المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : غـفرانك ربنا ما أعظمك


بنت الاسلام
08-13-2013, 10:42 PM
الأخت / أم لـــؤي


غـفرانك ربنا ما أعظمك

http://f1623.mail.vip.bf1.yahoo.com/ya/download?mid=2%5f0%5f0%5f1%5f26931026%5fAJHrHkgAAA 39UgoxTQAAALvcez0&pid=5&fid=Inbox&inline=1&appid=yahoomail (http://www.ataaalkhayer.com/)

غريبةٌ تلك الحياة !!

تدخلها صغيراً طاهراً نقياً من الذنوب , وتخرج منها وقد أثقلت كاهلك الذنوب

الرب فيها بنعمته رباك ، ومن فيض جوده أطعمك وسقاك ,

مِن عُريٍ سَتركَ وكساك , وبِعينيهِ الرحِيمتَين رَعاك .

من زادِه أكلتَ وشَرِبت , وعلى أرضه نَشَأت ، وتحت سمائِه درجت .

نِعمُهُ عليك كثيرة ... ظاهرةً وباطنه ...

{ وَإِن تَعُدُّواْ نِعْمَةَ اللَّهِ لاَ تُحْصُوهَا }

[ النحل : 18 ]

في كل لحظةٍ له عليك امتِنان , وعن كل نَسمةٍ يستحق الشُكران ,

وأنت عن هذا كله قد غفلت .

تتظاهر بالغِنى عنهُ وهو الغني عنك ، وتُجاهِرهُ بالعصيان فيسترك ,

وتتطاول على محارمه فيمهلك .

تزداد عنه بعداً وهو دوماً منك قريب ،

فسبحانه حين قال :

{ وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ}

[ البقرة : 186 ]

فسبحانك ربنا ، ما أحلمك !.

استغفر الله من ذنـب يُؤَرقُنـِــي ..... ويطرُدُ النوم عن عيني ويحزِنُني

استغفر الله كيف الرب أعصِيه ..... ونِعمةٌ منه في الإكرام تغــــمرني

كلنا يذنب ..... ولكن !

هناك فرق بين من يذنب فتراه بعد الذنب خائفاً وجِلاً ,

وبين ذلك الذي يذنب الذنب ولا يبالي ,

وربما ذُكر بأن هذا الذنب عصيان لله عز وجل ,

فإذا به يجعل الله أهون الناظرين إليه والعياذ بالله .

أخي في الله : قبل أن تفكر في الذنب

فكر من هذا العظيم الكبير الجليل الذي تتجرأ عليه وتَتَقَحَمُ حماه ،

وتبارزه بالذنوب والخطايا ،

فكأنك أخي لم تسمع قول الجبار سبحانه :

{ وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ

وَالسَّموَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ }

[ الزمر : 67 ]

تأمل في حجم السماوات والأرض الآن ,

وكيف سيكون حجمها وهي بيد الرحمن ,... فأين حجمك أنت حينها .

إياك ... إياك أخي في الله :

أن تحقر شيئا من الذنوب وإن بدت لك أنها صغيرة ،

فإنها في حق الله جل وعلا كبيرة , فبقدر ما يصغر الذنب عندك ...

يعظم عند الله , وبقدر ما يعظم عندك , فإنه يصغر عند الله .

فإياكم ومحقرات الذنوب فإن الصغير منها يدعو للكبير .

يقول ابن مسعود :

إن المؤمن يرى ذنبه كجبل يخاف أن يقع عليه ,

وإن المنافق يرى ذنبه كذباب وقع على أنفه فقال به هكذا .. أي أبعده بيده .

فمن أي الفريقين ترى نفسك عند ارتكابك للذنوب ؟!.

أخي في الله :

إن كنت في دنياك قد أسرفت , وعن ربك قد ابتعدت ,

فتدارك نفسك مادام في العمر بقية ، وابشر برب رحيم كريم حليم .

يقول الله تعالى :

{ قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ

إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ }

[ الزمر : 53 ]

انظر إلى كرم الله ولطفه بك حتى وأنت مسرف على نفسك ,

لقد وعدك بغفران الذنوب كلها ولم يقل بعضها .

فماذا عساك تنتظر بعد ذلك , وما الذي عن طلب مغفرته يؤخرك ؟

أقبل على الله ولا تتردد . وأعقب كل معصية توبة , وكل خطيئة استغفارا ،

وأبشر بكل خير . فلا أحلم ولا أرحم من الله .

فهو الذي يأمر ملك السيئات حين تعصيه

أن يمهلك ساعات قبل أن يكتبها عليك , رغبة منه أن تتوب منها .

إن أصبت حسنة حط عنك بها من السيئات ، وضاعفها لك عشرات المرات .

حتى وإن تماديت في ذنبك ، يظل الرب الرحيم يناديك ،

وفي الكثير من آياته يدعوك .

يقول لك الله جل وعلا في الحديث القدسي :

( يا ابن آدم ! إنك ما دعوتني ورجوتني غفرت لك على ما كان منك ولا أبالي

يا ابن آدم ! لو بلغت ذنوبك عنان السماء ثم استغفرتني غفرت لك ولا أبالي ،

يا ابن آدم ! إنك لو أتيتني بقراب الأرض خطايا ثم لقيتني

لا تشرك بي شيئا لأتيتك بقرابها مغفرة )

عبد الله :

لا تستكبر على الكبير وأنت الصغير ، ولا تستغن عن الغني وأنت الفقير .

وأعلم انك لو مكثت سنوات طوالا في عصيانه ,

ثم أتيته يوما صادقا ترجو القبول , فسيفتح لك الأبواب ,

ويقول لك سبحانه :

( عبدي أطعتنا فقربناك , وعصيتنا فأمهلناك , وإن عدت إلينا قبلناك)

فسبحانك يا ربي ما أعظمك ....... سبحانك يا ربي ما أحلمك .

يقول صلى الله عليه وسلم :

( أَذْنَبَ عَبْدٌ ذَنْبًا ، فَقَالَ : اللَّهُمَّ ! اغْفِرْ لِي ذَنْبِي ،

فَقَالَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى : أَذْنَبَ عَبْدِي ذَنْبًا ، فَعَلِمَ أَنَّ لَهُ رَبًّا يَغْفِرُ الذَّنْبَ ،

وَيَأْخُذُ بِالذَّنْبِ . ثُمَّ عَادَ ، فَأَذْنَبَ ، فَقَالَ : أَيْ رَبِّ ! اغْفِرْ لِي ذَنْبِي ،

فَقَالَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى : عَبْدِي أَذْنَبَ ذَنْبًا ،

فَعَلِمَ أَنَّ لَهُ رَبًّا يَغْفِرُ الذَّنْبَ , وَيَأْخُذُ بِالذَّنْبِ ، ثُمَّ عَادَ فَأَذْنَبَ ،

فَقَالَ : أَيْ رَبِّ ! اغْفِرْ لِي ذَنْبِي ، فَقَالَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى : أَذْنَبَ عَبْدِي ذَنْبًا ،

فَعَلِمَ أَنَّ لَهُ رَبًّا يَغْفِرُ الذَّنْبَ ، وَيَأْخُذُ بِالذَّنْبِ , أعمل ما شئت فقد غفرت لك)

وقوله فليفعل ما شاء

أي : مادام أنه على هذه الحال يستغفر عن كل ذنب يقع منه .

اللهم إنك تعلم أنا نحبك وإن كنا نعصيك , فاغفر لنا يا الله


http://f1623.mail.vip.bf1.yahoo.com/ya/download?mid=2%5f0%5f0%5f1%5f26931026%5fAJHrHkgAAA 39UgoxTQAAALvcez0&pid=6&fid=Inbox&inline=1&appid=yahoomail