المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : من مدرسة الفاروق


adnan
11-30-2013, 07:52 PM
الأخ / فـضـل الـسـقـا
نقلا عن العامود اليومي بجريدة عكاظ السعودية
لوالدنا الفاضل الأستاذ / عبد الله بن عمر خياط

https://mail.google.com/mail/u/0/?ui=2&ik=8c4e62fb9f&view=att&th=142a8d021cda560e&attid=0.2&disp=emb&zw&atsh=1
أ. عبدالله بن عمر خياط


من مدرسة الفاروق رضي اللـه تعالى عنه
https://mail.google.com/mail/u/0/?ui=2&ik=8c4e62fb9f&view=att&th=142a8d021cda560e&attid=0.5&disp=emb&zw&atsh=1
من الفاروق عمر بن الخطاب رضي اللـه عنه نسترجع بعض العبر
التي قد تهدينا سبيل الرشاد في عصر كثر الفساد فيه بكل مكان.

والرواية الأولى تتحدث عن
الذين يسارعون بالإدلاء بالشهادة لصالح من لهم ميل إليه وأدهى
من ذلك الجلوس بجانب مباني المحاكم وفي ردهاتها لتقديم الشهادة لدى
القاضي لمن يطلبها منهم إما كرما أو لقاء جعل مالي مقبوض سلفا،
في حين وضع الفاروق رضي الله عنه قاعدة من ذهب لمن يريد أن يدلي بالشهادة.

إذ روى عن حرشة بن الحر قال :
شهد رجل عند عمر بن الخطاب فقال له عمر : إني لست أعرفك،
ولا يضرك أني لا أعرفك، فائتني بمن يعرفك، فقال رجل: أنا أعرفه
يا أمير المؤمنين. قال عمر : بأي شيء تعرفه ؟ فقال : بالعدالة.
قال عمر : هو جارك الأدنى تعرف ليله ونهاره ومدخله ومخرجه ؟
قال : لا . قال عمر : فعاملك بالدرهم والدينار الذي يستدل به على الورع؟
قال : لا . قال عمر : فصاحبك في السفر الذي يستدل به
على مكارم الأخلاق ؟ قال : لا . قال عمر : فلست تعرفه !
ثم قال عمر للرجل : ائتني بمن يعرفك.

وهكذا يفنن ابن الخطاب رضي اللـه عنه ما يجب أن يكون
عليه مستوى الشاهد من العلم والمعرفة .

أما الحزم عن عمر بن الخطاب رضي اللـه عنه فإن له أوقاتا
مثلما أن للتراحم والتعاطف أوقاتا يجد الإنسان مجالا بينهما .

فقد روي عن سيدنا عمر بن الخطاب رضي اللـه عنه أن
أحد الولاة دخل عليه فوجده مستلقيا على ظهره، ويداعب طفلا على
صدره، فاستغرب الوالي وقال : أتفعل هكذا مع الأطفال يا أمير المؤمنين ؟
قال عمر : نعم . وأنت ؟ قال : كلا فأنا إذا دخلت البيت فإن السائر يقف
والواقف يجلس، والمتحدث يصمت تقديرا وإجلالا لي ومهابة مني .
فقال عمر : اللهم فاشهد بأننا عزلناه، فإذا كان هذا فعله في أهله
فكيف يكون فعله في رعيته.

وهكذا يترك ابن الخطاب رضي اللـه عنه أعظم الدروس
فيمن يصلح للولاية.

وأختم ببيتين يقول فيهما عمر بن الخطاب رضي الله عنه :

ومـا بقيـت مــن الـلـذات iiإلا محادثة الرجال ذوي العقول


وقــد كـنـا نعـدهـمـو iiقـلـيـلا وقد صاروا أقـل مـن iiالقليـل

وإذا كان هذا حال الناس في عهد عمر بن الخطاب
في صدر الإسلام .. فكيف هم اليوم يا ترى ؟.

السطـر الأخـير :
قال النبي صلى الله عليه وسلم :

( لو كان بعدي نبياً لكان عمر بن الخطاب )