المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : خــذ الحـكمة مـن الرجـل العــجوز


adnan
11-26-2013, 08:44 PM
الأخت / الملكة نـــور

خـــــذ الحــــكمة مــــن الــــــرجـــل العـــــجوز
https://mail.google.com/mail/u/0/?ui=2&ik=8c4e62fb9f&view=att&th=14294075a5b23314&attid=0.4&disp=emb&zw&atsh=1 (http://www.ataaalkhayer.com/)

يحكى
أن أحد الملوك قد خرج ذات يوم مع وزيره متنكرين، يطوفان أرجاء المدينة
، ليروا أحوال الرعية ، فقادتهم الخطا إلى منزل في ظاهر المدينة ،
فقصدا إليه ، ولما قرعا الباب، خرج لهما رجل عجوز دعاهما إلى ضيافته،
فأكرمهما وقبل أن يغادره ،
قال له الملك : لقد وجدنا عندك الحكمة والوقار، فنرجوا أن تزوّدنا بنصيحة
فقال الرجل العجوز: لا تأمن للملوك ولو توّجوك فأعطاه الملك وأجزل العطاء
ثم طلب نصيحة أخرى , فقال العجوز : لا تأمن للنساء ولو عبدوك
فأعطاه الملك ثانية ثم طلب منه نصيحة ثالثة
فقال العجوز : أهلك هم أهلك ، ولو صرت على المهلك
فأعطاه الملك ثم خرج والوزير وفي طريق العودة إلى القصر
أبدى الملك استياءه من كلام العجوز وأنكر كل تلك الحكم ،
وأخذ يسخر منها وأراد الوزير أن يؤكد للملك صحة ما قاله العجوز،
فنزل إلى حديقة القصر، و سرق بلبلاً كان الملك يحبه كثيراً ،
ثم أسرع إلى زوجته يطلب منها أن تخبئ البلبل عندها ، و لا تخبر به أحداً
وبعد عدة أيام طلب الوزير من زوجته أن تعطيه العقد الذي في عنقها
كي يضيف إليه بضع حبات كبيرة من اللؤلؤ ، فسرت بذلك ،
وأعطته العقد و مرت الأيام ، ولم يعد الوزير إلى زوجه العقد ،
فسألته عنه ، فتشاغل عنها ، و لم يجبها ، فثار غضبها ،
واتهمته بأنه قدم العقد إلى امرأة أخرى ، فلم يجب بشيء ،
مما زاد في نقمته وأسرعت زوجة الوزير إلى الملك ، لتعطيه البلبل ،
وتخبره بأن زوجها هو الذي كان قد سرقه ، فغضب الملك غضباً شديداً ،
وأصدر أمراً بإعدام الوزير و نصبت في وسط المدينة منصة الإعدام ،
وسيق الوزير مكبلاً بالأغلال ، إلى حيث سيشهد الملك إعدام وزيره ،
وفي الطريق مرّ الوزير بمنزل أبيه وإخوته ، فدهشوا لما رأوا ،
وأعلن والده عن استعداده لافتداء ابنه بكل ما يملك من أموال ،
بل أكد أمام الملك أنه مستعد ليفديه بنفسه
وأصرّ الملك على تنفيذ الحكم بالوزير، وقبل أن يرفع الجلاد سيفه ،
طلب أن يؤذن له بكلمة يقولها للملك ، فأذن له ، فأخرج العقد من جيبه ،
وقال للملك : ألا تتذكر قول الحكيم : لا تأمن للملوك ولو توّجوك
ولا للنساء ولو عبدوك وأهلك هم أهلك ولو صرت على المهلك
وعندئذ أدرك الملك أن الوزير قد فعل ما فعل ليؤكد له صدق تلك الحكم ،
فعفا عنه ، وأعاده إلى مملكته وزيراً مقربـــاً .....