المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : من أسباب محبة الله تعالي للعبد


adnan
12-24-2013, 10:17 PM
الأخ / عبدالعزيز محمد - الفقير إلي الله



من أسباب محبة الله تعالي للعبد‎
https://mail.google.com/mail/u/0/?ui=2&ik=8c4e62fb9f&view=att&th=14324ba93b29757c&attid=0.4&disp=emb&zw&atsh=1

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
وآله وصحبه أجمعين وبعد:

قال الإمام ابن القيم رحمه الله عن المحبة:
( المنزلة التي فيها تنافس المتنافسون وإليها شخص العاملون وإلى
علمها شمَّر السابقون وعليها تفانى المحبون وبروح نسيمها تروح
العابدون وهي قوت القلوب وغذاء الأرواح وقرة العيون وهي الحياة
التي من حرمها فهو من جملة الأموات والنور الذي من فقده فهو في بحار
الظلمات والشفاء الذي من عدمه حلت بقلبه جميع الأسقام واللذة التي
من لم يظفر بها فعيشه كله هموم وآلام تالله لقد ذهب أهلها بشرف الدنيا
والآخرة إذ لهم من معية محبوبهم أوفر نصيب ).

وليس الشأن أن تحب الله تعالى فأنت في كل نَفَس وفي كل حركة
وسكون في نومك ويقظتك مغمور بنعم الله تعالى :

{ وَمَا بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ }
( النحل: 53)

فالمؤمنون يحبون ربهم تبارك وتعالى:

{ وَالَّذِينَ آَمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ }
( البقرة:165)

ولكن الشأن أن يحبك الله تعالى
كما قال تبارك وتعالى
عن بعض عباده:

{ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ }
( المائدة:54)

فكيف يمكن أن يترقى العبد من درجة المحب إلى المحبوب؟
وما هي الأسباب التي تعينه على الوصول إلى هذه الرتبة العالية؟
لقد أجاب على ذلك الأئمة ومنهم الإمام ابن القيم
رحمه الله تعالى وذكر لذلك أسبابا منها:

السبب الأول:
قراءة القرآن بتدبر وتفهم لمعانيه وما أريد به كتدبر الكتاب
الذي يحفظه العبد ويشرحه ليتفهم مراد صاحبه منه.

و ينبغي حين تقرأ القرآن أن تستشعر أن الله تعالى يكلمك ويخاطبك
وقد أثر عن بعض السلف قوله:
من أحب أن يكلمه الله تعالى فليقرأ القرآن.

وتلاوة القرآن هي في حقيقتها مناجاة بين العبد وربه

قال الإمام النووي رحمه الله:
( أول ما يجب على القارىء أن يستحضر
في نفسه أنه يناجي الله تعالى ).

فيتدبر العبد كلام الله تعالى وإذا وفق لفهم معانيه حمد الله تعالى
على هذه النعمة العظيمة

قال ابن الجوزي رحمه الله:
( ينبغي لتالي القرآن العظيم أن ينظر كيف لطف الله تعالى بخلقه
في إيصاله معاني كلامه إلى أفهامهم وأن يعلم أن ما يقرأه ليس
من كلام البشر وأن يستحضر عظمة المتكلم سبحانه، بتدبر كلامه ).

إن السابقين من هذه الأمة أنزلزا القرآن منزلته اللائقة به

كما قال الحسن بن على رضي الله عنهما:
( إن من كان قبلكم رأوا القرآن رسائل من ربهم فكانوا
يتدبرونها بالليل ويتفقدونها في النهار ).

ولهذا فإن رجلاً من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم استجلب محبة
الله بتلاوة سورة واحدة وتدبرها ومحبتها هي سورة الإخلاص التي فيها
صفة الرحمن جل وعلا فظل يرددها في صلاتة فلما سُئل عن ذلك قال:

( لأنها صفة الرحمن وأنا أحب أن أقرأها )

فقال النبي صلى الله عليه وسلم

( أخبروه أن الله يحبه )
(البخاري).

وليس المقصود من تلاوة القرآن مجرد القراءة بلا فهم ولا تدبر إنما
المقصود من القراءة هو التدبر وإن لم يحصل التدبر إلا بترديد الآية
فليرددها كما فعل النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه.
فقد قام النبي صلى الله عليه وسلم ليلة بآية يرددها:

{ إن تُعَذّبهُم فَإِنّهُم عِبَادُكَ
وَإن تَغفِر لَهُم فَإنّكَ أنتَ العَزِيز الحَكيمُ }
(المائدة:118).

وقامت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها بآية ترددا وتبكي
وهي قوله تعالى:

{ فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا وَوَقَانَا عَذَابَ السَّمُومِ }
(الطور:27).

وقام تميم الداري رضي الله عنه بآية
وهي قوله تعالى:

{ أَم حَسِبَ الّذِينَ اجتَرَحُوا السّيِئَاتِ أن نّجعَلَهُم كَالّذِينَ ءَامَنُوا
وَعَمِلُوا الصّالِحاتِ سَوَآءً مّحيَاهُم وَمَمَاتُهُم سَآءَ مَا يَحكُمُون }
(الجاثية:21).

السبب الثاني:
التقرب إلى الله بالنوافل بعد الفرائض:
فإنها من أعظم أسباب الفوز بمحبة الرب جل وعلا.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما يرويه
عن رب العزة سبحانه وتعالى

( من عادى لي ولياً فقد آذنته بالحرب وما تقرب إلي عبدي بشىء
أحب إلي مما افترضته عليه ولا يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل
حتى أحبه فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي
يبصر به ويده التي يبطش بها ورجله التي يمشي بها
ولئن سألني لأعطينه ولئن استعاذني لأعيذنه )
(البخاري).

الفقير إلى الله عبد العزيز