المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : نحن المسلمون ( كرماء )


vip_vip
05-10-2010, 01:24 AM
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الانبياء والمرسلين وبعد :

فما ساد المسلمون العالم عبثا وما كانوا خير امة أخرجت للناسا جذافا ،


ولأن كان لنا تاريخ رائد نتغنى به ، وحاضر لا يخلو من اشراقات ،


ومستقبل لا يمكن ان نحرم فيه الخيرية بوعد رب العالمين لنا ،


فان كل هذا ما كان ليتحقق ولن يتحقق الا لتخلقنا بصفات


ميزتنا وتميزنا عن غيرنا من الامم...


في هذه السلسلة الكريمة "نحن المسلمون"


نستعرض لصفات ووافعال ووقائع تميزنا نحن المسلمين من خلال حلقات اسبوعية


نتشارك بها في بيتنا الكريم " بيت عطاء الخير " ،


سائلين المولى عز وجل السداد والتوفيق .. فما اصبنا فيه فمنه وحده جل وعلا ..


وما أخطأت فمن نفسي ومن الشيطان ..


والله من وراء القصد .




كرماء


حَبَّبَ الإسلامُ إلى بَنِيهِ أن تكون نفوسهم سخيَّة، وأيديهم نديَّة؛


ذلك أنه دين يقوم على الإنفاق والبذل، فمن أهمِّ صفات المؤمنين أنهم


{يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ سِرًّا وَعَلانِيَةً} [البقرة: 274].



ومن ثَمَّ فالمسلم مطالب أن يجعل في ماله متَّسعًا للفقراء والمحتاجين،


فدعوة الإسلام إلى الجود والإنفاق مستفيضة مطَّردة، وحربه على البخل والشحِّ


موصولة مُتَّقدة؛ لأنه لا بُدَّ لاستتباب السكينة، وضمان السعادة أن يعطف القوي


على الضعيف، وأن يرفق المكثر بالمقلِّ. وفي الإسلام شرائع محكمة لتحقيق


هذا التكافل بين أبناء الأُمَّة؛ منها: تنشئة النفوس على فعل الخير


وإسداء المعروف للناس، والوعد بالجزاء الجزيل على هذا البذل،


والتحذير الشديد من معرَّة البخل وعواقبه الذميمة.



بل إن الإنفاق يقي المنفق نفسَه شرَّ أحقاد مَنْ يُعطيهم، ويمسح عن قلوبهم


آثار الحسد والبغضاء، فإنَّ مَشَاهِد الفقراء المحتاجين تستثير في نفس المؤمن


مشاعرَ العطف، فلا يهدأ له بال، ولا تقرُّ له نفس حتى يذهب عنهم ما بهم من حاجة؛


ومِن ثَم كانت دعوة الإسلام مستمرَّة إلى التنافس في فعل الخير والإنفاق على


الفقراء والمساكين وذوي الحاجة.



ولأن الإنسان مجبول على حُبِّ المال بَيَّن الإسلام أن الفوز بخيري الدنيا والآخرة


لا يتمُّ إلاَّ إذا نجح الإنسان في قمع دوافع البخل في نفسه؛


حتى يعوِّدها الكرم والسخاء.



والبذل الواسع في إخلاصٍ ورحمة يغسل الذنوب ويمسح الخطايا،


فهو الذي يُعِيدُ إلى الإنسان نقاءَهُ، ويلفُّه في ستار الغفران والرضا،


وقد قال http://us.mg4.mail.yahoo.com/ya/download?mid=1%5f792011%5fAOMNw0MAAVvAS%2baL2Aa99R lf8mo&pid=5&fid=Inbox&inline=1:


"صَنَائِعُ الْمَعْرُوفِ تَقِي مَصَارِعَ السُّوءِ، وَصَدَقَةُ السِّرِّ تُطْفِئُ غَضَبَ الرَّبِّ،


وَصِلَةُ الرَّحِمِ تَزِيدُ فِي الْعُمُرِ"[1].


وما من شيء أشق على الشيطان، وأبطل لكيده، وأقتل لوساوسه من


إخراج الصدقات؛ ولذلك يقذف في النفوس الوهْن حتى يثبطها عن البذل،


قال تعالى:


{الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُمْ بِالْفَحْشَاءِ وَاللَّهُ يَعِدُكُمْ مَغْفِرَةً مِنْهُ وَفَضْلاً وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ}


[البقرة: 268].



وقد يظنُّ الناس أنَّ السخاءَ يُنقص الثروة، والحقُّ أنَّ الكرم طريق السعة


وسبب النماء؛ وفي الحديث القدسي:


"يَا عَبْدِي، أَنْفِقْ أُنْفِقْ عَلَيْكَ"[2].


وقال تعالى: {وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ} [سبأ: 39].



وربما يحرص المرء على المال لأنه يريد ترك أولاده في ثراءٍ، وفي الحديث:


"... أَنْ تَدَعَ وَرَثَتَكَ أَغْنِيَاءَ خَيْرٌ مِنْ أَنْ تَدَعَهُمْ عَالَةً يَتَكَفَّفُونَ النَّاسَ فِي أَيْدِيهِمْ"[3].


ولكن ينبغي ألاَّ يتمَّ هذا على حساب دينه وخُلُقه، فلا ينبغي لإنسان أن يتأخَّر


عن بذلٍ في سبيل الله؛ ليدَّخر الكثير لولده، وإلا فثَمَّ إساءة في شُكر النِّعم.



على أن الإسلام يوصي بأن يكرم المرءُ نفسَه، ثم أهل بيته، ثم ذوي رحمه،


ثم سائر الناس. وليس من الدِّينِ أن يضع المرءُ ماله في مصرفٍ آخر تاركًا أهله


في فاقة؛ فالإسلام يرتِّب النفقات المشروعة الترتيب المثمر الصالح.


قال رسول الله http://us.mg4.mail.yahoo.com/ya/download?mid=1%5f792011%5fAOMNw0MAAVvAS%2baL2Aa99R lf8mo&pid=5&fid=Inbox&inline=1:


"الصَّدَقَةُ عَلَى الْمِسْكِينِ صَدَقَةٌ، وَعَلَى ذِي الْقَرَابَةِ اثْنَتَانِ: صَدَقَةٌ وَصِلَةٌ"[4].



هذا هو مفهوم الجود والكرم في الإسلام، فما أعظمه من مفهوم!



[1] : شعب الإيمان (7834) عن أنس بن مالك t، والطبراني: المعجم الكبير 7/300،


والمعجم الأوسط 2/455، 13/343، وابن عساكر: تاريخ دمشق 13/172.



[2] ا لبخاري: كتاب التفسير، باب تفسير سورة هود (4407) عن أبي هريرة t،


ومسلم: كتاب الزكاة، باب الحث على النفقة وبتبشير المنفق بالخلف (993).



[3] البخاري: كتاب الوصايا، باب أن يترك ورثته أغنياء خير من أن يتكففوا الناس (2591) عن سعد بن أبي وقاص t،


ومسلم: كتاب الوصية، باب الوصية بالثلث (1628).



[4] الترمذي: كتاب الزكاة، باب ما جاء في الصدقة على ذي القرابة (658) عن سلمان بن عامر،


وقال أبو عيسى: حديث سلمان بن عامر حديث حسن. وقال الألباني: ضعيف، والصحيح من فعله r.


انظر: صحيح الترغيب والترهيب (892). والنسائي (2582)، وأحمد (16272)


تعليق شعيب الأرناءوط: حديث صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف. وابن ماجه (1844)، والدارمي (




المصادر :

- موقع قصة الاسلام