المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : زوجي مشغولٌ عني ، وأفكر بالطلاق


vip_vip
07-22-2010, 11:39 AM
زوجي مشغولٌ عني ، وأفكربالطلاق


السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
زوجي رجل على دين وخلق ولا أزكيه على الله، ولكن كثرت
المشاكل بيننا في الآونة الأخيرة، وتكاد تعصف بزواجنا بشكل
أو بآخر؛ وذلك نظرًا لطول انشغاله عني وعن أولاده.. ولقد كنت
لعدة سنوات في بداية زواجي أتحمل مسئولية البيت والأولاد
وحدي نظرًا لسفره باستمرار للعمل، وكان يأتي فقط في عطلة
الأسبوع وأتحمل المزيد من المسئولية، حيث أتفانى في تجهيز
كل ما يحتاجه في سفر الأسبوع التالي من طعام وملبس، وكنت
أدعو الله أن ينتقل للعمل بمدينتنا حتى يتواجد معي ويخفف عني
الحمل. والآن منذ عامين تقريبا انتقل للعمل بمدينتنا ولكني
مازلت أكاد لا أراه إلا يوم الجمعة، فهو طول الأسبوع لديه عمل
ينتهي قرب صلاة المغرب، فيأتي ليصلي ثم يأكل ويغير ملابسه،
فإذا بصلاة العشاء يؤذن لها فينزل مرة أخرى، إما لحضور
الدروس أو للسعي في أمور الخير من هذه الجمعية إلى تلك
أو لدرس القرآن وللقاء الإخوة.. ولا يعود قبل الساعة الحادية
عشرة أو الثانية عشرة.. وعادة يعود فأكون قد نمت؛ أو أستعد
للنوم أو للخناق معه لأن اليوم مر دون أن أشعر بوجوده أنا
أو أولاده. فيكون رده "ألم أجلس معكم ساعة وأكثر من المغرب
للعشاء؟! صدق رسول الله إنكن تكفرن العشير، أو يقول:
اعتبريني لا زلت مسافرًا" أليس في هذا ظلم لي وللأولاد؟ لماذا
هو لا ينسى حقوقه الزوجية؟ ألا أحتاج أنا أيضا لزوج يؤنسني
ويلاطفني بالكلام والحديث معي؟ وأنا لا أطالبه بالكف عن سبل
الخير التي يقوم بها معاذ الله فأنا لست بجاهلة ولكن أكيد هناك
حل.. فزوجي يخرج كل طاقاته خارج المنزل ويعود متعبًا جدا،
وإذا سألته عن شيء لا يتحدث معي، وأصبحت أعرف أخباره
فقط إذا تحدث أمامي عبر الهاتف.. علمًا أنني أهملت نفسي لأني
ليس لي زوج أهتم بالظهور جميلة أمامه، وكذلك أعترف أنني
أصبحت أتكاسل في أداء واجباتي تجاهه، وأشعر دائما بالإحباط
ودنو الهمة، وأعلم أن هذا عيب وخطأ مني ولكن تعبت من تحمل
المسئولية وحدي والشعور بالوحدة.. كما أصبحت أفكر دائما في
الطلاق؛ لأني أصلاً عائشة وحدي مع أولادي، وزوجي ملزم
بالصرف على أولاده، وأما أنا فأهلي ميسورو الحال والحمد لله،
ولكنى لازلت أحب زوجي ولا أريد أن أصل لمثل هذا الحل...
أرشدوني مأجورين..

الجواب

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد..

أختي الغالية.. أقول لك احمدي الله تعالى أن جعل زوجك من
الناس الذين همتهم عالية في الخير وفعل الخير، ولم تنصرف
همته إلى حظوظ النفس الكثيرة والتي ربما جرَّت إلى معصية،
نعم هو مطالب بأن يعطي كل ذي حق حقه، وأنت وأبناؤك لكم
عليه حقوق ولكن يا غالية تعالي نفكر في طريقة أخرى غير
المواجهة التي أحيانا لا تجدي نفعا.
من أجمل الوسائل لحل المشكلات هي مهارات التواصل الجيد بين
الأزواج، ولعل أهمها استخدام نبرة الصوت ونظرة العين
واللمسة الحانية أثناء الحوار، ثم المشاركة في الهم والدعم
المعنوي القوي الذي يجعل الآخر يشعر بقرب الطرف الآخر منه
واهتمامه به ومحبته له وليس فقط امتلاكه هو ووقته وماله.
لذلك أقول لك يا غالية افرحي أن زوجك من هذا النوع، ولكن
يجب عليك أن تساعديه على إحداث التوازن في حياته وحياتكم
معاً وذلك من خلال عدة أمور منها:

• تذكري أن السبب الذي يدعو زوجك للبقاء أكثر الوقت خارج
المنزل هو تعوده في سنين الغربة على هذا النمط من العيش،
وأنه لم يتعود على الحياة الأسرية، فامنحيه الوقت واصبري
وسوف تستطيعين تغيير الحياة إلى الأفضل وهذا يحصل
بالتدريج.
• بما أن زوجك يخرج لحفظ القرآن فلماذا لا تجعلين لك دورا في
ذلك من خلال التسميع له، وبالتالي تحفظين أنت وأبناؤك معه،
وهذا يفرحه ويجعله يشعر بمشاركتك له.

• الأعمال الخيرية الكل مطالب بالانخراط فيها كل فيما يحسن
حتى أنت، فالإنسان السوي يجد في جمعيات النفع العام متنفسا
لفعل الخير وكسب الكثير من الأجر، فبدلا من أن تثنيه عن فعل
الخير شاركيه واخرجي معه ولو مرة واحدة في الأسبوع، فهذا
سيخلق نوعا من الانسجام الفكري بينك وبينه، ويجعل الحوار
متصلا والأفكار متجددة من خلال النقاش المستمر.

• لو أن كل واحدة من نساء المسلمين أرادت الاستئثار بزوجها
وصرف وقته كله من أجلها هي وأبنائها فمن للمسلمين؟
وتذكري قوله تعالى: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ
وَأَوْلادِكُمْ عَدُوّاً لَكُمْ فَاحْذَرُوهُمْ وَإِنْ تَعْفُوا وَتَصْفَحُوا وَتَغْفِرُوا فَإِنَّ
اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ" [التغابن:14].
لذا احرصي على كسب الأجر لك وله ولأبنائكم، فصلاح الآباء
يلحق الأبناء، فاعملي أنت وهو من أجل صلاح ذريتكما لقوله
تعالى: "وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحاً" [الكهف:82]. وعليك إنشاء أسرة
صالحة محبة للخير وللمسلمين وتذكري أن هذا من صناعة
المعروف.
• كوني متأكدة أن الله سوف يبارك لك في الوقت والجهد، واجعلي
الهمة العالية عنوانًا لك وشعارًا، وتفاءلي وأحسني الظن بالله
واسأليه العون فهو خير معين، واهتمي بنفسك وكوني محسنة
للظن فهو يعود عليك بالراحة والسعادة، ومن خلال عمل الخير
ستجدين صحبة جيدة تعينك على فعل الخير.
• تذكري في كثير من الأحيان أن الرجال لا يحتاجون إلى التوجيه
والمطالبة بالعدل بالحديث المباشر بل من خلال نقاشات حانية
من زوجة محبة تساعد على إحداث التوازن المطلوب.

وفقك الله على فعل الخير وأعانك على احتواء زوجك ومساندته
في فعل الخير، وأصلح لي ولك ولجميع المسلمات النية والذرية