المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : حكم الاحتفال بعيد رأس السنة:


هيفولا
01-01-2014, 09:24 AM
حكم الاحتفال بعيد رأس السنة:

الحمد لله

1 - قال عليه السلام (من تشبه بقوم فهم منهم) فإن قال قائل: إنا لا نقصد التشبه بهم؟ فيقال له: نفس الموافقة والمشاركة لهم في أعيادهم ومواسمهم حرام

وقد نهى رسول الله عن الصلاة وقت طلوع الشمس وغروبها وقال: إنها تطلع بين قرني شيطان وحينئذ يسجد لها الكفار. والمصلى لا يقصد ذلك إذ لو قصده كفر

وفي مشابهتهم من المفاسد أن أولاد المسلمين تنشأ على حب هذه الأعياد الكفرية لما يصنع لهم فيها من الراحات والكسوة والأطعمة وغير ذلك

فبئس المربي أنت أيها المسلم إذا لم تنه أهلك وأولادك عن ذلك وتعرفهم أن ذلك عند النصارى لا يحل لنا أن نشاركهم ونشابههم فيها

قال العلماء: ومن موالاتهم التشبه بهم وإظهار أعيادهم وهم مأمورون بإخفائها في بلاد المسلمين فإذا فعلها المسلم معهم فقد أعانهم على إظهارها

وقد مدح الله من لايشهد أعياد الكافرين ولا يحضرها فقال (والذين لا يشهدون الزور) فمفهومه أن من يشهدها ويحضرها مذموم لأنه يشهد المنكر ولا ينكره

وأي منكر أعظم من مشاركتهم في أعيادهم فيصنع كما يصنعون من خضاب النساء والأولاد وصبغ البيض وتجديد الكسوة والخروج إلى ظاهر البلد وشطوط الأنهار

وهم لا يشاركوننا في أعيادنا ولا يفعلون كما نفعل فبأي وجه تلقى وجه نبيك غدا يوم القيامة وقد خالفت سنته وفعلت فعل القوم الكافرين الضالين؟!

فإن قيل: نفعل ذلك لأجل الأطفال فيقال: أسوأ الناس من أرضى أهله وولده بما يسخط الله عليه وعليهم (يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم نارا)

أفما وجدت يا مسلم ما تفرّحهم به إلا ما يسخط الرحمن ويرضي الشيطان وهو شعار أهل الكفر والطغيان ؟! فبئس المربي أنت! ولكن هكذا تربيت!
[الحافظ الذهبي]

قال الله في صفات عباد الرحمن (والذين لا يشهدون الزور) قال أبو العالية وطاوس وابن سيرين ومجاهد والربيع بن أنس والضحاك وغيرهم: أعياد المشركين

وإذا كان الله قد مدح ترك شهودها الذي هو مجرد الحضور برؤية أو سماع فكيف بالموافقة بما يزيد على ذلك من العمل الذي هو عمل الزور لا مجرد شهوده

ولما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة ولهم يومان يلعبون فيهما قال: إن الله قد أبدلكم بهما خيرا منهما يوم الأضحى ويوم الفطر. صحيح

فلم يقرهما النبي صلى الله عليه وسلم ولاتركهم يلعبون فيهما على العادة. والإبدال من الشيء يقتضي ترك المبدل منه إذ لايجمع بين البدل والمبدل منه

كما قال تعالى(وبدلناهم بجنتيهم جنتين ذواتي أكل خمط وأثل وشيء من سدرقليل) (فبدل الذين ظلموا قولاغير الذي قيل لهم) (ولا تتبدلوا الخبيث بالطيب)

وهذان اليومان قد ماتا في الإسلام فلم يبق لهما أثر ولو لم يكن قد نهى الناس عن اللعب فيهما ونحوه مما كانوا يفعلونه ومنعهم منه لبقوا على العادة

وقد قيل: لايشبه الزي الزي حتى تشبه القلوب القلوب. وإذا كانت مشابهتهم فيما أصله مباح محرمة فكيف بمشابهتهم في معاصيهم بل في فسوقهم بل في كفرهم

وقد غضب النبي صلى الله عليه وسلم حين رأى مع عمر صحيفة فيها شيء من التوراة وقال: لقد جئتكم بها بيضاء نقية ولو كان موسى حيا ما وسعه إلا اتباعي
حديث حسن

ليس شيء من أمورهم إلا وهو مضر أو ناقص لأن ما لديهم من الأعمال المبتدعة والمنسوخة ونحوها مضرة وما لديهم مما لم ينسخ أصله فهو يقبل الزيادة والنقص

فمخالفتهم فيها منفعة وصلاح لنا في كل أمورنا حتى ما هم عليه من إتقان أمور دنياهم قد يكون مضرا بآخرتنا أو بما هو أهم منه من أمر دنيانا

الصلاح أن لا تشابه مريض القلب في شيء من أموره وإن خفي عليك مرض ذلك العضو لكن يكفيك أن تعلم أن فساد الأصل لا بد أن يؤثر في الفرع

ثبت في الصحيحين عنه صلى الله عليه وسلم قال: إن اليهود والنصارى لا يصبغون فخالفوهم. وعند الترمذي: غيروا الشيب ولا تشبهوا باليهود

قال إسحاق بن إبراهيم سمعت أحمد بن حنبل يقول لأبي: يا أبا هاشم اختضب ولو مرة واحدة فأحب لك أن تختضب ولا تشبه باليهود

فإذا نهى عن التشبه بهم في بقاء بياض الشيب الذي ليس من فعلنا فلأن ينهى عن إحداث التشبه بهم أولى ولهذا كان هذا التشبه بهم محرما بخلاف الأول

وقد نص الشارع على مخالفتهم في غيرشيء كقوله (خالفوا اليهود فإنهم لايصلون في نعالهم ولا خفافهم) (فصل ما بين صيامنا وصيام أهل الكتاب أكلةالسحر)

وهذا يدل على أن الفصل بين العبادتين أمرمقصود للشارع وكذا قوله عليه السلام (لا يزال الدين ظاهرا ماعجل الناس الفطر لأن اليهود والنصارى يؤخرون)

وإذا كانت مخالفتهم سببا لظهور الدين فإنما المقصود بإرسال الرسل أن يظهر دين الله على الدين كله فتكون نفس مخالفتهم من أكبر مقاصد البعثة

صح عنه عليه السلام قال (لا تزال أمتي على الفطرة ما لم يؤخروا المغرب إلى أن تشتبك النجوم) واليهود والرافضة يؤخرون المغرب إلى اشتباك النجوم

وصح عن امرأة بشير بن الخصاصية قالت أردت أن أصوم يومين مواصلة فنهاني عنه بشير وقال: إن رسول الله نهى عن ذلك وقال : إنما يفعل ذلك النصارى

وفي صحيح مسلم أن اليهود قالت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم : ما يريد هذا الرجل أن يدع من أمرنا شيئا إلا خالفنا فيه. فخلافهم هي عادته معهم

وصح أن ابن عمر رأى رجلا يتكئ على يده اليسرى وهو قاعد في الصلاة فقال له لا تجلس هكذا فإن هكذا يجلس الذين يعذبون رواه أبو داود (994)

وفي رواية: ما يجلسك في صلاتك جلوس المغضوب عليهم؟ وصح عن نافع في الرجل يصلي وهو مشبك يديه قال: قال ابن عمر : تلك صلاة المغضوب عليهم

وروى البخاري (3458) عن عائشة رضي الله عنها أنها كانت تكره أن يجعل يده في خاصرته وتقول إن اليهود تفعله. وفي رواية لغيره: إنما يفعل ذلك اليهود

ولما صلوا قياما خلف رسول الله وهوقاعد أشارإليهم فقعدوا فلما سلم قال إن كدتم آنفا تفعلون فعل فارس والروم يقومون على ملوكهم وهم قعود فلاتفعلوا

فعلل النهي بأن قيام المأمومين مع قعودالإمام يشبه فعل فارس والروم بملوكهم في قيامهم وهم قعود ومعلوم أن المأموم إنما نوى أن يقوم لله لا لإمامه

وفي الحديث أيضا نهى عما يشبه فعل فارس والروم وإن كانت نيتنا غيرنيتهم لقوله فلا تفعلوا. فهل بعد هذا في النهي عن مشابهتهم في مجرد الصورة غاية؟

وهذا الحديث سواء كان محكما أو منسوخا فإن الحجة منه قائمة لأن نسخ القعود لا يدل على فساد تلك العلة وإنما يقتضي أنه قد عارضها ما ترجح عليها

فالحكم إذا عُلل بعلة ثم نُسخ مع بقاء العلة فلا بد أن يكون غيرها ترجح عليها وقت النسخ أو ضعف تأثيرها. أما أن تكون في نفسها باطلة فهذا محال

وكم من حادثة ثبتت عن الصحابة في النهي عن فعل ما لأنه من أفعال غير المسلمين من اليهود أو النصارى أو الأعاجم

صح عن سعيد بن وهب قال خرج علي رضي الله عنه فرأى قوما يصلون قد سدلوا ثيابهم فقال: كأنهم اليهود خرجوا من فهرهم (مجتمع عيدهم) رواه البيهقي

وصح عن ابن عمر أنه كره السدل في الصلاة مخالفة لليهود وقال: إنهم يسدلون. والسدل أن يجعل ثوبه على كتفيه ويرسل أطرافه من جوانبه من غير أن يردها

روى الطبراني في الكبير (823) بسند صحيح عن أبي مجلز أن معاوية قال: إن تسوية القبور من السنة وقد رفعت اليهود والنصارى فلا تشبهوا بهما

وصح أن ابن عمر دخل مسجدا فنظرإلى شرفات فخرج إلى موضع فصلى فيه ثم قال لصاحب المسجد إني رأيت في مسجدك هذه شبهتها بأنصاب الجاهلية فأمُر بكسرها

وتعليل النهي عن أشياء بمخالفة اليهود والنصارى والمشركين في كلام علماء الإسلام المتقدمين والأئمة المتبوعين أكثر من أن يمكن استقصاؤه

فكره الأئمة تأخير صلاة المغرب لما فيه من التشبه باليهود وكره الأحناف السجود على الصورة لأنه يشبه عبادة الصور

وكره مالك ترك العمل يوم الجمعة كفعل أهل الكتاب يوم السبت والأحد وقال بعض أصحاب مالك من ذبح بطيخة في أعيادهم فكأنما ذبح خنزيرا

أعمال أهل الكتاب ثلاثة أقسام:
ما كان في الشريعتين أو كان مشروعا لنا وهم يفعلونه كصوم عاشوراء أو كأصل الصلاة فهنا تقع المخالفة في صفة العمل

القسم الثاني: ما كان مشروعا ثم نسخ بالكلية ولا يخفى النهي عن موافقتهم في هذا سواء كان واجبا عليهم أو محرما عليهم كتحريم أكل الشحوم وكل ذي ظفر

الثالث: ما أحدثوه من العبادات أو العادات فهو أقبح وأقبح فإنه لو أحدثه المسلمون لكان قبيحا فكيف إذا كان مما لم يشرعه نبي قط بل أحدثه الكافرون
ابن تيمية

إن مشابهتهم في بعض أعيادهم توجب سرور قلوبهم وانشراح صدورهم وربما أطمعهم ذلك في انتهاز الفرص واستذلال الضعفاء وهذا أمر مشاهد محسوس

كلما كانت المشابهة بين الاثنين أكثر كان التفاعل في الأخلاق والصفات أتم حتى يؤول الأمر إلى أن لا يتميز أحدهما عن الآخر

اليهود والنصارى الذين عاشروا المسلمين أقل كفرا من غيرهم والمسلمون الذين أكثروا من معاشرة اليهود والنصارى أقل إيمانا من غيرهم ممن جرد الإسلام

والمشاركة في الهدي الظاهر توجب مناسبة وائتلافا وإن بعد المكان والزمان على وجه المسارقة والتدريج الخفي

مشابهتهم في الظاهر سبب لمشابهتهم في ذات ونفس الاعتقادات والأخلاق والأفعال المذمومة وتأثير ذلك قد لا يظهر ولا ينضبط وقد يتعسر زواله بعد حصوله

المشابهة في الظاهر لأعداء الله تورث نوع مودة ومحبة وموالاة في الباطن كما أن المحبة في الباطن تورث المشابهة في الظاهر

ما ليس في الأصل مأخوذا عنهم لكنهم يفعلونه أيضا فهذا ليس فيه محذور المشابهة ويستحب تركه لمصلحة المخالفة إذا لم يكن في تركه ضرر

يدخل في مسمى العيد كل يوم أو مكان لهم فيه اجتماع وكل عمل يحدثونه فيه فالنهي أيضا عن كل ما يعظمونه من الأوقات والأمكنة وما يحدثونه فيها

فيحرم عيدهم هو وما قبله وما بعده من الأيام التي تحدث فيها أشياء لأجله أو ما يحدث بسبب أعماله من أعمال فحكمها حكمه فلا يفعل شيء من ذلك

ومن أهدى للمسلمين هدية في هذه الأعياد مخالفة للعادة في سائر الأوقات غير هذا العيد لم تقبل هديته خصوصا إن كانت مما يستعان بها على التشبه بهم

ولا يبيع المسلم ما يستعين المسلمون به على مشابهتهم في العيد من الطعام واللباس ونحو ذلك لأن في ذلك إعانة على المنكرات

ويجوز الشراء من سوقهم التي يقيمونها لعيدهم أما البيع لهم ما يستعينون به على عيدهم من الطعام واللباس ونحو ذلك أو إهداء ذلك لهم فلا يجوز

سئل الإمام مالك عن الطعام الذي تصنعه النصارى لموتاهم يتصدقون به عنهم أيأكل منه المسلم فقال لاينبغي أن يأخذه منهم لأنه إنما يعمل تعظيما للشرك

وسئل ابن القاسم عن النصراني يوصي بشيء يباع من ملكه للكنيسة هل يجوز للمسلم شراؤه فقال لايحل ذلك لأنه تعظيم لشعائرهم وشرائعهم ومشتريه مسلم سوء

وسئل ابن القاسم عن الركوب في السفن التي تركب فيها النصارى إلى أعيادهم فكره ذلك مخافة نزول السخط عليهم بشركهم الذي اجتمعوا عليه

قال ابن حبيب: لايحل للمسلمين أن يبيعوا من النصارى شيئا من مصلحة عيدهم ولايعاونون على شيء من عيدهم لأن ذلك من تعظيم شركهم ومن عونهم على كفرهم

قال: وأكل ذبائح أعيادهم أشد وينبغي للسلاطين أن ينهوا المسلمين عن ذلك.
وسأل رجل الإمام أحمد أبنى للمجوس ناووسا؟ قال لا تعنهم على ما هم فيه

سئل الإمام أحمد عن الرجل يبيع داره من نصراني أرغبه وزاد في ثمن الدار؟ قال لا أرى له ذلك يبيع داره من كافر يكفر بالله فيها؟!

تنتشر رسائل عبر البريد أيام أعياد النصارى تدعو إلى الاجتهاد في العبادة فهذا لا يجوز لأنه تخصيص أيام أعياد الكفار بالعبادة وفيه نوع تعظيم لها

لا يحل للمسلمين أن يتشبهوا بهم في شيء مما يختص بأعيادهم لا من طعام ولا لباس ولا اغتسال ولا تبطيل عادة من معيشة أو عبادة أو غير ذلك .

ولا يحل فعل وليمة ولا الإهداء ولا البيع بما يستعان به على ذلك لأجل ذلك. ولا تمكين الصبيان ونحوهم من اللعب الذي في الأعياد ولا إظهار زينة

وبالجملة ليس لهم أن يخصوا أعيادهم بشيء من شعائرهم بل يكون يوم عيدهم عند المسلمين كسائر الأيام لا يخصه المسلمون بشيء من خصائصهم
ابن تيمية

قال ابن القيم: وأما التهنئة بشعائر الكفر المختصة به فحرام بالاتفاق مثل أن يهنئهم بأعيادهم وصومهم فيقول عيد مبارك عليك أو تهنأ بالعيد ونحوه

فهذا إن سلم قائله من الكفر فهو من المحرمات وهو بمنزلة أن يهنئه بسجوده للصليب بل ذلك أعظم إثما من التهنئة بشرب الخمر وقتل النفس والزنا ونحوه

وكثير ممن لا قدر للدين عنده يقع في ذلك ولا يدري قبح ما فعل فمن هنأ عبدا بمعصية أو بدعة أو كفر فقد تعرض لمقت الله وسخطه وقد

وقد كان أهل الورع من أهل العلم يتجنبون تهنئة الظلمة بالولايات وتهنئة الجهال بمنصب القضاء والتدريس والإفتاء تجنبا لمقت الله