المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الحجج و المعجزات ( 5 - 5 )


adnan
01-18-2014, 11:09 PM
الأخت / بنت الحرمين الشريفين


الحجج و المعجزات ( 5 )

كلما تقدَّم العلم كشف جانباً من إعجاز القرآن الكريم :

أيها الأخوة الكرام؛ حينما نبحث في إعجاز القرآن العلمي، كأننا نضع
أيدينا على معجزاتٍرائعة.. ذات مرة قرأت هذه الآية:

{ كَلا لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ لَنَسْفَعاً بِالنَّاصِيَةِ*نَاصِيَةٍ كَاذِبَةٍ خَاطِئَةٍ }
[سورة العلق: 15-16]

يوجَد في رأسِ الإنسان دماغ، ونسبةُ هذا الدماغ إلى الجسم أعلى نسبة
في المخلوقات قاطبةً،لو أخذنا دماغ الحوت الأزرق، نسبة وزن الدماغ
إلى وزن الحوت قليلة، لو أخذنا دماغ الفيل، دماغ وحيد القَرن، دماغ
الكركدن، نسبة وزن دماغ أي حيوان إلى جسمه نسبة ضئيلة، أما أعلى
نسبة على الإطلاق هي نسبة وزن دماغ الإنسان إلى الإنسان، هذا الدماغ
فيه فصٌ جبهي، وهو أضخم الفصوص، في هذا الفص الجبهي تتم
المحاكمة، ويتم الحكم، ويتم الاستنباط، ويتم الاستنتاج،ويتم اليقين،
والإنسان هنا يتحرك، تتم الإرادة هنا، إنسان أراد أن يسرق، تبدأ السرقة
من فصه الجبهي، أراد أن يزني، يبدأ الزنا من فصِّه الجبهي، يقرر فيفعل،
هذا الفص الجبهي اسمه الناصية، ناصية الرأس مقدمته،
قال الله عز وجل:

{ كَلا لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ لَنَسْفَعاً بِالنَّاصِيَةِ*نَاصِيَةٍ كَاذِبَةٍ خَاطِئَةٍ }
[سورة العلق: 15-16]

فالكذب من الفص الجبهي، والخطأ من الفص الجبهي، والحديث
عن معجزات القرآن الكريم العلمية حديث طويل، بل كلما تقدَّم العلم
كشف جانباً من إعجاز القرآن الكريم.

العقل أودعه الله فينا كمقياس علمي
والفطرة جبلنا عليها كمقياس انفعالي :
أيها الأخوة الكرام، ليس هناك من مانع أن نتأثر بالمعجزات الحسية التي
ورد ذكرها في القرآن الكريم،
كقوله تعالى:

{ أَوْ كَالَّذِي مَرَّ عَلَى قَرْيَةٍ وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا قَالَ أَنَّى يُحْيِي هَذِهِ اللَّهُ بَعْدَ مَوْتِهَا
فَأَمَاتَهُ اللَّهُ مِئَةَ عَامٍ ثُمَّ بَعَثَهُ قَالَ كَمْ لَبِثْتَ قَالَ لَبِثْتُ يَوْماً أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ
قَالَ بَلْ لَبِثْتَ مِئَةَ عَامٍ فَانْظُرْ إِلَى طَعَامِكَ وَشَرَابِكَ لَمْ يَتَسَنَّهْ
وَانْظُرْ إِلَى حِمَارِكَ وَلِنَجْعَلَكَ آَيَةً لِلنَّاسِ وَانْظُرْ إِلَى الْعِظَامِ كَيْفَ نُنْشِزُهَا ثُمَّ نَكْسُوهَا لَحْماً
فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ قَالَ أَعْلَمُ أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ }

ولا مانع من أن نتأثر بالغ التأثُّر بقصة سيدنا إبراهيم عليه السلام:

{ وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِي الْمَوْتَى قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِنْ
قَالَ بَلَى وَلَكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي قَالَ فَخُذْ أَرْبَعَةً مِنَ الطَّيْرِ فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ
ثُمَّ اجْعَلْ عَلَى كُلِّ جَبَلٍ مِنْهُنَّ جُزْءاً ثُمَّ ادْعُهُنَّ يَأْتِينَكَ سَعْياً
وَاعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ * مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ
كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِئَةُ حَبَّةٍ
وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ }

وليس هناك من مانعٍ أيضاً أن تقرأ عن إعجاز القرآن العلمي، فتشعر أن
هذا الذي خلق الأكوان هو الذي أنزل القرآن، وأن هذا القرآن لا يأتيه
الباطل من بين يديه ولا من خلفه، ومستحيلٌ وألف ألف مستحيل أن تأتي
حقيقةٌ علمية تنقض آية في القرآن الكريم، لأن هذا القرآن كلامه والكون
خلقه، والعقل أودعه فينا كمقياس علمي، والفطرة جبلنا عليها كمقياس
انفعالي، وهكذا نجد أن القرآن الكريم كلام الله المعجز إلى أبد الآبدين.

والحمد لله رب العالمين