المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : البروج الكونية : آية من آيات المبدع سبحانه و تعالى ( 05 - 31 ) / عبد الدائم الكحيل


adnan
10-21-2013, 08:06 PM
الأخ المهندس / عبدالدائم الكحيل
https://mail.google.com/mail/u/0/?ui=2&ik=8c4e62fb9f&view=att&th=141daf57d480afa7&attid=0.2&disp=emb&zw&atsh=1

باحث الإعجازات فى القرآن الكريم






البروج الكونية :
آية من آيات المبدع سبحانه و تعالى
https://mail.google.com/mail/u/0/?ui=2&ik=8c4e62fb9f&view=att&th=141daf57d480afa7&attid=0.5&disp=emb&zw&atsh=1 (http://www.ataaalkhayer.com/)

ما هي حقيقة البروج الكونية ؟
ماذا يقول علماء القرن الحادي والعشرين ؟
وماذا يقول القرآن الذي نزل في القرن السابع الميلادي ؟

لنقرأ ونـتأمل ونتدبر هذه الآيات العظيمة ..

يقول تبارك وتعالى في محكم الذكر :

{ اللَّهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ قَرَارًا وَالسَّمَاءَ بِنَاءً
وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ وَرَزَقَكُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ
ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ فَتَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ }
[ غافر: 64 ]

سوف نعيش في رحاب هذه الآية الكريمة
وما تحويه من معجزات كونية مبهرة ، وهذه المعجزات أيها الأحبة
لم تتضح إلا حديثاً جداً في القرن الحادي والعشرين ،
وقد أودع الله تبارك وتعالى هذه المعجزات في آيات كتابه
لتكون دليلاً على صدق هذا الكتاب ،

والله تبارك وتعالى هو القائل :

{ سَنُرِيهِمْ آَيَاتِنَا فِي الْآَفَاقِ
وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ
أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ }
[ فصلت : 53 ]

ولكن قبل ذلك دعونا نأخذ فكرة عن الكون ،
وما يحويه من بناء محكم ومجرات لا يعلم عددها إلا الله تعالى ،
وغبار كوني ودخان كوني
ومادة مظلمة لا يعلم طبيعتها إلا الخالق تبارك وتعالى .

ففي البداية ..
طالما نظر الناس إلى كوننا على أنه كون ثابت ،
وأن الأرض التي نعيش عليها هي في مركز الكون ،
وأن الشمس والقمر والكواكب والنجوم تدور حول هذه الأرض ،
وهكذا تصور العلماء الكون على أنه كون ثابت
وأن الأرض تقع في مركز الكون وهي ثابتة لا تتحرك ،
وأن النجوم تدور حولها في أفلاكها .

https://mail.google.com/mail/u/0/?ui=2&ik=8c4e62fb9f&view=att&th=141daf57d480afa7&attid=0.6&disp=emb&zw&atsh=1 (http://www.ataaalkhayer.com/)

عندما جاء العصر الحديث :
اكتشف العلماء أن كل ما نراه من نجوم في السماء
هو جزء ضئيل من مجرتنا درب التبانة .
هذه النجوم التي نراها في السماء بالعين المجردة هي جزء من هذه المجرة
والمجرة : هي تجمع من النجوم يحوي مئات البلايين من النجوم .
وبعد ذلك اخترع العلماء العدسات المقربة أو التلسكوبات
فاستطاعوا أن ينظروا خارج مجرتنا ، فرأوا أن الكون يزهر بالمجرات ،
وقدروا عدد هذه المجرات بأكثر من مائة ألف مليون مجرة
كلها تسبح في هذا الكون الواسع بنظام دقيق .

ولكن في البداية ظن العلماء أن هنالك فضاءً كونياً كبيراً ،
واعتبروا أن المسافات التي بين النجوم والمجرات فارغة لا تحوي شيئاً
ولذلك أطلقوا مصطلح ( Space ) أي " فضاء "
ولكن بعد ذلك تبين لهم أن هذا الفضاء ليس فضاءً بكل معنى الكلمة ،
اكتشفوا وجود مادة مظلمة تملأ الكون ،
حتى إن بعض الحسابات تخبرنا بأن نسبة المادة المظلمة والطاقة المظلمة
وهي مادة غير مرئية لا نراها ولا نعرف عنها شيئاً
تشغل من الكون أكثر من 96 % والمادة المرئية والطاقة المرئية أيضاً
الطاقة العادية يعني : لا تشغل إلا أقل من 4 % من حجم هذا الكون .
لقد بدأ العلماء يكتشفون بنية معقدة لهذا الكون ، فاكتشفوا
بأن المجرات تتوضع على خيوط دقيقة وطويلة تشبه نسيج العنكبوت،
واكتشفوا أيضاً أن المادة المظلمة
تنتشر في كل مكان وتسيطر على توزع المجرات في الكون .
وبعد ذلك أدركوا أنه لا يوجد أي فراغ في هذا الكون
فأطلقوا كلمة ( Building ) أي " بناء " على هذا الكون ،
وهذه الكلمة جديدة عليهم لأنهم رؤوا في هذا الكون بالفعل بناءً محكماً ،
ولكن هذه المعلومة ليست جديدة على كتاب الله تبارك وتعالى ،
فقد وصف الله عز وجل السماء في آيات القرآن بأنها بناء ،
لا توجد ولا آية واحدة تتحدث عن السماء وتصفها بأنها فضاء ،
لا .. إنما دائماً نجد القرآن يستخدم كلمة البناء ،

يقول تبارك وتعالى :

{ أَفَلَمْ يَنْظُرُوا إِلَى السَّمَاءِ فَوْقَهُمْ
كَيْفَ بَنَيْنَاهَا وَزَيَّنَّاهَا وَمَا لَهَا مِنْ فُرُوجٍ }
[ ق : 6 ]


ويقول في آية أخرى :

{ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ
وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ {21}
الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ فِرَاشًا وَالسَّمَاءَ بِنَاءً }
[ البقرة : 21 – 22 ]

ويقول في آية أخرى :

{ وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ }
[ الذاريات : 47 ]

أي : بقوة

{ وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ }
[ الذاريات : 47 ]

هذه الآية تتحدث عن التوسع الكوني الذي ينادي به العلماء اليوم .

وفي آية أخرى يقول تبارك وتعالى :

{ اللَّهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ قَرَارًا وَالسَّمَاءَ بِنَاءً
وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ وَرَزَقَكُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ }
[ غافر : 64 ]

adnan
10-21-2013, 08:06 PM
ويقول أيضاً مقسِماً بالسماء :

{ وَالسَّمَاءِ وَمَا بَنَاهَا }
[ الشمس : 5 ]

وهكذا آيات كثيرة تأتي دائماً بصيغة البناء لتؤكد لنا أن الكون بناء ،
وهذا ما وجده العلماء يقيناً في القرن الحادي والعشرين .

https://mail.google.com/mail/u/0/?ui=2&ik=8c4e62fb9f&view=att&th=141daf57d480afa7&attid=0.7&disp=emb&zw&atsh=1 (http://www.ataaalkhayer.com/)

وجد العلماء بأن الكون عبارة عن بناء محكم ،
ولذلك فالأبحاث الصادرة حديثاً ، والتي ينال أصحابها الجوائز عليها ،
تهدف بالدرجة الأولى الأبحاث الكونية الحديثة إلى اكتشاف بنية الكون ،
تهدف إلى اكتشاف البناء الكوني . وهنا تتجلى معجزة القرآن ،
فالعلماء عندما أطلقوا على الكون اسم ( فضاء ) كانوا مخطئين ،
واليوم يعدلون عن هذه التسمية إلى ما هو أدق منها
فيستخدمون كلمة ( البناء ) من أجل وصف الكون ،
ولكن هذه الكلمة موجودة منذ أكثر من أربعة عشر قرناً
في كتاب الله تعالى تبارك وتعالى ، وهذا إن دل على شيء
فإنما يدل على أن القرآن الكريم دقيق من الناحية العلمية واللغوية ،
فجميع كلماته تأتي مناسبة تماماً للحقيقة الكونية التي يصفها .

ولكن.. ماذا يعني

قوله تعالى :

{ اللَّهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ قَرَارًا }
[ غافر : 64 ]

ما معني كلمة { قَرَارًا } ؟ وكيف نحسُّ بهذا القرار ؟
إننا نعيش على هذه الكرة الأرضية ،
والله تبارك وتعالى زوّد هذه الأرض بحقل للجاذبية
بحيث أنه يجذبنا إليها في كل لحظة ، فنحس بالاستقرار .

https://mail.google.com/mail/u/0/?ui=2&ik=8c4e62fb9f&view=att&th=141daf57d480afa7&attid=0.8&disp=emb&zw&atsh=1 (http://www.ataaalkhayer.com/)

إن رواد الفضاء مجرد أن غادروا الغلاف الجوي ،
وارتفعوا خارج الأرض فإنهم على الفور يفقدون أوزانهم
ويحس رائد الفضاء وكأنه يسبح في بحر عميق ،
فإذا أراد أن يأكل اضطرب لديه نظام الأكل ،
لأنه تعود على نظام الجاذبية الأرضية ، وإذا أراد أن ينام لا يستطيع النوم
لأنه ليس لديه أرض يستقر عليها وينام عليها ،
بل إنهم أحياناً يضعون نوابض على رؤوسهم
ليضغطوا هذه الرؤوس فيحسّون بشيء من الثقل ليتمكنوا من النوم ،
وتضطرب لديهم الذاكرة، وتضطرب لديهم الدورة الدموية ،
ونظام عمل القلب يضطرب ، وكثير من الأشياء .
كل هذه النعم لم نحس بها إلا بعد أن غادر رواد الفضاء
وخرجوا خارج الأرض ووصفوا لنا ما يحسون به ،
وهناك علم قائم بذاته اليوم ،
يدرس المشاكل التي يسببها فقدان الجاذبية الأرضية ،
وهذا العلم يهتم بالدرجة الأولى برواد الفضاء ،
وبالناس الذين يمضون فترات طويلة
سواء في الفضاء الخارجي أو في الغواصات في أعماق البحار .

ومن هنا ندرك أهمية هذه الجاذبية وأهمية هذا القرار ,
وهذا الأمر لم يكن أحد يدركه في زمن نزول القرآن .

ولكن الله تبارك وتعالى ذكرنا بهذه النعمة فقال :

{ اللَّهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ قَرَارًا وَالسَّمَاءَ بِنَاءً
وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ وَرَزَقَكُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ
ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ فَتَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ }
[ غافر : 64 ]

adnan
10-21-2013, 08:07 PM
لو تأملنا جميع الأبحاث الكونية الصادرة حديثاً :
نلاحظ أن هذه الأبحاث تؤكد أن الكون ليس فيه أي فراغ على الإطلاق ،

وهذا ما وصفته لنا الآية في قول الحق تبارك وتعالى :

{ أَفَلَمْ يَنْظُرُوا إِلَى السَّمَاءِ فَوْقَهُمْ
كَيْفَ بَنَيْنَاهَا وَزَيَّنَّاهَا وَمَا لَهَا مِنْ فُرُوجٍ }
[ ق : 6 ]

https://mail.google.com/mail/u/0/?ui=2&ik=8c4e62fb9f&view=att&th=141daf57d480afa7&attid=0.9&disp=emb&zw&atsh=1 (http://www.ataaalkhayer.com/)

في البداية
اعتقد علماء الفلك عندما رأوا فجوات في السماء
أن الكون يحوي هذه الفجوات العميقة والضخمة جداً ،
فأطلقوا عليها اسم ( الفجوات الكونية ) أو ( الثقوب الكونية )
واعتبروا أنها عبارة عن فراغات لا يوجد فيها أي شيء .

ولكن بعد أن اكتشفوا المادة المظلمة ماذا وجدوا ؟
وجدوا أن هذه الفراغات ليست بفراغات حقيقة ،
إنما تحوي مادة مظلمة غير مرئية
تساوي أضعاف ما يحويه الكون من المادة العادية المرئية ،

وهنا أيضاً يتجلى القسم الإلهي عندما قال تبارك وتعالى :

{ فَلَا أُقْسِمُ بِمَا تُبْصِرُونَ {38} وَمَا لَا تُبْصِرُونَ }
[ الحاقة :38 - 39 ]

إذاً هناك أشياء لا نبصرها وهي أعظم من الأشياء التي نبصرها .

البروج

إذا تأملنا هذه الآية الكريمة :

{ أَفَلَمْ يَنْظُرُوا إِلَى السَّمَاءِ فَوْقَهُمْ كَيْفَ بَنَيْنَاهَا }
[ ق : 6 ]

نلاحظ أن الكون فعلاً فيه بناء هندسي رائع ،
فالعلماء بعدما اكتشفوا النسيج الكوني ،
يتحدثون عن { حُبُك } موجودة في هذا الكون ،
يتحدثون عن نسيج محكم يملأ هذا الكون ، يتحدثون عن أعمدة كونية ،
حتى أنهم اكتشفوا منذ مدة جدران كونية
كل جدار يبلغ طوله ملايين السنوات الضوئية ،
جدار مليء بالنجوم والمجرات ( جدار كوني )
وهنالك أعمدة كونية أيضاً ، وهنالك جسور كونية ،

وهنا ربما نتذكر قول الحق تبارك وتعالى
عندما قال عن نفسه :

{ تَبَارَكَ الَّذِي جَعَلَ فِي السَّمَاءِ بُرُوجًا
وَجَعَلَ فِيهَا سِرَاجًا وَقَمَرًا مُنِيرًا }
[ الفرقان : 61 ]

فما هي البروج الكونية ؟
لقد فسر بعض العلماء هذه الآية على أن البروج الكونية هي :
النجوم التي تصطف بطريقة معينة توحي إليهم ببعض الحيوانات
مثل : الثور والعقرب والجدي وغير ذلك ،
فأطلقوا على هذه أسماء البروج وعددها اثنا عشر برجاً .

ولكن تبين للعلماء بعد ما اكتشفوا الكون وأسراره
والأبعاد بين المجرات والنجوم :
أن هذه النجوم التي تظهر لنا وكأنها على نفس المستوى ،
تبين أن هذه النجوم لا علاقة فيما بينها ،
قد يكون هنالك نجم نرى بجانبه نجماً آخر
وقد يكون هذان النجمان بعيدين عن بعضهما جداً ،
وليس بينهما أي علاقة أو قوى جذب ،
إنما فقط الذي يصلنا هو الإشعاع، وقد يكون بعض هذه النجوم مات واختفى،
وبعضها لا زال موجوداً ، فجمعيها الله أعلم بمواقعها الحقيقية .

ولذلك عندما أقسم الله بالنجوم لم يقل : ( فلا أقسم بالنجوم )

{ فَلَا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ {75}
وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ {76} إِنَّهُ لَقُرْآَنٌ كَرِيمٌ {77}
فِي كِتَابٍ مَكْنُونٍ }
[ الواقعة : 75 – 78 ]

إذاً النجوم التي اعتبرها العرب قديماً ، وبعض الحضارات القديمة بروجاً ،
ليست هذه التي يتحدث عنها القرآن

adnan
10-21-2013, 08:08 PM
فعندما قال الله تبارك وتعالى :

{ تَبَارَكَ الَّذِي جَعَلَ فِي السَّمَاءِ بُرُوجًا }
[ الفرقان : 61 ]

لا يقصد هذه البروج التي لا يوجد أي صفة علمية لها ،
إنما يقصد الله تبارك وتعالى – والله أعلم –
الأبنية الكونية وهي التي ما يتحدث عنها العلماء اليوم .

https://mail.google.com/mail/u/0/?ui=2&ik=8c4e62fb9f&view=att&th=141daf57d480afa7&attid=0.10&disp=emb&zw&atsh=1 (http://www.ataaalkhayer.com/)

يتحدث العلماء اليوم عن جدار عظيم بطول 500 مليون سنة ضوئية ،
ويتحدثون عن جسور كونية هائلة تمتد لمئات الملايين
وأحياناً لآلاف الملايين من السنوات الضوئية ،
ويتحدثون عن بناء كوني مبهر،

فهنا يتجلى قول الحق تبارك وتعالى :

{ تَبَارَكَ الَّذِي جَعَلَ فِي السَّمَاءِ بُرُوجًا
وَجَعَلَ فِيهَا سِرَاجًا وَقَمَرًا مُنِيرًا }
[ الفرقان : 61 ]

بل إن الله تبارك وتعالى أقسم بهذه السماء فقال :

{ وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الْبُرُوجِ }
[ البروج : 1 ]

إن هذا البناء الكوني ، وهذه الأبراج الكونية عظيمة جداً ،
ومع أن العلماء لا يتحدثون اليوم عن بناء متكامل ( برج متكامل )
إنما يتحدثون عن أعمدة ، وجسور ، وجدران ،
وقد يكتشفون حديثاً أو بعد مدة
أن في الكون أبنية كل بناء يشبه البرج في بناءه وهندسته وارتفاعه ،
وسوف يكون بذلك القرآن أول كتاب يتحدث عن هذه الأبنية الكونية العظيمة

في قوله تعالى :

{ تَبَارَكَ الَّذِي جَعَلَ فِي السَّمَاءِ بُرُوجًا
وَجَعَلَ فِيهَا سِرَاجًا وَقَمَرًا مُنِيرًا }
[ الفرقان : 61 ]

اكتشف العلماء حديثاً بناء كونياً عظيماً يبلغ طوله 200 مليون سنة ضوئية ،
ويتألف هذا البناء الذي يدعى ( Lyman ) من عدة مجرات
تصطف على خطوط تشبه البناء الهندسي الجميل ،
وبين هذه المجرات هناك فقاعات من الغاز الكوني
يبلغ قطر كل منها بحدود 400 ألف سنة ضوئية ،
أي : ضعفي طول مجرة الأندروميدا !
هذه الفقاعات تشكلت بنتيجة انفجار النجوم ،
ويقول العلماء إن هذه الفقاعات سوف تقوم بتشكيل نجوم أخرى لاحقاً .

ويقول الباحث "رويسوكي ياماوتشي" من جامعة توهوكو :
إن أي جسم بهذا الحجم والكثافة
هو نادر الحصول حين تكوّن الكون في الماضي .

ويحاول العلماء اكتشاف المزيد من البنى الكونية ،
ولديهم إحساس بأن هذا الكون هو عبارة عن مجموعة من الأبنية الضخمة !
إن هذا البناء تشكل بعد نشوء الكون بـ 2000 مليون سنة ،
وقد تم اكتشاف هذه البنية الضخمة بواسطة تلسكوبي سوبارو وكيك .

https://mail.google.com/mail/u/0/?ui=2&ik=8c4e62fb9f&view=att&th=141daf57d480afa7&attid=0.11&disp=emb&zw&atsh=1 (http://www.ataaalkhayer.com/)

اكتشف علماء من أستراليا وتشيلي
مجموعة مجرات جديدة تبعد بحدود 10800 مليون سنة ضوئية .

ويقولون :
إن المجرات التي شاهدوها تمثل شكل الكون قبل 10800 مليون سنة ،
وكما نعلم فإن السنة الضوئية هي ما يقطعه الضوء في سنة كاملة ،
علماً بأن الضوء يسير بسرعة تقدر بـ 300 ألف كيلو متر في الثانية ،
وبالتالي يقطع في سنة واحدة 9.5 تريليون كيلو متر ،
أي : أن السنة الضوئية هي 9.5 تريليون كيلو متر .

ما هو الهدف من ذكر هذه الحقائق الكونية ؟
لماذا ذكر الله تبارك وتعالى حقيقة البناء الكوني :
هل لمجرد حب المعرفة ؟
أم هناك هدفاً عظيماً من وراء هذه الحقيقة ؟

يقول تبارك وتعالى مذكراً عباده :

{ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ }
[ البقرة : 21 ]

تأملوا معي هذا الخطاب للناس جميعاً مهما كانت عقيدته أو لغته ،
الخطاب هنا ليس للمؤمنين فحسب بل يشمل الناس جميعاً

{ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ
وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ }
[ البقرة : 21 ]

والسؤال : ما هو الدليل على أن الله تعالى هو قائل هذه الكلمات ؟

يأتيك الدليل مباشرة :

{ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ فِرَاشًا }
[ البقرة : 22 ]

adnan
10-21-2013, 08:08 PM
وبالفعل يقول العلماء :
إن الأرض ممهدة ومفروشة بطريقة دقيقة جداً
تصلح للحياة بعكس القمر مثلاً ،
القمر غير صالح للحياة على الإطلاق بسبب الفوهات الكثيرة فيه ،
وبسبب الحفر والجبال والوديان والشقوق التي فيه .

ثم يقول تبارك وتعالى في الآية التالية :

{ وَإِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا }
[ البقرة : 23 ]

أي إذا كنتم في شك من هذا القرآن :

{ فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ
وَادْعُوا شُهَدَاءَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ{23}
فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا وَلَنْ تَفْعَلُوا فَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ
وَالْحِجَارَةُ أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ }
[ البقرة : 23 – 24 ]

فهذه الحقائق الكونية التي أودعها الله في كتابه
هي أصدق دليل في هذا العصر على صدق هذا الكتاب
وأن الله تعالى قد رتبه بطريقة لا يمكن لأحد أن يأتي بمثلها .

وخلاصة القول :
ذكر القرآن حقيقة البناء الكوني الذي اكتشفه العلماء حديثاً ،
وذكر حقيقة الجاذبية الأرضية وفائدتها وأهميتها في استقرار البشر ،
وهي أمر لم يكتشف إلا في العصر الحديث ،
وذكر كذلك حقيقة البروج الكونية وهي ما يتحدث عنه العلماء اليوم ،
وأكد أنه لا فراغات أو فجوات أو فروج في السماء ،
وهو ما يؤكده العلماء اليوم ... وهكذا حقائق لا تُحصى
تأتي جميعها لتشهد على صدق هذا القرآن وصدق رسالة الإسلام .

ونقول لكل من لم يقتنع بعد بإعجاز القرآن العلمي :
ماذا نسمي هذه الحقائق السابقة ؟
هل نسميها إعجازاً أم أنها كلام عادي ؟
عندما يصف القرآن السماء بكلمة ( بناء )
ويأتي العلماء في القرن الحادي والعشرين ليطلقوا الكلمة ذاتها على الكون
أي : كلمة ( Building ) أي ( بناء ) .

ماذا نقول عن هذا التطابق الكامل ؟
هل يمكن لإنسان عاقل أن يصدق أن هذا التطابق جاء بالمصادفة ؟!
إن هذا التطابق
هو دليل مادي ملموس على أن القرآن نزل ليكون صالحاً لكل زمن ومكان ,
وهو صالح لعصرنا هذا .

ويخاطب علماء العصر بلغتهم : لغة الحقائق العلمية .

فهل تقتنع معي يا صديقي الملحد بأن هذا القرآن هو الحق ؟

إذاً استمع معي إلى هذا البيان الإلهي العظيم :

{ وَمَا كَانَ هَذَا الْقُرْآَنُ أَنْ يُفْتَرَى مِنْ دُونِ اللَّهِ
وَلَكِنْ تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ
وَتَفْصِيلَ الْكِتَابِ لَا رَيْبَ فِيهِ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ {37}
أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِثْلِهِ
وَادْعُوا مَنِ اسْتَطَعْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ {38}
بَلْ كَذَّبُوا بِمَا لَمْ يُحِيطُوا بِعِلْمِهِ وَلَمَّا يَأْتِهِمْ تَأْوِيلُهُ
كَذَلِكَ كَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الظَّالِمِينَ {39}
وَمِنْهُمْ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ وَمِنْهُمْ مَنْ لَا يُؤْمِنُ بِهِ
وَرَبُّكَ أَعْلَمُ بِالْمُفْسِدِينَ {40} وَإِنْ كَذَّبُوكَ فَقُلْ لِي عَمَلِي وَلَكُمْ عَمَلُكُمْ
أَنْتُمْ بَرِيئُونَ مِمَّا أَعْمَلُ وَأَنَا بَرِيءٌ مِمَّا تَعْمَلُونَ }
[ يونس : 37 – 41 ]

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بقلم المهندس / عبد الدائم الكحيل