز رسول الله صلى الله عليه وسلم فاطمة في خميل وقربة ووسادة أدم

حشوها أذخر‏.‏

‏(‏ج/ص‏:‏ 3/419‏)‏

ونقل البيهقي من كتاب ‏(‏المعرفة‏)‏ لأبي عبد الله بن منده أن علياً تزوج

فاطمة بعد سنة من الهجرة وابتنى بها بعد ذلك بسنة أخرى‏.‏

قلت‏:‏ فعلى هذا يكون دخوله بها في أوائل السنة الثالثة من الهجرة فظاهر

سياق حديث الشارفين يقتضي أن ذلك عقب وقعة بدر بيسير فيكون ذلك

كما ذكرناه في أواخر السنة الثانية والله أعلم‏.‏



http://f1623.mail.vip.bf1.yahoo.com/ya/download?mid=2%5f0%5f0%5f1%5f26620218%5fAJHrHkgAAA xPUf%2br7gAAAC7j93Y&pid=6&fid=Inbox&inline=1&appid=yahoomail



فصل جمل من الحوادث سنة ثنتين من الهجرة

تقدم ما ذكرناه من تزويجه عليه السلام بعائشة أم المؤمنين رضي الله عنها‏.‏

وذكرنا ما سلف من الغزوات المشهورة وقد تضمن ذلك وفيات أعيان

من المشاهير من المؤمنين والمشركين، فكان ممن توفي فيها

من الشهداء يوم بدر، ومنهم أربعة عشر ما بين مهاجري وأنصاري تقدم

تسميتهم، والرؤساء من مشركي قريش وقد كانوا سبعين رجلاً على المشهور‏.‏

وتوفي بعد الوقعة بيسير أبو لهب عبد العزى بن عبد المطلب لعنه الله كما تقدم‏.‏

ولما جاءت البشارة إلى المؤمنين من أهل المدينة مع زيد بن حارثة

وعبد الله بن رواحة بما أحل الله بالمشركين وبما فتح على المؤمنين

وجدوا رقية بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم قد توفيت وساووا عليها التراب‏.‏

وكان زوجها عثمان بن عفان قد أقام عندها يمرضها

بأمر النبي صلى الله عليه وسلم له بذلك‏.‏

ولهذا ضرب له بسهمه في مغانم بدر وأجره عند الله يوم القيامة

ثم زوجه بأختها الأخرى أم كلثوم بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم

ولهذا كان يقال لعثمان بن عفان‏:‏ ذو النورين

ويقال‏:‏ إنه لم يغلق أحد على ابنتي نبي واحدة بعد الأخرى

غيره رضي الله عنه وأرضاه‏.‏

وفيها‏:‏ حولت القبلة كما تقدم وزيد في صلاة الحضر على ما سلف‏.‏

وفيها‏:‏ فرض الصيام صيام رمضان كما تقدم‏.‏

وفيها‏:‏ فرضت الزكاة ذات النصب، وفرضت زكاة الفطر‏.‏

وفيها‏:‏ خضع المشركون من أهل المدينة واليهود الذين هم بها من بني قينقاع

وبني النضير، وبني قريظة، ويهود بني حارثة، وصانعوا المسلمين

وأظهر الإسلام طائفة كثيرة من المشركين واليهود وهم في الباطن

منافقون منهم من هو على ما كان عليه، ومنهم من أنحل بالكلية فبقي

مذبذباً لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء كما وصفهم الله

في كتابه‏.‏ ‏(‏ج/ص‏:‏ 3/420‏)‏

قال ابن جرير‏:‏

وفيها‏:‏ كتب رسول الله صلى الله عليه وسلم المعاقل وكانت معلقة بسيفه‏.‏

قال ابن جرير‏:‏

وقيل أن الحسن بن علي ولد فيها، قال‏:‏ وأما الواقدي فإنه زعم أن ابن أبي سبرة

حدثه عن إسحاق بن عبد الله عن أبي جعفر أن علي بن أبي طالب بنى

بفاطمة في ذي الحجة منها‏.‏

قال‏:‏ فإن كانت هذه الرواية صحيحة فالقول الأول باطل‏.‏



والله جل جلاله اعلم


http://f1623.mail.vip.bf1.yahoo.com/ya/download?mid=2%5f0%5f0%5f1%5f26620218%5fAJHrHkgAAA xPUf%2br7gAAAC7j93Y&pid=7&fid=Inbox&inline=1&appid=yahoomail