المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : كيـف ترتقي عند الله


adnan
01-03-2014, 11:21 PM
الأخت / الملكة نـــور
كيف ترتقي عند الله
https://mail.google.com/mail/u/0/?ui=2&ik=8c4e62fb9f&view=att&th=14358894c964675b&attid=0.4&disp=emb&zw&atsh=1 (http://www.ataaalkhayer.com/)

لاشك إن اكبر مشرع للإنسان في الحياة أن الله يرضى عليه
فيخرج من الدنيا يوم يخرج منها وقد كتب الله له الرضوان .

يقول عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زَيْدٍ ، قَالَ :

( رَأَيْتُ فِيمَا يَرَى النَّائِمُ لَيْلَةَ مَاتَ الْحَسَنُ ، كَأَنَّ أَبْوَابَ السَّمَاءِ مُفَتَّحَةً
، وَكَأَنَّ الْمَلائِكَةَ صُفُوفٌ صُفُوفٌ , فَقُلْتُ : إِنَّ هَذَا لأَمْرٌ عَظِيمٌ ,
فَسَمِعْتُ مُنَادٍ يُنَادِي : أَلا إِنَّ الحَسَنَ البصري قَدِمَ عَلَى اللَّهِ ،
وَهُوَ عَنْهُ رَاضٍ )

إنها والله قلوب ما أمست ولا أصبحت إلا والله راض عنها
وإذا أردت أن تعلم منزلتك عند الله فانظر ما لله عندك .

هناك عدة أسباب ترتقي بها عند الله :
أولا : علاقة مع الله صحيحة فاجعل حياتك كلها لله
لان عنوان السعادة الأبدية الإخلاص
واسأله كل يوم أن يملأ قلبك إيمان وإخلاص واجعل شعارك

{ إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِي لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ }
[ الأنعام : 79 ]

فسر التوحيد أن تحب الله بقلبك كله وترضيه بجهدك كله
ولذلك كان اكبر مشروع للإنسان في الحياة
إن الله يرضى عليه ويجعل ذلك نصب عينيه .

ثانيا : كن رحيما
لتسعد من حولك وعامل الناس بالحب فبقدر ما ترحم الناس يرحمك الله
والرحمة لا يعطيها الله إلا السعداء ولا ينزعها إلا من الأشقياء

( إنما يرحم الله من عباده الرحماء )
[ رواه الطبراني عن جرير وحسنه الألباني ]

( الراحمون يرحمهم الرحمن .
ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء )
[ رواه الترمذي عن ابن عمرو ]

فالرحمة لا يعطيها الله إلا السعداء ولا ينزعها إلا من الأشقياء .

بعض مواقف الرحمة عند نبينا صلى الله عليه وسلم ثلاث :
( رحمة الصغار ورحمة الضعفاء ورحمة الحيوان )

أما رحمة الصغار

عن أسامة بن زيد رضي الله عنهما :

( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأخذني فيقعدني على فخذه ,
ويقعد الحسن على فخذه الأخرى , ثم يضمهما ,
ثم يقول : ( اللهم ارحمهما فإني أرحمهما ) )
[ رواه البخاري ]

خرجه أبو داود ،
كتاب الطهارة ، باب كراهية استقبال القبلة ، برقم (8) .
وعن أبي هريرة - رَضِيَ اللهُ عَنْهُ - قال :

( قبّل رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ الحسن بن علي
وعنده الأقرع بن حابس التميمي جالسا ,
فقال الأقرع : إن لي عشرة من الولد ما قبلت منهم أحداً ،
فنظر إليه رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ -
ثم قال : ( من لا يَرحم لا يُرحم ) )
[ أخرجه البخاري كتاب الأدب باب رحمته الولد وتقبيله ومعانقته ]

وفي رواية

( أو املك لك أن نزع الله من قلبك الرحمة )

ثانيا : رحمة الضعفاء
قال أنس بن مالك ‎: كان رجل من أصحاب النبي يقال له جليبيب ،
كان في وجهه دمامة وكان فقيراً ويكثر الجلوس عند النبي
فقال له النبي ذات يوم : يا جليبيب ألا تتزوج ؟
فقال : يا رسول الله ومن يزوجني ؟! فقال : أنا أزوجك يا جليبيب .
فالتفت جليبيب إلى الرسول فقال : إذاً تجدني كاسداً يا رسول الله .
فقال الرسول : غير أنك عند الله لست بكاسد ،
ثم لم يزل النبي يتحين الفرص حتى يزوج جليبيباً
فجاء في يوم من الأيام رجل من الأنصار قد توفي زوج أبنته
فجاء إلى النبي يعرضها عليه ليتزوجها النبي فقال له النبي : نعم
ولكن لا أتزوجها أنا ! فرد عليه الأب : لمن يا رسول الله !
فقال : أزوجها جليبيباً ... فقال ذلك الرجل : يا رسول الله تزوجها لجليبيب !
يا رسول الله انتظر حتى أستأمر أمها ! ثم مضى إلى أمها
وقال لها : إن النبي يخطب إليك ابنتك
قالت : نعم ونعمين برسول الله فمن يرد الرسول !
فقال لها : إنه ليس يريدها لنفسه ! قالت : لمن ؟ قال : يريدها لجليبيب !
قالت : لجليبيب لا لعمر الله لا أزوج جليبيباً
وقد منعناها فلاناً وفلاناً فاغتم أبوها لذلك
ثم قام ليأتي النبي صلى الله عليه و سلم فصاحت الفتاة من خدرها
وقالت لأبويها : من خطبني إليكما ؟ قال الأب : خطبك رسول الله
قالت : أفتردان رسول الله أمره ادفعاني إلى رسول الله
فإنه لن يضيعني فاخبر أبوها النبي صلى الله عليه وسلم بكلامه
قال أبوها : نعم ثم ذهب إلى النبي وقال : يا رسول الله شأنك بها
فدعا النبي جليبيباً ثم زوجه إياها ورفع النبي كفيه الشريفتين
وقال : اللهم صب عليهما الخير صباً ولا تجعل عيشهما كدًا كداً !
ثم لم يمض على زواجهما أيام حتى خرج النبي مع أصحابه في غزوة
وخرج جليبيب معه
فلما انتهى القتال اجتمع الناس وبدؤوا يتفقدون بعضهم بعضاً
فسألهم النبي صلى الله عليه وسلم وقال: أتفقدون من أحد
قالوا : نعم يا رسول الله نفقد فلاناً وفلاناً كل واحد منهم
إنما فقد تاجراً من التجار أو فقد ابن عمه أو أخاه .
فقال صلى الله عليه وسلم : نعم ومن تفقدون
قالوا : هؤلاء الذين فقدناهم يا رسول الله
فقال : ولكنني أفقد جليبيباً فقوموا نتلمس خبره
ثم قاموا وبحثوا عنه في ساحة القتال وطلبوه مع القتلى
ثم مشوا فوجدوه في مكان قريب إلى جنب سبعة من المشركين
قد قتلهم ثم غلبته الجراح فمات
فوقف النبي على جسده المقطع ثم قال : قتلتهم ثم قتلوك أنت مني وأنا منك،
أنت مني وأنا منك ثم تربع النبي صلى الله عليه وسلم
قال أنس : فعدنا إلى المدينة
وما كادت تنتهي عدتها حتى تسابق إليها الرجال يخطبونها .
وهكذا كان رسول الله يهتم بالضعفاء
ولما ماتت المرأة التي كانت تقم السجد ذهب وصلى على قبرها .
ارحم من حولك الضعفاء الذين لا ناصر لهم والفقير والمظلوم والمريض

adnan
01-03-2014, 11:22 PM
اخرج البخاري عن مصعب بن سعد :

( رأى سعدٌ رَضِيَ اللهُ عنهُ أنَّ لهُ فضلًا على من دونِهِ ،
فقال النبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ :
( هل تُنصرونَ وتُرزقون إلَّا بضعفائكم )

وعند النسائي عن سعد بن أبى وقاص :

( إنَّما يَنصرُ اللَّهُ هذِهِ الأمَّةَ بضَعيفِها ،
بدَعوتِهِم وصَلاتِهِم ، وإخلاصِهِم )

ثالثا : رحمة الحيوان
إن الله كتب الإحسان على كل شي فإذا ذبحتم فأحسنوا الذبحة
وليحد أحدكم شفرته وليرح ذبيحته . ترى بعض الجزارين يحمل البهيمة
ويضع رجلها على رقبتها ويتحدث مع من حوله غير مبالي بها .

اخرج الإمام عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال :

( كُنَّا مَعَ رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم في سَفَرٍ ,
فَانْطَلَقَ لِحَاجَتِهِ فَرَأيْنَا حُمَّرَةً مَعَهَا فَرْخَانِ فَأخَذْنَا فَرْخَيْهَا،
فَجَاءَتْ الْحُمَّرَةُ فَجَعَلَتْ تَفْرُشُ, فجَاءَ النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم
فقال : مَنْ فَجَّعَ هذِهِ بِوَلَدِهَا ؟ رُدُّوا وَلْدَهَا إلَيْهَا )

الخلاصة : ارحم ترحم فارحم أبويك

يقول الله :

{ وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ }
[ الإسراء : 24 ]

ارحم زوجتك وأبناءك والخدم والعمال وكل من تحت يدك
امرأة رحمت كلبا فسقته فشكر الله لها فغفر لها
وامرأة أخرى حبست هرة
فلم ترحمها فدخلت النار فبقدر ما ترحم الناس يرحمك الله

( إنما يرحم الله من عباده الرحماء )
[ رواه البخاري ]

وفي المقابل

( لا تنزع الرحمة إلا من شقي )
[ رواه أبو داود والترمذي ]

( من لا يرحم لا يرحم )
[ متفق عليه ]

فاحرص على الاهتمام بمن حولك والشعور به
فالجنة التي تطلبها بالركوع والسجود
تطلبها أيضا بالابتسامة والكلمة الطيبة والشعور بمن حولك .

ثالثا : كن حسن الظن بالله :
ومعنى حسن الظن : الثقة بجوده وهو الرجاء

ورد في حسن الظن حديثين الأول عن جابر :

( لا يموتن أحدكم إلا وهو يحسن الظن بالله )
[ أخرجه مسلم ]

وفي الصحيحين عن واثلة بن الأسقع الليثى قال :
قال النبي - صلى الله عليه وسلم - :

( يقول الله عز وجل :
أنا عند ظن عبدي بي فليظن بي ما شاء )

عن انس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :

( إن عبدًا ليُنادي في النارِ ألفَ سنةٍ : يا حنانُ يا منانُ ،
فيقولُ اللهُ لجبريلَ : اذهبْ فائتني بعبدي هذا ،
فينطلقُ جبريلُ فيجدُ أهلَ النارِ مُكبِّينَ يبكونَ ، فيرجعُ إلى ربِّهِ فيخبرُهُ
، فيقولُ : ائتِني به فإنَّهُ في مكانِ كذا وكذا ،
فيَجئُ به فيوقفُهُ على ربِّهِ ،
فيقولُ له : يا عَبدي كيفَ وجدْتَ مكانَكَ ومَقيلَكَ ؟
فيقولُ : أيْ ربِّ شرُّ مكانٍ وشرُّ مَقيلٍ ، فيقولُ : ردُّوا عبدي
فيقولُ : يا ربِّ ما كنْتُ أرجو إذ أخرجْتَني منها أن تَردَّني فيها ،
فيقولُ : دعوا عَبدي )
[ والحدیث إسناده صحيح ]

عن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :

(يخرجُ من النارِ من قال لا إلهَ إلا اللهُ ،
وكان في قلبِه من الخيرِ ما يَزِنُ شعيرةً )

وقال ثابت :

( رجلان فيُعرَضون على ربِّهم ،
فيُؤمرُ بهم إلى النَّارِ فيلتفتُ أحدُهم فيقولُ : يا ربِّ !
وقد كنتُ أرجو إذا أخرجتني منها
أن لا تعيدني فيها ، فينجِّيهم اللهُ تعالَى منها )

وثبت عند الإمام الترمذي بسند حسن بشواهده
عن أبي هريرة مرفوعا :

( إنَّ رَجُلَينِ ممنْ دخَل النارَ، اشتَدَّ صِياحُهما
فقال الربُّ تبارَك وتعالى : أخرِجوهما ،
فلما أُخرِجا قال لهما : لأيِّ شيٍء اشتَدَّ صِياحُكما ؟
قالا : فعلْنا ذلك لِتَرْحَمَنا،
قال : إنَّ رحمَتي لَكُما أن تَنطَلِقا فَتُلقِيا أنفُسَكما حيثُ كنتُما من النارِ
فينطلِقانِ . فيُلقي أحَدُهما نفسَه فيجعَلُها عليهِ بَردًا وسلامًا،
ويَقومُ الآخَرُ فلا يُلقي نفسَه، فيقولُ له الربُّ تبارَك وتعالى :
ما منعَك أن تُلقي نفسَك كما ألقَى صاحِبُك ؟
فيقولُ : يا ربِّ إني لأرجو أن لا تُعيدَني فيها بعدَ ما أخرَجتَني
فيقولُ له الربُّ تبارَك وتعالى :
لك رَجاؤك فيُدخَلانِ الجنَّةَ جميعًا برحمةِ اللهِ )

adnan
01-03-2014, 11:23 PM
والناس في حسن الظن على ثلاث درجات :
الأولى : حسن ظن بالله مع حسن العمل : فهذا نور على نور .
والثاني : حسن ظن مع التوبة بعد التفريط : فهذا خير على خير .
والثالث : حسن ظن مع سوء عمل : فهذا ظن كاذب .

قال بعض العلماء ‏:‏
من عبد الله بالحب وحده ؛ فهو زنديق ومن عبده بالخوف وحده ؛
فهو حروري ومن عبده بالرجاء وحده ؛
فهو مرجئ ومن عبده بالحب والخوف والرجاء ؛ فهو مؤمن

كما وصف الله بذلك خيرة خلقه حيث يقول سبحانه :

{ ‏أُولَئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ
أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ‏ }
[ الإسراء : 57 ]

وقوله تعالى :

{ أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاء اللَّيْلِ سَاجِدًا وَقَائِمًا
يَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ }
[ الزمر : 9 ]

فلا يجوز للمؤمن أن يعتمد على الخوف فقط حتى يقنط من رحمة الله،
ولا على الرجاء فقط حتى يأمن من عذاب الله،
بل يكون خائفا راجيا؛ يخاف ذنوبه، ويعمل بطاعة الله، ويرجو رحمته .

وقد شبهت هذه المحركات القلبية الثلاثة :
( الحب والخوف والرجاء شبهت بالطائر )
فالحب : هو رأس الطائر فهو يلقي صاحبه في السير إلى محبوبة ،
والخوف : هو الجناح الأيمن وهو سائقه،
والرجاء : هو الجناح الأيسر وهو قائده ،
ويطير الطائر محلقاً في السماء ،
وكذلك يسير القلب محلقاً إلى ربه سبحانه وتعالى
عابداً له خاضعاً له خائفاً منه راجياً .

رابعا : كن صاحب خلق حسن
فلا تتم تقوى الله إلا بحسن الخلق لان بعض الناس يظن
أن التقوى تقتصر على القيام بحق الله دون حقوق عباده
وتأمل معنا ما ورد في فضل حسن الخلق فضائل كثيرة .

( أنا زعيم ببيت في أعلى الجنة لمن حسن خلقه )
[ رواه أبو داود ]

( أكمل المؤمنين إيماناً أحسنهم خلقاً )
[ رواه الترمذي ]

وعند الألباني

( أي الإيمان أفضل ؟ قال : خلق حسن )

سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أكثر ما يدخل الناس الجنة ؟

فقال :

( تقوى الله وحسن الخلق )
[ رواه الترمذي ]

( ما من شيء في الميزان أثقل مِنْ حُسن الخلق )
[ أخرجه أحمد وأبو داود وصححه الألباني ]

عرف ابن حجر رحمه الله حسن الخلق
بأنه وصف يحمل على فعل كل حميد وترك كل ذميم
وقيل : احتمال الأذى وكف الأذى وبذل الندى

حسن الخلق يجمع في أمرين
( المسلم من سلم السلمون من لسانه ويده )
وبدا باللسان لأنه بوابه الفتن
باختصار حاول أن تضحك مع الناس ولا تضحك عليهم
لان البعض إذا دخل مجلسا يريد يتسلى على الناس
فيتطاول عليهم أو يحفظ عليهم موقف أو كلمة فيرددها عليهم
حتى يصل إلى مرحلة الإيذاء . فكن ذا فن في التعامل مع الناس
لان البعض يسيء باستمرار إلى جيرانه وأقربائه وأصدقائه .

خامسا : كن صاحب سريرة مع الله
أعظم ما تتقرب به إلى الله
أن يكون بينك وبين الله سريرة لا يعلمها أحد من الخلق،
تدخرها لنفسك بين يدي الله
في يوم أحوج ما تكون فيه إلى ما يكسوا عورتك ، و يطفئ ظماك ،
ويجعلك تحت ظل الرحمن يوم لا ظل إلا ظله . فكن صاحب سريرة مع الله
سواء كانت المعاملة بينك وبين الله أو بينك وبين خلقه .

فإما المعاملة مع الله :

فعن أبي هريرة رضي الله عنه ، قال :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لبلال عند صلاة الفجر :

( يا بلال ! حدثني بأرجى عمل عملته في الإسلام ,
فإني سمعت دف نعليك بين يدي في الجنة ،
قال : ما عملت عملا أرجى عندي :
أني لم أتطهر طهورا , في ساعة من ليل أو نهار ،
إلا صليت بذلك الطهور ما كتب لي أن أصلي )
[ متفق عليه ]

وأما المعاملة مع الناس : فقصة أصحاب الغار الثلاثة
( بار الوالدين والعفيف عن الزنا والعفيف عن أجور العمال )
وهذا أعمال عظيمة وقد ألقيتها في احد المساجد
فقال لي رجلا : لو كنت الرجل الرابع في الغار فماذا ستصنع ؟
فقلت : ولو كنت أنت الرجل الخامس فسكت
وفي هذه الأيام لما توقف المصعد في إحدى العمائر وكان بداخله امرأة
فتوسلت بأعمال كثيرة حتى وصلت إلى عمل فلما توسلت به فتح لها الباب
قالت : يا رب انه كان لي جارة
وأرادت الحج وطلبت منى إن امسك أطفالها وأرعاهم حتى ترجع
فقالت : ففتح الباب قبل ما انتهي من الدعاء .

سادسا : كن صاحب عفو وتسامح
( والعافين عن الناس ) لكن بشرط أن يكون عفوا في محله ويصلح صاحبه
وتستوثق انه لا يعود لان اللئيم إذا أكرمته تمرد
وهذا يجرؤ عليك الفساق

ولذلك قال الله :

{ فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ }
[ الشورى : 40 ]

فإذا كان مصلح فأعفوا عنه وان كان مفسد فلا
وعاشر بمعروف وسامح من اعتدى وفارق ولكن بالتي هي أحسن

قال الحسن بن علي رضي الله عنه :

[ لو أن رجلا سبني في إذني اليمنى
واعتذر إلي في إذني اليسرى لقبلت عذره ]


اخرج الإمام الحاكم
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لعقبة :

( ألا أدلُّكُم علَى خيرِ أخلاقِ أَهلِ الدُّنيا والآخرَةِ ؟
أن تصِلَ مَن قطعَك ، وتُعطِيَ من حرمَكَ ،
وتعفوَ عمَّن ظلمَكَ )


قال موسى : يا رب ! أي عبادك أعز عليك ؟ قال : الذي إذا قدر عفي

وفي الحديث

( وما زاد الله رجلا بعفو إلا عزا )
[ رواه الترمذي ]

وفي رواية

( ولا ظلم عبد مظلمة فصبر عليها إلا زاده الله عزا )