المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : من دين و حكمة - أحكام الزواج 115


adnan
12-22-2013, 09:02 PM
( الحلقة رقم : 486 )

{ الموضوع الـعاشر الفقرة 115 }


( أحكــام الـزواج )

أخى المسلم

نواصل معكم اليوم الموضوع الـعاشر من مواضيع دين و حكمة


الحمد لله رب العالمين
و الصلاة والسلام على سيد الأولين و الأخرين
سيدنا محمد و على آله و صحبه أجمعين
و من أهتدى بهديه إلى يوم الدين .

قال أبن مسعود

لو لم يبق من أجلى إلا عشرة أيام
و أعلم أنى أموت فى آخرها
و لى طول النكاح فيهن لتزوجت مخافة الفتنة





أخى المسلم

حديثنا اليوم عن التبرج

ماهو التبرج



التبرج تكلف إظهار ما يجب إخفاؤه وأصله الخروج من البرج، وهو القصر،

ثم استعمل في خروج المرأة من الحشمة وإظهار مفاتنها وإبراز محاسنها.



التبرج في القرآن:



وقد ورد التبرج في القرآن الكريم في موضعين :

الموضع الأول

جاء فيه قول الله سبحانه :



{ وَالْقَوَاعِدُ مِنَ النِّسَاءِ اللَّاتِي لَا يَرْجُونَ نِكَاحًا فَلَيْسَ عَلَيْهِنَّ جُنَاحٌ

أَنْ يَضَعْنَ ثِيَابَهُنَّ غَيْرَ مُتَبَرِّجَاتٍ بِزِينَةٍ ۖ وَأَنْ يَسْتَعْفِفْنَ خَيْرٌ لَهُنَّ ۗ }

[ النور 60 ]



والموضع الثاني



{ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَىٰ }

[ الأحزاب 33 ]


منافاته للدين والمدنية :



إن أهم ما يتميز به الانسان عن الحيوان اتخاذ الملابس وأدوات الزينة.

يقول الله تعالى :



{ يَا بَنِي آَدَمَ قَدْ أَنْزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاساً يُوَارِي سَوْآَتِكُمْ وَرِيشاً

وَلِبَاسُ التَّقْوَى ذَلِكَ خَيْرٌ ذَلِكَ مِنْ آَيَاتِ اللَّهِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ }

[ الأعراف 26 ]

والملابس والزينة هما مظهران من مظاهر المدنية والحضارة،

والتجرد عنهما إنما هو ردة إلى الحيوانية، وعودة إلى الحياة البدائية .

والحياة، وهي تسير سيرها الطبيعي، لا يمكن أن ترجع إلى الوراء،

إلا إذا حدثت لها نكسة تبدل آراءها، وتغير أفكارها،

وتجعلها تعود القهقرى ناسية أو متناسية مكأسبها الحضارية

ورقيها الانساني .

وإذا كان اتخاذ الملابس لازما من لوازم الانسان الراقي،

فإنه بالنسبة للمرأة ألزم،

لانه هو الحفاظ الذي يحفظ عليها دينها وشرفها وعفافها وحياءها.

وهذه الصفات ألصق بالمرأة، وأولى بها من الرجل،

ومن ثم كانت الحشمة أولى بها وأحق .

إن أعز ما تملكه المرأة، الشرف، والحياء، والعفاف،

والمحافظة على هذه الفضائل محافظة على إنسانية المرأة

في أسمى صورها، وليس من صالح المرأة،

ولا من صالح المجتمع أن تتخلى المرأة عن الصيانة والاحتشام.

ولا سيما وأن الغريزة العاطفية هي أعنف الغرائز وأشدها على الاطلاق .

والتبذل مثير لهذه الغريزة ومطلق لها من عقالها.

ووضع الحدود والقيود والسدود أمامها مما يخفف من حدتها

ويطفئ من جذوتها ويهذبها تهذيبا جديرا بالانسان وكرامته،

ومن أجل هذا عني الاسلام عناية خاصة بملابس المرأة،

وتناول القرآن ملابس المرأة مفصلا لحدودها، على غير عادة القرآن

في تناوله المسائل الجزئية بالتفصيل، فهو يقول :



{ يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ

يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلا يُؤْذَيْنَ }

[ سورة الاحزاب الآية : 59 ]



وتوجيه الخطاب إلى نساء النبي وبناته ونساء المؤمنين

دليل على أن جميع النساء مطالبات بتنفيذ هذا الامر،

دون استثناء واحدة منهن، مهما بلغت من الطهر،

ولو كانت في طهارة بنات النبي عليه الصلاة والسلام وطهارة نسائه.

ويولي القرآن هذا الامر عناية بالغة ويفصل ذلك تفصيلا،

فيبين ما يحل كشفه وما يجب ستره، فيقول :



{ وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ

وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ

وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ }

[ النور 31 ]


حتى ولو كانت المرأة عجوزا لا رغبة لها ولا رغبة فيها:

يقول الله تعالى:



{ وَالْقَوَاعِدُ مِنَ النِّسَاءِ اللَّاتِي لَا يَرْجُونَ نِكَاحًا فَلَيْسَ عَلَيْهِنَّ جُنَاحٌ

أَنْ يَضَعْنَ ثِيَابَهُنَّ غَيْرَ مُتَبَرِّجَاتٍ بِزِينَةٍ ۖ وَأَنْ يَسْتَعْفِفْنَ خَيْرٌ لَهُنَّ ۗ }

[ النور 60 ]

يستعففن أى يستترن

أخى المسلم
كيف يهتم الإسلام بهذه القضية


هذا ما سنعرفه إن شاء الله تعالى
فى الحلقة القادمة انتظرونا ولا تنسونا
من صالح الدعوات .





حكمة وعظة اليوم

أوامر النبى صلى الله عليه وسلم

على قراءة القرآن

إستكمال



عن جابر بن عبدالله:



( إذا قامَ أحدُكمْ يصلِّي مِنَ الليلِ فَلْيَسْتَكْ

فإنَّ أحدَكمْ إذا قرأَ في صلاتِهِ وَضعَ ملكٌ فاهُ على فِيهِ ،

ولا يخرجُ منْ فِيهِ شيءٌ إلا دخلَ فمَ الملكِ )



قراءة القرآن مع الصلاة كنز من كنوز الدنيا وخير موضوع

فاستكثروا منه ما استطعتم فإن الصلاة نور والزكاة برهان

والصبر ضياء والصوم جنة والقرآن حجة لكم وعليكم

فأكرموا القرآن ولا تهينوه

فإن الله مكرم من أكرمه ومهين من أهانه

واعلموا أن من تلا القرآن وحفظه وعمل به واتبع ما فيه

كانت له عند الله دعوه مستجابة يوم القيامة

إن شاء عجلها له فى دنياه أو أخرها له فى الآخرة

واعلموا أن ما عند الله خير وأبقى للذين آمنوا وعلى ربهم يتوكلون .

ولنا بقية




و إلى اللقاء فى الحلقة القادمة إن كان فى العمر بقية إن شاء الله

و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

أخيكم الفقير إلى عفو ربه و مغفرته

هشام عباس محمود