المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : وَأَذِّن فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ / نكرر الحلقة ( 578 ) من أحكام الـحـج 13


adnan
09-25-2013, 09:50 PM
( الحلقة رقم : 578 )


{ الموضوع التاسع الفقرة 13 }

( أحكــام الحــــج )

أخى المسلم
بمناسبة قرب الحج بلغنا الله و إياكم
نكرر معكم اليوم الموضوع الـتاسع من مواضيع دين وحكمة




الحمد لله الذى جعل كلمة التوحيد لعباده حرزاً و حصناً
و جعل البيت العتيق مثابة للناس و أمناً
و أكرمه بالنسبة إلى نفسه تشريفاً و تحصيناً و مناً
و جعل زيارته و الطواف به حجاباً بين العبد و بين العذاب و مجناً
و الصلاة و السلام على محمد نبى الرحمة و سيد الأمة
و على آله و صحبه قادة الحق و سادة الخلق
و سلم تسليما كثير

شروط الطواف

ماهى شروط الطواف

1 الطهارة من الحدث الأصغر و الأكبر و النجاسة


لما رواه أبن عباس رضى الله عنهما
أن النبى صلى الله عليه و سلم قال

) الطواف صلاة
إلا أن الله تعالى أحل فيه الكلام فمن تكلم فلا يتكلم إلا بخير (
رواه الترمذى و الدارقطنى و صححه الحاكم و أبن خزيمة و أبن السكن

و عن أمنا عائشه رضى الله تعالى عنها و عن أبيها

[ أن رسول الله صلى الله عليه و على آله و صحبه و سلم
دخل عليها و هى تبكى

فقال :

( أنفستِ ؟ )
يعنى الحيضه
قالت : نعم

قال :

( أن هذا شئ كتبه الله على بنات أدم
فأقضى ما يقضى الحاج
غير أن لا تطوفى بالبيت حتى تغتسلى ) ]

رواه مسلم

و عنها رضى الله تعالى عنها و عن أبيها أنها قالت

[ أن أول شئ بدأ به النبى صلى الله عليه و سلم
حين قدم مكة أنه توضأ ثم طاف بالبيت ]

رواه الشيخان

و من كان به نجاسة لا يمكن إزالتها
كمن به سلس بول و كالمستحاضة التى لا يرقأ دمها
فانه يطوف و لا شئ عليه بإتفاق

2 ستر العورة

لحديث أبى هريرة رضى الله تعالى عنه أنه قال

[ بعثنى أبو بكر الصديق فى الحجة التى أمره عليها
رسول الله صلى الله عليه و سلم قبل حجة الوداع
فى رهط يؤذنون فى الناس يوم النحر
لا يحج بعد العام مشرك و لا يطوف بالبيت عريان ]

رواه الشيخان

3 أن يكون سبعة أشواط كاملة

فلو ترك خطوة واحدة فى أى شوط. لا يحتسب طوافه
فأن شك بنى على الأقل حتى يتيقن السبع
و أن شك بعد الفراغ من الطواف فلا يلزمه شئ

4أن يبدأ الطواف من الحجر الأسود و ينتهى إليه

5 أن يكون البيت عن يسار الطائف

فلو طاف و كان البيت عن يمينه لا يصح طوافه

لقول جابر رضى الله عنه

[ لما قدم رسول الله صلى الله عليه و سلم مكة
أتى الحجر الاسود فأستلمه
ثم مشى عن يمينه فرمل ثلاثا و مشى أربعا ]

رواه مسلم

6 أن يكون الطواف خارج البيت

فلو طاف فى الحجر لا يصح طوافه
فأن الحج و الشاذروان من البيت
الشاذروان أى البناء الملاصق لأساس الكعبة الذى توضع به حلق الكسوه
و الله عز و جل أمر بالطواف بالبيت لا فى البيت

قال تعالى

{ ثُمَّ لْيَقْضُوا تَفَثَهُمْ وَلْيُوفُوا نُذُورَهُمْ وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ }
الحج29

و يستحب القرب من البيت إن تيسر

7 موالاة السعى

عند مالك و أحمد

و لا يضر التفريق اليسير لغير عذر و لا التفريق الكثير لعذر
و ذهب الحنفية و الشافعية إلى أن الموالاة سنة
فلو فرق بين أجزاء الطواف تفريقا كثيرا بغير عذر
لا يبطل و يبنى على ما مضى من طوافه
و روى سعيد بن منصور عن حميد بن زيد أنه قال
رأيت عبد الله بن عمر رضى الله تعالى عنهما
طاف بالبيت ثلاثة أطواف ( أى أشواط ) أو أربعة
ثم جلس يستريح و غلام له يروح عليه
فقام فبنى على ما مضى من طوافه

و عند الشافعية و الحنفية

لو أحدث فى الطواف
توضأ و بنى و لا يجب الإستئناف و إن طال الفصل
وعن ابن عمر رضى الله عنهما
أنه كان يطوف بالبيت فأقيمت الصلاة فصلى مع القوم
ثم قام فبنى على ما مضى من طوافه

و عن عطاء رضى الله عنه

انه كان يقول
فى الرجل يطوف بعض طوافه
ثم تحضر الجنازه قال :
[ يخرج يصلى عليها ثم يرجع فيقضى مابقى من طوافه ]


سنن الطواف

للطواف سنن نذكرها فيما يلى :-

1 إستقبال الحجر الأسود

عند بدء الطواف مع التكبير و التهليل
و رفع اليدين كرفعهما فى الصلاة
و إستلامه بهما بوضعهما عليه و تقبيله بدون صوت
و وضع الخد عليه إن أمكن ذلك
و إلا مسه بيده و قبلها أو مسه بشئ معه و قبله
أو أشار إليه بعصا و نحوه

قال أبن عمر رضى الله عنهما

[ أستقبل رسول الله صلى الله عليه و سلم
الحجر و أستلمه ثم وضع شفتيه يبكى طويلا
فاذا عمر يبكى طويلا
فقال عليه الصلاة و السلام :

( ياعمر هنا تسكب العبرات ) ]

العبرات أى الدموع
رواه الحاكم و قال إسناده صحيح

و عن أبن عباس رضى الله تعالى عنهما أنه قال :

[ أن عمر رضى الله عنه أكب على الركن
فقال :أنى لأعلم أنك حجر
و لو لم أرى حبيبى رسول الله صلى الله عليه و سلم
قبلك و أستلمك ما أستلمتك و لا قبلتك
لقد كان لكم فى رسول الله أسوة حسنة ]

رواه أحمد و غيره بألفاظ مختلفه

و عن أبن عمر رضى الله عنهما

[ أن النبى صلى الله عليه و سلم كان يأتى البيت فيستلم الحجر
و يقول :

( بسم الله و الله اكبر ) ]

رواه أحمد

قال الخطابى

فيه من العلم
أن متابعة السنن واجبة و أن لم يوقف لها على علل معلومة أو أسباب معقولة
و ان إعيانها حجة على من بلغته و أن لم يفقه معانيها
إلا أنه معلوم فى الجملة أن تقبيله الحجر
أنما هو إكرام له ، و إعظام لحقه ، و تبرك به
و قد فضل الله بعض الأحجار على بعض
كما فضل بعض البقاع و البلدان
و كما فضل بعض الليالى و الايام و الشهور
و المعنى أن من صافحه فى الأرض كان له عند الله عهد
فكان كالعهد الذى تعقده الملوك بالمصافحة لمن يريد مولاته و الإختصاص به
و كما يصفق على ايدى الملوك للبيعة

المزاحمة على الحجر

و لا بأس فى المزاحمة على الحجر على أن لايؤذى أحداً
فقد كان أبن عمر رضى الله عنهما يزاحم حتى يدمى أنفه

و قد قال رسول الله صلى الله عليه و سلم لعمر رضى الله تعالى عنه

( يا أبا حفص إنك رجل قوى
فلا تزاحم على الركن فأنك تؤذى الضعيف
و لكن إن وجدت خلوة فأستلم ، و إلا فكبر و أمضى )

رواه الشافعى فى سننه

الإضطباع

الإضطباع هو جعل وسط الرداء تحت الإبط الأيمن و طرفيه على الكتف الأيسر

فعن أبن عباس رضى الله عنهما

[ أن النبى صلى الله عليه و سلم و أصحابه أعتمروا من الجعرانة
فاضطبعوا أرديتهم تحت آباطهم و قذفوها على عواتقهم اليسرى ]

رواه أحمد و أبو داود و هذا مذهب الجمهور
و قالوا فى حكمته
أنه يعين على الرمل فى الطواف

قال مالك

لا يستحب لأنه لم يعرف و لم ير أحدا يفعله
و لا يستحب فى صلاة الطواف إتفاقاً

الــرمــل

الرمل هو الإسراع فى المشى مع هز الكتفين و تقارب الخطى
و قد شرع أظهاراً للقوة و النشاط

فعن أبن عمر رضى الله عنهما

[ ان رسول الله صلى الله عليه و سلم
رمل من الحجر الأسود الى الحجر الأسود ثلاثا و مشى أربعا ]

رواه أحمد و مسلم
و لو تركه فى الثلاث الأول لم يقضه فى الأربعه الأخيرة

و الإضطباع و الرمل خاص بالرجال فى طواف العمرة
و فى كل طواف يعقبه سعى فى الحج

و عند الشافعية

إذا اضطبع و رمل فى طواف القدوم ثم سعى بعده
لم يعد الإضطباع و الرمل فى طواف الإفاضة
و أن لم يسع بعده و أخر السعى إلى ما بعد طواف الزيارة
أضطبع و رمل فى طواف الزيارة

أما النساء فلا إضطباع عليهن لوجوب سترهن و لا رمل

قال أبن عمر رضى الله عنهما

[ ليس على النساء سعى بالبيت و لا بين الصفا و المروه ]

سعى هنا بمعنى رمل
رواه البيهقى

حكمة الرمل

و الحكمة فيما رواه أبن عباس رضى الله عنهما أنه قال :

[ قدم رسول الله صلى الله عليه و سلم
مكة و قد وهنتهم حمى يثرب
وهنتهم أى أضعفتهم و يثرب أى المدينة المنورة
فقال المشركون
أنه يقدم عليكم قوم قد وهنتهم الحمى و لقوا منها شرا
فأطلع الله سبحانه نبيه صلى الله عليه و سلم على ما قالوه
فأمرهم أن يرملوا الأشواط الثلاثة
و أن يمشوا بين الركنين فلما رأوهم رملوا قالوا
هؤلاء الذين ذكرتم أن الحمى قد وهنتهم هؤلاء أجلد منا أى أقوى و أشد ]

قال أبن عباس رضى الله عنهما

[ و لم يأمرهم أن يرملوا الأشواط السبعة كلها إلا إبقاء عليهم ]

رواه البخارى و مسلم و أبو داود و اللفظ له

و لقد بدا لعمر رضى الله عنه أن يدع الرمل بعد ما انتهت الحمى منه
و مكن الله للمسلمين فى الأرض
إلا أنه رأى إبقاءه على ما كان عليه فى العهد النبوى
لتبقى هذه الصورة ماثلة للاجيال بعده

قال محب الدين الطبرى

و قد يحدث شئ من أمر الدين لسبب ثم يزول السبب و لا يزول حكم
إستلام الركن اليمانى

قال أبن عمر رضى الله عنهما

[ لم أرى النبى صلى الله عليه و سلم يمس من الأركان إلا اليمانيين
و قال رضى الله عنهما :
ما تركت إستلام هذين الركنين أى اليمانى، و الحجر الاسود
منذ رأيت رسول الله صلى الله عليه و سلم يستلمهما فى شدة و لا فى رخاء ]

رواه البخارى و مسلم

و إنما يستلم الطائف هذين الركنين لما فيهما من فضيلة ليست لغيرهما
ففى الركن الأسود ميزتان
إحداهما أنه على قواعد إبراهيم عليه السلام
و ثانيهما أن فيه الحجر الأسود الذى جعل مبدءا للطواف و منتهى له
و أما الركن اليمانى المقابل له
فقد وضع ايضا على قواعد إبراهيم عليه السلام

و روى أبو داود عن أبن عمر رضى الله عنهما
أنه أخبر بقول عائشة رضى الله عنها و عن أبيها

[ أن الحجر بعضه من البيت
فقال ابن عمر
و الله انى لأظن عائشة إن كانت سمعت هذا من رسول الله صلى الله عليه و سلم
إنى لأظن رسول الله صلى الله عليه و سلم لم يترك إستلامها
إلا أنهما ليسا على قواعد البيت
و لا طاف الناس وراء الحجر إلا لذلك ]

و الأمه متفقه على إستحباب الركنين اليمانيين
و على أنه لا يستلم الطائف الركنين الأخرين

و روى أبن حبان فى صحيحه

أن النبى صلى الله عليه و سلم قال

( الحجر و الركن اليمانى يحطا الخطايا حطا )

صلاة ركعتين بعد الطواف

يسن للطائف صلاة ركعتين بعد كل طواف
عند مقام إبراهيم أو فى أى مكان من المسجد

فعن جابر رضى الله تعالى عنه

[ أن النبى صلى الله عليه و سلم حين قدم مكة
طاف بالبيت سبعاً و أتى المقام

فقرأ قول الله تعالى :

{ وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثَابَةً لِّلنَّاسِ وَأَمْناً وَاتَّخِذُواْ مِن مَّقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى
وَعَهِدْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ أَن طَهِّرَا بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْعَاكِفِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ }
البقرة125

فصلى خلف المقام ثم أتى الحجر فأستلمه ]

رواه الترمذى و قال حديث حسن صحيح

و السنه فيهما
قراءة سورة الكافرون بعد الفاتحة فى الركعة الاولى
و سورة الاخلاص فى الركعة الثانية
فقد ثبت ذلك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم
كما رواه مسلم و غيره
و تؤديان فى جميع الأوقات حتى أوقات النهى

فعن جبير بن مطعم رضى الله تعالى عنه
أن النبى صلى الله عليه و سلم قال

( يا بنى عبد مناف لا تمنعوا أحداً طاف بهذا البيت
و صلى أية ساعة شاء من ليل أو نهار )

رواه احمد ، و أبو داود ، و الترمذى ، و صححه
و هذا مذهب الشافعى و أحمد

و كما أن الصلاة بعد الطواف تسن فى المسجد فأنها تجوز خارجه

فقد روى البخارى

عن أم المؤمنين أمنا السيدة / أم سلمة / رضى الله تعالى عنها

أنها طافت راكبة فلم تصلى حتى خرجت

و روى مالك
عن عمر رضى الله تعالى عنه

[ أنه صلاهما بذى طوى ]

و قال البخارى

و صلى عمر رضى الله عنه خارج الحرم
و لو صلى المكتوبة بعد الطواف أجزأته عن الركعتين

و هو الصحيح عند الشافعية و المشهور من مذهب أحمد

و قال مالك و الاحناف

لا يقوم غير الركعتين مقامهما

و تفضلوا بزيارة موقعنا فبه الحلقات السابقة

و به من خير الله الكثير

www.ataaalkhayer.com (http://www.ataaalkhayer.com)



و نرفقها لكم فى ملف لمن يرغب الأحتفاظ بها

و نطلب من كل من يسر الله أداء الفريضة أن لا ينسانا من صالح الدعاء

و إلى اللقاء فى الحلقة القادمة إن كان فى العمر بقية إن شاء الله

و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

أخيكم الفقير إلى عفو ربه و مغفرته

هشام عباس محمود