المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : خطبتي الجمعة من المسجد النبوي بعنوان : من أشراط الساعة الكبرى - المسيح الدجال


adnan
11-16-2013, 08:08 PM
ألقى فضيلة الشيخ الدكتور عبد المحسن بن محمد القاسم - حفظه الله - خطبتي الجمعة بعنوان :



من أشراط الساعة الكبرى: المسيح الدجال



والتي تحدَّث فيها عن الدجَّال وعِظَم فتنته،

وأوردَ عددًا من الآيات والأحاديث عن صفاته وأحواله، وبيَّن كيفية النجاة من فتنته.





إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره،

ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا،

من يهدِه الله فلا مُضِلَّ له، ومن يُضلِل فلا هاديَ له،

وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له،

وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، صلَّى الله عليه وعلى آله وأصحابه وسلَّم تسليمًا كثيرًا.





فاتقوا الله - عباد الله - حقَّ التقوى؛ فمن اتقاه هداه، ومن لجَأ إليه حفِظه ووقاه .



أيها المسلمون :



جعل الله هذه الأمة آخر الأمم، وفيها تظهر أشراط الساعة،

وعليها تقوم القيامة، وأخبر - سبحانه - عن قُرب ذلك، فقال :



{ اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ }

[ القمر: 1 ]



( وكان النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا ذكرَ السعة احمرَّت عيناه،

وعلا صوتُه، واشتدَّ غضبُه، حتى كأنَّه مُنذِرُ جيشٍ يقول: صبَّحَكم ومسَّاكم )

رواه مسلم.



وسأل المُشركون النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - عن زمن قيامِها مِرارًا،



{ يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ رَبِّي لَا يُجَلِّيهَا لِوَقْتِهَا إِلَّا هُوَ }

[ الأعراف: 187 ].



ومن رحمته - سبحانه - بعباده:



أن جعل للساعة أماراتٍ قبل قيامها؛ ليعود الناسُ إلى ربِّهم،

وأخبرَ تعالى عن أماراتِ اقترابها، فقال:



{ فَهَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا السَّاعَةَ أَنْ تَأْتِيَهُمْ بَغْتَةً فَقَدْ جَاءَ أَشْرَاطُهَا }

[ محمد: 18 ]



وعلاماتُ الساعة الكُبرى إن خرجَت فالأُخرى على إثرِها قريبٌ منه،

وأمرٌ كبيرٌ جعلَه الله من علامات الساعة، ما من نبيٍّ إلا حذَّر أمَّتَه منه،

قال - عليه الصلاة والسلام -:



( ما بعثَ الله من نبيٍّ إلا أنذرَ أمَّتَه، أنذَرَه نوحٌ والنبيُّون من بعدِه )

رواه البخاري.



وأنذَر منه النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - أمَّتَه، فقال:



( إني لأُنذِركمُوه )

رواه البخاري



وكان - عليه الصلاة والسلام - يتعوَّذ في صلاتِه من فتنته،

ويُعلِّم أصحابَه التعوُّذ منه كما يُعلِّمهم السورةَ من القرآن،

ويعِظُ صحابتَه ويُخبِرُهم عن قُرب ظهور ذلك الأمر.



قال النوَّاس بن سمعان - رضي الله عنه -:



[ حتى ظننَّاه في طائفة النخل - أي: عند النخل الذي بجانبهم ]

رواه مسلم.



وكان السلفُ يأمرون بالتذكير به حينًا بعد حين،

قال السفَّارينيُّ - رحمه الله -:



[ مما ينبغي لكل عالمٍ أن يبُثَّ أحاديث الدجَّال بين الأولاد والنساء والرجال،

ولا سيَّما في زماننا هذا الذي اشرأبَّت فيه الفتنُ، وكثُرت فيه المِحَن،

واندرَسَت فيه معالمُ السنن ]



والدجَّال حيٌّ الآن في ديرٍ جزيرةٍ من جُزر البحر، مُقيَّدٌ بوَثَاقٍ شديد،

يداه مجموعةٌ إلى عُنقِه ما بين رُكبتَيْه إلى كعبَيْه بالحديد،

وخروجُه قد دنا، قال عن نفسي:



( وإني أُوشِك أن يُؤذَن لي في الخروج )

رواه مسلم



وعلامات خروجِه: ألا يُثمِر نخلُ بَيْسان - وهي مدينةٌ بين حَوران وفلسطين –

بعد أن كان يُثمِر.

قال ياقوتُ الحمويُّ - رحمه الله -:



[ وقد رأيتُها مِرارًا فلم أرَ فيها غيرَ نخلتين حائلتين أي: غير مُثمِرتين ]



ومن أمارات خروجه : ذَهابُ ماء بُحيرة طبريَّة، والآن قلَّ ماؤُها، وهو في نُقصان.



ومن علاماته: ذَهابُ ماء عين زُغَر - بلدةٌ في الشام -،

وعدم زراعة أهلها بماء تلك العين.



وأولُ مخرَجه من حيٍّ يُقال له "اليهودية" في مدينة أصبهان من أرض خُراسان،

يخرُج ومعه سبعُون ألفًا من يهودِها، وله حرسٌ وأعوانٌ.



وهو شابٌّ أحمرُ جسيمٌ كبيرُ الخِلقة، واسعُ الجبهة، فيه انحِناء،

له شعرٌ كثيرٌ مُجعَّد، عينُه كأنَّها عنبةٌ طافية - أي: ظاهرةٌ عوراء -.



قال عنه تميمٌ الداريُّ - رضي الله عنه - وقد رآه -:



[ أعظمُ إنسانٍ رأيناه قطُّ خلقًا ]



وهو أكبرُ خلقٍ في هذه الدنيا

قال - عليه الصلاة والسلام -:



( ما بين خلقِ آدم إلى قيام الساعة خلقٌ أكبرُ من الدجَّال )

رواه مسلم.



وبيَّن النبي - صلى الله عليه وسلم - صفاتِه ليعرِفه الناسُ إذا خرج،

وأنه الدجَّال لا ربُّ العالمين كما يزعُم .



ولأن الدجَّال سيخرُج في هذه الأمة أخبرَنا النبي - صلى الله عليه وسلم –

بصفةٍ فيه لم يذكُرها أحدٌ من الأنبياء، قال - عليه الصلاة والسلام -:



( سأقولُ لكم فيه قولاً لم يقُلْه نبيٌّ لقومِه،

تعلَمون أنه أعوَر، وأن الله ليس بأعوَر )

رواه البخاري.



وخروجُه في حالِ خفَقَةٍ من الدين وإدبارٍ من العلم؛ ليتميَّز المؤمنُ من الكافر،

ويتبيَّن المُسلمُ من المُرتاب، فيدَّعِي أنه ربُّ العالمين،

ويُفتنُ به العبادُ بما يخلُقُه الله معه من الخوارِق.



وإذا خرجَ فرَّ الناسُ في الجِبال فزعًا منه، وحينَها يُغلَقُ بابُ التوبة،

قال - عليه الصلاة والسلام -:



( ثلاثٌ إذا خرجنَ لا ينفعُ نفسًا إيمانُها لم تكُن آمنَت من قبلُ

أو كسبَت في إيمانها خيرًا: طلوع الشمس من مغربِها، والدجَّال، ودابَّةُ الأرض )

رواه مسلم.



ومن فتنته: أن يقتُل الرجلَ ثم يُحيِيه بإذن الله، ويضرِبُ آخر بالسيف فيقطعه قطعتين،

ثم يدعُوه بعد قتلِه، فيُقبِلُ ذلك المقتولُ يتهلَّلُ وجهُه.

وينشُر الرجلَ بالمِنشار من مِفرَق رأسِه حتى يقطعَ ما بين رِجلَيْه،

ثم يمشِي الدجَّال بين القطعتين، ثم يقول له: قُم، فيستوي قائمًا.



ويأخذ الرجلَ برِجلَيه ويديه فيقذِفُ به إلى النار التي معه،

فيُحسَبُ أنما قذَفَه إلى النار، وإنما أُلقِيَ في الجنة؛ فجنَّتُه نارٌ، ونارُه جنَّة.



ومعه نهران يجرِيان، أحدهما: رأي العين ماءٌ أبيض، والآخر رأي العين نارٌ تأجَّج،

قال - عليه الصلاة والسلام -:



( فإما أدركنَّ أحدٌ فليأتِ النهرَ الذي يراه نارًا،

وليُغمِّض ثم ليُطأطِئ رأسَه فيشربَ منه؛ فإنه ماءٌ بارِد )

رواه مسلم.



ويأمرُ السماءَ أن تُمطِر فتُمطِر، والأرض أن تُنبِت فتُنبِت، ويمرُّ بالخرِبة فيقول لها :

أخرِجي كنوزَكِ، فتتبَعُه كنوزُها.



قال ابن العربيِّ - رحمه الله -:



[ وذلك كلُّه أمرٌ مَخوفٌ ]



ومشيُه في الأرض سريعٌ، وصفَه النبي - صلى الله عليه وسلم - بقولِه:



( كالغَيث استدبَرَته الرِّيح )

رواه مسلم.



ويلبَثُ في الأرض أربعين يومًا؛ يومٌ كسنةٍ، ويومٌ كشهرٍ،

ويومٌ كأسبوعٍ، وبقيَّةُ أيامِه كأيامِنا.



ولا يدَعُ قريةً إلا هبطَها غيرَ مكة والمدينة؛ فإن على كل نقبٍ من أنقابِها –

أي: أبوابها - ملائكةٌ يحرسُونَها،

وإذا أراد أن يدخُل واحدةً منهما استقبَلَه ملَكٌ بيدِه السيفُ سلطًا يصدُّه عنها.



وجميعُ القُرى تفزَعُ من الدجَّال سوى المدينة، لا يدخلُها رُعبُ الدجَّال ولا الخوفُ منه.

ومن شُكر نعمة الله على أهل مكة والمدينة:

أن يعمُروها بطاعة الله؛ إذ خصَّها الله بحفظِها من الدجَّال.



وإذا مُنِع من دخول المدينة ينزلُ في سبَخَةِ الجُرفِ غرب جبل أُحُد،

ويضرِبُ فيها لِواقُه، ويكونُ أكثرُ من يخرُج إليه النساء .



وترجُفُ المدينةُ بأهلِها ثلاثَ رجَفَاتٍ يخرُج إليه منها كلُّ كافرٍ ومُنافِق.

وخيرُ الناس في كل زمانٍ ومكانٍ: من أنكرَ مُنكرًا رآه، قال تعالى:



{ كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ }

[ آل عمران: 110 ].



وإذا مكثَ حول المدينة يخرُج إليه شابٌّ يُنكِرُ عليه ادِّعاءَه الربوبيَّة ودجلَه،

قال - عليه الصلاة والسلام -:



( وهو خيرُ الناس - أو من خيارِ الناس - فيقول:

أشهدُ أنك الدجَّال الذي حدَّثنا رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم – حديثَه )

رواه البخاري



وخسارةُ المسلمين بوفاة النبي - صلى الله عليه وسلم - عظيمة؛

إذ لو كان حيًّا لكفانا إياه،

قال - عليه الصلاة والسلام -:



( إن يخرُج وأنا فيكُم فأنا حَجيجُه دُونَكم )

رواه مسلم.



وبعد وفاة النبي - صلى الله عليه وسلم - كلُّ امرئٍ حَجيجُ نفسِه مع الدجَّال.



ومن أسباب العِصمة منه: العلمُ الشرعيُّ بمعرفة أسماء الله وصفاتِه؛

فالدجَّال أعورُ، وربُّنا - سبحانه - ليس بأعوَر، والله لا يراه أحدٌ في الدنيا،

والدجَّال يراه الناس، والدجَّال مكتوبٌ بين عينيه كافرٌ يقرؤه كل قارئٍ وغير قارئٍ.



قال شيخ الإسلام - رحمه الله -:



[ المؤمنُ يتبيَّن له ما لا يتبيَّن لغيره، ولاسيَّما في الفتن ]



والفِرارُ من الفتن والابتِعادُ عنها عصمةٌ منها بإذن الله،

قال - عليه الصلاة والسلام -:



( من سمِع بالدجَّال فليَنْأَ عنه - أي: ليهرُب -؛

فوالله إن الرجلَ ليأتيه وهو يحسبُ أنه مؤمنٌ فيتَّبِعه مما يبعثُ به من الشُّبُهات،

أو لما يبعثُ به من الشُّبُهات )

رواه أبو داود.



والتمسُّك بالدين فيه النجاة من الدجَّال؛ فإن أتباعَه غيرُ المؤمنين.



والإكثارُ من الدعاء بالتعوُّذ منه حرزٌ وأمانٌ،

قال - عليه الصلاة والسلام -:



( إذا تشهَّد أحدُكم - أي: في الصلاة - فليستعِذ بالله من أربع،

يقول: اللهم إني أعوذُ بك من عذاب جهنَّم، ومن عذاب القبر،

ومن فتنة المحيا والممات، ومن فتنة المسيح الدجَّال )

رواه مسلم.



وكان طاوس - رحمه الله - يأمُر ابنَه بإعادة الصلاة إذا لم يقرأ بهذا الدعاء في صلاتِه.

والقرآنُ الكريمُ أصلُ العِصمة من كل فتنةٍ،

ومن سمِع بخرُوجه وهو حافظٌ لعشر آياتٍ من أول سورة الكَهف عُصِم منه بإذن الله،

ومن رآه فليقرَأ عليه فواتِح سُورة الكَهف.



قال - عليه الصلاة والسلام -:



( فمن أدركَه منكم فليقرَأ عليه فواتِح سورة الكَهف )

رواه مسلم.



وإذا كثُر أتباعُه وعمَّت فتنتُه ينزلُ عيسى - عليه السلام - عند المنارة الشرقية بدمشق،

فيلتفُّ عباد الله حولَه، فيلحقُ عيسى - عليه السلام –

بالدجَّال حين توجُّهه إلى بيت المقدِس، فيُدرِكُه عند بابِ لُدٍّ في فلسطين،

فإذا رآه الدجَّالُ ذابَ ذوَبَان المِلح، فيلحَقُه عيسى - عليه السلام - فيقتُلُه بحربةٍ



وبعد، أيها المسلمون :



فوعدُ الله حقٌّ، والساعةُ آتيةٌ لا ريبَ فيها، وقيامُها سريعٌ،

قال - عليه الصلاة والسلام -:



( تقوم الساعةُ والرجلُ يحلِبُ اللِّقحةَ فما يصِلُ الإناءُ إلى فِيه حتى تقومَ الساعة،

والرجُلان يتَبَايَعان الثوبَ فما يتبايَعَانه حتى تقوم )

رواه مسلم.



والمُسلم مُبادِرٌ لفعل الصالِحات في كل زمانٍ وحينٍ،

وهو لها أشدُّ امتِثالاً وإكثارًا حين غُربَة الدين وكثرة الفتن،

قال - عليه الصلاة والسلام -:



( بادِروا بالأعمال ستًّا: طلوع الشمس من مغربها، أو الدخان،

أو الدجَّال، أو الدابَّة، أو خاصَّة أحدكم، أو أمر العامَّة )

رواه مسلم.



وطاعة النبي - صلى الله عليه وسلم - حفظٌ للعبد في الرخاء والشدَّة،

سألَ الدجَّالُ تميمًا الداريَّ - رضي الله عنه - ومن معه من الصحابة حين رأوه،



[ سألَهم عن نبيِّنا - صلى الله عليه وسلم -: ما فعل ؟

قالوا: قد خرجَ من مكة ونزل يثرِب.

قال: أقاتَلَه العربُ ؟

قلنا: نعم.

قال: كيف صنعَ بهم ؟

فأخبرناه أنه قد ظهر على من يلِيه من العرب وأطاعوه.

قال لهم: قد كان ذلك؟

قلنا: نعم.

قال: أما إنَّ ذاك خيرٌ لهم أن يُطيعُوه ]

رواه مسلم.



أعوذ بالله من الشيطان الرجيم :



{ اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مُعْرِضُونَ }

[ الأنبياء: 1 ].



بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم،

ونفعني الله وإياكم بما فيه من الآياتِ والذكرِ الحكيم،

أقول قولي هذا، وأستغفر الله لي ولكم ولجميع المُسلمين من كل ذنبٍ،

فاستغفِروه، إنه هو الغفور الرحيم.





الحمد لله على إحسانه، والشكرُ له على توفيقِهِ وامتِنانِه،

وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له تعظيمًا لشأنِه،

وأشهد أن نبيَّنا محمدًا عبدُه ورسولُه، صلَّى الله عليه وعلى آله وأصحابه،

وسلَّم تسليمًا مزيدًا.





أيها المسلمون :



ولئن كان أمرُ الدجَّال كبيرًا؛ فإن الرياءَ بالأعمال الصالحة

أخوَفُ عند النبي - صلى الله عليه وسلم - من الدجَّال،

قال - عليه الصلاة والسلام -:



( ألا أُخبِرُكم بما هو أخوَفُ عليكم عندي من المسيح الدجَّال

قال: قلنا: بلى،

فقال: الشركُ الخفِيُّ؛

أن يقوم الرجلُ يُصلِّي فيُزيِّنُ صلاتَه لما يرَى من نظر رجُلٍ إليه )

رواه أحمد.



قال في "تيسير العزيز الحميد":



[ إنما كان الرياءُ كذلك لخفائِه وقوَّة الداعِي إليه، وعُسر التخلُّص منه؛

لما يُزيِّنُه الشيطان والنفسُ الأمَّارة في قلب صاحبِه،

والمؤمنُ يجمعُ في العمل بين صلاحِه بمُتابَعة النبي - صلى الله عليه وسلم –

وإخلاص النيَّة فيه لله وحدَه ]



ثم اعلموا أن الله أمرَكم بالصلاةِ والسلامِ على نبيِّه، فقال في مُحكَم التنزيل:



{ إِنَّ اللهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ

يَا أَيُّهَا الذِيْنَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيْمًا }

[ الأحزاب: 56 ].



اللهم صلِّ وسلِّم على نبيِّنا محمدٍ،

وارضَ اللهم عن خلفائه الراشدين الذين قضَوا بالحقِّ وبه كانوا يعدِلون:

أبي بكرٍ، وعُمر، وعُثمان، وعليٍّ، وعن سائر الصحابةِ أجمعين،

وعنَّا معهم بجُودِك وكرمِك يا أكرم الأكرمين.



اللهم أعِزَّ الإسلام والمسلمين، وأذِلَّ الشرك والمشركين،

ودمِّر أعداء الدين، واجعل اللهم هذا البلد آمِنًا مُطمئنًّا وسائر بلاد المسلمين.



اللهم اصرِف عنا الفتن ما ظهر منها وما بطن.



اللهم انصر المُجاهدين الذين يُجاهِدون في سبيلِك،

اللهم ثبِّت أقدامَهم، وسدِّد رميَهم، ووحِّد كلمتَهم،

اللهم وأدِر دوائِر السوء على عدوِّك وعدوِّهم يا رب العالمين.



اللهم وفِّق إمامنا لهُداك، واجعَل عملَه في رِضاك،

ووفِّق جميعَ ولاة أمور المسلمين للعملِ بكتابك، وتحكيمِ شرعك يا ذا الجلال والإكرام.



عباد الله :



{ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى

وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ }

[ النحل: 90 ].



فاذكروا الله العظيم الجليل يذكركم، واشكروه على آلائه ونعمه يزِدكم،

ولذكر الله أكبر، والله يعلم ما تصنعون .