المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : درس اليوم 02.12.1434


adnan
10-06-2013, 07:59 PM
إدارة بيت عطاء الخير
درس اليوم

خصائص العقيدة عند أهل السنة و الجماعة

https://mail.google.com/mail/u/0/?ui=2&ik=8c4e62fb9f&view=att&th=1418dd242c87967b&attid=0.4&disp=emb&zw&atsh=1
8 - البقاء والثبات والاستقرار
من أهم خصائص عقيدة أهل السنة: البقاء والثبات والاستقرار والاتفاق
فعقيدتهم في أصول الدين ثابتة طيلة هذه القرون، وإلى أن تقوم الساعة،
بمعنى أنها متفقة ومستقرة ومحفوظة، رواية ودراية، في ألفاظها
ومعانيها، تتناقلها الأجيال جيلاً بعد جيل، لم يتطرق إليها التبديل
ولا التحريف، ولا التلفيق ولا الالتباس، ولا الزيادة ولا النقص.

ومن أسباب ذلك:
أنها مستمدة من كتاب الله الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا
من خلفه، ومن سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي لا ينطق
عن الهوى، وقد تلقاها الصحابة ثم التابعون، وتابعوهم، وأئمة الهدى
المستمسكون بهديه صلى الله عليه وسلم إلى اليوم، رواية ودراية،
تلقيناً وكتابة.
من ذلك مثلاً قول أهل السنة في الصفات إجمالاً وتفصيلاً، فهو لا يزال
واحداً، وقولهم في كلام الله، والقرآن، والاستواء، والنزول والرؤية،
وقولهم في القدر، والإيمان، والشفاعة، والتوسل، وغيرها كله لا يزال
كما نقل عن السلف والقرون الفاضلة. وهذا مما تكفل به الله من حفظ دينه.
بخلاف الفرق الأخرى، وأقربها إلى أهل السنة الأشاعرة والماتريدية،
ومع ذلك فهم مضطربون في كل ما خالفوا به السلف مما أولوه
أو ابتدعوه، ويكثر في عقائدهم التلفيق والالتباس والاضطراب،
والتوقف فيما جاء عن الله تعالى وعن رسوله صلى الله عليه وسلم،
وابتداع الألفاظ والمعاني التي لم ترد عن الله تعالى
ولا عن رسوله صلى الله عليه وسلم

9 - التوقيفية (الربانية)
وتعني أن أهل السنة لا يقتبسون عقيدتهم إلا من مشكاة النبوة،
قرآنا وسنة، لا عقل ولا ذوق ولا كشف، ولا يجعلون شيئا من ذلك
معارضا للوحي؛ بل هذه إن صحت كانت معضدة لحجة السمع،
فالوحي هو الأصل المعتمد في تقرير مسائل الاعتقاد.

قال قوام السنة الأصبهاني:
( وأما أهل الحق فجعلوا الكتاب والسنة أمامهم، وطلبهم الدين من قبلهما،
وما وقع لهم من معقولهم وخواطرهم عرضوه على الكتاب والسنة
فإن وجدوه موافقا لهما قبلوه، وشكروا الله حيث أراهم ذلك ووفقهم إليه،
وإن وجدوه مخالفا لهما تركوا ما وقع لهم، وأقبلوا على الكتاب والسنة،
ورجعوا بالتهمة على أنفسهم، فإن الكتاب والسنة لا يهديان إلا إلى الحق،
ورأي الإنسان قد يرى الحق وقد يرى الباطل،

وهذا معنى قول أبي سليمان الدارني،
وهو واحد زمانه في المعرفة:
( ما حدثتني نفسي بشيء إلا طلبت منها شاهدين من الكتاب والسنة،
فإن أتت بهما، وإلا رددته في نحرها. أو كلام هذا معناه ) .

وقال شيخ الإسلام:
( ولا ينصبون مقالة ويجعلونها من أصول دينهم وجمل كلامهم، إن لم
تكن ثابتة فيما جاء به رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ بل يجعلون
ما بعث به الرسول من الكتاب والحكمة هو الأصل الذي يعتقدونه ويعتمدونه ) .

( فالذين يزعمون أنهم يستمدون شيئا من الدين عن طريق العقل والنظر،
أو علم الكلام والفلسفة، أو الإلهام والكشف والوجد، أو الرؤى والأحلام،
أو عن طريق أشخاص يزعمون لهم العصمة غير الأنبياء، أو الإحاطة بعلم الغيب
(من أئمة أو رؤساء أو أولياء أو أقطاب أو أغواث.. أو نحوهم)،
أو يزعمون أنه يسعهم العمل بأنظمة البشر وقوانينهم؛
من زعم ذلك فقد افترى على الله أعظم الفرية )

10- الغيبية
والغيبية كأحد خصائص العقيدة الإسلامية تعني قيام العقيدة على التسليم
بوجود الغيب، كما تعني وجوب الإيمان بكل ما ورد في النصوص
الشرعية من أمور الغيب، وعدم رد شيء منها أو تأويلها.
قال قتادة في قوله تعالى:

}الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ {
[البقرة: 3]

( آمنوا بالجنة والنار، والبعث بعد الموت، وبيوم القيامة، وكل هذا غيب )

وقال أنس رضي الله عنه:

}الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ {

( آمنوا بالله وملائكته، ورسله، واليوم الآخر، وجنته، وناره،
وآمنوا بالحياة بعد الموت، فهذا كله غيب )

وقال القرطبي في تفسير قوله تعالى:

}الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ {
[البقرة: 3]:

( اختلف المفسرون في تأويل الغيب هنا، فقالت فرقة: الغيب في هذه الآية:
الله سبحانه، وضعفه ابن العربي، وقال آخرون: القضاء والقدر،
وقال آخرون: القرآن وما فيه من الغيوب،
وقال آخرون: الغيب كل ما أخبر به الرسول صلى الله عليه وسلم مما
لا تهتدي إليه العقول من أشراط الساعة، وعذاب القبر، والحشر،
والنشر، والصراط، والميزان، والجنة، والنار،

قال ابن عطية:
وهذه الأقوال لا تتعارض؛ بل يقع الغيب على جميعها،
قلت: وهذا هو الإيمان الشرعي المشار إليه في حديث جبريل عليه السلام،
حين قال للنبي صلى الله عليه وسلم: فأخبرني عن الإيمان
، قال:

( أن تؤمن بالله، وملائكته، وكتبه، ورسله، واليوم الآخر
وتؤمن بالقدر خيره وشره)

قال: صدقت .. وذكر الحديث ) .

مظاهر ودلائل الغيبية:
والغيبية واحدة من الركائز الكبرى والخصائص العظمى في العقيدة،
حيث إن كثيرا من مسائل العقيدة وقضاياها يقع في نطاق الغيب،
ولذلك شواهد كثيرة في الشرع، فمن ذلك:
1- أن الباري سبحانه ابتدأ كتابه العزيز بذكر هذه الركيزة كخاصية
من خواص المؤمنين اللازمة، وصفة من صفاتهم البارزة.
قال تعالى:

}الم ذَلِكَ الْكِتَابُ لاَ رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ
الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ
وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ {
[البقرة: 1-3].

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:
( ولما كانت سورة البقرة سنام القرآن ويقال إنها أول سورة نزلت
بالمدينة، افتتحها الله بأربع آيات في صفة المؤمنين، وآيتين في صفة
الكافرين، وبضع عشرة آية في صفة المنافقين )

2- ما ورد في فضل المؤمنين بالغيب وعظم أجرهم، وبيان أن الإيمان
بالغيب هو أفضل الإيمان وأعظم مقامات الدين.

فعن عبد الرحمن بن يزيد قال:
كنا عند عبد الله بن مسعود جلوسا، فذكرنا أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم
وما سبقونا به، فقال عبد الله:
( إن أمر محمدٍ صلى الله عليه وسلم كان بينا لمن رآه، والذي لا إله غيره
ما آمن أحد قط إيمانا أفضل من إيمان بغيب ثم قرأ :

} الم، ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ،
الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ {
[البقرة: 1-3] .

وقال ابن القيم رحمه الله في تعليقه على قوله تعالى:

}مَّا كَانَ اللّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى مَآ أَنتُمْ عَلَيْهِ
حَتَّىَ يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ وَمَا كَانَ اللّهُ لِيُطْلِعَكُمْ
عَلَى الْغَيْبِ وَلَكِنَّ اللّهَ يَجْتَبِي مِن رُّسُلِهِ مَن يَشَاء
فَآمِنُواْ بِاللّهِ وَرُسُلِهِ وَإِن تُؤْمِنُواْ وَتَتَّقُواْ فَلَكُمْ أَجْرٌ عَظِيمٌ {
[آل عمران: 179]

فحظكم أنتم وسعادتكم في الإيمان بالغيب الذي يطلع عليه رسله،
فإن آمنتم به وأيقنتم فلكم أعظم الأجر والكرامة ) .

وقال رحمه الله:
( الإيمان بالغيب أجل المقامات على الإطلاق ) .

وكما أن الإيمان بالغيب يقوم على أساس متين من الشرع،
فهو يقوم كذلك على أساس متين من الفطرة والعقل.

11- العقلانية
يقصد بالعقلانية موافقة عقيدة أهل السنة والجماعة للعقل الصريح،
واهتمامها به، وإعلاء منزلته ومكانته، وتوفير طاقته وتصريفها فيما يفيد.

قال شيخ الإسلام:
( والأنبياء صلوات الله عليهم وسلامه معصومون لا يقولون على الله
إلا الحق، ولا ينقلون عنه إلا الصدق، فمن ادعى في أخبارهم ما يناقض
صريح المعقول كان كاذبا، بل لابد أن يكون ذلك المعقول ليس بصريح،
أو ذلك المنقول ليس بصحيح، فما علم يقينا أنهم أخبروا به يمتنع
أن يكون في العقل ما يناقضه، وما علم يقينا أن العقل حكم به يمتنع
أن يكون في أخبارهم ما يناقضه، بل الأنبياء عليهم السلام قد يخبرون
بما يعجز العقل عن معرفته لا بما يعلم العقل بطلانه، فيخبرون
بمحارات العقول لا بمحالات العقول )

يتبع،،،،