المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : النفس و الروح


بنت الاسلام
09-13-2013, 02:19 AM
الأخت الزميلة /نــــانــــا




النفس و الروح

https://mail.google.com/mail/?ui=2&ik=fa86e51482&view=att&th=14112657a00d3431&attid=0.4&disp=emb&zw&atsh=1



في اللغة الدارجة دائما ما نخلط بين النفس والروح ، فنقول أن فلان


طلعتروحه .. أو روحه تشتهى كذا .. أوروحه تتعذب .. أو أن روحه


توسوس له .. أو أن روحه زهقت .. أو أن روحه ضاقت واشتاقت


وضجرت وملت .. وكلها تعابير خاطئة تخص النفس وليس الروح.



فالتي تخرج من بدنالميت عند الحشرجة هي نفسه وليست روحه


يقول الملائكة في القرآن للمجرمين



}أَخْرِجُواْ أَنفُسَكُمُ الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ{


93-الأنعام



والتي تذوق الموت هي النفس وليستالروح



}كُلُّ نَفْسٍ ذَآئِقَةُ الْمَوْتِ {


185-آل عمران



ونرى هنا أن النفس تذوق الموت ولكن لاتموت .. فتذوقها الموت


هو رحلة خروجها من البدن ، والنفس موجودة قبل الميلاد، وهىموجودة


بطول الحياة، وهى باقية بعد الموت،



وعن وجود الأنفس قبل ميلاد أصحابها يقولالله :


انه أخذ الذرية من ظهور الآباء قبل أن تولد وأشهدها على ربوبيته


حتى لايتعلل احد انه كفر لأنه وجد أباه على الكفر.



}وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ


عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا {


172- الأعراف



فذلكمشهد أحضرت فيه الأنفس قبل أن تلابس أجسادها بالميلاد ،


فقد كان لكل نفس مشهد طالعتفيه الربوبية .. وبهذا استقرت حقيقة


الربوبية في فطرتنا جميعا.



ثم أن الروح لاتوسوس ولا تشتهى ولا تهوى ولا تمل ولا تتعذب


ولا تعانى انتكاسا .. إنما تلك كلها منأحوال النفس وليس الروح.


يقول القرآن:



}فَطَوَّعَتْ لَهُ نَفْسُهُ قَتْلَ أَخِيهِ فَقَتَلَهُ{


30- المائدة



} وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ{


16-ق



}وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا (7) فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا{


7 و 8-الشمس



} بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنفُسُكُمْ أَمْرًا فَصَبْرٌ جَمِيلٌ {


18- يوسف



} وَضَاقَتْ عَلَيْهِمْ أَنْفُسُهُمْ وَظَنُّوا أَنْ لا مَلْجَأَ مِنَ اللَّهِ إِلا إِلَيْهِ{


118- التوبة



} إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُعَذِّبَهُمْ بِهَا فِي الدُّنْيَا وَتَزْهَقَ أَنْفُسُهُمْ{


55- التوبة



} وَمَنْ يَرْغَبُ عَنْ مِلَّةِ إِبْرَاهِيمَ إِلَّا مَنْ سَفِهَ نَفْسَهُ{


130-البقرة



} وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ المفلحون{


9-الحشر



}وَأُحْضِرَتِ الْأَنْفُسُ الشُّحَّ {


128-النساء



} وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِي إِنَّ النَّفْسَ لأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ {


53- يوسف



فالنفس هي المتهمة في القرآن


بالشحوالفجور والوسواس، وللنفس في القرآن ترق وعروج


فهي ممكن أن تتطهر وتتزكى، فتوصفأنها لوامة وملهمة


ومطمئنة وراضية ومرضية



}يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً


فَادْخُلِي فِي عِبَادِي وَادْخُلِي جَنَّتِي{


27-30– الفجر



أما الروح فيالقرآن


فتذكر دائما بدرجة عالية من التقديس والتشريف، ولا تنسب إلى الإنسان


وإنماتأتى دائما منسوبة إلى الله


يقول الله عن مريم



}فَأَرْسَلْنَا إِلَيْهَا رُوحَنَا فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَرًا سَوِيًّا{


17- مريم

بنت الاسلام
09-13-2013, 02:20 AM
ويقول عن آدم

} فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ {
29- الحجر.

يقول(روحي) ولا يقول روح آدم.فينسب ربنا الروح لنفسه دائما

} وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ{
أي من الله
22-المجادلة

ويقول عن نزول القرآن

} وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحاً مِّنْ أَمْرِنَا {
52-الشورى

} يُلْقِي الرُّوحَ مِنْ أَمْرِهِ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ لِيُنْذِرَ يَوْمَ التَّلَاقِ{
15-غافر

} يُنَزِّلُ الْمَلآئِكَةَ بِالْرُّوحِ مِنْ أَمْرِهِ عَلَى مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ{
2- النحل

فالروح دائما في حركة من الله والى الله ولا تجري عليها الأحوال
الإنسانية ولا الصفات البشرية .. ولا يمكن أن تكون محل لشهوة
و هوى أو شوق أو عذاب .. ولهذا توصف الروح بألفاظ عالية.
فيقول القرآن عن جبريل :
أنه روح القدس .. والروح الأمين.
أما النفس فهي تنسب دائما إلى أصحابها

}وَمَا أَصَابَكَ مِنْ سَيِّئَةٍ فَمِنْ نَفْسِكَ {
79- النساء

}مَنِ اهْتَدَىٰ فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ{
15-الإسراء

} وَضَاقَتْ عَلَيْهِمْ أَنفُسُهُمْ{
118- التوبة

} وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِي{
53- يوسف

} وَكَذَلِكَ سَوَّلَتْ لِي نَفْسِي{
96- طه

وعندما تنسب النفس إلى الله فتلك هي الذات الإلهية

} وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ{
28 آل عمران

فالنفس الإلهية هي غيب الغيب يقول عيسى لربه يوم القيامة

} تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلا أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ{
116- المائدة

فالنفس الإلهية لا تتشابه مع النفس الإنسانية إلا في اللفظ فقط
ولكنها شيء آخر البتة..

} لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ{
11- الشورى

} وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ{
4 –الإخلاص

والسؤال إذا ما نصيب كل من الروح ؟
وما معنى أن لنا روحا وجسدا ؟
وما علاقة نفس كل منا بروحه وجسده؟
أما نصيبنا من الروح فهو النفخة التي ذكرها القرآن في قصة خلق آدم

} إِنِّي خَالِقٌ بَشَراً مِن طِينٍ (71) فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ
مِن رُّوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ (72) {
71و 72- ص

وعلاقة النفس بالروح والجسد هي أشبه بعلاقة ذرة الحديد بالمجال
المغناطيسي ذي القطبين
والذي يحدث دائما للنفس هو حالة استقطاب، إما انجذاب وهبوط إلى
الجسد إلى حمأة الواقع وطين الغرائز والشهوات، وهذا ما يحدث
للنفس الحيوانية حينما تشاكل الطين وتجانس التراب في كثافتها،
وإما انجذاب وصعود إلى الروح إلى سموات المثال والقيم والأخلاق
الربانية، وهو ما يحدث للنفس حينما تشاكل الروح في لطفها
وشفافيتها .. والنفس في حالة تذبذب طوال الحياة ما بين القطبين.
ومن هنا نفهم أن حقيقة الإنسان هي نفسه،
والذي يولد ويبعث ويحاسب هو نفسه .. أما جسده وروحه فهما مجرد
مجال تماما مثل الأرض والسموات في كونهما مجال حركة بالنسبة
للإنسان ليظهر مواهبه وملكاته.
فالنفس يمكن أن ترتقي وتتزكى حتى تشاكل الروح فتلك نفس يقربها
الله من عرشه ويقول عنها أنها ستكون

}فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِندَ مَلِيكٍ مُّقْتَدِرٍ {
55- القمر

أما النفوس المظلمة التي تهبط بفجورها إلى الدرك الشيطاني
فهم الذين يقول عنهم ربهم يوم القيامة

}إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ}
15- المطففين

والروح لا مكان لها في جنة أو جحيم وإنما هي نور من نور الله
تنسب إليه، وهي منه لا يجري عليها محاسبة أو معاقبة أو مكافأة
وإنما هي المثل الأعلى

}وَللّه الْمَثَلُ الأَعْلَىَ وَهُوَ الْعَزيزُ الْحَكيمُ {
60- النحل

} وَلَهُ الْمَثَلُ الأَعْلَى فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ
وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ {
27- الروم

وذلك عالم المثال النوراني الذي يستمد قدسيته ونورانيته
من كونه من الله ومن أمر الله

}وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ ۖ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي
وَمَا أُوتِيتُم مِّنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلً {
85- الإسراء.

مصطفى محمود - رحمة الله عليه

https://mail.google.com/mail/?ui=2&ik=fa86e51482&view=att&th=14112657a00d3431&attid=0.5&disp=emb&zw&atsh=1