المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : درس اليوم 02.02.1435


adnan
12-04-2013, 08:43 PM
الأخ / عثمان أحمد - موقع الشيبة الصديق
درس اليوم
[ وكفى بالله وكيلا ]


ما أحوج الإنسان في زمن طغت فيه المادة , وتعلق الناس فيه بالأسباب

إلا من رحم الله , إلى أن يجدد في نفسه قضية الثقة بالله , والاعتماد عليه

في قضاء الحوائج , وتفريج الكروب , فقد يتعلق العبد بالأسباب , ويركن

إليها , وينسى مسبب الأسباب الذي بيده مقاليد الأمور , وخزائن

السماوات والأرض , ولذلك نجد أن الله عز وجل يبين في كثير

من المواضع في كتابه هذه القضية ,

كما في قوله تعالى :

{ وَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا }

(الفتح 28)

وقوله :

{ وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلًا }

(الأحزاب 3)

وقوله :

{ أَلَيْسَ اللهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ }

(الزمر 36)

كل ذلك من أجل ترسيخ هذا المعنى في النفوس , وعدم نسيانه في زحمة

الحياة , وفي السنة قص النبي صلى الله عليه وسلم قصة رجلين

من الأمم السابقة , ضربا أروع الأمثلة لهذا المعنى .

والقصة رواها البخاري في صحيحه

عن أبي هريرة رضي الله عنه

عن رسول الله صلى الله عليه وسلم

( أنه ذكر رجلا من بني إسرائيل , سأل بعض بني إسرائيل

أن يُسْلِفَه ألف دينار , فقال : ائتني بالشهداء أُشْهِدُهُم , فقال :

كفى بالله شهيدا , قال : فأتني بالكفيل , قال : كفى بالله كفيلا ,

قال : صدقت , فدفعها إليه إلى أجل مسمى , فخرج في البحر

فقضى حاجته , ثم التمس مركبا يركبها يقْدَمُ عليه للأجل الذي

أجله , فلم يجد مركبا , فأخذ خشبة فنقرها فأدخل فيها ألف دينار

وصحيفةً منه إلى صاحبه , ثم زجَّجَ موضعها , ثم أتى بها إلى

البحر , فقال : اللهم إنك تعلم أني كنت تسَلَّفْتُ فلانا ألف دينار

فسألني كفيلا , فقلت : كفى بالله كفيلا , فرضي بك , وسألني

شهيدا , فقلت : كفى بالله شهيدا , فرضي بك , وأَني جَهَدتُ أن

أجد مركبا أبعث إليه الذي له , فلم أقدِر , وإني أستودِعُكَها

فرمى بها في البحر حتى ولجت فيه, ثم انصرف , وهو في ذلك

يلتمس مركبا يخرج إلى بلده , فخرج الرجل الذي كان أسلفه ينظر

لعل مركبا قد جاء بماله , فإذا بالخشبة التي فيها المال , فأخذها

لأهله حطبا, فلما نشرها , وجد المال والصحيفة , ثم قَدِم الذي كان

أسلفه , فأتى بالألف دينار , فقال : والله ما زلت جاهدا في طلب

مركب لآتيك بمالك فما وجدت مركبا قبل الذي أتيت فيه , قال :

هل كنت بعثت إلي بشيء , قال : أخبرك أني لم أجد مركبا قبل

الذي جئت فيه , قال : فإن الله قد أدى عنك

الذي بعثت في الخشبة , فانْصَرِفْ بالألف الدينار راشدا )

هذه قصة رجلين صالحين من بني إسرائيل , كانا يسكنان بلدا واحدا

على ساحل البحر , فأراد أحدهما أن يسافر للتجارة , واحتاج إلى مبلغ

من المال , فسأل الآخر أن يقرضه ألف دينار , على أن يسددها له في

موعد محدد , فطلب منه الرجل إحضار شهود على هذا الدين , فقال له :

كفى بالله شهيدا , فرضي بشهادة الله , ثم طلب منه إحضار كفيل يضمن

له ماله في حال عجزه عن السداد , فقال له : كفى بالله كفيلا , فرضي

بكفالة الله, مما يدل على إيمان صاحب الدَّين , وثقته بالله عز وجل ,

ثم سافر المدين لحاجته , ولما اقترب موعد السداد , أراد أن يرجع إلى

بلده , ليقضي الدين في الموعد المحدد , ولكنه لم يجد سفينة تحمله إلى

بلده , فتذكر وعده الذي وعده , وشهادةَ الله وكفالتَه لهذا الدين , ففكر

في طريقة يوصل بها المال في موعده , فما كان منه إلا أن أخذ خشبة

ثم حفرها , وحشى فيها الألف الدينار, وأرفق معها رسالة يبين فيها

ما حصل له , ثم سوى موضع الحفرة , وأحكم إغلاقها , ورمى بها في

عرض البحر , وهو واثق بالله , متوكل عليه , مطمئن أنه استودعها

من لا تضيع عنده الودائع , ثم انصرف يبحث عن سفينة يرجع بها إلى

بلده , وأما صاحب الدين , فقد خرج إلى شاطئ البحر في الموعد المحدد

, ينتظر سفينة يقدُم فيها الرجل أو رسولا عنه يوصل إليه ماله , فلم يجد

أحدًا , ووجد خشبة قذفت بها الأمواج إلى الشاطئ ,

فأخذها لينتفع بها أهله في الحطب , ولما قطعها بالمنشار وجد المال الذي أرسله

المدين له والرسالة المرفقة , ولما تيسرت للمدين العودة إلى بلده ,جاء بسرعة

إلى صاحب الدين , ومعه ألف دينار أخرى , خوفا منه أن تكون الألف الأولى

لم تصل إليه , فبدأ يبين عذره وأسباب تأخره عن الموعد , فأخبره الدائن

بأن الله عز وجل الذي جعله الرجل شاهده وكفيله , قد أدى عنه دينه

في موعده المحدد .

إن هذه القصة تدل على عظيم لطف الله وحفظه , وكفايته لعبده إذا توكل

عليه وفوض الأمر إليه , وأثر التوكل على الله في قضاء الحاجات , فالذي

يجب على الإنسان أن يحسن الظن بربه على الدوام , وفي جميع الأحوال

والله عز وجل عند ظن العبد به , فإن ظن به الخير كان الله له بكل خير

أسرع , وإن ظن به غير ذلك فقد ظن بربه ظن السوء


https://mail.google.com/mail/u/0/?ui=2&ik=8c4e62fb9f&view=att&th=142bd77ff2f5722f&attid=0.5&disp=emb&zw&atsh=1
أسأل الله لي و لكم الثبات اللهم صلِّ و سلم و زِد و بارك
على سيدنا محمد و على آله و صحبه أجمعين
--- --- --- --- --- ---


المصدر : موقع " الدُرر السُنيَة الصديق .

و الله سبحانه و تعالى أعلى و أعلم و أجَلّ

https://mail.google.com/mail/u/0/?ui=2&ik=8c4e62fb9f&view=att&th=142bd77ff2f5722f&attid=0.4&disp=emb&zw&atsh=1



صدق الله العلى العظيم و صدق رسوله الكريم

و صلى الله على سيدنا محمد و على آله و صحبه و سلم

https://mail.google.com/mail/u/0/?ui=2&ik=8c4e62fb9f&view=att&th=142bd77ff2f5722f&attid=0.4&disp=emb&zw&atsh=1

( نسأل الله أن يرزقنا إيمانا صادقاً و يقينا لاشكّ فيه )

( اللهم لا تجعلنا ممن تقوم الساعة عليهم و ألطف بنا يا الله )

( و الله الموفق )

=======================

و نسأل الله لنا و لكم التوفيق و شاكرين لكم حُسْن متابعتكم

و إلى اللقاء في الحديث القادم و أنتم بكل الخير و العافية





" إن شـاء الله "