المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : لمن يريد النجـاة


adnan
01-20-2014, 10:06 PM
الأخت / بنت الحرمين الشريفين











لمن يريد النجــــــــــاة
https://mail.google.com/mail/u/0/?ui=2&ik=8c4e62fb9f&view=att&th=143aac54bb69385c&attid=0.4&disp=emb&zw&atsh=1
إن البلاد لا تعمر إلا بساكنيها , والدين لا يقوم إلا بأهله , ومتى قاموا به
نصرهم الله مهما كان أعدائهم ,
قال تعالى :

{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ *
وَالَّذِينَ كَفَرُوا فَتَعْساً لَهُمْ وَأَضَلَّ أَعْمَالَهُمْ }

وإذا كان الدين لا يقوم إلا بأهله فإن علينا - أهل الإسلام وحملة لوائه –
أن نقوم بأنفسنا أولاً , لنكون أهلاً للقيادة والهداية ,ومحلاً للتوفيق
والسداد . وإن الأجدر بنا أن ننطلق من البداية فنتأمل في شبابنا وما هم
عليه من أفكار وأعمال, كي ننمي منها ما كان صالحاً ونصلح منها ما كان
فاسداً , لأن الشباب اليوم هم رجال الغد , وهم الأصل الذي ينبني عليه
مستقبل الأمة فإذا صلح الشباب وهم الأصل , وكان صلاحاً مبنياً على
دعائم قوية من الدين والأخلاق , فسيكون للأمة مستقبل زاهر ,
ولشيوخها خلفاء صالحون إن شاء الله .
https://mail.google.com/mail/u/0/?ui=2&ik=8c4e62fb9f&view=att&th=143aac54bb69385c&attid=0.5&disp=emb&zw&atsh=1
https://mail.google.com/mail/u/0/?ui=2&ik=8c4e62fb9f&view=att&th=143aac54bb69385c&attid=0.6&disp=emb&zw&atsh=1
هل تأملتوا هذا الرجل
الذي احدودب ظهره وابيض شعره وتثاقلت خطاه وخارت قواه وسقط
حاجباه , وتناثرت أسنانه ؟ فهو يقوم بصعوبة , ويجلس بصعوبة , وينام
بصعوبة , ويصلي بصعوبة , وصوم بصعوبة , ويأكل بصعوبة ويشرب
بصعوبة , ويقضي حاجته بصعوبة !! هل تأملتوا هذا الرجل ؟ ألم يكن
شاباً مثلكم ؟ يعيش حياة الشباب .. ويسير سيرهم .. ويلهوا لهوهم ..
ويلعب لعبهم .. لقد ظن هذا الرجل أن أيام الشباب طويلة وأن قوة الشباب
قاهرة , وأن نظرة الشباب تزهو على الليالي والأيام!! واليوم .. وبعد أن
كبرت سنه , وضعف بنيانه , وتنوعت أسقامه , يبكي على ما ضاع من
عمره في اللهو واللعب , يبكي على قوة الشباب التي ولت , وعلى نضرة
الحيوية التي استبدلت بالكبر والشيخوخة , ويتمنى أن يعود إليه شبابه
وقوته ليصرفها في طاعة الله ومرضاته ..

ولكن ... ولكن ماذا ؟‍!
أظنكم تعرفوا الجواب .. فأنت ذو عقل راجح ولسان طلق وعضلات
مفتولة وقوة على التعبيربليغة , ولذلك اخترتك لتقرأ رسالتي هذه
إنها لكم لا لغيركم , نعم أنتم من أريد .. أنتم .. أنتم من أبحث عنهم طويل
السنين .. أنتم من أرق عيني التفكير فيكم , ومن أوجل قلبي شفقة عليه
اخترتكم لأنكم حفيد العزة, وصاحب ميدان الإباء والطموح , أنتم الذي في
قلبكم شجرة أصلها ثابت وفرعها في السماء ..أكتب لك هذه الكلمات من
قلب مفعم بالحب لكم وحدكم .. كلمات هي قطرات دم , وآهات نفس ,
ودموع عين , وزفرات قلب ... ولتعلم العلم اليقين أن ما خرج من القلب
وافق القلب ينتج الشيء الكثير ...

حديث الروح للأرواح يسري *** وتدركه القلوب بلا عناء

وقفات عجلى .. وكلمات حرى
ليس لك جامع إلا أنك قارئها ... ومن ثم

الأولى : بدون عنوان ؟‍! ..
ما الذي جعل أبو طالب – عم رسول الله صلى الله عليه وسلم – خالداً
مخلداً في ضحضاحٍ من النار بعد أن كان على قاب قوسين أو أدنى من
الإسلام ؟!! إن كنتم تعرفوا الجواب

فانتقل للوقفة الثانية ..
حيث إنكم قد فهمتوا المقصود وإلا فازدد علماً إنه يا إخوتي – صديق
السوء : أبو جهل - ‍عليه لعنة الله – وإن الأصدقاء على قسمين :
صديق مخلص , وفي إذا احتجت إليه كان نعم العون , وإن استشرته كان
نعم المشير وإن رآك على انحراف بين لك الصواب والطريق , وإن
جالسك كان نعم الجليس الصالح يمدك بالمعارف , ويحافظ على وقتك
بما هو نافع , مزاياه أكثر من أن تعد
قال تعالى :

{ الأَخِلاَّءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلاَّ الْمُتَّقِينَ }
[الزخرف :67]

والقسم الثاني : صديق الرخاء والسوء وهو من إذا رجا منك غرضاً أو
حاجة كان لك الصديق الحميم , لسانه أحلى من العسل وقلبه قلب ذئب ,
يموه الحقائق فيقلب الحسن قبيحاً والقبيح حسناً , ويسير بك نحو الغواية
والشقاية وهو متبرأ منك لا محالة , إن في الدنيا وإن في الأخرة
قال تعالى

{ وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلاً *
يَا وَيْلَتِي لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلاناً خَلِيلاً }
[الفرقان :27-28]

فاختر لنفسكم ما تشاؤن إما عداوة براءة أو صداقة ملازمة ..
https://mail.google.com/mail/u/0/?ui=2&ik=8c4e62fb9f&view=att&th=143aac54bb69385c&attid=0.7&disp=emb&zw&atsh=1
الثانية : وبكى إبليس !!
نعم بكى إبليس لما سمعها ويحق لكم أن تأنسوا إذا اسمعتم لها .. لكن قبل
أن تستأنسوا بها وتطيروا فرحاً معهم .. لا بد أن تأخذوا على نفسكم العهد
– وهذا ديدنكم – أن تعملوا به حتى تكونوا سعداً ولا تفرطوا بما يسعدكم
ويسليكم ... والآن جاء الموعد لتستمع لها ..
قال تعالى :

{ وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ
وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ *
أُوْلَئِكَ جَزَاؤُهُمْ مَغْفِرَةٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَجَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ
خَالِدِينَ فِيهَا وَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ }
[آل عمران :135-136]

القضية باختصارإخوتي الشاب قرار جرئ وشجاع تتخذه , وبعد ذلك يتغير
مجرى حياتك تلقائياً , ويهون ما بعده فهل تعجزوا عن اتخاذ هذا القرار ؟
لا أخالكم كذلك وأنتم الشاب الجريء في حياتكم كلها ..إن الوقت المناسب
لاتخاذ هذا القرار هو هذه اللحظة .. إن أي تأخير في اتخاذ القرار الذي
تجدد به حياتكم وتصلح به أعمالكم يعني بقائكم على الشقاء والظلام
إن هذا القرار نقلة كاملة من حياة إلى حياة من الظلام إلى النور من
التعاسة إلى السعادة من الضيق إلى السعة .. فبادر باتخاذ قرار التوبة
وبسرعة لتبكي إبليس وحزبه .

الثالثة : رأس المال
إن رأس مال المسلم في هذه الحياة هو الوقت , والوقت أنفس من المال
وأغلى , وإليك الدليل:ولو أن محتضراً وضع أمواله جميعاً ليزاد في عمره
يوم واحد .. هل يحصل له ذلك التمديد وتلك الزيادة ؟ ويكون تنمية رأس
المال بحفظه فيما ينفع من تلاوة القرآن وقراءة الكتب النافعة وزيادة
الأخوة في الله وصونه عما يضر من الملاعب والملاهي ثم مراقبة الله
تعالى في جميع المجالات والأزمنة والأمكنة فإن الله يراكم ويسمعكم
ويعلم ما يكنه ضميركم وأنتم مسئولون عن وقتكم في أي شيء قضيته
والأوقات محدودة والأنفاس معدودة فاغتنم حياتكم النفيسة واحتفظ
بأوقاتكم العزيزة فلا تضيعها بغير عمل ولا تفرطوا بساعات عمركم
الذاهب بغير عوض فإنكم محاسبون عليها ومسئولون عنها ومجازون
على ما عملتوا فيها ...

الرابعة : كن مساهماً
طالب الدنيا يساهم في كل فرصة مواتيه ولو بالقليل ولا شك أن
المساهمة في مجال الخير وفي كل أبوابه فضل عظيم وأجر كبير
بالكلمة والعمل والمال فإنكم لا تدرون بماذا يغفر لكم ؟ وماذا يقبل منكم ؟
يقول الرسول صلى الله عليه وسلم

( لا تحقرن من المعروف شيئاً ولو أن تلقي أخاك بوجه طلق )
( رواه مسلم )

ويقول صلى الله عليه وسلم

( اتقوا النار ولو بشق تمرة )
( رواه البخاري ومسلم )

ويقول صلى الله عليه وسلم

( إن العبد ليتكلم بالكلمة من رضوان الله لا يلقي لها بالاً
يرتفع بها درجات )
( رواه البخاري ).

الخامسة : نهاية المطاف
لعل خير ما نختم بها رسالتنا آية عظيمة تحكي رحلة .. وأي رحلة
سفر وياله من سفر
هي قوله تعالى :

{ كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ
فَمَنْ زُحْزِحَ عَنْ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلاَّ مَتَاعُ الْغُرُورِ }
[آل عمران:185]

نعم إخوتي إنها رحلتكم إلى الدار الآخرة ..إنه السفر الذي نسأل الله
أن تكون نهايته الجنة أستودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه ..