المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : } نفحة يوم الجمعة / أمـــانى صلاح الدين / رقــــائق


adnan
11-01-2013, 08:52 PM
أ . وائل حافظ خلف


وصية أم القاضي أبي خالد محمد بن عبد الرحمن بن هشام الأوقص
له عن محمد بن القاسم بن خلاَّد قال :
كان الأوقص قصيرًا دميمًا قبيحًا، قال: فقالت لي أمي وكانت عاقلة:
يا بني، إنك خُلِقْتَ خِلقة لا تصلح معها لمعاشرة الفتيان، فعليك بالدِّين؛
فإنه يُتِمُّ النقيصةَ، ويرفع الخسيسة
قال: فنفعني الله بقولها، فتعلمت الفقه؛ فصرت قاضيًا.


سمعت أعرابية توصي ابنًا لها، فقالت :
عليك بحفظ السر، وإياك والنميمة ؛
فإنها لا تترك مودة إلا أفسدتها، ولا ضغينة إلا أوقدتها .



قالت أعرابية لإبنها :
يا بني، إن سؤالك الناسَ ما في أيديهم أشدُّ من الافتقار إليهم،
ومَنِ افتقرْتَ إليه هُنْتَ عليه، ولا تزال تُحفظ وتُكرم حتى تَسأل وتَرغب.
فإذا أَلَحَّتْ عليك الحاجةُ، ولزمك سوءُ الحال،
فاجعل سؤالك إلى مَن إليه حاجةُ السائل والمسئول؛
فإنه يعطي السائل، ويَكفي العائل .


وصية عابدة ولدها
قال نوح :
رأيت امرأة تأتي أبا عبد الله البراثي فتجلس تسمع كلامه ولا تكاد تتكلم،
ولا تسأل عن شيء، فقلت لها ذات يوم:
لا أراك – يرحمك الله – تتكلمين، ولا تسألين عن شيء! فقالت:
قليل الكلام خير من كثيره إلا ما كان من ذكر الله - عز وجل -،
والمنصت أفهم للموعظة، ولن ينصحك امرؤ لا ينصح نفسه،
وجملة الأمر يا أخي: إن أردت الله بطاعةٍ، أرادك الله برحمةٍ،
و إن سلكت سبيل المعرضين فلا تلم إلا نفسك
إذا صرت غدًا في زمرة الخاسرين .
قال : ثم استبكت فقامت.
وسمعتها تعظ ابنها يومًا وتقول :
ويحك يا بني !
احذر بطالات الليل والنهار،
فتنقضي الأعمار وأنت غير ناظر لنفسك، ولا مستعد لسفرك.
ويحك يا بني !
ما من الجنة عِوض، ولا في ركوب المعاصي ثمن من حلول النار.
ويحك يا بني !
مَهِّد لنفسك قبل أن يحال بينك وبين ذلك، وجِدَّ قبل أن يجد الأمر بك،
واحذر سطوات الدهر، وكيد الملعون عند هجوم الدنيا بالفتن،
وتقبلها بالعبر، فعند ذلك يهتم التقي كيف ينجو من مصائبها.
ثم قالت:
بؤسًا لك يا بني، إن عصيت الله وقد عرفته وعرفت إحسانه،
وأطعت إبليس وقد عرفته وعرفت طغيانه .