المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : درس اليوم 19.12.1434


adnan
10-23-2013, 08:29 PM
إدارة بيت عطاء الخير
درس اليوم



[ الإيمان بجميع نصوص الكتاب والسنة ]
https://mail.google.com/mail/u/0/?ui=2&ik=8c4e62fb9f&view=att&th=141e53ac049ec04b&attid=0.4&disp=emb&zw&atsh=1
إن ما أخبر به الرسول صلى الله عليه وسلم عن ربه تعالى، فإنه يجب
الإيمان به – سواء عرفنا معناه، أو لم نعرف – لأنه الصادق المصدوق،
فما جاء في الكتاب والسنة، وجب على كل مؤمن الإيمان به، وإن لم يفهم
معناه، وكذلك ما ثبت باتفاق الأمة وأئمتها، مع أن هذا الباب
(مسائل الاعتقاد) يوجد عامته منصوصا في الكتاب والسنة
متفقا عليه بين سلف الأمة .

آمن أهل الإسلام بأن الله تعالى ربهم، ومليكهم، وأنه حكيم، عليم، قدير،
رحمن، رحيم، أرسل الرسل لهدايتهم، وأنزل معهم الكتاب والميزان،
فما أخبر به الرسول عن الله، فالله أخبر به، وهو سبحانه إنما يخبر
بعلمه، ويمتنع أن يخبر بنقيض علمه، وما أمر به الرسول فهو
من حكم الله، والله أمر به، وهو العليم الحكيم.
قال تعالى:

}لَّكِنِ اللّهُ يَشْهَدُ بِمَا أَنزَلَ إِلَيْكَ أَنزَلَهُ بِعِلْمِهِ
وَالْمَلآئِكَةُ يَشْهَدُونَ وَكَفَى بِاللّهِ شَهِيدًا {
[ النساء: 166]

وهذا يقتضي أن ما بلغه الرسول صلى الله عليه وسلم حق من عند الله
يوافق علم الله ومراده، فالواجب على كل أحد أن يقابل ما أمر به، أو نهى
عنه بالطاعة والانقياد، فمن قبل عن الرسول ما أخبر به فعن الله قبل،
ومن أطاع الرسول فيما أمر به فقد أطاع الله.

والإيمان بنصوص الكتاب والسنة على ضربين:
أحدهما: إيمان مجمل وهذا من فروض الأعيان، فيجب على كل أحد
– ممن أسلم وجهه لله تعالى، ورضي بالإسلام دينا، وبالرسول
صلى الله عليه وسلم نبيا ورسولا – الإيمان بنصوص الكتاب والسنة،
سواء أظهرت له معانيها ووضحت مدلولاتها، أم لا، فهذا حظ العامة،
ومن لا يفهم العربية ومن في معناهما ممن اشتبه عليه معنى آية
أو حديث، فما زال كثير من الصحابة، ومن بعدهم، يمر بآية أو لفظ
وهو لا يدرك معناه، إلا ويؤمن به، وبكل ما أمره إلى عالمه، ومثله وقع
لأبي بكر الصديق وعمر بن الخطاب رضي الله عنهما .وهذا لا يعني أن
في النصوص ما لا يدرك معناه بحال، بل معاني النصوص مفهومة من لغة
التخاطب، لكن قد يقوم بالشخص من عوامل القصور ما هو مدعاة
إلى عدم الفهم، ووضوح الخطاب عنده.
فالواجب على المسلم الإيمان بالنص – بعد معرفة صحة مخرجه – إيمانا
عاما مجملا، من غير أن يشترط فهم معناه، أو إدراك حقيقته أو سلامته
عن المعارض العقلي – كما يقوله أرباب الكلام – أو موافقته للذوق
والكشف – كما يدعيه غلاة المتصوفة-.
الثاني: إيمان مفصل، وهذا من الفروض الكفائية، هو خاص بكل من قام
عنده الدليل، وبان له المدلول، وظهر معناه، فإذا حصل ذلك عنده،
صار الإيمان في حقه فرضا متعينا، وإلا فالأصل فيه أنه كفائي،

قال شارح الطحاوية:
ولا ريب أن معرفة ما جاء به الرسول على التفصيل فرض على الكفاية

لكن من قدر عليه وجب عليه تحصيله، طلبا لحماية الدين،
وكفاية المسلمين بتعليمهم وتفهيمهم إياه، وهو بحر تتفاوت فيه
همم الطالبين، وتتطاول عنده أعناق الراغبين، وبقدر المعرفة به،
تكمل المعرفة بالله وبدينه:
قال تعالى:

} يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ
وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ
وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ {
[ المجادلة: 11]
https://mail.google.com/mail/u/0/?ui=2&ik=8c4e62fb9f&view=att&th=141e53ac049ec04b&attid=0.5&disp=emb&zw&atsh=1
أسأل الله لي و لكم الثبات اللهم صلِّ و سلم و زِد و بارك
على سيدنا محمد و على آله و صحبه أجمعين
--- --- --- --- --- ---
المصدر : موقع " الدُرر السُنيَة الصديق .

و الله سبحانه و تعالى أعلى و أعلم و أجَلّ
https://mail.google.com/mail/u/0/?ui=2&ik=8c4e62fb9f&view=att&th=141e53ac049ec04b&attid=0.4&disp=emb&zw&atsh=1


صدق الله العلى العظيم و صدق رسوله الكريم

و صلى الله على سيدنا محمد و على آله و صحبه و سلم

https://mail.google.com/mail/u/0/?ui=2&ik=8c4e62fb9f&view=att&th=141e53ac049ec04b&attid=0.4&disp=emb&zw&atsh=1

( نسأل الله أن يرزقنا إيمانا صادقاً و يقينا لاشكّ فيه )

( اللهم لا تجعلنا ممن تقوم الساعة عليهم و ألطف بنا يا الله )

( و الله الموفق )

=======================

و نسأل الله لنا و لكم التوفيق و شاكرين لكم حُسْن متابعتكم

و إلى اللقاء في الحديث القادم و أنتم بكل الخير و العافية





" إن شـاء الله "