المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أحاديث مكذوبة


adnan
10-25-2013, 06:53 PM
الأخ / مصطفى آل حمد
أحاديث مكذوبة
بيت عطاء الخير
بينما رسول الله في الطواف إذ سمع أعرابياً يقول : ياكريم
فقال النبي خلفه : ياكريم فمضى الأعرابي إلى جهة الميزاب فقال :
ياكريم فقال النبي خلفه : يا كريم فالتفت الأعرابي إالى النبي و قال :
ياصبيح الوجه , يارشيق القد ,أتهزأ بي لكوني أعرابياً ؟ و الله لولا
صباحة و جهك و رشاقة قدك لشكوتك إلى حبيب محمد صلى الله عليه وسلم
فتبسم النبي و قال : أما تعرف نبيك يا أخ العرب ؟ قال الأعرابي: لا
قال النبي : فما أيمانك به ؟ قال : آمنت بنبوته و لم أره وصدقت برسالته و لم ألقه
قال النبي :ياأعرابي أعلم أني نبيك في الدنيا و شفيعك في الآخرة
فأقبل الأعرابي يقبل يد النبي صلى الله عليه و سلم
فقال النبي : مه يأخ العرب , لاتفعل بي كما تفعل الأعاجم بملوكها
فإن الله بعثني لا متكبراً و لا متجبراً بل بعثني بالحق بشيراً و نذيراً
فهبط جبريل على النبي و قال له : يا محمد السلام يقرئك السلام و يخصك
بالتحية و الاكرام و يقول لك : قل للأعرابي لا يغرنه حلمنا و لا كرمنا فغداً
نحاسبه على القليل و الكثير و الفتيل و القطمير
فقال الأعرابي أو يحاسبني ربي يارسول الله ؟
فقال النبي : نعم يحاسبك انشاء الله
فقال الأعرابي : و عزته و جلاله لأن حاسبني لأحاسبنه
فقال النبي : و على ماذا تحاسب ربك يأخا العرب ؟
فقال العرابي : إن حاسبني على ذنبي حاسبته على مغفلاته و إن حاسبني
على معصيتي حاسبته على عفوه و إن حاسبني على بخلي حاسبته على كرمه
فبكى النبي حتى ابتلت لحيته
فهبط جبريل على النبي و قال : يا محمد السلام يقرئك السلام ,ويقول لك
قلل من بكائك فلقد اشغلت حملة العرش عن تسبيحهم و قل لأخيك
من الأعراب لا يحاسبنا و لا نحا سبه

الجواب :

الحديث المذكور يصلح مثالاً للأحاديث التي تظهر فيها علامات الوضع
والكذب ، وفيه من ركاكة اللفظ ، وضعف التركيب ، وسمج الأوصاف ،
ولا يَشُكُّ من له معرفة بالسنة النبوية وما لها من الجلالة والجزالة أنه
لا يمكن أن يكون حديثاً صحيحاً ثابتاً عن النبي – صلى الله عليه وسلم –
ولم أجده بهذا اللفظ، وليت أن السائل يخبرنا بالمصدر الذي وجد فيه هذا
الحديث ليتسنى لنا تحذير الناس منه. على أن أبا حامد الغزالي –
على عادته رحمه الله – قد أورد حديثاً باطلاً في
(إحياء علوم الدين 4/130) قريباً من مضمونه من الحديث المسؤول
عنه، وفيه أن أعرابياً قال لرسول الله – صلى الله عليه وسلم – يا رسول
الله من يلي حساب الخلق يوم القيامة؟ فقال - صلى الله عليه وسلم-:
الله – تبارك وتعالى-، قال: هو بنفسه؟ قال: نعم، فتبسم الأعرابي، فقال –
صلى الله عليه وسلم-: ممَّ ضحكت يا أعرابي؟ قال: إن الكريم إذا قدر عفا،
وإذا حاسب سامح.. إلى آخر الحديث .

وقد قال العراقي عن هذا
الحديث:"لم أجد له أصلاً"،

وذكره السبكي ضمن الأحاديث التي لم يجد لها إسناداً
(تخريج أحاديث الإحياء: رقم 3466، وطبقات الشافعيـة الكبرى: 6/364)
ومع ذلك فالنصوص الدالة على سعة رحمة الله –تعالى- وعظيم عفوه
-عز وجل-، وقبوله لتوبة التائبين، واستجابته لاستغفار المستغفرين
كثيرة في الكتاب وصحيح السنة.
قال – تعالى-:

}وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى {
[ طه:82]

وقال – تعالى-:

} وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ
وَيَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ {
[الشورى:25]

وقال –تعالى-:

} وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ {
[ الأعراف : 156] .

وفي الصحيحين البخاري (7554) ومسلم (2751)
من حديث أبي هريرة –رضي الله عنه-
أن النبي –صلى الله عليه وسلم–
قال:

( إن الله كتب كتاباً قبل أن يخلق الخلق
إن رحمتي سبقت غضبي )

والله أعلم .