المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مسح الجسد بالمطارات " فتوى


vip_vip
05-11-2010, 02:06 PM
العضو عُلا حوامده

=================================



إيمان محمد - صبحي مجاهد - محمد السيد











في الوقت الذي اتفق فيه معظم الفقهاء والعلماء الذين استطلعت إسلام أون لاين


آراءهم على أنه لا يجوز شرعا إجبار المسلم على الكشف عن عورته حتى


لو كان هذا الكشف عبر أجهزة تكشف الجسد بشكل غير واضح المعالم


كالصور الفوتوغرافية، صدرت دعوة من إحدى هذه الشخصيات إلى إصدار


"فتوى عالمية" تعكس رؤية موحدة للمسلمين حول هذه القضية.




جاء ذلك على خلفية الإجراءات الأمنية الجديدة التي شرعت



الولايات المتحدة ودول أوروبية مؤخرا في تطبيقها



في مطاراتها وتتعلق بشكل خاص بتفتيش الركاب في



المطارات عبر أجهزة الكشف الكامل للجسد (السكانر).





وبموجب الإجراءات الجديدة التي اتخذتها عدد من الدول الأوروبية



بناء على قرار أعلنته إدارة سلامة النقل الأمريكية فإن المسافرين



الذين سيواجهون إجراءات التفتيش المشددة هم القادمون من أو



عبر الدول المدرجة على قائمة "الدول الراعية للإرهاب" وهي



كوبا وإيران والسودان وسوريا بالإضافة إلى عشر دول أخرى



هي أفغانستان والجزائر والعراق ولبنان وليبيا ونيجيريا وباكستان



والسعودية والصومال واليمن.





تفتيش بالسكانر





وخلافا للإجراءات الأمنية المعتادة التي تفرضها السلطات داخل



المطارات فإنه وفقا للجهاز الجديد، سيكون على المسافرين المرور عبر بوابات خاصة تشبه إلى حد كبير تلك الأجهزة (سكانر) التي تمرر بها الحقائب للكشف عن محتوياتها.





ولا يستغرق وقوف المسافر فيها أكثر من 3 ثوان لكنها مدة كافية تماما للكشف عن كل ما هو موجود تحت الملابس دون الحاجة لتفتيش ذاتي، ويستطيع الجهاز خلال هذه الثواني المعدودة أن يلتقط صور أجساد عارية للركاب تشبه الصور التي تصدرها أشعه "إكس" وذلك من خلال استخدام موجات كهرومغناطيسية.





وعلى الرغم من إنها غير مطابقة تماما للصور الفوتوغرافية فإنها تبرز في النهاية معالم للجسد.





وفي استطلاع لـ"إسلام أون لاين.نت" رفض العديد من الفقهاء استخدام تلك الأجهزة، معتبرين أنه "غير ضروري ومن شأنه إهانة لكرامة الفرد"، وقال الدكتور صهيب حسن عضو المجلس الأوروبي للإفتاء وسكرتير مجلس الشريعة بلندن: "لا يجوز شرعا إجبار أحد على المثول أمام أجهزة للكشف على جسده وعلى عورته بأي صورة كانت أو حتى لو كانت الصورة غير واضحة المعالم بنسبة 100%".





توحيد الفتوى





من جانبها، طالبت الدكتورة سعاد صالح أستاذ الفقه بجامعة الأزهر في معرض رفضها لهذا الجهاز بأن تكون هناك "فتوى عالمية إسلامية تصدر بشكل موحد من جميع المؤسسات الدينية على مستوى العالم برفض هذا الإجراء".





وقالت: "إن استخدام أي أجهزة مسح ضوئي يكشف جميع جسد الإنسان المسافر بأي صورة يتصادم مع الشريعة الإسلامية ولا يصح، حتى لو كان الكشف من رجل لرجل أو من امرأة لامرأة، فعملية المسح الضوئي لأجساد سيدات مسلمات أو رجال مسلمين أمام غيرهم لا يجوز لغير ضرورة".





وأوضحت سعاد صالح أن الله أمر جميع الخلق بستر العورات، كما أن "عورة الرجل أمام الرجل من السرة إلى الركبة وكذلك عورة المرأة أمام المرأة، لكن عورة المرأة أمام الرجل تختلف فإن كان من المحارم كالأب والابن فعورتها من السرة إلى الركبة، أما أمام الرجال الأجانب فتكون عورة المرأة جميع جسدها مع استثناء الوجه والكفين، ولا يجوز مخالفة هذه الأمور في العورات وكشفها بأي صورة كانت".





وعن مدى وجود ضرورة لاستخدام هذا الجهاز، قال د. البرازي، عضو مجمع فقهاء الشريعة الإسلامية بأمريكا ورئيس الرابطة الإسلامية بالدنمارك: "لقد رأيت نوعية الجهاز المعلن وهو يظهر الجسد كاملا باليدين والفخذين وكل شيء، كما يظهر شكل العضو الذكري بشكل ضوئي وهذا لا يصح ، وفي الوقت نفسه لا توجد ضرورة قاهرة للتصوير الشعاعي بهذا الشكل خصوصا أن هناك أجهزة حساسة جدا ودقيقة للغاية تظهر الأجزاء المعدنية مهما كانت صغيرة".





وحذر بقوله: "هذه الأجهزة ستستهدف العرب والمسلمين على وجه الخصوص ولن تستخدم لكل الركاب بحسب ما سمعنا من بعض وكالات الأنباء، مؤكدا أنه يمثل عدوانا صارخا على الكرامة الإنسانية التي جعلها الله للإنسان".





وعن موقف المسلم من الإجراءات الأمنية الجديدة، قال البرازي: "على المسلم إذا لم يكن مضطرا للسفر لهذه البلاد التي تستخدم أجهزة كشف الجسد بالمطارات ألا يسافر حتى يحافظ على كرامته".





وعن البدائل التي يمكن استخدامها عوضا عن هذا الجهاز، طالب د. صهيب حسن الحكومات الأوروبية بالبحث عن بدائل لمثل هذا الجهاز الذي يكشف هيئة عورة الرجال والنساء.





كما أكد أنه "من الممكن فحص المسافرين يدويا بدقة وأن يقوم رجل يفحص رجل وامرأة بفحص امرأة وهذا أفضل من أن يتعرض الشخص لمثل هذا الجهاز"، مشددا على الرفض المطلق "للكشف العاري لجسد المسافرين" بأي شكل لما فيه من انتهاك لكرامة الأفراد.





من جانبه، اقترح د. عبد الحميد العبيدي أستاذ الفقه بكلية الأحقاف بالعراق "مراعاة أمر العورة في هذه الأجهزة بوضع تظليل في الأجزاء التي ينبغي عدم النظر لها مع مواصلة عملية التفتيش بهذا الشكل لتحقيق الأمان ولكن مع تجنب كشف العورات".





مواجهة "عملية"





ومن جهته، ذهب د. طه جابر العلواني رئيس المجلس الفقهي بأمريكا سابقا ورئيس جامعة قرطبة بالولايات المتحدة إلى أن مواجهة هذا القرار لابد أن تكون "عملية".





وشدد على أن "النهي عن السوء صارت له آليات كثيرة معاصرة منها التظاهر والاحتجاج والتهديد بقطع العلاقات، واستخدام الضغوط المختلفة من أجل تغيير المنكر".





وقال العلواني:" إذا كان المسلمون حريصين على ألا يتم كشف عوراتهم بهذا الشكل فليأخذوا بوسائل العصر في تغيير المنكر، أما الفتوى والقول بأن ذلك حرام وغير حرام أو جائز للضرورة فذلك لا يعني الكثير في مقاييس مواجهة تحديات هذا العصر".





وفي المقابل، كان للدكتور عبد المعطي بيومي عضو مجمع البحوث الإسلامية رأي مخالف عمن سبقه فقال: إن هذه "إجراءات ضرورية لضمان أمن الركاب لأن الإرهاب أصبح خطرا للغاية، لدرجة أنه يتم ضبط شخص وهو يجهز قنبلة في الطائرة".





وأضاف قائلا: "مع كرهنا لأمريكا فإننا ننظر نظرة محايدة لتصرفاتها فأي دولة تريد أن تحدد أقصى ما يمكن لسلامة المواطنين الأبرياء وهو ما نقبله، مؤكدا أنه لا حرمة في هذا الإجراء لأنه يستهدف التحقق من حمل الرجل أو المرأة قنبلة أم لا".





رؤية حقوقية





الإجراءات الأمنية الجديدة في المطارات الأوروبية والأمريكية اعتبرها حقوقيون انتهاكا لخصوصية الأفراد، وقال الحقوقي السوري المقيم في باريس هيثم المناع في تصريحات لإسلام أون لاين: إن "مثل هذه الإجراءات تعد انتهاكا للخصوصية برغم أن هذه الدول تعتبره إجراءا أمنيا يوفر سلامة مواطنيها".





ولم يستبعد المناع أن يقوم بعض الأشخاص الذين يسافرون بشكل دائم إلى الدول الأوروبية أو الولايات المتحدة مثل رجال الأعمال برفع دعاوى قضائية ضد سلطات هذه البلاد باعتبارها انتهاكا لخصوصياتهم.





ومن منظور حقوقي أيضا، اعتبر الدكتور محمد فؤاد البرازي أن هذا الجهاز الحديث اعتداء صارخ على خصوصيات الإنسان وحريته الشخصية.





وأضاف البرازي: "إن اللجوء إلى مثل هذه الأجهزة الحساسة التي تعرض المواطنين لكشف عوراتهم ولو بشكل غير واضح يتنافى مع الكرامة الإنسانية التي جعلها الله تعالى لبني آدم حيث قال في كتابه الكريم "ولقد كرمنا بني آدم" وخاصة أن الأجهزة الموجودة حاليا للكشف على المسافرين كافية في هذا المجال".





وكانت الشرطة الأمريكية قد اعتقلت عمر الفاروق عبد المطلب (نيجيري مسلم) قبل نحو أسبوع إثر محاولته تفجير طائرة "إيرباص 330" تابعة لشركة "نورث ويست آيرلاينز" الأمريكية، الأمر الذي جعل واشنطن ودولا أوروبية أخرى تكثف من

إجراءاتها الأمنية في المطارات.











المصدر: إسلام أن لاين