المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : سعةُ مَغْفِرة اللِه عَزَّ وجَل


adnan
01-14-2014, 10:38 PM
الأخت / الملكة نـــور


سعةُ مَغْفِرة اللِه عَزَّ وجَل
https://mail.google.com/mail/u/0/?ui=2&ik=8c4e62fb9f&view=att&th=1438ba374b767130&attid=0.4&disp=emb&zw&atsh=1
الأربعين النووية:
سعةُ مَغْفِرة اللِه عَزَّ وجَل

مفردات الحديث
المعنى العام :(1- أسباب المغفرة 2- شرائط الإجابة و موانعها و آدابها :
" أ- الحضور و الرجاء ، ب - العزم في المسألة و الدعاء ،ج- الإلحاح
في الدعاء ، د - الاستعجال و ترك الدعاء ، هـ - الرزق الحلال "
3- من آداب الدعاء 4- الاستغفار مهما عظمت الذنوب 5-الاستغفار وعدم الإصرار
6- توبة الكذابين 7- الإكثار من الاستغفار 8- سيد الاستغفار
9- الاستغفار لما جهله من الذنوب 10-من ثمرات الاستغفار
11- الخوف والرجاء 12- التوحيد أساس المغفرة
13-النجاة من النار 14- التوحيد الخالص) .

عن أنسٍ رضي اللهُ عنه قال :
سمِعْتُ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يقول:

( قال اللهُ تعالى: يا ابنَ آدَمَ، إنَّكَ ما دَعَوْتَني ورجَوْتَني غَفَرْتُ لَكَ
على ما كانَ مِنْكَ ولا أُبالي . يا ابنَ آدَمَ، لَوْ بلغت ذنوبُك عَنَان
السماء، ثم استغفرتني غَفَرْتُ لكَ. يا ابن آدَمَ، إنَّك لَو أَتَيْتَني
بقُرَاب اْلأَرْضِ خَطَايا، ثُمَّ لَقِيَتني لا تُشْرِكُ بي شَيْئاً،
لأتَيْتُكَ بقُرَابِها مَغْفِرَةً )
رواه الترمذي، وقال حديث حسن صحيح .

مفردات الحديث :

" ما دعوتني " :
ما دمت تسألني مغفرة ذنوبك وغيرها .

و " ما " :
زمانية ظرفية أي مدة دوام دعائك .

" رجوتني " :
خفت من عقوبتي و رجوت مغفرتي ، و طمعت في رحمتي ،
و خشيت من عظمتي .

"على ما كان منك " :
مع ما وقع منك من الذنوب الكثيرة، الصغيرة والكبيرة .

و " لا أبالي " :
أي لا تعظم كثرتها عَلَيَّ .

" بلغت " :
وصلت من كثرة كميتها، أو من عظمة كيفيتها .

" عنان " :
هو السحاب، وقيل ما انتهى إليه البصر منها .

" استغفرتني " :
طلبت مني المغفرة .

" قراب الأرض " :
ملؤها ، أو ما يقارب ملأها .

" لقيتني " :
أي مت و لقيتني يوم القيامة .

" لا تشرك بي شيئاً " :
اعتقاداً و لا عملاً ، أي تعتقد أنه لا شريك لي في ملكي و لا ولد لي
ولا والد، ولا تعمل عملاً تبتغي به غيري .

" مغفرة " :
هي إزالة العقاب وإيصال الثواب .

المعنى العام :
هذا الحديث أرجى حديث في السنة، لما فيه من بيان كثرة مغفرته تعالى
لئلا ييأس المذنبون منها بكثرة الخطايا، ولكن لا ينبغي لأحد أن يغتر به
فينهمك في المعاصي : فربما استولت عليه، وحالت بينه وبين مغفرة الله
عز وجل. وإليك بيان ما فيه :

أسباب المغفرة :
الدعاء مع رجاء الإجابة : الدعاء مأمور به و موعود عليه بالإجابة ،
قال تعالى :

{ وَ قَالَ رَبُّكُمْ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ }
[غافر: 60]

عن النبي صلى الله عليه و سلم قال :

( إن الدعاء هو العبادة )
رواه الترمذي .

أخرج الطبراني مرفوعاً :

( من أعطي الدعاء أعطي الإجابة ، لأن الله تعالى يقول :
ادعوني أستجب لكم )

وفي حديث آخر :

( ما كان الله ليفتح على عبد باب الدعاء و يغلق عنه باب الإجابة )

شرائط الإجابة و موانعها وآدابها :
الدعاء سبب مقتض للإجابة عند استكمال شرائطه و انتفاء موانعه ،
و قد تتخلف الإجابة لانتفاء بعض شروطه أو آدابه ،
أو وجود بعض موانعه :

الحضور والرجاء :
ومن أعظم شرائطه حضور القلب مع رجاء الإجابة من الله تعالى .
أخرج الترمذي من حديث أبي هريرة رضي الله عنه ،
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :

( ادعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة ،
و إن الله تعالى لا يقبل دعاء من قلب غافل لاهٍ )

العزم في المسألة و الدعاء :
أي أن يدعو العبد بصدق و حزم وإبرام ، و لا يكون تردد في قلبه أو قوله
فقد نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يقول الداعي أو المستغفر
في دعائه واستغفاره :

( اللهم اغفر لي إن شئت، اللهم ارحمني إن شئت ،
ولكن ليعزم في الدعاء ، فإن الله صانعٌ ما شاء لا مُكْرِه له )
رواه مسلم .

الإلحاح في الدعاء :
إن الله تعالى يحب من عبده أن يعلن عبوديته له وحاجته إليه حتى
يستجيب له ويلبي سؤله، فما دام العبد يلح في الدعاء، ويطمع في
الإجابة، من غير قطع الرجاء، فهو قريب من الإجابة،
ومن قرع الباب يوشك أن يُفْتَح له .

الاستعجال و ترك الدعاء :
نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم العبد أن يستعجل ويترك الدعاء
لاستبطاء الإجابة ، و جعل ذلك من موانع الإجابة، حتى لا يقطع العبد
رجاءه من إجابة دعائه و لو طالت المدة ، فإنه سبحانه يحب الملحين في الدعاء
قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :

( يستجاب لأحدكم ما لم يعجل فيقول : قد دعوت ربي فلم يُسْتَجَب لي )
متفق عليه .

الرزق الحلال :
إن من أهم أسباب استجابة الدعاء أن يكون رزق الإنسان حلالاً ، و من
طريق مشروع، ومن موانع الاستجابة أن لا يبالي الإنسان برزقه :
أمن حلال أو حرام.
ثبت عنه عليه الصلاة و السلام :

( الرجل يمد يديه إلى السماء، يقول : يا رب ، يا رب ، ومطعمه
حرام ، ومشربه حرام ، وملبسه حرام، وغذي بالحرام،
فأنى يستجاب لذلك )
رواه مسلم .

وقال :

( يا سعد ، أطب مطعمك تكن مستجاب الدعوة )
. رواه الطبراني في " الصغير" .

صرف طلب العبد إلى ما فيه خيره :
من رحمة الله تعالى بعبده أن العبد قد يدعوه بحاجة من حوائج الدنيا ،
فإما أن يستجيب له أو يعوضه خيراً منها : بأن يصرف عنه بذلك سوءاً ،
أو يدخرها له في الآخرة ، أو يغفر له بها ذنباً .
روى أحمد و الترمذي، من حديث جابر ،
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :

( ما من أحد يدعو بدعاء إلا آتاه الله ما سأل ،
أو كف عنه من السوء مثله ، ما لم يدع بإثم أو قطيعة رحم )

و في المسند عن أبي سعيد رضي الله عنه
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :

( ما من مسلم يدعو بدعوة ليس فيها إثم أو قطيعة رحم إلا أعطاه
الله بها إحدى ثلاث : إما أن يعجل له دعوته، وإما أن يدخرها له
في الآخرة ، وإما أن يكشف عنه من السوء مثلها " . قالوا : إذاً
نكثر ؟ قال : " الله أكثر )

وعند الطبراني :

( أو يغفر له بها ذنباً قد سلف )

بدل قوله :

( أو يكشف عنه عن السوء مثلها )

من آداب الدعاء :
تحري الأوقات الفاضلة . - تقديم الوضوء والصلاة . - التوبة. - استقبال
القبلة و رفع الأيدي . - افتتاحه بالحمد والثناء و الصلاة على النبي
صلى الله عليه و سلم . - جعل الصلاة في وسطه و ختمه بها و بآمين .
- لا يخص نفسه بالدعاء بل يعم . - يحسن الظن بالله و يرجو منه الإجابة
. - الاعتراف بالذنب . - خفض الصوت .

الاستغفار مهما عظمت الذنوب : إن ذنوب العبد مهما عظمت فإن عفو الله تعالى و مغفرته أوسع منها وأعظم ، فهي صغيرة في جنب عفو الله تعالى و مغفرته . أخرج الحاكم ، عن جابر رضي الله عنه : " أن رجلاً جاء إلى النبي صلى الله عليه و سلم وهو يقول : و اذنوباه ، مرتين أو ثلاثاً ، فقال له النبي صلى الله عليه و سلم : قل : اللهم مغفرتك أوسع من ذنوبي ، و رحمتك أرجى عندي من عملي، فقالها ، ثم قال به : عد ، فعاد ، ثم قال له : عد ، فعاد ، فقال له : قم ، قد غفر الله لك " .