المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : القلب و العقل و المعركة الطاحنة


adnan
01-28-2014, 09:32 PM
الأخت / بنت الحرمين الشريفين














القلب و العقل و المعركة الطاحنة
https://mail.google.com/mail/u/0/?ui=2&ik=8c4e62fb9f&view=att&th=143d3d5fb89e1f02&attid=0.4&disp=emb&zw&atsh=1
من منا لا يواجهه معركة بين قلبه وعقله القلب يريد شيئا والعقل يريد
شيئا آخر كل منهما على رأيه ولا مجال للنقاش والحوار مستبدان عنيدان
كل منهما يريد أن يثبت رأيه وانه هو الأحق باتخاذ القرار
دون أن يسمع احدهما الأخر
https://mail.google.com/mail/u/0/?ui=2&ik=8c4e62fb9f&view=att&th=143d3d5fb89e1f02&attid=0.5&disp=emb&zw&atsh=1
فالقلب يريد
حبيبا

والعقل يريد
علما وأعمالا تنشطه

فالقلب يريد
عواطفا ومغامرات

والعقل يريد
الاتزان والرزانة

فالقلب يريد
المجازفة

والعقل يريد
التفكير العميق

العقل يريد
مصاحبه الكتاب

والقلب يريد
سماع أغاني الغرام

وبين هذه المعارك التي تدور واختلاف أراء العقل والقلب نضيع نحن
وندخل دائرة اليأس والحزن والقهر ونفقد السيطرة على أنفسنا لأننا
لم نستطع أن نتبع احدهما لان كلاهما مبدعان بالإقناع وباختراع الحجج
والبرهان ولا تنتهي هذه المعركة الطاحنة إلا بموت الإنسان ..

حـوار المضغتين
https://mail.google.com/mail/u/0/?ui=2&ik=8c4e62fb9f&view=att&th=143d3d5fb89e1f02&attid=0.6&disp=emb&zw&atsh=1
هتف العقل بالقلب قائلا:
لماذا أوردتني هذا المورد؟

أجاب القلب العقل:
و هل باليد حيلة لمن على الحبيب تعود؟

ثار العقل :
و تقر بذلك و على نفسك تشهد؟

ارتبك القلب:
أيستحيي من لديه حسن المقصد؟

غضب العقل:
لم أدري أيها العنيد أنك ساذج إلى هذا الحد

طأطأ القلب رأسه مجيبا:
فكيف الخروج يا من له الذكاء أسند

صرخ العقل:
أنت المسؤول فابحث عن حل و إلا سأرغد و أزبد

رفع القلب رأسه:
بل أنا إذا غضبت ستتعب و تجهد و لن يحلو لك مرقد

ارتجف العقل:
أتهددني و تتمرد و أنت من لراحتي أفسد

رد القلب:
أنا موطن الأحاسيس و علي الحياة تعتمد

أجاب العقل:
أتقارن نفسك بي و أنا أساوي العسجد

ضحك القلب:
لي أسلحة لا تملكها يا صاحبي فلا تحسد

اكفهر وجه العقل:
عن أي أسلحة تتحدث و أنت من القوة مجرد و علي تتمرد

القلب:
أسلحتي فتاكة للفرحة تفسد و للحياة تنكد...

العقل مقاطعا متهكما:
أخفتني ألا ترى أني أرتعد

القلب مستدركا:
إذا أحببت ستفرح و إن كرهت ستعيش في كبد، سينفر الناس منك
و بالنعيم لن ترغد، إن كنت عنيدا يا صاحي فأنا أعند، و إن كنت ودودا
فأنا أود و في ميزان القوة أنا أشد، إن لم ترتدع و توقرني رميتك في بئر
قعره من النجم أبعد، هو الحزن يا صاحبي فهل لك عليه جهد، أحب و أكره
أغبط و أحسد، أصفح و أسامح و لكني قد أحقد، إذا عاديتني خسرت
و إذا صادقتني تسعد... أيها العقل أعلم أنك هبة الرحمان و ميزة الإنسان
و لكني مضغة إذا صلحت صلح كل الجسد و إذا فسدت فغيرها أفسد

العقل متلعثما مبتسما:
بل سأصاحبك فما لهذا الإنسان إذا تخاصمنا و كيف سيسعد
https://mail.google.com/mail/u/0/?ui=2&ik=8c4e62fb9f&view=att&th=143d3d5fb89e1f02&attid=0.7&disp=emb&zw&atsh=1
القلب متنهدا:
فكيف الخروج يا صديقي من هذا المورد

العقل رافعا هامته:
أنا العقل لا يقهرني شيء حين أشمر و أئتزر و للعزم أعقد، فأعني
على نفسك بكثرة الخطى إلى المسجد

أمسك القلب بيد العقل و انصرفا و كل منهما للحب و السكينة ينشد
هذه قصة المضغتين فاحمد الله عليهما أيها الإنسان و له اسجد،
و استخدمهما في طاعته و إياه أعبد