المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : لماذا نقرا سورة الكهف


adnan
12-29-2013, 10:08 PM
الأخت / الملكة نـــور
لماذا نقرا سورة الكهف
https://mail.google.com/mail/u/0/?ui=2&ik=8c4e62fb9f&view=att&th=1433e8dd6cfd567c&attid=0.4&disp=emb&zw&atsh=1 (http://www.ataaalkhayer.com/)

دائما نقرأ سورة الكهف خاصة بيوم الجمعة ،
ولكن مع الأسف قد يجهل البعض الحكمة أو الفضل من قراءة هذه السورة .
وكل القرآن خير وبركة ولكن رسول الله حثنا على قراءة سورة الكهف

وورد في فضلها عدة أحاديث صحيحة ففي الحديث :

( من حفظ عشر آيات من أول سورة الكهف ,عصم من الدجال )

وعند الإمام الحاكم عن أبي سعيد :

( من قرأ سورة الكهف في يوم الجمعة
أضاء له من النور ما بين الجمعتين )

وقال النبي صلى الله عليه و سلم :

( ألا أدلُّكم على سورةٍ شيَّعها سبعون ألفَ ملَكٍ
ملءُ عظمِها ما بين الخافقَيْن السَّماءِ والأرضِ لتاليها مثلُ ذلك ؟
قالوا : بلى يا رسولَ اللهِ ! قال : سورةُ أصحابِ الكهفِ
من قرأها يومَ الجمعةِ غفر اللهُ له إلى الجمعةِ الأخرَى
وزيادةَ ثلاثةِ أيَّامٍ , وأُعطي نورًا يبلغُ السَّماءَ ووُقِي فتنةَ الدَّجالِ )
[ الراوي: إسحاق بن عبد الله بن أبي فروة
المحدث : القرطبي المفسر - المصدر : التذكار
الصفحة أو الرقم : 195 - خلاصة حكم المحدث: لا يصح ]

وعلى كل حال سبب تخصيص قراءة سورة الكهف يوم الجمعة
لأنها اشتملت على أربع قصص : قصة أصحاب الكهف
وقصة أصحاب الجنتين وقصة موسى مع الخضر وقصة ذو القرنين .
أما قصة أصحاب الكهف : فهي تعالج فتنة الدين .
وقصة أصحاب الجنتين : تعالج فتنة الدنيا .
وقصة موسى مع الخضر : تعالج فتنة العلم .
وقصة ذو القرنين : تعالج فتنة السلطة .

فبعد أن ذكر كل فتنة ذكر علاجها
1- فأما قصة أصحاب الكهف : فهي تعالج فتنة الدين

{ نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ نَبَأَهُم بِالْحَقِّ إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدًى
{13} وَرَبَطْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ إِذْ قَامُوا
فَقَالُوا رَبُّنَا رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَن نَّدْعُوَ مِن دُونِهِ إِلَهاً }
[ الكهف : 13 – 14 ]

وعلاج هذه الفتنة الصبر

{ وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ }
[ الكهف : 28 ]

فقصة أصحاب الكهف تعالج فتنه الدين
فبالصبر والتوحيد والإخلاص ينجوا العبد من الفتن .

2- فتنة أصحاب الجنتين :

{ وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلاً رَجُلَيْنِ }
[ الكهف : 32 ]

احدهما كافر والآخر مؤمن
فالكافر : معتز بدنياه , والمؤمن : معتز بدينه
فالكافر : دخل جنته وهو ظالم لنفسه , فرد عليه المؤمن :

{ أَكَفَرْتَ بِالَّذِي خَلَقَكَ مِنْ تُرَابٍ }
[ الكهف : 37 ]

ثم نصحه انه إذا دخل جنته قال

{ وَلَوْلَا إِذْ دَخَلْتَ جَنَّتَكَ قُلْتَ مَا شَاءَ اللَّهُ لَا قُوَّةَ }
[ الكهف : 39 ]

وفي الحديث

( مَنْ رَأَى شَيْئًا فَأَعْجَبَهُ
فَقَالَ : مَا شَاءَ اللَّهُ لا قُوَّةَ إلا بِاللَّهِ . لَمْ يَضُرَّهُ )
[ رواه انس بن مالك ]

وهذا تحصينن أنس بن مالك رضي الله عنه :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :

( ما أنعمَ اللَّهُ على عبدٍ منِ نعمةٍ من أهلٍ وولدٍ فيقولُ :
ما شاءَ اللَّهُ لا قوَّةَ إلَّا باللَّهِ فَيرَى فيهِ آفةً دونَ المَوتِ )
[ رواه انس بن مالك ]

فكانت النتيجة انه أصبح يقلب كفيه على ما انفق فيها
ويقول : يا ليتني لم أشرك بربي أحدا .

وعلاج فتنة الدنيا ذكر حقيقتها
وهي إنها سريعة الفناء والزوال متقلب الأحوال يوم لك ويوم عليك
ولذلك ضرب لهم مثل الحياة الدنيا
بأنها كماء انزله الله فاختلط به نبات الأرض ثم اخضرت الأرض
ثم اشتدت عليها الشمس ثم اصفرت ثم أصبحت هشيما تذروها الرياح
وهذا حال الدنيا أن المال والبنون زينة الحياة الدنيا
ولكن الباقيات الصالحات خير عند ربك ثوابا و خير أملا .



3- قصة موسى مع الخضر وهي تعالج فتنة العلم

عن أُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ , أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ :

( إن موسى قامَ خطيبًا في بني إسرائيلَ ، فسُئِلَ : أيُّ الناسِ أعلمُ ؟
فقال : أنا ، فعَتِبَ اللهُ عليه إذ لم يردَّ العلمَ إليه ،
فأوحَى اللهُ إليه إن لي عبدًا بمَجْمَعِ البحريْن هو أعلمُ منك ،
قال موسى : ياربِّ فكيف لي به ؟
قال : تأخذُ معك حوتًا فتجعلُه في مِكْتَلٍ، فحيثما فقدتَ الحوتَ فهو ثَمَّ،
فأخذَ حوتًا فجعلَه في مِكْتَلٍ،
ثم انطلقَ وانطلقَ معه بفتاهُ يوشَعَ بنِ نونٍ ،
حتى إذا أتيَا الصخرةَ وضعَا رؤوسَهما فنامَا،
واضطربَ الحوتُ في المِكْتَلِ فخرجَ منه فسقطَ في البحرِ،

{ فَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ سَرَبًا }
[ سورة الكهف آية : 61 ]

وأمسكَ اللهُ عن الحوتِ جِرْيَةَ الماءِ فصار عليه مثل الطاقِّ ،
فلما استيقظَ نسيَ صاحبُه أن يخبرَه بالحوتِ ،
فانطلقَا بقيةَ يومِهما وليلتِهما ،
حتى إذا كان من الغدِّ قال موسى لفتاه:

{ آتِنَا غَدَاءَنَا لَقَدْ لَقِينَا مِنْ سَفَرِنَا هَذَا نَصَبًا }
[ سورة الكهف آية : 62 ]

قال : ولم يجدْ موسى النصَبَ حتى جاوزَا المكانَ الذي أمرَ اللهُ به ،
فقال له فتاه :

{ أَرَأَيْتَ إِذْ أَوَيْنَا إِلَى الصَّخْرَةِ
فَإِنِّي نَسِيتُ الْحُوتَ وَمَا أَنْسَانِيهُ إِلَّا الشَّيْطَانُ
أَنْ أَذْكُرَهُ وَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ عَجَبًا }
[ سورة الكهف آية : 63 ]

قال : فكان للحوتِ سَرَبًا ، ولموسى ولفتاهُ عجبًا ، فقال موسى :

{ ذَلِكَ مَا كُنَّا نَبْغِى فَارْتَدَّا عَلَى آَثَارِهِمَا قَصَصًا }
[ سورة الكهف آية : 64 ]

قال : رجعَا يقُصَّانِ آثارَهما حتى انتهيَا إلى الصخرةِ ،
فإذا رجلٌ مسجًّى ثوبًا ، فسلَّم عليه موسى ،
فقال الخضر : وأنَّى بأرضِك السلامُ ، قال : أنا موسى ،
قال : موسى بني إسرائيلَ ؟
قال: نعم ، أتيتُك لتعلمُني مما عُلِّمْتَ رَشَدًا قال :

{ إِنَّكَ لَن تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْراً }
[ سورة الكهف آية : 72 ]

يا موسى إني على علمٍ من علمِ اللهِ علَّمنِيه لا تعلمُه أنت ،
وأنت على علمٍ من علمِ اللهِ علَّمكَه اللهُ لا أعلمُه ، فقال موسى :

{ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ صَابِرًا وَلَا أَعْصِي لَكَ أَمْرًا }
[ سورة الكهف آية : 69 ]

فقال له الخضرُ :

{ فَإِنِ اتَّبَعْتَنِي
فَلَا تَسْأَلْنِي عَن شَيْءٍ حَتَّىٰ أُحْدِثَ لَكَ مِنْهُ ذِكْرًا }
[ سورة الكهف آية : 70 ]

فانطلقَا يمشيانِ على ساحلِ البحرِ ،
فمرَّت سفينةٌ فكلَّموهم أن يحملُوهم ،
فعرفوا الخضرَ فحملوهم بغير نوْلٍ ، فلما ركبَا في السفينةِ ،
لم يفجأْ إلا والخضرُ قد قلعَ لوحًا من ألواحِ السفينةِ بالقدومِ ،
فقال له موسى :
قومٌ حملونا بغير نوْلٍ عَمَدْتَ إلى سفينتِهم فخرقتَها لتُغْرِقَ أهلَها

{ لَقَدْ جِئْتَ شَيْئًا إِمْرًا }
[ سورة الكهف آية : 71 ]

adnan
12-29-2013, 10:10 PM
قال :

{ قَالَ أَلَمْ أَقُلْ إِنَّكَ لَن تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْراً {72}
قَالَ لَا تُؤَاخِذْنِي بِمَا نَسِيتُ وَلَا تُرْهِقْنِي مِنْ أَمْرِي عُسْراً }
[ سورة الكهف آية : 72 – 73 ]

قال : وقال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم :
وكانت الأولَى من موسى نسيانًا ،
قال: وجاء عصفورٌ فوقعَ على حرفِ السفينةِ ، فنقرَ في البحرِ نقرةً ،
فقال له الخضرُ : ما علمِي وعلمُك من علمِ اللهِ ،
إلا مثل ما نقصَ هذا العصفورُ من هذا البحرِ ،
ثم خرجَا من السفينةِ ، فبينا هما يمشيانِ على الساحلِ ،
إذ أبصرَ الخضرُ غلامٍا يلعبُ مع الغِلمانِ ،
فأخذَ الخضرُ رأسَه بيدِه فاقتلعَه بيدِه فقتلَه ، فقال له موسى :

{ أَقَتَلْتَ نَفْسًا زَكِيَّةً بِغَيْرِ نَفْسٍ لَّقَدْ جِئْتَ شَيْئًا نُّكْرًا }
[ سورة الكهف آية : 74 ]

قال :

{ أَلَمْ أَقُلْ لَكَ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِي صَبْرًا }
[ سورة الكهف آية : 75 ]

قال : وهذا أشدُّ من الأولَى قال :

{ إِن سَأَلْتُكَ عَن شَيْءٍ بَعْدَهَا فَلَا تُصَاحِبْنِي قَدْ بَلَغْتَ مِن لَّدُنِّي عُذْراً
{76} فَانطَلَقَا حَتَّى إِذَا أَتَيَا أَهْلَ قَرْيَةٍ اسْتَطْعَمَا أَهْلَهَا
فَأَبَوْا أَن يُضَيِّفُوهُمَا فَوَجَدَا فِيهَا جِدَاراً يُرِيدُ أَنْ يَنقَضَّ }
[ سورة الكهف آية : 76 – 77 ]

قال : مائلٌ ، فقام الخضرُ فأقامَه بيدِه ، فقال موسى :

{ قَوْم أَتَيْنَاهُمْ فَلَمْ يُطْعِمُونَا وَلَمْ يُضَيِّفُونَا
لَوْ شِئْت لَاِتَّخَذْت عَلَيْهِ أَجْرًا }
[ سورة الكهف آية : 77 ]

قَالَ :

{ هَٰذَا فِرَاقُ بَيْنِي وَبَيْنِكَ ۚ
سَأُنَبِّئُكَ بِتَأْوِيلِ مَا لَمْ تَسْتَطِعْ عَلَيْهِ صَبْرًا }
[ سورة الكهف آية : 78 ]

فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
( وددنا أن موسى كان صبر حتى يقص الله علينا من خبرهما ) .
قال سعيد بن جبير : فكان ابن عباس يقرأ :
وكان أمامهم ملك يأخذ كل سفينة صالحة غصبا .
وكان يقرأ : وأما الغلام فكان كافرا وكان أبواه مؤمنين )
[ إسناده متصل ، رجاله ثقات ، على شرط الإمام البخاري ]

أما قوله : هل اتبعك هذا أدب المتعلم مع المعلم ؟
انظر كيف تلطف في طلب التعلم
على يديه بعض الطلاب في هذه الآونة الأخيرة
يعتقد انه سوء الأدب على المعلم رجولة , فرد عليه : بأنك تجهل الحكمة
فقال له : وكيف تصبر على ما لم تحط به خبرا ؟
فقال له : ستجدني إن شاء الله صابرا .

وعلاج فتنة العلم التواضع
ولذلك قَالَ : وَجَاءَ عُصْفُورٌ فَوَقَعَ عَلَى حَرْفِ السَّفِينَةِ ، فَنَقَرَ فِي الْبَحْرِ نَقْرَةً ،
فَقَالَ لَهُ الْخَضِرُ : مَا نَقَصَ عِلْمِي وَعِلْمِكَ مِنْ عِلْمِ اللَّهِ
إِلا مِثْلُ مَا نَقَصَ الْعُصْفُورُ مِنْ هَذَا الْبَحْرِ .

قال الشعبي : العلم ثلاثة أشبار
- من دخل في الشبر الأول تكبر
- ومن دخل في الشبر الثاني تواضع
- ومن دخل في الشبر الثالث علم أنه ما يعلم .

قال احدهم : وأنا اسمع يا شيخ ادع الله لي بسعة العلم
فقال : يا هذا ادع الله أن ينفعك بما علمك
فان رسول الله سال الله علما نافعا واستعاذ بالله من علم لا ينفع .

4- قصة ذو القرنين تعالج فتنة السلطة
ملك الأرض مشرقها ومغربها أربعة نفر : مؤمنان ، وكافران ،
فالمؤمنان : سليمان بن داود ، وذو القرنين ؛
والكافران : بختنصر ونمرود بن كنعان ، لم يملكها غيرهم .

ولذلك لما بلغ ذو القرنين مغرب الشمس وجد عندها قوما
فقالوا : إما تعذبا وإما تتخذ فيهم حسنا لكنه كان ملكا عادلا
فقال : أما من ظلم فسوف نحاسبه
وأما أحسن كافئناه على قاعدة من أحسن كافئناه ومن عصى عاقبناه
لكن في هذه الأزمنة
من أساء تركوه بل قد يكافؤنه ومن أحسن فقد يبخسونه حقه
ولذلك كانت أول خصلة في صاحب السلطة أن يكون عادلا
ثم انتقل من مغرب الشمس إلى مشرقها وبلغ بين السدين

adnan
12-29-2013, 10:10 PM
فقالوا له :

{ إِنَّ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ }
[ الكهف : 94 ]

وصاحب الطبع اللئيم ما ينفع فيه الإحسان ودفعه بالتي هي أحسن
وهذه القبيلة ياجوج وماجوج مفسدون في الأرض
ولا حل معهم سوى قطع مادة الشر
فطلبوا منه أن يجعل بينهم وبينه سدا مقابل أن يعطونه خرجا أي : مالا
ولكنه كان عفيفا فقال : ما مكنني فيه ربي خير
فامتنع عن اخذ المال منهم مقابل بناء السد
لأنه ملك عادل وعفيف فبنى السد ذو القرنين من حديد ونحاس بين جبلين
فصار ردما واحد وضرب القطر وهو النحاس على الحديد
فما اسطاعوا أن يظهروه وما استطاعوا له نقبا
فلما انتهى من هذا العمل العظيم اسند هذا العمل إلى الله وانه بتوفيقه
فقال : هذا رحمة من ربي .

فعند احمد
أن يأجوج يبحثون ويحفرون السد كل يوم حتى إذا كانوا يرون شاع الشمس
قال : الذي عليهم ارجعوا فستحفرونه غدا
فيعودون إليه كأشد ما كان حتى إذا بلغوا مدتهم ,
قال : فحفروا وبلغوا شعاع الشمس , قال : غدا تحفرونه أن شاء الله
فيعودون إليه وهو كهيئة فيخرجون من كل حدب ينسلون .

ولذلك لما علقوا الحفر على المشيئة غدا تحفرونه إن شاء الله
أي : بحول الله وقوته

عن أبي هريرة رضي الله عنه
أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال :

( قالَ سُلَيْمانُ بنُ داودَ عليهما السَّلامُ : لأطوفنَّ اللَّيلةَ علَى مائةِ امرأةٍ
أو تِسعٍ وتِسعينَ كلُّهنَّ يأتي بفارسٍ يُجاهدُ في سبيلِ اللَّهِ
فقالَ لهُ صاحبُهُ : قُل إن شاءَ اللَّهُ
فلَم يقُل إن شاءَ اللَّهُ فلَم يَحمَل منهنَّ إلَّا امرأةٌ واحدةٌ جاءَت بشقِّ رجُلٍ
والَّذي نفسُ محمَّدٍ بيدِهِ لَو قالَ : إن شاءَ اللَّهُ ،
لجاهدوا في سبيلِ اللَّهِ فُرسانًا أجمعونَ )
[ متفق عليه ]

فيحصل امتثال قوله عز و جل :
ولا تقولن لشيء إني فاعل ذلك غدا إلا أن يشاء الله واذكر ربك إذا نسيت.
وسبب نزولها
أن قوما سألوا النبي صلى الله عليه وسلم عن قصة قال : غدا أخبركم ،
ولم يقل إن شاء الله فاحتبس الوحي عنه مدة ثم نزلت هذه الآية .

وفي الحديث الصحيح : أن سليمان عليه السلام قال :

( لأطوفنَّ اللَّيلةَ علَى مائةِ امرأةٍ ) الحديث .

وفي الحديث :

( أن بني إسرائيل لو لم يقولوا إن شاء الله ما اهتدوا أبدا )

يعني : إلى البقرة التي أمروا بذبحها .

و في الحديث الذي في المسند والسنن :

( إنَّ يأجوجَ ومأجوجَ لَيحفِرونَ السَّدَّ كلَّ يومٍ ،
حتَّى إذا كادوا يَرونَ شُعاعَ الشَّمسِ قال الَّذي عليهِم : ارجِعوا ،
فستحفِرونَه غدًا . فيَعودونَ إليه كأشدِّ ما كانَ ، حتَّى إذا بلَغَ مدَّتُهمْ ،
وأراد اللهُ أن يبعثَهم على النَّاسِ ،
حفَروا حتَّى إذا كادوا يرونَ شُعاعَ الشَّمسِ
قالَ الَّذي عليهِم : ارجِعوا ، فستحفِرونَه غدًا إن شاءَ اللهُ )

قال إبراهيم بن أدهم : قال بعضهم :
ما سأل السائلون مسألة هي أنجح من أن يقول العبد ما شاء الله ،
قال : يعني بذلك التفويض إلى الله .

وكان مالك بن أنس كثيرا يقول : ما شاء الله ، ما شاء الله ،
فعاتبه رجل على ذلك
فرأى في منامه قائلا يقول : أنت المعاتب لمالك على قوله ما شاء الله ،
لو شاء مالك أن يثقب الخردل بقوله ما شاء الله
فعل فنبرأ من حولنا وقوتنا ومشيئتنا ونلجأ إلى مشيئة الله وحوله وقوته
فنقر لربنا بقدرته على كل شيء
وأن العبد عاجز عن كل شيء إلا ما أقدره عليه ربه
ففي هذا الكلام إفراد الرب تعالى بالحول والقوة والقدرة والمشيئة
وأن العبد غير قادر من ذلك كله إلا على ما يقدره مولاه
وهذا نهاية توحيد الربوبية .

وللشافعي من أبيات :

ما شئت كان و إن لم أشأ وما شئت إن لم تشأ لم يكن

ختمت السورة بآيتين :

{ قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالأخْسَرِينَ أَعْمَالا }
[ الكهف : 103 ]

هذا يعطينا بأنه كل من عمل خير وانشره في الأرض ولا يريد وجه الله
انه يدخل تحت هذه الآية

أما الآية الثانية :

{ قُلْ إِنَّمَآ أَنَاْ بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ }
[ الكهف : 110 ]

ختم السورة العظيمة بقوله :

{ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا }
[ الكهف : 110 ]

قال العلماء :
ما رفع إلى السماء شيء أعظم من الإخلاص
وما نزل منها شيء أعظم من التوفيق , اللهم أعنا على كمال الإخلاص ,
يا رب ما أخلصنا لك كما ينبغي نشكوا إليك ضعف الإخلاص ونقصه
اللهم أعنا على كماله .

https://mail.google.com/mail/u/0/?ui=2&ik=8c4e62fb9f&view=att&th=1433e8dd6cfd567c&attid=0.5&disp=emb&zw&atsh=1 (http://www.ataaalkhayer.com/)

من كتاب المواعظ
للكاتب / عبد الرحمن اليحيا التركي .