المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : خذ مهلة في التفكير قبل اتخاذ القرار - قصة معـبرة


adnan
10-07-2013, 07:45 PM
خذ مهلة في التفكير قبل اتخاذ القرار - قصة معـبرة

رجل فقير تزوج من امرأة وأنجبا طفلا، فقرر الرجل السفر لطلب العيش، فاتفق مع امرأته على عشرين عاما من السفر، وإذا زادوا يوما واحدا فإن المرأة حرة طليقة تفعل ما تشاء، فوعدته زوجته بذلك وسافر وتركها وولده الذي لم يبلغ شهرا واحدا، سافر إلى إحدى البلدان حيث عمل في طاحونة قمح عند رجل جيد وقد سر منه صاحب الطاحونة لنشاطه.

وبعد عشرين عاما قال لصاحب الطاحونة: لقد قررت العودة إلى البيت لأن زوجتي وعدتني بأن تنتظرني عشرين عاما، وأريد أن أرى ما الذي يجري هناك.

قال له صاحب الطاحونة : اشتغل عندي عاما آخر، أرجوك لقد تعودت عليك كما يتعود الأب على ابنه

قال الرجل : لا أستطيع لقد طلبت الدار أهلها، وحان الوقت كي أعود فقد مضى على غيابي عشرون سنة وإذا لم أعد إلى البيت هذا العام فإن زوجتي ستتركه. فأعطاه صاحب الطاحونة ثلاث قطع ذهبية
وقال له : هذا كل ما أملك خذها فإنها ليست بكثيرة عليك
فأخذ الرجل القطع الذهبية الثلاث واتجه نحو قريته وفي طريقه إلى القرية لحق به ثلاثة من المارة، كان اثنان من الشباب والثالث رجل عجوز، تعارفوا وبدأوا بالحديث بينما الرجل العجوز لم يتكلم ولو بكلمة بل كان ينظر إلى العصافير ويضحك
فسأل الرجل : من هذا الرجل العجوز ؟
أجاب الشابان : إنه والدنا
قال الرجل : لماذا يضحك هكذا ؟
أجاب الشابان : إنه يعرف لغة الطيور وينصت إلى نقاشها المسلي والمرح
قال الرجل : لماذا لا يتكلم أبدا ؟
أجاب الشابان : لأن كل كلمة من كلامه لها قيمة نقدية
قال الرجل : وكم يأخذ ؟
أجاب الشابان : على كل جملة يأخذ قطعة ذهبية
قال الرجل في نفسه : إنني إنسان فقير هل سأصبح فقيرا أكثر إذا ما أعطيت هذا العجوز أبو اللحية قطعة ذهبية واحدة، كفاني أسمع ما يقول
وأخرج من جيبه قطعة ذهبية ومدها إلى العجوز
فقال العجوز : لا تدخل في النهر العاصف وصمت.
وتابعوا مسيرتهم
قال الرجل في نفسه : عجوز فظيع يعرف لغة الطيور ومقابل كلمتين أو ثلاثة يأخذ قطعة ذهبية، يا ترى ماذا سيقول لي لو أعطيته القطعة الثانية ؟؟
ومرة ثانية تسللت يده إلى جيبه، فأخرج القطعة الذهبية الثانية وأعطاها للعجوز
قال العجوز : في الوقت الذي ترى فيه نسورا تحوم إذهب وإعرف ما الذي يجري وصمت
وتابعوا مسيرتهم
فقال الرجل في نفسه : اسمعوا إلى ماذا يقول، كم من مرة رأيت نسورا تحوم ولم أتوقف ولو لمرة لأعرف ما المشكلة، سأعطي هذا العجوز القطعة الثالثة، بهذه القطعة أو بدونها ستسير الأحوال. وللمرة الثالثة تتسلل يده إلى جيبه ليخرج القطعة الأخيرة وأعطاها للعجوز
أخذ العجوز القطعة الذهبية وقال : قبل أن تقدم على فعل أي شيء احسب في عقلك حتى خمسة وعشرون واصمت
وتابعوا الجميع المسير ثم ودعوا بعضهم وافترقوا، وعاد العامل إلى قريته. وفي الطريق وصل إلى حافة نهر وكان النهر يعصف ويجر في تياره الأغصان والأشجار، وتذكر الرجل أول نصيحة أعطاها له العجوز، ولم يحاول دخول النهر. جلس على ضفة النهر وأخرج من حقيبته خبزا وبدأ يأكل
وفي هذه اللحظات سمع صوتا، وما إلتفت حتى رأى فارسا وحصان أبيض.
قال الفارس : لماذا لا تعبر النهر ؟
قال الرجل : لا أستطيع أن أعبر هذا النهر الهائج
فقال له الفارس : انظر إلي كيف سأعبر هذا النهر البسيط
وما أن دخل الحصان النهر حتى جرفه التيار مع فارسه، كانت الدوامات تدور بهم وغرق الفارس، أما الحصان فقد تابع السباحة من حيث نزل وكانت أرجله تسكب ماء، امسك الرجل الحصان وركبه وبدأ البحث عن جسر للعبور، ولما وجده عبر إلى الضفة المقابلة ثم اتجه نحو قريته، ولما كان يمر بالقرب من شجيرات كثيفة، رأى ثلاثة نسور كبيرة تحوم.
قال الرجل في نفسه : سأرى ماذا هناك
نزل عن الحصان واختفى بين الأشجار وهناك رأى ثلاث جثث هامدة، وبالقرب من الجثث حقيبة من الجلد، ولما فتحها كانت مليئة بالقطع الذهبية، كانت الجثث لقطاع طرق سرقوا في أثناء الليل أحد المارة، ثم جاؤوا إلى هنا ليتقاسموا الغنيمة فيما بينهم، ولكنهم اختلفوا في الأمر وقتلوا بعضهم بعضا بالمسدسات، أخذ الرجل النقود وأخذ معها أحد المسدسات، وتابع سيره وفي المساء وصل إلى بيته، فتح الباب الخارجي ووصل إلى ساحة الدار
وقال في نفسه : سأنظر من الشباك لأرى ماذا تفعل زوجتي
كان الشباك مفتوحا والغرفة مضاءة، نظر من الشباك فرأى طاولة وسط الغرفة وقد غطتها المأكولات، وجلس إليها اثنان الزوجة ورجل لم يعرفه، وكان ظهره للشباك، فارتعد من هول المفاجأة
وقال في نفسه : أيتها الخائنة لقد أقسمت لي بأن لا تتزوجي غيري وتنتظريني حتى أعود والآن تعيشين في بيتي وتخونيني مع رجل آخر ؟؟
أمسك على قبضة مسدسه وصوب داخل البيت، ولكنه تذكر نصيحة العجوز الثالثة أن يعد حتى خمسة وعشرين.
قال الرجل في نفسه : سأعد حتى خمسة وعشرين وبعد ذلك سأطلق النار
وبدأ بالعد واحد .... اثنان .. ثلاثة ..... أربعة .... وفي هذه الأثناء كان الفتى يتحدث مع الزوجة
ويقول :يا والدتي سأذهب غدا في هذا العالم الواسع لأبحث عن والدي، كم من الصعوبة بأن أعيش بدونه يا أمي
ثم سألها : كم سنة مرت على ذهابه ؟
قالت الأم : عشرون سنة يا ولدي، فعندما سافر أبوك كان عمرك شهرا واحدا فقط
ندم الرجل وقال في نفسه : لو لم اعد حتى خمسة وعشرون لعملت مصيبة لتعذبت عليها ابد الدهر
وصاح من الشباك : يا ولدي، يا زوجتي، اخرجوا واستقبلوا الضيف الذي طالما انتظرتمـــوه

علينا أن نفكر قبل عمل أي شيئ نريده لكي لا نندم في الآخر